تعدد الزوجات هو مؤسسة دعارة مجانية


نادية خلوف
2021 / 11 / 23

لم تكن أفلام البورنو متواجدة في الماضي ، و لأن لأحاديث الجنس نكهة خاصة فقد تواتر الحديث عنها حيث أن النبي محمد اعتبرأنّ الجنس صدقة وعلى أنَّه شيءٌ يُطهِّر المرء. فمن خلال قيام المرء بشيء حسن للآخر، يفعل المرء أيضاً لنفسه شيئاً حسنأً وكلُّ ما يفعله المرء بنية التقرُّب إلى الله وفعل الخير للناس، يعتبر عبادة حتى الجنس.
اعتبر ابن عربي أنَّ أعلى درجات معرفة الله تكون ممكنة في لحظة الجماع. وعند الصوفيين المسلمين ترد مثل هذه الروايات.وفي ثقافة الشعوب الكثير من الحديث حول الجنس ، مثل التانترا التي ربما كانت الأحاديث مبالغة حول تقنيتها .
يقال أن التانترا على سبيل المثال تعمل على تحرير العقل من الضغوطات اليومية والتفلّت من الرغبة البحتة في الوصول للنشوة بشكل "ميكانيكي"، والتركيز على المداعبة والتواصل العقلي والجسدي لفترة طويلة بغية الشعور بالإشباع ليس بالجسد فقط بل بالفكر والروح، أي عيش الحاضر لتحقيق تجربة جنسية حسّية .
هناك مدارس اليوم في الغرب للتدريب على تقنية التانترا . بغض النظر عن أهمية الجنس ، لكن الثقافة العامة الدينية اليوم تقتصر على الكلام الصريح من قبل رجال الدين في الدروس للنساءحول الجنس ، حيث يقول الشيخ :لا حياء في الدين ويسهب في الحديث عن الفرج والمحرمات عند المرأة
من المؤكد أن الجنس حاجة إنسانية ، ولكن ليس إلى درجة أن تتحول تلك الحاجة أو الصدقة لتأسيس بيت دعارة صغير ومجاني من خلال تعدد الزوجات ، فتعدد الزوجات لم يكن له ضرورة في أي وقت من الأوقات ، لكنه موجود ، فالأحاديث العائلية تتمحور حول الخيانة الزوجية مثلاً ، و التعدد موجود عند الرجل ، ربما عند المرأة أيضاً من خلال الخيانة العقلية ، لكن ما نقصده هنا هو جمع النساء في حظيرة واحدة . لا شيء محرّم هنا . روت لي صديقتي " ألماسة " وهي تعيش في مدينة حلب السورية ، لكن جذورها من عفرين . أرغمتها عائلتها على الزواج من رجل مسن من أقاربها ، توفي وورثت منه بيتاً صغيراً في منطقة تلفون هوائي ، كنا نتبادل الزيارات. تحدثت لي أن زوجها كان يمارس الجنس معها ، أو مع ضرتها في نفس الغرفة وعلى مرأى منهن . قالت لي كنت أذهب و أتقيأ . كانت ألماسة في سن الأربعين عندما عرفتها وقد كسبت بيتاً من المرحوم الذي تكرهه .، ولم تعرف من الجنس سوى التقيؤ ،هي صاحبة قلب طيب وكنا جميعاً على علاقة طيبة معها . هي تحب أن تروي قصة زواجها الإجبارية .
في بيوت الدعارة لا يوجد إرغام ولا مشاركة في الغرفة . شروط التعدد أفضل من شروط بيوت الدعارة ، فأنت لا تدفع المال مقابل شراء الجنس ، ولا تتعب نفسك بتربية الأطفال. أنت فحل ولك الحق في الحصول على الجنس مجاناً.
ولا شكّ أنّ المرأة تنسى أحياناً أنها مظلومة ، وقد كان أبو زوجي قد تزوج بثلاثة نساء آخرها فتاة في الثالثة عشر من عمرها وكان هو في السبعين، وعندما وافته المنيّة طلب أن يضع رأسه في حضن أم زوجي ، وقد بكت عليه كثيراً . تصبح المرأة جزءاً من مؤسسة الدعارة ، تحاول أن تجذب زوجها ، وهذه المؤسسة لها قوانينها التي تصبح المرأة من خلالها شيئاً من الحظيرة، وربما تقتنع بتصرفات الزوج . إذاً كيف يكون الجنس صدقة في هذه الحالة . هو ممارسة ميكانيكية ضمن حظيرة يتم التفريخ فيها .
القذارة العالقة في عقل المرأة الباطن و الزواج ، والمتوارثة اجتماعياً ن خلال المؤسسة الدينية هي التي تساهم ليس في تخلف النساء فقط بل في تخلف المجتمع ، و أول شيء يمكن تصحيحه هو تصحيح مؤسسة الزواج كي تصبح شراكة ، و أن يحق لكلا الطرفين فكّها ضمن شروط مقبولة .