سي السيد النسوي



نهى عبير
2022 / 2 / 4

سي السيد هو من يضربون به المثل الآن، على الرجل الشرقي الصارم.
رائعه الراجل نجيب محفوظ ثلاثية بين القصرين.
سي السيد كان رب الأسرة، المتحكم في كل صغيرة وكبيرة في البيت، اتحدث عن الرواية، لا الأفلام التي اتخذها بعض السطحين مرجع لذكوريتهم، وكم كان ذلك الرجل حاد الطباع لذلك تطيعه اسرته من قبل أن يصدر الأمر خوفاً منه..

سي السيد كحال كثير من الرجال، يلهو خارج بيته، ويرافق هذه وتلك ولكن لن يقبل ان يرفع رجل عينيه على حريم بيته، لذلك يمنعهن من الخروج بدون رفقته.

ومع ذلك لم يكن سي السيد كبقية رجال عصره يرون البنت عاراً وجب ستره والتخلص منهن بالزواج، لكنه كان اباً حنوناً، فعندما جائته من تخطب ابنته، جلس يفكر لماذا عليه أن يزوج بناته لغريب، ربما لا يسعدها كما هي في بيت أبيها، ربما يكون مزعج أو حاد اللسان..
وتساءل بينه وبين نفسه، لما لا تكون البنت كالولد؟ تستطيع أن تعول نفسها بنفسها، لكي لا يشعر بالقلق عليها بعد رحيله..
ربما خشي أن تتزوج من هو مثله أو مثل ابن البكري!

فالبرغم من ان سي السيد يرافق نساء اخريات ويتخذ عشيقات، إلا انه يرفض أن يفعل ابنه في زوجته مثله، ولم يقبل أن تهان امرأة في بيته قط.

ومع أن سي السيد كان يستخدم الوصف بالأنثى كمسبة، لم يرد في الرواية ابداً أن هذا الذكوري الذي ربنا لا يعرف بديهيات حقوق المرأة، انه اهان زوجته او عنفها بالفعل أو حتى القول، أو أرغم بناته على الزواج أو فعل شئ ضد رغباتهن.

ربما كان اكثر من في جيله تحضراً في معاملة النساء!

ولكن يأتي من بعده جيل يريد أن يطمس هوية النساء بأسمه، جيل يرى أن ضرب المرأة من حقوقه التي لا نقاش فيها، مع أن تلك المرأة تعمل مثله وتنفق على البيت من المال والجهد والصحة اضعافه!
يريدون حرمان البنات من التعليم والخروج بحجه الخوف عليهن من الفتن!
إن سي السيد لو كان في عصر كهذا لكان علم بناته ووظفهن لضمان قوتهن بعد وفاته ولكي لا يحوجن لمن ينفق عليهن.

سي السيد لم يعدد، ربما كان يجد في التعدد إهانه لزوجته ومربية اولاده، ووجد أن العلاقات السرية العابرة حل لأرضاء شهواته ومظهره أمام أصدقائه لأكمال رجولته؛ ولكنه لو كان في زمن غير الزمن ما كان ليقبل على نفسه وزوجته أمر كهذا.

وحتى أنه لم يجبر ابن له على دخول مدرسة بعينها حتى ولو كانت الأفضل من نظره ولكنه ترك لاولاده حرية الأختيار، وليس كحالنا الآن الأب يجبر أولاده على اختيار طموحه الذي لم يستطع تحقيقه بالعنف والاهانه.

إن سي السيد كان رجل متناقض، متطبع بطباع عصره ومن حوله، وله كثير من الموافق السيئة ضد حقوق المرأة، ولكنه بالطبع أفضل بكثير من حال رجال اليوم.