نريد أوطاننا .. لا مجرد بلاد !!!!!



أحلام أكرم
2021 / 10 / 16

نريد أوطاننا .. وليس مجرد بلاد !!!!!!!

لفت إنتباهي تقريرا على صفحة البي بي سي العربية من إعداد الزميله الصحفية "ندي منزلجي " في تساؤل مُحق " عن " ماالذي يدفع لاجئات ومهاجرات إلى تحمل الأمرّين في بلاد الحريات" ... مقالتي التالية ليست سوى تكملة للأسباب التي اوردت في إجابات خبراء في العنف المنزلي والصحة النفسية .. وأطباء نفسانيون من أصول عربية .. ومع إحترامي الشديد لهم جميعا ..إلا أن إجاباتهم تبقى ناقصه بدون الدخول في الممنوع الذي تفادوا البحث فيه ... والذي يدفع القادمات الجدد إلى عدم التبليغ عن العنف الذي يتعرضن إليه بأشكاله المختلفه في بلاد الحريّات ..
أضافت الزميله ندى " حيث عنف الشريك مستنكر اجتماعيا، وجريمة يحاسب عليها القانون، وحيث تتوفر بيوت خاصة لإيواء المعنفات، وتقدم لهن الحماية الرعاية والدعم النفسي والاقتصادي؟

سيدي القارىء
ما يدفعني إلى الكتابه هو الإحساس بالقهر والظلم الواقع على المرأة العربية .. والذي مررت ببعض من أشكاله خلال وجودي في المنطقة .. والبحوث العديده التي قمت بها بموضوعية وصدق في بحوثي في كتب التراث .. ثم الإرتقاء الروحي والتوازن النفسي الذي شعرته بعد معيشتي في الغرب وإحساسي بحماية كرامتي الإنسانية من خلال قانون يستند إلى قيم الإنسانية والعدالة والمساواة ( وإن كانت غير كامله ) والتي أثرتني كإنسانه ولكن الأهم لتكون تجربتي بين العالمين جسرا من التفاهم ومن التعايش بين الشرق والغرب تكون المرأة فيها هي الرابط من منطلق التعاطف لأن المعاناة مُشتركة .. والتضامن ...

في مجتمعات تسود فيها الذكورية متغذية بمفاهيم ثقافية معينة إرتبطت بتأويلات للمقدس كتبها فقهاء ذكور تصب في مصلحة الرجل خلقت عدم توازن نفسي غير طبيعي في ضمير الرجل .. وغذّت نزعته الغريزية للعنف .. وإن تفاوتت من رجل إلى آخر تبعا للبيئة التي ينمو فيها .. ومدى تجذّر تقاليد وعادات مجتمعية في تلك البيئة .. رسّخت لعرف إرتبط مرة أخرى بالثقافة والنص مع مرور السنين .. رسّخت في الرجل الفوقية .. وعدم الإحساس بالمسؤولية عن أفعاله ..أن القانون في صفة ويحميه دائما ...

الكاتبة لخّصت طبيعة المجتمعات الغربية بصدق وموضوعية .. حين كتبت بأن
"عنف الشريك مستنكر إجتماعيا " وأجيب .. بينما هو مقبول كأمر عادي ودليلآ على الرجولة في مجتمعاتنا ..
"جريمة يحاسب عليها القانون" وأجيب .. بينما كل قوانينا الخاصة بالمرأة والأسرة تستند إلى تأويلات وتفسيرات لتقبل العنف الذكوري وتتواطىء الحكومات في قوانين الأحوال الشخصية في التغطية أو التهاون في العقوبة كما في قتل الشرف والإغتصاب.

"توفر بيوت خاصة لإيواء المعنفات" أجيب ..هي قليلة جدا في أوطاننا إضافة إلى الضغط المجتمعي في إعتبار اللجوء كوصمة عار على الأسرة ..

"تقديم الحكومات الغربية الحماية الرعاية والدعم النفسي والاقتصادي" وأجيب هو أمر شبه معدوم في أوطاننا .. فهم يطلقون أطفال الملاجىء (مجهولي النسب) في سن 18 ليبحثوا بأنفسهم عن سقف يحميهم ... بدون أي دعم معنوي أو نفسي وبرقم وطني يُعرّف عن حقيقتهم كمجهولي النسب .. فما بالك بإمرأة ناقصة الأهليه و لديها ولي أمر يوفر لها سقف وبيت وأسرة المفروض أن تتكفل بها ؟؟؟؟؟

العنف في مجتمعاتنا شيء طبيعي .. يأتي بأشكال مختلفة .. سواء من خلال تحرش لفظي يُغطي نفسة بالإطراء .. أو حتى إغتصاب زوجي ؟؟؟

هؤلاء النساء .. أصبحن ضحايا مزمنات قبل لجوئهن للغرب .. لأنه تم تدجينهن مُسبقا في تطبيع للعنف عائليا ومجتمعيا .. وحكوميا .. الدونية والتقليل من الشان من الأمور الطبيعية في المجتمعات العربية.. خلط الثقافي بالديني ..وتسييج الفكر أو حتى السؤال عن بديهيات الحقوق ..غذّاها منهاج تعليمي يرفض الموضوعية والصدق مع النفس وتُعامل فيه النساء كقطيع من الغنم ليس لهن الحق في أي شكل من أشكال الحريات .. حتى في إختيار الزوج ؟؟؟؟ بحيث يتعودن على التضحية .. حفاظا على الكيان الأسري والأطفال ؟؟؟

خوف القادمين من هيئات الخدمة الإجتماعية الذي يًروّج بين اللاجئين الجدد.. أؤمن بأن ليس له ما يبرره على الإطلاق .. لأنهم يأتون بملىء إرادتهم بحثا عن حياة آمنه ومستقبل أفضل لأطفالهم .. وعالمين مُسبقا بالحريات ..ولكن إستقطاب المؤسسات الدينية التي تستغل إحساسهم بالوحدة والغربة والحنين للمألوف في النمط المعيشي .. وتُروّج للخوف من هذه الحريات على الكيان الأسري وحتى تبقى المرأة أسيرة لزوجها ولعنفه .. المرسسات الدينية في الغرب لم تفطن إلى أثر العنف على نفسية الأطفال القادمين الجدد .. لأنها لا ترى منها سوى الحرية الجنسية للإناث فقط والمُصرّحه للذكر .. يُقابلها رجل الأسرة بالخوف على مستقبل عائلته .. لأنها تأخذ منه السلطة والسيطره التي تعود عليهما في كل حياته بحيث يغذي هذا الخوف غريزته للعنف ؟؟؟؟
ليس هناك من شك في الإختلافات في طرق التربية .. فبينما يعامل ويؤهل الطفل في الغرب على الفردية والإستقلالية .. يُعامل الطفل في أوطاننا على قتل هذه الشخصية الفردية خاصة للأنثى التي تبقى تُعامل على أنها جزء من القطيع العائلي والمجتمعي ..

"تدخل هذه المؤسسة على اختلاف مسمياتها في أوروبا، من الممكن أن ينتهي بأخذ الأولاد، ووضعهم تحت الرعاية لدى عائلات بديلة"؟
بالنسبة للأطفال الذين قد يعيشون وسط هذا العنف المنزلي .. هناك مثل يقول من الأفضل أن تخرج من الحياة في بيت مليء بالعنف .. على أن تعيش فيه ..
من هذا المنطلق تحرص هيئات الخدمة الإجتماعية على مراقبة مثل هذا العنف والإبلاغ عنه .. وتأخذ جميع المحاكم بقرار ما هو الأفضل لضمان التوازن النفسي والإستقرار لهذا الطفل .. إستمرار حياته مع والدين غير موثوق بهما .. أم إنتقاله إلى وسط أكثر إستقرارا ؟؟
لكل ما سبق ترضى المرأة العربية بالعنف .. وبكل أشكاله .. إضافة إلى صعوبة التواصل اللغوي لعدم تعلُمها لغة البلد القادمة إليه ...
كل ما كتبته حقائق في مجتمعاتنا .. ولكنها لا تنطبق على الجميع لأن الإنقسام المجتمعي واقع ... أنا لا أتجنى على بلادنا .. ولكن يجب أن ترتقي لتكون أوطاننا وليس مجرد بلاد ؟؟؟