العنوسة مسلسل لن ينتهي بلا تعقل



مصطفي النجار
2006 / 8 / 27

امتداداً لمسلسل العنوسة الملل وتباعا لمسلسل المدنية العقيم وقدوة بمن يظنون الحضارة .. فاليوم الأرقام تبرز علي ساحة العيان والخطوط تسجل جهل الحضور بينما يعكف العقل علي التنقيب عن الحل مع أن الحل واضح وصريح في الدين ما له من بديل ... فقد أمر وسمح وشرع وأباح الله تعدد الزوجات في نصوص قرآنيه مبينه لكن لجأ بعض الجهلة من علية القوم باتخاذ أغبياء الغرب أغبياء الحضارة مثلاً لهم. ...
بحسب بعض الإحصاءات الرسمية ، يوجد في مصر 9 ملايين شاب وفتاة فوق سن ال35 عاماً لم يتزوجوا ، منهم 5.5 مليون شاب و 3.5 مليون فتاة فوق سن ال35 ، أي أن ثمة مليوني شاب زيادة عن عدد الفتيات ، وذلك حسبما أوضح الدكتور أحمد مجذوب الأستاذ بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية .
إن معدل العنوسة في مصر يمثل 17% من الفتيات اللاتي في عمر الزواج ، ولكن هذه النسبة في تزايد مستمر وتختلف من محافظة لأخرى ، فالمحافظات الحدودية النسبة فيها 30% لأن هذه المحافظات تحكمها عادات وتقاليد .. أما مجتمع الحضر فالنسبة فيه 38%والوجه البحري 27.7% ،كما أن نسبة العنوسة في الوجه القبلي هي الأقل حيث تصل إلي 25% ولكن المعدل يتزايد ويرتفع في الحضر ، يعني هذا بلغة الأرقام أن أكثر من 66% من الشباب في مصر لا يستطيعون إلى الزواج سبيلاً..
ترجع العنوسة الي ارتفاع معدلات البطالة في مصر وكذلك مشكلة الإسكان وارتفاع وارتفاع معدل التعليم بالنسبة للإناث ، إضافة الي تراجع مستوي دخل الأسرة طبقا لأخر نشرة رسمية حول معدلات الفقر في مصر ، والتي تبين ان شريحة الفقراء في تزايد مستمر حيث هناك 13 مليون فقير و 4 ملايين تحت الفقر مما أدي لتراجع معدلات الزواج وارتفاع معدلات الطلاق.

BBCعلي موقع ال وتبين احصائية :

أعداد غير المتزوجين في مصر
9 ملايين شاب وفتاة تزيد أعمارهم على 35 عاماً لم يتزوجوا
ثلاثة ملايين و962 ألفاً والباقي من الذكور
66% من الشباب المصري ربما لا يستطيعون الزواج
الأرقام تقريبية وصادرة من الجهاز المركزي للتعبية والإحصاء، مصر
الكاتبة الصحفية إقبال بركة ترى أن هناك عاملا نفسيا تسبب في زيادة معدلات عدم الزواج ومرجعه هو الخوف من فشل الزيجات بالنظر إلى ارتفاع معدلات الطلاق بين المتزوجين حديثاً. وتقول "إن أي فتاة عاقلة تحترم نفسها، لا ترغب في التسرع بالارتباط بشخص مشاعرها تجاهها لم تصل لحد التعلق الكافي الذي يبني حياة زوجية سعيدة".
ومن شروط العرسان ( أن لا يكون لها ماض _ أن لا يكون أقل منها_ الزواج علي قصة حب).
لوحظ مؤخراً في مصر انتشار شركات الزواج المتخصصة والتي يعمل بعضها عن طريق شبكة الانترنت لتقديم خدماتها بالتوسط في مسائل الزواج بين الناس في أسلوب أكثر عصرية وسرعة. وكان مفتي مصر الشيخ على جمعة قد أجاز، بتحفظ، الزواج عبر تلك الشركات شريطة علم ولي الزوجة الشرعي بكل خطوات إتمام الزواج.
وتقول الدكتورة عزة كريم الخبيرة بالمركز القومي للبحوث إن الأمر لم يقف عند الإيجار المؤقت للشبكة، أو فستان الفرح بل إن البعض اخترع فكرة تقسيط المهر فيما عرف بالحل البديل، والبعض الآخر من الأسر تزوج بناتها بدون مهر مدفوع غير أن العريس يكتب شيكاً يكون ملزماً بمقتضاه أمام أهل العروس بدفع المبلغ في الوقت الذي تحدده.
وأعلنت الحكومة عن تيسيرات تتمثل في تقليل مقدم الحجز من 5 آلاف جنيه إلى ألفي جنيه فقط إلى جانب خفض نسبة الفائدة على المبالغ المستحقة على هذه الوحدات السكنية وإمكانية الاقتراض من بعض البنوك الحكومية.
وعلي صعيد أخر فإن شباب القرية لا يتزوجون من بنات الحضر و ذلك الأن أخلاق فتيات المدينة وسلوكياتها لا تتفق مع العيش في القرية، ففتيات القرية اللاتي يدرسن بالمدارس والجامعات لا يعملن على الإطلاق أو يعملن كمدرسات داخل القرية، وهن مع ذلك يقمن بدورهن كربات منزل ويتحملن العمل الشاق في الدار أو الحقل وهو ما لا تقدر عليه فتيات المدينة.
فالزواج في القرية غير مكلف لكن مهارة النساء تظهر جلياً في هذه المواقف فكل سيدة تبدأ بتجهيز بناتها وهن صغيرات استعداداً لهذه المناسبة.
وتمر طقوس الزواج بمسلسل من العادات والتقاليد المصرية فهي تبدأ قبل أسبوع من ليلة الزفاف حيث يتم تجهيز وفرش بيت الزوجية ودعوة أهل القرية لحضور ليلة الحنة وهي مناسبة تتلقى فيها أسرة العروس المجاملات من باقي عائلات القرية والتي عادة ما تكون في شكل نقود وسبق لأهل العروس مجاملة وفود المهنئين بها في أعراس سابقة. وبالنسبة لحفل الزفاف فالعادة هي أن يختار الأهل ساحة خالية داخل القرية تصلح لإقامة العرس على أن تتسع لجميع الحضور.
بينما إن الزواج السري يندر وجوده في القرية إذ يقتصر على نفر قليل من الفقراء الذين يزوجون بناتهم لرجال من دول الخليج يكونون عادة من كبار السن.
فالزواج العرفي اكتسب تسميته لأنه كان عرفاً اعتاد عليه أفراد المجتمع الإسلامي منذ عهد الرسول وما بعد ذلك من مراحل متعاقبة. بعض الأعراف مثلا إن البنت لازم تتزوج ابن عمها، ونفرض أن ابن عمها لا يريد أن يتزوج الآن، فتظل محجوزة له فقط وهو لا يريدها وهي لا تريده، وهذا موجود في بلاد كثيرة، حتى في مصر القبائل العربية في الصعيد لا تقبل إن يتزوج البنت إلا واحد من أبناء القبيلة ويسمون كل من هم خارج القبيلة فلاحين فعندهم مثل يقولون "يأكلها تمساح ولا يأخذها فلاح" وقد يكون هذا الفلاح أستاذ جامعي ومعه دكتوراه وقد يكون وكيل وزارة وله من العلم والعمل مرتبة عظيمة إلا أنه ليس من نفس العائلة أو نفس القبيلة أو البلد التي منها العروس.
أما في الكويت فقد نشط دور الخاطبات مع تسارع وتيرة الحياة وتفاقم مشكلات عدم القدرة على الزواج. الا ان ذلك لم يمنع من تزايد الشكوك في أساليب ودور بعض الخاطبات خاصة مع تنامي ما يسمى بزواج المسيار أو المتعة او العرفي أو الزواج الصيفي، وهو آخر تقليعات الزواج.
الخاطب كبير السن أو فقير أو متدين متشدد ، شروطا تعجيزية من المهر والمتطلبات التي ينوء بحملها أي شاب في العمر، أو طمعه في راتب الفتاة فيختلق الأسباب لرفض الزواج متناسيا بذلك قول المصطفى عليه الصلاة والسلام: " إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فانكحوه إلا تفعلوا تكن فتنة ، رفع المهور وجعلها محلا للمفاخرة والمتاجرة لا لشيء إلا لملء المجالس بالتحدث عن ضخامة هذا المهر دون تفكير في عواقب ذلك، تكاليف باهظة لشراء مصاغات وأقمشة، والمبالغة في تأثيث المنزل، والإسراف في إقامة الولائم، وضياع الأموال هدرا، ومنها أيضا إقامة الحفلات في الفنادق وقصور الأفراح وما يتبع ذلك من ارتكاب المحرمات من الغناء والرقص والتصوير، وما يتبع ذلك من قضاء شهر العسل ، والرسول عليه الصلاة والسلام يقول: "لا تنكح الأيم حتى تستأمر ولا تنكح البكر حتى تستأذن قالوا: يا رسول الله وكيف إذنها؟ قال: أن تسكت ". رواه مسلم ، وهو ما يسمى عند بعض القبائل العربية "بالتحجير" ويعد هضما لكرامة المرأة التي عززها الإسلام ورفع مكانتها.
اعتبر43 %من الشباب السعودي المشارك في استطلاع للرأي أن زواج المسيار "طوق النجاة" من العزوبية وأنهم يفضلونه لعدم ترتب أي التزامات مالية عليه. مبررين ذلك بسبب غلاء المهور التي يفرضها الآباء والتي تثقل كاهل الشباب إضافة لارتفاع تكاليف الزواج الباهظة ما يجعل الكثير منهم يهرول نحو زواج المسيار.
وأشار اختصاصيون اجتماعيون إلى ارتفاع نسبة العنوسة في المجتمع الإماراتي في السنوات الأخيرة، ما دعا النساء إلى الالتفات إلى هذه المشكلة والمطالبة بضرورة إيجاد حلول، أبرزها تسهيل زواج المواطنات من وافدين، وعدم حرمان أبنائهن من الحصول على جنسية الدولة، وكسر الحواجز العرقية والمجتمعية في هذا الشأن.
وفي النهاية هل سنظل نعالج السوء بالأسوأ والمر بالقبح والغلو بالأغلى إلي متى نبقي ملجمين بقيود عادات سلبية تبغي نزع عقيدتنا الدينية وانتماءنا لبنات وطننا العربي و تحقيراً بأهلنا وتخليداً لبنات الغرب اللاتي تبغين رجال العرب لهم ظناً منهم أنهم ذات فحوله جنسية وعظمة علمية وجهل ثقافي حالي! كيف لنا أن نطرق أنفسنا بلا تطور وبلا تمدن وليست المدنية في نظري أن نحرم أو نقيد تعدد الزيجات كما يفعل الغرب الذي يفتقد لعقيدة دينية راسخة وإنما بأن نحمي شبابنا وشيوخنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن وسط ركام العري اليومي في الشارع والبيوت والتليفزيون الأعمال والإعلام والصحافة وكل مغريات الدرب.