انتماء النساء



نادية خلوف
2021 / 11 / 25

لمن تنتمي النساء؟ سؤال قد يعتقد البعض انه عبثي ، لكن في الحقيقة فإن النساء لا ينتمين إلى عوائلهن، ولا إلى عقائدهن ، لأنهن أشيتاء معدة للبيع .
أتت امرأة إلى مكتبي وكانت تقول لي نحن الكورد . كنت أعرف أنها عربية ، سألتها عن السبب أنها تقول أنها كوردية، فأجابتني أن زوجها كردي ، و أن أولادها يعتبرون أن أخوالهم لايحبونهم لأنهم أولاد امرأة ، كما أن جدهم يميز بينهم وبين أحفاده أولاد أبناءه، لذلك يرفض الأبناء أن تكون مرتبتهم الأخيرة في عائلة والدتهم ، وهي متعاطفة مع أبناءها .
أتت إلى مكتبي امرأة يهودية متزوجة من بدوي تزوج بأكثر من واحدة ، أرادت أن تذهب مع أولادها إلى إسرائيل تقول : احببته وسرقت كيلو من الذهب من عائلتي ، و أنا حالياً لا أعرف أين عائلتي ، لكنني أرغب أن أكون يهودية ، بهدوء أغلقت باب المكتب فالأمر خطير قد يقودني إلى السجن ، لكن تبين أن المرأة أسلمت ولا يمكنها العودة .
صديقتي في الإعدادية كانت إسماعيلية متشددة ، وفي أحد المرات علّقت على منشور لي بجملة: "الله المستعان"، وكنت قد قبلت صداقتها حديثاً حيث أنّنا لم نلتق منذ الإعدادية، فتحت على صفحتها عى الفيس بوك رأيت أنها سنيّة متشددة، و أولادها ملتحون ، لكنني فوجئت باللغة السّنية ، لم أسألها طبعاً لكني قلت بيني وبين نفسي : لماذا؟
صديقتي العلوية تزوجت سنيّ فتجلببت وعندما سألتها قالت لي : ليس للمرأة دين ، يجب أن تكون على دين زوجها فأم أسامة بن لادن من اللاذقية . وأمهات بعض الأمراء في السعودية علويات كن يعملن في القصور وتزوجن من أمراء فأصبحوا يدينون بدينهم.
هل أكّذب التجارب ، و أصدّق نفسي؟ كي أتأكد من الحكم سألت إحدى موكلاتي التي حدثتني بأن زوجها سجل البيت باسمه وهي من اشترته بالأقساط من مرتبها ، قلت لها عندما وصفته بأبشع الصّفات: لماذا أنت معه؟
أجابتني: في مرة حردت إلى بيت أبي ، تركت أولادي عند زوجي . كانوا يعاملونني كخادمة -أعني أهلي -وينهبون مرتبي، لذا قرّرت أن أنتمي لعائلة أولادي و أصبح تعاملي مع أهلي رسمياً.
قالت لي عفيفة وهي ابنة الرّيف التي تزوجت عاملاً في المدينة : كنت أذهب مع أولادي في عطلة المدرسة الصيفية، لكن أمي قالت لي بأن أبي يقطف جميع الثمار حتى التي لم تنضج بعد قبل وصولي كي لا أستفيد.
سألت أم هاني لماذا تعمل في البيوت : قالت رماني زوجي في الشارع و أغلق الباب نمت في المقبرة لعدة أيام ثم قرّرت أن أعمل خادمة في المنازل . سألتها عن عائلتها قالت لي : والدي مختار ، لكنه أعادني إلى زوجي -أي طردني كي أعود ، لكن زوجي لا يفتح الباب.لمن تنتمي أم هاني وعفيفة وجميع النساء؟هي ليست قصصاً فردية . إنها نظام مجتمع ، فالمرأة أمام خيارين : قبول الزوج المسيء ، -ليس الجميع سيء -وحتى لو قبلته قد لا يقبلها وينتهي الأمر بها إلى الشارع.
مع أن النساء لا ينتمين إلى كنية آبائهى ، ولا إلى دين لآبائهن نراهن متعصبات في الانتماء ، وربما يكون التعصب الديني هو أهم تك الأششاء ، فالنساء المسلمات على سبيل المثال لا يقبلن أن يفطر رجل في بيوتهن في رمضان ، لكن الكثير من الرجال لا يصومون وقد كان يأتي أقارب زوجي إلى مكتبنا قبل الإفطار بدقائق ليشربوا القهوة ، ثم يذهبوا إلى بيوتهم ليكملوا الفريضة .
الموضوع برمته طبقي يخص الطبقة الشعبية من النساء و الرجال ، في الطبقات العليا وهي على عدد أصابع اليد لا جريمة شرف لديها مثلاً وتعتبر الدعارة حرية شخصية ، و المرة صاحبة دخل ، وصاحبة قرار، ومن حيث المبدأ هي من تختار زوجها حتى لو كان من طبقة فقيرة ، لكنها تبقى تسيطر على زواجها بثروتها ، ويبقى الرجل تحت حماية أموالها.
في ظل عدم انتماء المرأة وتعرضها للقتل و الطلاق فإن وجود قانون لحماية المرأة و الأطفال هام جداً عندها سوف تنتمي المرأة للمجتمع وينتمي أطفالها لها ، وتصان كرامتها .