مقدمة كتاب ثورة النساء: روسيا 1905-1917



جودي كوكس
2022 / 1 / 4

المقدمة: القطار

مقدمة كتاب ثورة النساء: روسيا 1905-1917

الكاتبة: جودي كوكس

صدر الكتاب عن كونترفاير في بريطانيا عام 2017

وأعيد إصداره في دار نشر هايماركت بوكس، شيكاغو، 2019

إهداء الكاتبة: إلى روح جيسيكا كوكس (1961-2006)، وكل المتمردات في التاريخ

إهداء المترجم: إلى روح يفغينيا بوش (1879-1925)

عندما وصل لينين إلى محطة القطار في فنلندا بشهر نيسان/أبريل عام 1917 كان قد قرر سلفاً أن ثورة شباط/فبراير لا يمكن أن تكون نهاية الثورة الروسية. كان ملتزماً النضال من أجل ثورة ثانية، ثورة اشتراكية. هذا كل ما يعرفه العديد من الاشتراكيين. إذا فكرنا قليلا، يمكن تذكر أنه لم يكن وحيداً على قطاره المصفح الشهير، فقد كان إلى جانبه رفيقه المقرب غريغوري زينوفييف. يمكن أن يأتي إلى ذهننا كذلك كارل راديك- في نهاية الأمر، كتب راديك لاحقاً ملخصاً عن مداولات الرحلة- وبالطبع، كانت زوجته الوفية دائماً ناديا كروبسكايا، إضافة إلى رفيقته المقربة إينيسا أرماند. ولكن التفاجؤ يحصل لأن كروبسكايا وأرماند لم تكونا المرأتين الوحيدتين على متن القطار.

زلاتا ليلينا زينوفيفا كانت أيضاً على متنه. إذ انضمت إلى الحزب الاشتراكي الديمقراطي والعمالي عام 1902، وأصبحت عضوة بالتكتل البلشفي في العام اللاحق. كانت ناشطة خلال ثورة عام 1905 في سانت بطرسبرغ وانضمت إلى لينين في المنفى مع زوجها غريغوري زينوفييف. أصبحا معاً من أقرب حلفاء لينين خلال حوالي 8 سنوات في المنفى. استمرت زلاتا ليلينا في نضالها حتى باتت مناضلة حزبية أساسية عام 1917. وكانت أولغا رافيتش من ركاب القطار كذلك. انضمت إلى الحزب الاشتراكي الديمقراطي عام 1903 وبعد 4 سنوات اعتقلت بسبب ضلوعها في السطو على مصرف نظمه البلاشفة في تيفليس. كانت زوجة زينوفييف كذلك. ولكن عام 1917 انفصلا عن بعضهما البعض. وتابعت هي أيضاً لأن تكون عضوة مقدّرة وناشطة في الحزب وأصبحت كاتبة بارزة بعد الثورة.

كان لينين في صلب الحزب البلشفي. وكان محورياً في توجيه الحزب بعيداً عن التسوية والخيانة في نيسان/أبريل 1917 وبهدف الاستيلاء على السلطة في تشرين الأول/أكتوبر. لكنه لم يكن وحيداً. النساء اللواتي شاركنه المنفى لم يقتصر عملهن على إصلاح الجوارب أو صنع الشاي. لقد كن ماركسيات ثوريات ملتزمات بتحرر الطبقة العاملة. لقد لعبن أدواراً مهمة في النظام الثوري، وأصبحن مندوبات في المؤتمرات وعضوات في اللجان الرئيسية. ومع ذلك، من الصعب العثور على أي إشارة إلى زلاتا ليلينا أو إلى أولغا على الإطلاق، عدا عن اكتشاف أفكارهن، ما هي حججهن أو كيف ساهمن في مقاربات لينين خلال الثورة. كروبسكايا وأرماند هما أكثر بروزاً ولكن ينظر إليهما بأنهما مجرد مساعدتَين للينين، ينقلان كلماته إلى العالم الأوسع.

كان لينين شخصية بارزة عام 1917، ولكن في كل مرحلة من مراحل الثورة كان هناك نساء يناقشن وينظّرن وينظّمن إلى جانبه. في حين أنه لا يزال يتعرض للشتم أو العبادة على حد سواء لأنه مهندس الثورة الاشتراكية، أقصيت النساء المقربات منه.