ممن تستمد المرأة قوتها



ضحى الشمري
2021 / 12 / 30

القوة والضعف صفتان متناقضتان لكنهما مجتمعتان في شخصية واحدة.. وإذا ما طغت احداهما على الاخرى نستطيع القول ان الصفة التي انتصرت هي التي ستظهر على ملامح الشخصية.
والمرأة تحمل في داخلها كلتا الصفتين، قد تتغلب صفة القوة أحيانا والضعف في احيان اخرى ويعتمد هذا التغير على المواقف والاحداث والظروف والمؤثرات التي تحيط بهذه المرأة في مرحلة الطفولة وما بعدها من متغيرات فالنواة الأولى في تحديد ملامح الشخصية هي الأسرة الاب والام بالتحديد وكيف يمكن ان يساعدوا في بناء الذات وتعزيز ثقة الأبناء بأنفسهم إن البيئة الصحية السوية داخل البيت هي حجر الأساس لبناء تقدير للذات بشكل مرتفع لدى الأبناء ، فالعلاقة بين الوالدين التي يملؤها الاحترام المتبادل والعطف والتعاون تلعب دوراً كبيراً جداً في امتثال القدوة أمام الأبناء لتقدير الذات والاحترام المتبادل بين أفراد العائلة.
إضافة إلى بناء مناخ أسري مليء بالأمان والدعم والتمكين وإعطاء مساحة عالية للتجربة والخطأ والتعلم من الخطأ، والتعبير عن الرأي والأفكار الخاصة وكل ذلك في بيئة محكومة بالضوابط المتفق عليها والمقتبسة من ديننا وعقيدتنا وعدم التفريق بين الجنسين وإعطاء كل فرد حقوقة دون تميز اذا تزهر المرأة القوية في تلك الاجواء الداعمة والمريحة لجنسها اما بعض الاسر لها سلوكيات في التربية اذ تميز الذكور على الاناث وتسلطهم عليهم في جميع امورهم الحياتية اذا يكون رأي الذكر هو الساري ومنذ نعومه اظافره من خلال بعض الكلمات الرنانة التي تجعل منه ذكر متبجح وان كان يصغر الاناث في السن فيرى الاباء ان ذلك من الامور البديهية عندما يصادر الاخ حقوق اخواته المعنوية سواء كان صائب اولا لمجرد انه ذكر الامر الذي يولد الخوف والضعف لدى الفتاة وعدم القدرة على المواجه والانزواء ويولد لديها شعور الخضوع ويتوارث هذا الشعور من امرأة إلى أخرى اذا تصبح هي ام وتشارك في صنع ذات الشعور لدى بناتها في حالات نادرة يصنع هذا الجو الاسري امرأة قوية اذا تنتفض بعض النساء على واقعها وممكن ان تولد هذه العقدة نساء قادرات على المواجه بعد نضوجها واستمرارها في الدراسة والاحتكاك بالمجتمع والاطلاع على بيئة جديدة تسهم في بناء وتحديد اسس ومهارات مكتسبة تساعدها في تجاوز بيئة البيت المحطمة وتحفز لديها القدرة على القيادة والشعور باهميتها ودورها في المجتمع