التحرش الجنسي وحش يتنكر!!



مصطفي النجار
2006 / 8 / 31


جريمة بشعة يرتكبها سفهاء ويتحمل وزرها ابرياء .. فالمرأة لا حول لها ولا قوة حين ينقض عليها حيوان بشري ينهش في عرضها ويغوص في شرفها الجسدي .. حين يفترسها كلب سعران ويعتصرها بين قبضتيه في موضعٍ مأساوي لا ترضاه هي لنفسها ولا تدري كيف حدث لها لكن هذا واقع فالاغتصاب له دافع دافع الغريزة والجنس ممارسة الفعل وتلقي رد الفعل ممارسة النكاح حتي وان لم يكن توافق واتفاق ممارسة الحب بسلاح القوة فكيف يكون هذا حبا عفيفاص يرتضيه الدين ويحتضنه المجتمع .. ولكن هل يمكن أن يكون الاغتصاب بغرض غير غرض الجماع؟ نعم ربما يكون لاهداف سياسية أو انتاقمية لا سبب كان .. أي مثلما يحدث في دوائر المخابرات وبين رجال الاعمال حيث يروح ضحية اخطاء الرجال اعراض النساء الضعاف .

يُرتكب الاغتصاب في النـزاعات المسلحة كوسيلة لترهيب النساء ومجتمعاتهن وقهرها والسيطرة عليها. ويُستخدم كأحد أشكال التعذيب بهدف انتزاع المعلومات من الشخاص ومعاقبتهم وإرهابهم.

إن ازدراء "العدو" والمرأة يجد تعبيراً له في الاغتصاب وغيره من ضروب العنف الجنسي. فالدعاية تصور المرأة على أنها تجسد شرف المجتمع، ولذا فإن الاعتداء على المرأة يعتبر اعتداء على المجتمع بأسره. وتُغتصب النساء على مرأى من أفراد عائلاتهن لتعميق شعورهم بالعار. وفي إطار العنف الذي يركز على دور النساء كأمهات للجيل القادم، يتم تشويه أجسادهن وقتل أجنتهن.

إن الناجيات من الاغتصاب وغيره من ضروب العنف الجنسي غالباً ما لا يجهرن بما يتعرضن له. فقد يصبحن عرضة للعقوبة القاسية أو حتى للقتل بسبب "تدنيس" شرف العائلة. وقد يصاب بعضهن بعدوى فيروس نقص المناعة المكتسبة/ الأيدز ويواجهن النبذ الاجتماعي. وقد يجري التلاعب بإمكانيات الحصول على الرعاية الصحية لأسباب سياسية. ومعظم الضحايا لا يحصلن على العدالة عن الجرائم التي ترتُكب بحقهن.
يذكر أن شيخ الأزهر قد أدان مؤخرًا التحرش الجنسي والزنا بالمحارم كظواهر شاذة غريبة على المجتمع المصري، وأرجعها للتوسع المدني وضعف الوازع الديني والتساهل في آداب الاختلاط.
وتمثل مشكلات التحرشات الجنسية التي تصل إلى الاعتداءات الجنسية أحياناً شريحة كبيرة ضمن هذه الاعترافات التي تتحول فيها الفتيات من ضحايا إلى مجرمات في نظر المجتمع.
وليس غريب أن يعمد جميع أطراف النـزاع المسلح في كولومبيا - وهي قوات الأمن والقوات شبه العسكرية المدعومة من الجيش وجماعات المعارضة المسلحة- على مدى 40 عاماً، إلى استخدام الاغتصاب وغيره من ضروب العنف الجنسي. فهي تسيء معاملة النساء من أجل ترويع المجتمعات برمتها، وإرغام الناس على مغادرة ديارهم، والانتقام من خصومهم ومراكمة "غنائم الحرب".
في معظم حروب اليوم يفوق عدد الخسائر في صفوف المدنيين عددها في صفوف المقاتلين. ومع أن المدنيين العزل، رجالاً ونساءً، يتعرضون للقتل والتعذيب، فإن النساء والفتيات أكثر عرضة لأن يكنَّ هدفاً لأفعال العنف الجنسي، ولا سيما الاغتصاب.

تواجه النساء عقبات إضافية، وأحياناً مستعصية، في طريق نشدان العدالة، وذلك بسبب وصمة العار التي تلتصق بالناجيات من العنف الجنسي، وبسبب مركز المرأة المستضعف في المجتمع. كما أن دور الرعاية الذي يضطلعن به، بالإضافة إلى ارتفاع معدلات الفقر بينهن يؤديان إلى ازدياد الأثر التدميري للحرب على النساء.

حتى أولئك الذين يُفترض أن يتولوا حماية المدنيين- من قبيل عمال الإغاثة وأفراد قوات الأمم المتحدة لحفظ السلام- قاموا بإساءة معاملة النساء والفتيات الموجودات في رعايتهم واستغلالهن جنسياً خاصة في افريقيا وفي السودان "بدارفور".
ومن جانبها تعلل الاعلامية بثينة رشوان في احدي اللقاءات الصحفية اسباب مشكلة التحرش الجنسي: "أن ما نعتبره أموراً عادية في حياتنا قد يسبب كوارث فيما بعد؛ فقد تترك الأم ابنتها الطفلة مع الجارة حتى تعود من عملها ولا تجد مشكلة في وجود ابن تلك الجارة الشاب مع ابنتها الطفلة أو تترك بنتها مع خالتها وابن خالتها، وقد تحدث المشكلة أو التحرش من البقال أو عمال الصيانة المنزلية أو غيرهم ممن تتعامل معهم الطفلة في هذه المرحلة، ولا تدرك الفتاة حقيقة ما حدث لها إلا بعد أن تصل لسن الزواج؛ وهنا تنتابها حالة من الارتباك والحيرة ولا تعرف بالضبط إذا كانت ما زالت محتفظة بعذريتها أم لا، خاصة وأن مجتمعنا يعتبر العذرية هي مستقبل البنت، وبدون وجود هذه العذرية لا زواج للبنت ولا مستقبل لها. ولهذا نحن ننبه الأمهات لمناطق الخطر هذه؛ لأن الوقاية خير من العلاج. ومن ناحية أخرى: على الأهل أن يتعاملوا مع المشكلة بوعي وأن تكون هناك صداقة ومصارحة بين الأم وابنتها".
وتضيف بثينة :" الاعتداءات والتحرشات الجنسية موجودة في كل المجتمعات بدرجات متفاوتة، حتى في أكثر المجتمعات انفتاحًا، حيث لا يوجد كبت جنسي يمكن أن نقول: إنه هو السبب المباشر، لكن الشر يظل موجودًا في كل مجتمع، ولهذا توضع قوانين لهذه الحوادث لتوقيع العقوبة على المجرم والمعتدي لأنها واقع لا يمكن إغفاله. وليست الفتيات فقط هن المقصودات بهذه الاعتداءات في بعض المجتمعات العربية، هناك اعتداءات تحدث على الأطفال الذكور، وهو نوع من الشذوذ الجنسي، وعمومًا فالاعتداءات الجنسية مرتبطة بالعنف وانتشاره في المجتمعات، وحل هذه المشكلات يجب أن يكون بالمصارحة والمواجهة والشجاعة".
وقد أدلى مؤخراً عدد من الاسرى والاسيرات الفلسطينيين القابعين في معتقل تحقيق بيتح تكفا وسجن الشارون بشهادات لمحامية نادي الاسير عن تعرضهم لتحقيق قاسٍ اثناء اعتقالهم واستجوابهم من قبل الجيش والمخابرات الاسرائيلية. وقال الاسرى في شهاداتهم انهم تعرضوا لصنوف عديدة من التعذيب تمثلت في الاعتداء عليهم بالضرب المبرح والضغوطات النفسية والتهديد بهدم المنزل واعتقال افراد العائلة والحرمان من الاستحمام فترة طويلة.
وفي 19 مارس/آذار 2000، عانت امرأتان شابتان من سري لنكا محنة مروعة على أيدي الموظفين الرسميين - الأشخاص ذاتهم الذين يُفترض فيهم أن يحموهما من الأذى.
إذ ألقى موظفو البحرية في مدينة منار الساحلية القبض على سيناثامبي سيفاماني، 24 عاماً، وإهامبارام وبجيكالا، 22 عاماً، وكلتاهما من التاميل المهجرين داخلياً، واقتيدتا إلى مكتب تابع لوحدة الشرطة الخاصة. وهناك، عُصبت عينا إهامبارام ويجيكالا وتعرضت للضرب وجُردت من ملابسها واغتُصبت من جانب اثنين من المسؤولين.
وتتعرض ضحايا الاغتصاب لإعراض الأسرة والأصدقاء عنها؛ حيث يسم العار معظمهن، وتواجه صدا من المجتمع والناس إذا حدث وعرفوا الحقيقة.

وغالبا ما كان يُدفع بالأطفال الذين جاءوا نتيجة لعمليات الاغتصاب إلى ملاجئ الأيتام ، وفي أحيان نادرة يُدفع بهم إلى من يتبناهم. ومن ثم يكبر هؤلاء وهم لا يعلمون شيئا عن والديهم.
أليس هذا حرام لماذا يعذب هؤلاء الابناء الابرياء الذين لا يملكون إلا سنوات كتبها لهم ربهم في كتاب معلوم .. لماذا يموت قلب الغاصب حين ينهش شرف فريسته ؟! لماذا ينعم بالحياة بينما أبنه والمرأة التي انجب منها هذا الطفل الحرام طلقاء في مجتمعات لا تحرم؟! هل ماتت قلوبنا أيضا أم حان الوقت للنهض بأنفسنا ونعيد تأهيل هذه النساء البأسات ؟
وفي النهاية ادعو كل عاقل يؤمن بيوم الحساب أن يدفع بنفسه للبحث والتنقيب عن تلك النساء المقهورات المغلزبات علي امرهن ويصلح من هن .