لماذا أغلقت حسابي على فيسبوك ؟



محمد عبد الكريم يوسف
2021 / 9 / 20

بقلم : سيلستين تشاو
ترجمة : محمد عبد الكريم يوسف
مراجعة : سوسن علي عبود


مرحبا . في شهر تشرين الأول من عام 2016 حذفت صفحتي على الفيسبوك والتي كانت تستحوذ على 20800 معجب . وحتى أكون دقيقة فقد أوقفت فعاليتها والصفحة الآن غائبة عن الشبكة تماما . في هذا المقال سأروي لكم أسباب إغلاق صفحتي .
مشكلة الفيسبوك :
في حقيقة الأمر لم يضف لي فيسبوك أية قيمة كمديرة ومالكة لعملي . وحدث أن أغلقت سابقا حسابي على فيسبوك في عام 2011 لأنه كان أداة سيئة في عملي إذ لم يحقق لي أية فائدة تذكر . ثم أعدت الحساب مرة أخرى على أمل فصل حياتي الاجتماعية عن عملي وحصلت على حوالي /5000 / صديق .
لكنني خلال السنوات السابقة ، أشعر أن فيسبوك قد غير سياسته كمنصة عظيمة محتملة للشعور بالرضا العام ومناقشة القضايا الهامة وصار أداة لنشر البذور السلبية ومكانا لزيادة الشعور بالتمرد وعدم الرضا ونشر الأخبار الكاذبة وخاصة فيما يخص القضايا الساخنة في العالم كما حدث في انتخابات الرئاسة الأمريكية عام 2016 .
لماذا حدث ذلك ؟ أنا كمالكة لصفحة على الفيسبوك كان أكبر ألم تعرضت له هو أن خوارزمية الفيسبوك انحدرت كثيرا مع الوقت لتركز بشكل كبير على الارتباط التي يحصل عليها المستخدم أكثر من جودة المادة المنشورة . ومصطلح الارتباط يعني حالات الإعجاب والتعليقات والمشاركات خلال فترة قصيرة من الزمن وفيسبوك يعتبر هذه الحالة أخبارا تستحق المشاهدة ويدفعها قدما للمزيد من الناس .
من جانب آخر ، في حال لم يحصل المنشور الذي تضعه على فيسبوك على حالات الإعجاب اللازمة أو التعليقات أو المشاركات خلال مدة قصيرة من الزمن فإنه يتعرض للكبح والتراجع . وهذا هو السبب الذي يفسر حالتك إذا كنت مالكا لحساب على فيسبوك منذ العام 2010 ، فإنك بالتأكيد ستلاحظ أن حالة الوصول العضوية ستنحدر من 100% إلى 1-2% بعد عدة سنوات بدل أن ترتفع .
مشكلة استخدام قضية الارتباط كمفتاح للقياس :
ما هي مشكلة استخدام الارتباط لتقييم جودة المنشور على فيسبوك؟
المشكلة هي أن الارتباط يعتبر مقياسا جيدا لمعرفة قيمة المنشور الذي تضعه على فيسبوك عندما يتاح لك الوقت الكافي لقراءة المنشور والتفكير به والتعمق بكل ما يظهر على جدار فيسبوك .
لكن لا أحد يمتلك الوقت الكافي اليوم . نحن اليوم نعيش في عصر سريع . والناس منهمكون في تأمين متطلباتهم بسبب ضغوطات الحياة . والحسد والغضب والخوف يسيطر على حياتنا العامة والخاصة . ونشعر أننا عرضة للضغوطات طوال الوقت . ونلاحظ التراجع في كل مكان تقريبا وتغيب الحوافز من أمامنا باستمرار .
لهذا السبب ، يستخدم الكثيرون الفيسبوك كأداة للهروب من واقعهم لا للتفكير فيه. ويستخدم الكثيرون فيسبوك للتغلب على حالات الملل التي لا يعرفون كيف يجدون لها الحلول والتي تطوق حياتهم فيجدون أنفسهم ميالين للارتباط بالمحتوى البسيط كالانطباعات الشخصية وصور السلفي أكثر من المعلومات الطويلة التي قد تحمل لهم الشيء المفيد .
وينتج عن ذلك أن المحتوى الذي يحقق أعلى نسب من الارتباط على فيسبوك هو ذاك الذي يجد للناس متنفسا ومهربا من الحياة أو ذاك الذي يثير الغضب والاحتجاج وتنفيس الاحتقان على حساب المحتوى الجميل الذي يدفع الناس للتأمل والتفكير في المواضيع الهامة والقضايا الجادة في الحياة التي تساعد في تحقيق الذات وتطور الحياة الشخصية وأيضا على حساب المحتوى الذي يشغل ملكات العقل كالبحث العلمي والمقابلات الطويلة الأجل والأفكار المبدعة الخلاقة .
وهذا يعني ببساطة أنه :
عندما تضع صورة سلفي معدلة ومجملّة بجانب منشور فإن صورة السلفي بشكل آلي تربح لأنها تعتمد على خوارزمية فيسبوك وأنت لا تحتاج الكثير من التفكير لمعالجة صورة السلفي .
عندما تضع أخبارا مزيفة مع عناوين كاذبة بجانب قصة أخبار حقيقية مع عنوان ممل فإن الأخبار الكاذبة ستفوز لأن الأخبار الكاذبة تستطيع أن تحقق وتسهل الطريق لردود الأفعال السريعة بسبب محتواها العبثي الكاذب . وهذا ما حدث عندما حصلت جريدة نيويورك تايمز في يوم واحد على 350000 إعجاب بسبب نشرها خبرا كاذبا . وقد أعيد نشر الخبر على موقع ريديت ولفت انتباه الكثير من الصحفيين الحقيقيين . المؤسف أن خبر تصحيح الخبر الكاذب لم يحقق أي حالات إعجاب ولم يلفت انتباه أحد .
وعندما تضع تعليقات خفيفة على جدارك بجانب مقالة طويلة تحتوي معلومات مفيدة وشاملة وفريدة فإن التعليقات الخفيفة ستفوز لأن المحتوى القصير أسهل وأسرع في المعالجة من المحتوى الطويل على فيسبوك .
والشيء الذي يصب الزيت على النار ويدمي القلب أكثر هو أن فيسبوك وعن سابق قصد وعمد يحد من وصول المحتويات ذات الروابط الخارجية عن منصته ( كأن تضيف رابط فيديو على يوتيوب مثلا ) لأنه يريدك دوما أن تبقى داخل حديقته المسورة جيدا وهذا يعني أن المنشورات الخارجية ذات المحتوى الجيد والفيديوهات صعبة الانتشار في مجتمع فيسبوك . وهذا يخلق حالة الصدى في الغرفة بحيث يبقى مستخدمو ومشاهدو فيسبوك في نفس الاطار ويكررون نفس الأفكار والآراء على حساب التمتع برؤية الجديد والمفيد مما هو منشور خارج منصة فيسبوك .
ولا داعي لأن أذكركم أن مستخدمي فيسبوك الذين يرتبطون بمنشور على جدار المنصة في الغالب لا يقرؤن المنشور . فالكثيرون يضعون إعجاب أو تعليق اعتمادا على المعلومات المذكورة في العنوان وعلى أساس افتراضهم واعتقادهم حول ما يمكن أن يذكر في المنشور من دون قراءة . وقد عانيت كثيرا في ذلك من خلال منشوراتي فقد انتقد البعض محتوى منشوراتي من دون قراءتها. وهذا يعني ببساطة أن المنشورات التي تراها على سلسلة أخبار فيسبوك هي منتخبة بواسطة ردود أفعال أناس يشاهدون المنشورات و يضعون عليها إعجاب وقد لا يضعون والأمر بالنسبة لهم ليس مسألة جودة أو قراءة أو غير ذلك .
وهذا يقود للمشكلة الرئيسية : أنا أشعر أن اتجاه موقعي ومحتواه لم يعد متوافقا مع سياسة فيسوك من الآن فصاعدا . وعلى الأقل ناحية استخدام الفيسبوك لخوارزمية متوافقة مع تطلعاته بدءا من عام 2016 . ويمكن أن ألخص الأسباب بما يلي :
ليس لدي أدنى اهتمام بكتابة المنشورات التي تستحضر ردود الأفعال. والعديد من ردود الأفعال صاخبة وهي ليست مؤشر على قدرة المحتوى على احداث التغيير المجتمعي .
لا أرغب في التعامل مع أناس يضعون ردود أفعالهم خلال 2-3 ثواني من مشاهدة الكتابة .
وأنا لا أهتم إن وضع الناس " إعجاب " أو تعليق على منشوراتي على فيسبوك . أنا أريد أناسا يفكرون فيما أكتب ويقاربون الموضوع من منطلق هل بالإمكان إحداث تغيير أو تطبيق تلك الأفكار على حياتهم . وهذا قد يستغرق عدة أيام وأحيانا أسابيع أو أشهر . وليس ثواني أو دقائق أو ساعة من الزمن . وأتمنى أن يمرر الناس مقالاتي ومنشوراتي لأصدقائهم وعائلاتهم إن وجدوها مفيدة .
لكن عندما يمارس فيسبوك سياسة القمع والكبح لوصول الصفحة إلى أكبر عدد ممكن إلا في حالة كسب هذه الصفحة لعدد كبير من حالات الارتباط خلال ساعة واحدة أو أكثر بقليل . لقد كانت هذه الطريقة في قمع المحتوى الخارجي مشكلة كبيرة بالنسبة لي . فعندما لا تحصل منشوراتك على الارتباط الكافي بسرعة على أساس عدد حالات الإعجاب والتعليقات والمشاركات فإن منشورك التالي سيصل إلى عدد أقل من المتابعين وسيتكرر ذلك حتى لا تصل منشوراتك إلى أي شخص .
وحتى يصل منشورك إلى أكبر عدد من الناس ومن ضمنهم أولئك الذين وضعوا " إعجاب " على صفحتك أنت تحتاج لاستخدام ميزة الترويج والدعم من فيسبوك وعليك أن تدفع للشركة مقابل هذه الخدمة . وهذا الإعلان نجده على صفحاتنا في فيسبوك " خدمة الترويج " . لكن لماذا ؟ هناك الكثير من الناس الذين اشتغلت بجد للحصول على كسب المزيد من حالات " إعجابهم " ثم تدور الكرة مرة ثانية لتعود بك إلى فيسبوك ولتدفع له مقابل الترويج ثم مرة بعد مرة تسقط في فخ الاعتماد عليهم في ترويج منشوراتك والحصول على المزيد من حالات الإعجاب المزيفة التي لا قيمة لها والتي تكون أنت قد اشتريتها من فيسبوك .
وتبقى خوارزمية فيسبوك في حالة تغير مستمر لتوليد الربح المادي والمزيد من الربح المادي والهدف المعلن جهارا لدى فيسبوك كشركة هو تحقيق المزيد من الربح المالي وبالتالي ستجد أن الوصول العضوي الفعال والجيد والمحتوى ذي الروابط الخارجية ينخفض بالتدريج . وقد حقق فيسبوك بسبب هذه السياسة أعلى ربحية ضمن الشركات الكبرى خلال الربع الثالث من عام 2016 . وهذا النمو يتم على حساب المستخدم الذي يتعب بازدياد .
كيف يتم تقييم سلسلة الأخبار الخاصة بك على فيسبوك ؟
يحدث نفس الشيء الذي يحدث مع تغذية محتوى حسابك على فيسبوك . فتبقى معظم المنشورات على شريط الأخبار الخاصة بك طالما أن الناس يتفاعلون معها وبالتأكيد الأخبار الأسرع في البقاء هي تلك التي تتعلق بصور السلفي أو اللمسات الناعمة أو التعليقات القصيرة والتعليقات الأكثر إثارة بالتأكيد هي التي تخاطب العواطف خلال دقائق والأخبار التي تمس الظلم الاجتماعي والأخبار المتعلقة بالصراعات والهيجان الشعبي . و/ أو الخيال الشعبي مثل فيديوهات الأطفال والقطط . والنشر هنا لا يتعلق بالقيمة الفكرية الحقيقية لهذه المنشورات .
السؤال الذي تحتاج أن تسأله لنفسك : هل تشعر أنت بالرضا عندما تتلقى باستمرار تفاعلات تخص منشورك على أساس التصويت الزائف الذي يوضع على شريط الأخبار الخاص بك لمجرد ردود أفعال متعجلة لا قيمة لها ؟ أم أنك تبحث عن شيء أعمق بكثير من ذلك باستخدام مواقع التواصل الاجتماعي ؟ في السيناريو الأول سوف تستمر في تلقي الضجيج والشعور بالتعب وسوف يصبح وجودك على منصات مواقع التواصل غير سليم وغير صحي نظرا لأن التعليقات التي تصلك على منشورك لا تساهم في إحداث أدنى تغيير في حياتك. وهذا هو السبب الذي يكمن خلف زيارتك المتكررة كل عشرة دقائق لفيسبوك فأنت تبحث عن شيء أنت متعطش له وهو معرفة المزيد وللأسف أنت تنتظر السراب لأنك لن تجد ما يروي غليلك نحو معرفة ما تنتظره.
وكمالك لصفحة على الفيسبوك لا أستطيع أبدا مقاومة الشعور بالرغبة في التجوال بين الصفحات حيث أجد نفسي مدفوعة لكتابة منشورات تستقطب أكبر عدد من ردود الأفعال والمعجبين وأحاول أن أحصل على ردود أفعال من الناس الذين أعجبوا بصفحتي لأول مرة .
كل هذا الأمر لا يهمني أبدا . فأنا أفضل التركيز على خلق جو فكري عميق ومحتوى ثقافي جيد يخدم القراء أكثر من الارتباط بضجة التعليقات السطحية والإعجاب التي لا قيمة له . هدفي هو تقديم المعلومات المفيدة التي يحتاجها الناس في حياتهم . هدفي ليس خلق الالتصاق بالصفحات وشد المستخدم لمعلومات لا يحتاجها .
وأنا أعتقد أن من واجبي التركيز على خلق المحتوى الذي يهم القراء والمتابعين وليس شد الناس لكتابة التعليقات السطحية والإعجاب المتسرع بما يكتب . يهمني أن أجذب القارئ لصفحتي وكتاباتي الرصينة في كل مرة يحدث المتصفح صفحته .
وحتى لو حصلت على أكبر قدر من المشاركات والتعليقات والإعجاب فمن المشكوك به أن هذه التعليقات صادقة أو تأتي من الناس الصادقين المهتمين بالموضوع الذي تكتب فيه .
لهذه الأسباب مجتمعة حذفت صفحتي من فيسبوك . وكنت قد تأملت القضية لمدة طويلة وخلصت لهذا القرار وكنت على يقين أنني سأصل إليه . وفي لحظة من اللحظات شعرت أنه من المضحك أن تدير صفحة على فيسبوك تستهلك وقتك وتؤلمك وتتعبك وأنت لا تكسب منها شيئا لا أصدقاء ولا مال ولا تفاعل حقيقي وفائدة ترتجى . وهناك الكثير من الإشارات التي ساهمت في اتخاذ هذا القرار مثل الرسائل الطفيلية والتحاليل الفارغة ومحتوى الفيسبوك الذي يدفعك لشراء مساحات إعلانية كاذبة . بالإضافة إلى التنبيهات الكثيرة التي لا نهاية لها والتي لا تحمل في محتواها هدفا محددا يمكن الوثوق به والترويج لبيع الإعلانات على فيسبوك والتي لا يمكنك أن تتكيف معها .
القضية الأساسية التي دفعتني لتأسيس صفحة على فيسبوك هي رغبتي في التواصل مع أصدقائي ولأنني تيقنت الآن أنني أستطيع التواصل مع من أحب من دون كل هذا الضجيج والضوضاء العارمين. ويمكنني أن أبني علاقات تعتمد على التفاهم المتبادل من خلال البريد الالكتروني أو موقعي على الانترنت بحيث أستطيع أن أعرف متى وصلني البريد الإلكتروني ومتى أرد عليه بهدوء بعيدا عن ضوضاء خوارزميات مواقع التواصل الاجتماعي وفيسبوك .

كيف يمكنني أن أستخدم فيسبوك كحساب شخصي؟
الآن وقد ذكرت القضايا التي تخص صفحة الفيسبوك الخاصة برجال الأعمال والشخصيات الهامة أما في حالتي كمستخدم عادي لصفحة الفيسبوك فأنا أختار عمدا وقصدا اختيار الأصدقاء في حالة الصفر أي لا أحد من الأصدقاء يستطيع التواصل معي وفي هذه الحالة يكون فيسبوك مفيدا . فالماسنجر يكون في متناول اليد وخاصة بعد إبطال مفعول زر التبليغات بشكل دائم ويمكنك في هذه الحالة استبعاد الرسائل غير المرغوبة بحيث لا تستطيع أن تراها بعد . وفي حال عدم وجود أصدقاء لديك فإنك تبتعد عن مشكلة فلترة شريط تغذية الأخبار لديك والابتعاد عن ضجة خوارزمية فيسبوك . أنا أنضم فقط للمجموعات التي أود أن أكون جزءا منها وأنا أمتلك حرية مغادرتها حيث شئت . ثم يمكنني أن أدقق ملفات المشتركين عندما تكون متاحة للجميع وأستطيع أن أرسل رسائل مباشرة للأصدقاء للاستفسار عما يفعلون وأعتمد على التواصل المباشر معهم .
وحتى أكون صادقة وواضحة إلى أبعد حد ، يجب أن أشير إلى أن خوارزمية الفيسبوك تعمل جيدا وبشكل أساسي في بعض الحالات وخاصة عندما يكون المحتوى مثيرا لردود الأفعال ويحرض على النقاش والملاحظات السريعة والنصائح البسيطة وحتى عندما يتم تكرار نفس الشيء مرات ومرات وعند ذكر الاقتباسات القصيرة وقصص الناس وصور السيلفي والمنشورات التي تثير الجماهير والنقد والمعلومات الصادمة والعواطف الجياشة .
أما إذا استثنيت الاقتباسات الملهمة والنصائح المبسطة ، فأنا أعتقد جازمة أن العالم يحتاج للفكر العميق الذي يعالج القضايا الكبيرة ويجد أجوبة للأسئلة الكبرى وليس الاعتماد على المحتوى المبسط أو الساذج الذي يخاطب عقول القردة . ليس لدي أدنى رغبة في الانخراط بالضجة المفتعلة من قبل خوارزمية فيسبوك أو التواصل معكم عبرها .
أما لماذا أبطلب مفعول الصفحة ولم أحذفها فالسبب يعود إلى أنني اعتقد أن فيسبوك قد يغير نفسه يوما ويتغير . وفي حال صار فيسبوك يعمل على أرضية ايجابية ويشارك الأفكار العميقة والمحتوى الجيد القيم ، آنئذ فقط سأكون سعيدة في الانضمام إليه كمالكة لصفحة أعتز بها .

العنوان الأصلي والمصدر:
Why I Deleted My Facebook Page with 20,800 Likes By Celestine Chua https://personalexcellence.co/blog/delete-facebook/2018