من نزيهة الدليمي العراقية.. إلى نجلاء بودن التونسية!



محمد علي حسين - البحرين
2021 / 10 / 11

الإثنين 11 اكتوبر 2021

كلّف الرئيس التونسي وبعد طول انتظارٍ وترقب السيدة نجلاء بودن رمضان برئاسة الحكومة وتشكيلها في سابقةٍ عربية لتكون السيدة نجلاء أول رئيسة وزراء في عالمنا العربي ولتسجل اسمها حتى بالتكليف بالريادة كامرأة.

ومع التكليف تداعت ذاكرة جيلنا المخضرم واستعانت بالبحث في المصادر عن المرأة في المشاهد الوزارية ومناصبها الحكومية الأبرز، فاستذكرنا اسم نزيهة الدليمي وبحثنا عن سنة تعيينها كوزيرة في حكومة العراق إبان حكم عبدالكريم قاسم وبعد ما عرف بثورة 14 تموز عام 1958م وبذلك كانت الناشطة وعضو الحزب الشيوعي العراقي آنذاك أول امرأة تتسلم الوزارة ليس في العراق ولكن في الوطن العربي، وهي من مواليد بغداد عام 1923 وشغلت منصب وزير البلديات.

لكنها لم تستمر في الوزارة إلا بضع سنوات، حيث أطيح بحكم عبدالكريم قاسم عام 1963 «فبراير» واقتيدت من كرسي الوزارة إلى السجن لتواجه حكمًا بالإعدام تم تخفيضه إلى المؤبد مع الأشغال الشاقة.

وهكذا هو تقلب الأيام والأعوام، فنزيهة التي هتف أنصار الشيوعيين العراقيين بعد استلامها المنصب الوزاري «نزيهة صارت بالحكم» وهي نزيهة نفسها التي هتف البعثيون بعد سجنها «نزيهة صارت بالسجن» في تبادل شعاراتٍ كيديةٍ بين الحزبين وتلك «حكمة» الأحزاب في الصراع السياسي!!.

ومن أول امرأة عربية تصل بالانتخاب إلى البرلمان تختلف المصادر حولها فبعضها «المصادر» يذكر اسم السيدة راوية عطية التي انتخبت عام 1957م بعد سيرة من العطاء الاجتماعي والسياسي الكبير فيما تذكر مصادر أخرى أن السيدة فاطمة ابراهيم من السودان وعضو الحزب الشيوعي السوداني كانت هي أول امرأة تنتخب لعضوية البرلمان عام 1956م.

فيديو.. نجلاء بودن أول رئيسة حكومة في تاريخ البلاد.. ترحيب واسع من التونسيين
https://www.youtube.com/watch?v=aVLSY0ZUf-U

أما أول امرأة عربية تتولى رئاسة البرلمان فهي السيدة الإماراتية الأستاذة أمل عبدالله جمعة القبيسي التي انتخبت لمنصبها عام 2015 لتسجل ريادة لها وللمرأة الإماراتية بشكل عام وفي البحرين أول امرأة تصل إلى قبة البرلمان هي السيدة لطيفة القعود التي فازت بالمقعد في انتخابات عام 2002.

وسوف نلاحظ إن فوز امرأة بحرينية بمقعدٍ في البرلمان جاء مع انتخابات في عهد صاحب الجلالة الملك المفدى وبعد تدشين مشروع الإصلاح الكبير، فالمرأة البحرينية لم تحصل في انتخابات عام 1973 حتى على حق الانتخاب حين وقفت ضد ذلك الاقتراح «الكتلة الدينية» كانت تسمى بقيادة عيسى قاسم وعبدالأمير الجمري، وبعد ذلك طالبت الكتلة بمنع الاختلاط في التعليم ما بعد الثانوي ولكن اقتراحهما سقط بالإجماع.

وفي عودة إلى تكليف نجلاء بودن رمضان برئاسة الحكومة بتونس، فإن أغلب المعلقين السياسيين قالوا وكتبوا ما معناه «ليست محسودة» على التكليف وعلى المنصب، فالحالة التونسية كما لا يخفى على الجميع تمر بمخاضات وتقلبات سياسية صعبة بل شديدة الصعوبة والوعورة كما وتمر بمشاكل اقتصادية كبيرة وملفاتها الاجتماعية عالقة منذ فترة ليست بالقصيرة ناهيك عن ملفاتٍ أخرى أكبر.

أحد المعلقين التونسيين كتب «أيًا كانت نتائج تجربتها في قيادة ورئاسة الحكومة فالسيدة نجلاء شجاعة كونها قبلت التكليف في هذه الظروف التي يهرب منها الرجل والعتاة السياسيون»، فيما بدا المشهد التونسي العام مرحبًا بتكليفها على الأقل هذا ما تابعناه في تغطيات بعض الفضائيات العربية والأجنبية لآراء المواطنين التونسيين بعد تكليفها بالمهمة الأصعب في حياتها وسيرتها كما قال مراسل عربي من تونس العاصمة.

وكما ذكرنا «عمودنا» اليوم إطلالة بانورامية سريعة أملاها علينا تكليف السيدة نجلاء بودن رمضان برئاسة وتشكيل الحكومة التونسية بعد طول ترقبٍ وانتظار.

بقلم الكاتب الصحفي البحريني سعيد الحمد

فيديو.. نجلاء بودن: الحكومة التونسية ستتكون من كفاءات قادرة على إحداث الفارق
https://www.youtube.com/watch?v=intHvP4fRMo


نزيهة الدليمي.. حياة مليئة بالكفاح ونكران الذات!

السبت 29 ابريل 2017

في حديث عن الذكريات كتبت التقدمية خانم زهدي في طريق الشعب العراقية ان الذكريات تتسابق، وفي الذاكرة الكثير مما لا مجال ذكره في مقال واحد عن حياة مناضلة كبيرة كحياة نزيهة الدليمي، انها حياة مليئة بالكفاح ونكران الذات.

عن هذه المرأة التي خاضت معترك الصراعات ولم تغادر لحظة واحدة موقعها الوطني والأممي المنحاز للمرأة والاستغلال الوطني والديمقراطية والاشتراكية تقول: تركت الفقيدة نزيهة بصماتها في كل مجالات أسهمت فيه، وشاركت وبمسؤولية عالية في الحركة النسائية الديمقراطية وفي الحركة الوطنية وحركة السلام، وفي مختلف الظروف والازمات والمحن التي مرت على العراق، وفي مختلف مراحل حياتها، منذ ان كانت طالبة في كلية الطلب، وبعد تخرجها عملت كطبيبة في اماكن مختلفة في العراق، وقد اصبحت عيادتها عيادة للفقراء.

وتروي زهدي، كيف تعرفت نزيهة على معاناة الناس ومشاكل المرأة عن قرب، وأصدرت كتابًا حول ذلك بعنوان: المرأة العراقية، وفي السنوات الأخيرة من الحرب العالمية الثانية ساهمت الفقيدة في 1944 في تأسيس جمعية مكافحة الناشية والنازية النسائية، التي فضحت النازية والفاشية وأهوال الحرب وجرائمها وبقرار من اعضائها تحولت هذه الجمعية إلى جمعية نسائية باسم رابطة نساء العراق، وبرئاسة السيدة عفيفة رؤوف وكانت الدكتورة نزيهة في هيئتها الادارية وغيرها كالدكتورة عفيفة البستاني وروز خدوري وسعدية الرحال وفكتوريا نعمان.

وقد كان نشاط الجمعية يتمثل في محو الأمية وتوعية النساء وعقد ندوات ثقافية وكانت لها مجلة باسم تحرير المرأة وكانت نزيهة ابرز محرراتها.

وتستكمل زهدي حديثًا: لقد اغلقت الجمعية مع المجلة في 1947 بعد اعلان الحكومة الرجعية عن حملتها الارهابية على الحريات العامة.. ومع انتماء المناضلة نزيهة إلى الحزب الشيوعي العراقي حددت اختيارها الحاسم في النضال في صفوف الحركة الماركسية.

في تلك الفترة كان العراق ترزح تحت الحكومات العملية للاستعمار وكانت النساء العراقيات محرومات من كافة الحقوق في العمل والحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، فالعلاقة بين حرمان المرأة من الحقوق الانسانية ومشاكل الشعب علاقة عضوية لا يمكن تجزئتها ومن هنا تمكنت المناضلة نزيهة وقريناتها من طرح القضية في الاطار التالية، أولاً: حلّ مشكلة المرأة يرتبط ارتباطًا عضويًا بحل مشكلات الديمقراطية في المجتمع، ثانيًا: تحقق المرأة اهدافها بالكفاح المنظم ضد اعداء الوطن. ثالثًا: مشكلة المرأة مشكلة عالمية، تهم نساء العالم، ويتعين ان ترتبط بنضال نساء العالم، وفي هذا الاطار سارت المناضلة في نشاطها بعزم نافذ وصبر جميل.

وهكذا اصبحت المناضلة نزيهة شخصية نسائية عالمية في الحركة النسائية العربية والعالمية.

بقلم الكاتب البحريني فهد المضحكي

لقراءة المزيد أرجو فتح الرابط
https://www.alayam.com/Article/courts-article/406015/Index.html

**********


د. نزيهة الدليمي.. سيرة مضيئة

صباح الثلاثاء 9 تشرين الاول 2007 توفيت الشخصية الوطنية والاجتماعية البارزة، الرفيقة الدكتورة نزيهة الدليمي في المستشفى بمدينة هيرديكه الالمانية، عن 84 سنة.

ولدت الفقيدة في بغداد سنة 1923، والدولة العراقية الحديثة في مهدها بعد. ونشأت في كنف اهلها متوسطي الحال، ووالدها الموظف الذي عرف بنزاهته والمتعلم المحب للاطلاع والمعرفة.

حين بلغت العشرين من العمر، كانت واحدة من طالبات معدودات يدرسن في كلية الطب ببغداد. وفي الكلية تأثرت بزميلاتها وزملائها المتنورين، المنشغلين بهموم الوطن والناس. وعن طريق احدى زميلاتها تعرفت على "الجمعية النسوية لمكافحة الفاشية والنازية" واطلعت على نشاطاتها ثم راحت تشارك فيها مباشرة وبحيوية. وفي ما بعد، حين تم تبديل اسم الجمعية الى "رابطة نساء العراق" اصبحت، وهي بعد طالبة في الكلية، عضوا في هيئتها الادارية.

وفي اجواء الكلية، بدأت نزيهة تتعرف على الحزب الشيوعي العراقي، وتطلع على مواقفه ونهجه وفكره، وتنجذب اليه وتقترب منه. وفي عام 1947 تم ترشيحها لعضوية الحزب، وبعد سنة من ذلك نالت العضوية. وكانت آنذاك قد انهت دراستها وتخرجت طبيبة.

وفي تلك السنة 1948 انخرطت بنشاط في وثبة كانون الشعبية ضد معاهدة بورتسموث الاستعمارية، وفي عموم الفعاليات النضالية الوطنية التي كانت تشهدها البلاد، وقد مكنها اسهامها المتزايد في العمل السياسي الوطني واطلاعها على معاناة الشعب ومكابدته في ظل جور الحكام والتخلف الاجتماعي، من ادراك الترابط العميق بين النضال من اجل الاهداف الوطنية والكفاح في سبيل التقدم الاجتماعي.

بعد تخرجها عيّنت في المستشفى الملكي ببغداد، ثم نقلت الى مستشفى الكرخ. وقد تعرضت خلال ذلك الى ملاحقة التحقيقات الجنائية (الامن العام في العهد الملكي)، خاصة وانها كانت تتعاطف مع المواطنين الفقراء وتستقبلهم مجانا في العيادة التي افتتحتها في محلة الشواكة الشعبية. وفي اعقاب ذلك نقلت الى السليمانية، حيث تحولت عيادتها هناك ايضا الى ملجأ للمرضى من المعدمين، الذين كانت تعتني بهم وتقدم لهم كل ما تستطيع دون مقابل. ومن السليمانية نقلت الى مدن ومحافظات اخرى: كربلاء، العمارة.. الخ، عقابا لها على مشاعرها الانسانية ازاء الفقراء وتقديمها الخدمات المجانية لهم، وعلى نشاطها السياسي الوطني قبل ذلك وبعده.

لكن ذلك التنقل الاجباري اتاح للدكتورة الشابة نزيهة التعرف من كثب على احوال الناس الصعبة في ارجاء البلاد المختلفة، وعلى مشاكلهم واحتياجاتهم المختلفة، ومكّنها خاصة من الاطلاع على اوضاع ومعاناة النساء العراقيات. وكانت الحصيلة كتيّبا أعدته في هذا الشأن تحت عنوان "المرأة العراقية".

فيديو.. رحلة في سيرة وعطاء الدكتورة والوزيرة والمناضلة النسوية نزيهة الدليمي
https://www.youtube.com/watch?v=vhQuBuZvSIM

حينذاك ايضا تبلورت لديها فكرة اعادة نشاط "رابطة نساء العراق". وانطلقت تعمل لتحقيق ذلك، حتى تكللت الجهود بعد تحضير دام سنة بتقديمها مع بضع عشرات من ناشطات الحركة النسوية وبدعم كثير من النساء الاخريات طلبا الى الجهات الرسمية لتأسيس "جمعية تحرير المرأة ". لكن الطلب قوبل بالرفض "بناء على مقتضيات المصلحة العامة"!

وردا على الرفض التعسفي، قررت الموقعات على الطلب، تتقدمهن د. نزيهة، المضي قدما في تنفيذ مشروعهن وتأسيس الجمعية ولو بشكل سري بعد تغيير اسمها الى "رابطة الدفاع عن حقوق المرأة العراقية". وتم لهن ذلك فعلا سنة 1952، وجرى بعده نشر برنامج الرابطة ونظامها الداخلي واهدافها. وكان بين تلك الاهداف: النضال من اجل التحرر الوطني والسلام العالمي، الدفاع عن حقوق المرأة العراقية، حماية الطفولة العراقية. وتحت قيادة د. نزيهة وبمشاركتها الفاعلة تطورت الرابطة في السنوات التالية وتحولت الى منظمة جماهيرية بلغ عدد عضواتها 42 الفا، وقدمت الكثير من الخدمات والعديد من المنجزات للمرأة العراقية، وفي مقدمتها قانون الاحوال الشخصية الرقم 188 لسنة 1959.

وتقديرا لذلك كله اصبحت الرابطة عضوا دائما في سكرتارية اتحاد النساء العالمي، وانتخبت د. نزيهة عضوا في مجلس الاتحاد ثم في مكتبه، وفي ما بعد نائبة لرئيسة الاتحاد العالمي، وتحولت خلال ذلك الى شخصية نسوية مرموقة على المستوى الدولي، فضلا عن المستوى العربي، ومستوى العالم الثالث.

والى جانب ذلك اسهمت د. نزيهة بشكل فاعل في حركة السلم العراقية، وكانت عضوا في اللجنة التحضيرية لمؤتمر انصار السلام الذي التأم في بغداد يوم 25 تموز 1954. وفي ما بعد اصبحت عضوا في مجلس السلم العالمي.

لقراءة المزيد أرجو فتح الرابط
https://www.tellskuf.com/index.php/2010-03-12-19-03-09/15761-2011-10-09-16-56-02.html

فيديو.. الدكتورة نزيهة الدليمي أول وزيرة عربية
في سنة 1959 اختيرت الطبيبة العراقية نزيهة الدليمي لتكون وزيرة للبلديات. وبهذا كانت أول امرأة تشغل منصب الوزارة في بلد عربي.
https://www.youtube.com/watch?v=ynjYzBoUiaY