الصحافة النسوية في خانقين



حيدر خليل محمد
2021 / 11 / 12

للصحافة دور بارز وكبير في المجتمعات حول العالم ، وتعد الصحافة السلطة الرابعة بعد السلطات التشريعية والقضائية والتنفيذية ، نظراً لتأثيره الكبير على صنع اتجاهات الناس وتغيير قناعاتهم الفكرية والسياسية والاجتماعية والثقافية التي تشكل الرأي العام في المحصلة .
وهي حلقة الوصل بين السلطات والناس ، كما تعمل الصحافة على رفع وعي المجتمع لمعرفة حقوقهم ، وتعمل على نقل الأحداث على مدار الساعة للناس حتى يطلعوا على الأحداث الجارية المحيطة بهم والتي تمس واقعهم ، وبالتالي تزيد من وعيهم وادراكهم بواقعهم .
للصحافة وظائف مهمة تقوم بها ، مثلاً تعمل على تثقيف المجتمع وهذه وظيفة تعليمية ، كما لها وظائف إرشادية واخبارية واجتماعية ورقابية .
بعد أن كان الشغل الشاغل للصحافة والإعلام هي السياسة والاقتصاد والرياضة ، وكانت في بعض الأحيان تسلط الضوء على بعض المشاكل الاجتماعية ، ولم تكن المرأة وقضاياها ومشاكلها ذات أهمية في الصحافة .
حتى ظهور الصحافة النسوية التي سلطت الضوء على المرأة وقضاياها وحقوقها وتهميشها في المجتمعات .
فكان أول ظهور للصحافة النسوية في القرن التاسع عشر في أوروبا مجلة (بيت السيدات) التي نشرها وحررها أدوار بورك أكبر المحررين في تاريخ المجلات النسوية .
كما ظهرت في الوطن العربي صحيفة الفتاة في القاهره ، وكانت شغل الصحيفة فقط قضايا المرأة ولم تتحدث عن السياسة .
أما في العراق يرجع الكثير من الباحثين في تاريخ الصحافة العراقية بداية الصحافة النسوية في العراق الى 15 تشرين الثاني من عام 1923 ، وهو تاريخ ظهور مجلة ( ليلى ) التي أصدرتها ورأس تحريرها بولينا حسون .

الصحافة النسوية ( صحافة المرأة) نوع من الصحافة المتخصصة التي تعالج شؤون المرأة ومشكلاتها وقضاياها حتى لو عمل بها واصدرها رجال .
وتعمل الصحافة النسوية على زيادة وعي المرأة لمعرفة حقوقها الطبيعية ، وتكون صوت للمرأة لطرح مشاكلها ووضع المعالجات لها .
كما تسلط الضوء على المبدعات والنجاحات في المجتمعات في مجالات شتى لتكون قدوة وحافزا لغيرها من النساء .

في خانقين ظهرت الكثير من المبدعات والصحفيات اللواتي كتبن في مجال حقوق المرأة ، وبعض منهن ترأسن تحرير عدة صحف في المدينة ك أمل باجلان وزينب الاركوازي في خانقين .
لكن بسبب التهميش لدور المرأة في خانقين ، حيث لم نرى تكريم الصحفيات الرائدات في هذا المجال ، أو تكريم وتقدير المبدعات في مجالات أخرى ، ابتعدت المرأة عن الظهور ، وصار هناك عدد قليل ليس لهم تأثير كبير في الساحة .

يقول الإعلامي عباس الاركوازي إن من رائدات الصحافة النسوية في خانقين ان لم تكن الوحيدة هي الصحفية زينب الاركوازي لأنها متمكنة من أدواتها ، ولها حضور في الساحة الصحفية .
واضاف عباس أن قضايا المرأة مهملة في عموم العراق بسبب تداول قضايا محددة كالعنف فقط وجعلها الضحية ، بينما هناك قضايا أهم تمتاز بها المرأة لا يتناولها أحد للأسف .

توجد في خانقين اليوم عدة صحف لكن للأسف لايوجد صحيفة متخصصة في مجال حقوق المرأة ، بل حتى هذه الصحف لا تسلط الضوء على قضايا المرأة .

تقول زينب الاركوازي وهي صحفية وناشطة في مجال حقوق النساء لا يوجد أي إهتمام بشريحة النساء في خانقين ، وهذه هي أحد الأسباب المهمة في ابتعاد النساء في المدينة عن الساحة الصحفية وحتى في مجالات أخرى .
ولفتت الاركوازي إلى أن النشاطات التي تقام في خانقين وهي كثيرة تخلوا من الطابع النسوي ، بل لا يوجد نشاط خاص بالنساء ، وانتقدت النشاطات التي وصفتها بأنها مكررة وتقليدية ولا فائدة منها .

أوضحت زينب الاركوازي بأنها تعمل في مجال الصحافة وحقوق المرأة منذ عام 2004 ، وترأست رئاسة تحرير صحيفة ( الون بوست ) المستقلة ، وتوقفت عن الإصدار بسبب الدعم المالي .
وذكرت الاركوازي إلى أن هناك جملة من الرائدات في مجال الصحافة النسوية في خانقين ( شيرين ميكائيل،اخلاص مجيد ) حيث كانت لهم كتابات في قضايا وشؤون المرأة .
وأدركت أن امل باجلان أيضاً كانت تعمل في مجال الصحافة النسوية وترأست رئاسة تحرير صحيفة ( مرام ) عام 2012.
نوّهت زينب الاركوازي إلى أن الصحافة بصورة عامة في خانقين نحو التراجع للأسف ، ولا توجد عندنا صحافة نسوية في المدينة تختص بقضايا المرأة ، خصوصاً نحن بحاجة إليها في الوقت الحاضر .

طالب بعض الصحفيين والإعلاميين الشباب في خانقين أن تكون هناك وقفة من الصحفيين لإنشاء صحيفة تختص بقضايا المرأة ولو صحيفة أسبوعية أو حتى شهرية .
كما طالبوا بأن تكون هناك تكريم للنساء المبدعات في مجالات الحياة المختلفة .