الفتاة الشرقية والمجتمع العربي



رشا عادل سمور
2021 / 11 / 17

تعاني الفتاة الشرقية في المجتمع العربي مشكلات وتحديات وضغوطاً. ولا ننكر، مهما بدا المجتمع العربي مرتدياً ثوب الثقافة والتحضّر وناطقاً بلغة التطور، أن تفكيره لا يتعدى القشور والمظاهر.
فالرجل الشرقي يرفض أن تكون الأنثى أكثر منه ذكاءً أو جمالاً أو ثقافة. وليس بالأمر السهل التعامل مع عقلية الرجل الشرقي، فهو يرفض عملها التي تكسب منه حياة كريمة إن أبدعت فيه. ويرفض قيادتها مركبتها إن كانت أمهر منه. ويرفض كلمتها العالية إن كانت على صواب أكثر منه. ويرفض قيادتها أسرتها إن كانت مدبرة أكثر منه. فهو يرى أنها كائن ضعيف يقوى عليه، ويجب أن تكون إمّعة له تتبع ظله إن كان على صواب أو خطأ. ويجب أن تطيعه وإن نافى معتقدات دينه القويم.
أن تكون الأنثى إمرأه ناجحة في مجتمعها ليس بالأمر الهين. وبعيداً عن المعتقدات الدينية التي كرمت المرأة وأعطتها حقوقها كملكة متوّجة على العرش، نرى أن المرأه هي من ساعدت على هذا المفهوم عندما زرعت في ابنتها السمع والولاء والتنازل، وكما يسميها العرب (المسايرة). هي من زرعت في ابنتها وأختها أن لا تطالب بحقوقها كي لا تفتعل المشكلات. وهي التي أنبتت في جيلها أنها ضلع قاصر بمفهومنا الخاطئ. لم تعطها معنى للعزة والقوة في قول الحق. ولم تمنح المتزوجة المطالبة بأبسط حقوقها في العيش الكريم، والأسرة هي التي ساعدت بتربيتها المتحضرة أن الخطأ واللوم يقعان على الفتاة. فلتصمت وتسكت وإن طال بها العناء والتعب. وأن تكون مسالمة في كل تحديات الحياة. ولكن لو نظرنا إلى الرجل الشرقي لوجدنا أنه إنسان تعالى وتجبر على فتاته ذات الخلق والدين والأدب. وارتفعت سيادته وجبروته بأسلوب خاطئ. وهذا لا يُعمم وإن غلب على المجتمعات.
إن الفتاة من البشر وهي تحتاج إلى الرفق والاهتمام . لا أريد أن أعطي فتوى قد تكون خاطئة، ولكن أريد أن أنوّه أن هذا وجد في عصر الجاهلية الحمقاء. ورفعت الأديان والكتب السماوية من قيمتها لتكون سبباً ورزقاً لوالديها، ونجاة لابنها ورحمة لزوجها. ولكن تناسينا هذا وعدنا إلى زمن الجاهلية برداء مجمّل ومرصّع تحت إسم التحضّر. ونحن في داخلنا، سواء كنا رجالاً أو نساءً، رداء أسود شبيه برداء الجاهلية الحمقاء. وتعالت أصوات عقلنا الباطني على تصرفاتنا لنرى ما تمنته كل إمرأة بأن تعلي صوتها بالقول: كفوا يا رجال العروبة، أنا ضلع ضعيف، فمن منكم مد يد العون لي وكان سنداً حقيقياً لي؟
قد يكون الكلام قاسياً نوعا ما، ولكن لعلها صفعة قوية تطالب بالاعتذار ممن تُمَثِل بعضاً من مقومات المجتمع السليم.
أعلم أن بعض الكلام سيواجه نقداً حاداً، ولكنها حقيقة في بعض المجتمعات. ولا نعمم على كافة الطبقات بشتى فئاتها. ويجب أن نستيقظ قبل أن تمتد يد أعدائنا إلى نسائنا ونحن نشاهد ونصفق من بعيد.
اعذروني لكن……..