8 آذار بؤرة مضيئة لنضال البشرية من اجل المساواة والكرامة الانسانية !



الحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي
2022 / 3 / 1

بمناسبة يوم المراة العالمي
يحل يوم المرأة العالمي في 8 آذار على البشرية هذا العام ووضع المرأة والفتيات والطفلات على صعيد العالمي في تدهور ومنحدر خطير. ان اكبر خطر تواجهه البشرية اليوم هو العبودية الجنسية التي يعيد انتاجها النظام الرأسمالي القائم على الاستغلال؛ بكل اشكاله والوانه السياسية دينية طائفية كانت ام قومية عشائرية. يعيش اليوم قرابة 4 مليارات امرأة وفتاة وطفلة بخوف وقلق دائم نتيجة هشاشة اوضاعهن في مجتمع لا ينظر لهن الا كملحقات؛ اما خادمات او مجرد أداوت انجاب وتلبية الحاجات الجنسية للذكور. وفي كل الاحوال واحسنها يعاملن لا كنظراء بل بمرتبات ادنى من الرجال.
ان معاناة النساء في العالم من سوء المعاملة والخشونة والتمييز تزداد سوءا رغم مضي 22 عاما على القرن الواحد والعشرين؛ تتعمق ظاهرة التحرش بالنساء والتجاوز اللفظي عليهن حد الاهانة، الى الاعتداء الجسدي والاغتصاب وصولا للتعذيب والجلد والقتل بحجة الشرف او الغيرة. ان هذه المعاناة لا تجري فقط في مقطع زمني بسيط من حياة النساء كمن يقضي فترة عقوبة لمدة محددة وتنتهي بل تعيش المرأة هذه الاوضاع كل حياتهن. ان التمييز ضد المرأة يتخذ اشكالا متعددة من الحرمان من الطفولة كفرض الحجاب على الطفلات والنساء البالغات او تعريضهن للاغتصاب تحت مسى زواج القاصر وصولا الى المعاملة السيئة عندما تكون مراهقة وتحرم من كل حقوق الحرية في الاختيار او ممارسة اي هواية بل وحجرهن في المنازل كالسجينات وصولا الى قتلهن غسلا لعار القبيلة او بسبب عدم ارتدائهن الزي الاسلامي القرو-وسطي. كل ذلك يجري باوامر من الاسلام السياسي وحماته في الحكومات الرجعية في كل مكان؛ حتى في اكثر مدن الغرب تمدنا.
في الدول المتقدمة تتعرض المراة المعتنقة للاسلام الى اقسى انواع التمييز. ومن قبل نفس قوى اليسار البرجوازية ورديفته الحركة الفمنستية حين يتم تعريف المرأة المعتقة للاسلام او القادمة من بطش ونير الاسلام السياسي بانها تقبل الخضوع والاهانة والدونية كجزء من هويتها الثقافية. وحتى المراة في اوربا والتي ناضلت طويلا من اجل حقوقها وبقيادة المناضلات الاشتراكيات الباسلات والجريئات اوائل القرن العشرين داخل الاحزاب الشيوعية والاشتراكية والتي فرضت على البرجوازية الاوربية والامريكية الذكورية التمييزية الخضوع لمطالب النساء بالمساواة في كل شئ، فان اوضاع المرأة شهدت تراجعا كبيرا عما تحقق من خلال ارجاع السياسات اليمينية وخاصة سياسات النسبية الثقافية واعادة ربط الدين بحياة المجتمع المدني واخضاع المرأة عموما الى الاعراف الرجعية. المرأة يتم اقصاءها من العمل بكل سهوية وتمنح اجورا ادنى من الرجل ازاء نفس الخدمة وهي في تعرض دائم الى الانتهاكات اللفظية والتحرش. لقد ابلغت حركة "انا ايضا" عن مئات الحالات من التحرش ولسنين طويلة وشكل ذلك نقلة نوعية في نضال المرأة من اجل المساواة والحقوق الانسانية المتساوية.
اما في الدول التي تعاني من سوء الاوضاع الاجتماعية والمعيشية فان المرأة تعاني اضعاف من يعانيه الرجل. فهي تعمل بكد وتكدح طوال اليوم بظروف وشروط غاية في القسوة ويتم تقليص اجرتها لبضعة دولارات في الشهر ازاء عمل 12 ساعة لانتاج السلع الرخيصة الثمن او دفعهن لبيع اجسادهن لامرار معيشتهن ومعيشة اطفالهن. وحين ترجع للمنزل تواجه وضعا ذكوريا خانقا لا يطاق ويتم استغلالها كالعبدة في الخدمة وتواجه الخشونة والاهانة من ذكور العائلة.
وفي الدول التي تأن تحت وطأة وهيمنة القوى البربرية للاسلام السياسي كأيران والسعودية وافغانستان وغزة ومصر وليبيا وغيرها او تلك التي ترزح تحت حكم الحركات الاسلامية والقومية والعشائرية فان معاناتها اكبر بكثير حيث ان حقوقها المدنية والفردية والاجتماعية كلها مسلوبة اضافة الى خطر تعرضها للقتل في كل لحظة نتيجة وجود القوانين الدينية والقبلية الحقيرة. ان المرأة بنظر الدين كائن ناقص وان العبودية الجنسية هي السلاح الماض بيد الحركات والحكومات الاسلامية – القومية لاخضاع كل المجتمع. ان ادعاء القوى الاسلامية البربرية بان داعش متطرفة هو مجرد ذر الرماد في العيون لان كل الحركات الاسلامية متساوية في احتقار ودونية المرأة.
وفي العراق واقليم كردستان وبعد نهوض ثورة تشرين واظهار صوت ومكانة وقدرة المرأة في العراق ورفع شعار المرأة هي الثورة على النضال من اجل انتزاع حقوقها شهد العامين الماضيين تراجعا كبيرا في اوضاع النساء وخاصة مع تفاقم الوضع المعيشي للملايين من البشر نتيجة صراع الميليشات الاسلامية والقومية والعشائرية على السلطة وعجز الحكومة عن توفير الامان وتخليص المجتمع من فكوك الحركات الاسلامية الارهابية التي تقع المرأة اول ضحاياها و في كردستان وفي ظل سلطة القوميين الكرد اصبح قتل المرأة ظاهرة خطيرة و خلال 31 سنة الماضية قتلت الاف النساء و بابشع الأشكال. ان استفحال ظاهرة ضرب المرأة وما يسمى العنف الاسري بعد تفشي وباء كورونا وتدمير حياة الفتيات بتزويجهن قسرا او اخضاعهن للنواميس العشائرية المتخلفة او للنصوص الدينية التمييزية وتزويج الفتيات الصغيرات القاصرات وحرمان الطفلات من حقهن في التعليم او فرض الحجاب عليهن بعمر الطفولة ودفع الشابات الى الانتحار كوسيلة اخيرة للفرار من الالم كلها ظواهر بسيطة من مأساة حياة المرأة في ظل حكومة ميليشات دينية وقومية وعشائرية.
في يوم المراة العالمي لهذا العام فان نضال نساء العالم اجمع ، وكل محب للمساواة ولمجتمع انساني هو نضال البشرية للخلاص من نظام العبودية – الرأسمالية. ان النضال من اجل قضية المراة اليوم ليس نضالا محفليا او ضيقا بل هو جبهة واسعة وعريضة من جبهات نضال البشرية رجالا و نساءا من اجل التخلص من نظام التمييز والعبودية واقامة نظام اخر قائم على المساواة الكاملة بغض النظر عن الجنس او اللون او الدين او الطائفة او اللغة او العرق او الهوية القومية. ان التراجع والانحطاط الحضاري الذي شهدته البشرية خلال السنين القليلة الماضية قد اثبت بان النظام الذي يمسك بتلابيب البشرية ويجرها نحو الحضيض هو نظام لا يستقيم مع التطلعات الانسانية والمبادي المساواتية التي تليق بالبشر في القرن الواحد والعشرين بل هو عائق خطير امام حرية ومساواة وخلاقية البشر وسعادته. يجب ازالة هذا النظام برمته واحلال نظام اخر انساني يقوم على مبادئ الحرية والمساواة والكرامة الانسانية. كل نضال من اجل مساواة المراة اليوم هو نضال اشتراكي شكلا ومحتوى.
يهنى حزبنا نساء العراق والمنطقة وكل العالم وكل احراره ومساواتييه بيوم المرأة العالميويشدد على ان نضال المرأة من اجل حريتها وكرامتها ورفعة رأسها هو جبهة اساسية من جبهات نضال الشيوعية العمالية وهي جبهة عملية ومادية مباشرة تمس مساسا مباشرة حياة الناس ورفاههم وكرامتهم الانسانية. وكما رفعت تشرين شعار – حرية مساواة كرامة انسانية فان حزبنا يؤكد ان هذه المبادئ هي مبادئ انسانية ومساواتية وهي في جوهرها نضال سياسي مباشر ضد قوى البرجوازية الاصيلة في المجتمع اي قوى الاسلام السياسي وحلفاءه القوميين والعشائريين. هذا النضال حي ومتجدد في كل منزل وشارع وحي ومنطقة وقرية ومدينة في العراق.
ندعو كل قوى الاشتراكية والشيوعية والعمال وكل محبي الحرية والمساواة والانسانية الى تصعيد النضال من اجل مساواة المراة بالرجل وابراز قضية المرأة ومواجهة القوى التي تحقر المرأة وتحويل قضية المرأة اولوية في جدول اعمال ثورة تشرين التي تستعد لخوض جولة جديدة من النضال لاسقاط السلطة الطائفية-القومية ومن اجل عراق انساني متمدن مبنى على المواطنة لا على الهويات الدينية والطائفية والقومية والعشائرية او على التمييز الجنسي.
النصر لنضال المرأة من اجل المساواة الكاملة بالرجل ومن اجل الكرامة الانسانية!
عاش 8 آذار يوم المراة العالمي!