سيدتي ..أنت من صنعت المجتمع الذكوري



شكري شيخاني
2022 / 3 / 3

المرأة هي التي تصنع المجتمع الذكوري؟؟ نعم
قبل أن تنعقد الحواجب وتفتح الافواه فاغرة مستنكرة ومستهجنة لهذا الكلام.... علينا أن نكون واقعيين فيما نقرأ ونكتب ونقول و.. وأيضا" فيما نحاور ونناقش.. ففي المجتمع الشرقي لازال الذكر هو السيد وهو السي سيد..مهما قلنا وتقولنا..ومهما ناظرنا وحللنا. والمصيبة هنا أن المرأة هي ذاتها وبنفسها وعن سابق إصرار وترصد ونوايا مبيتة هي التي تصنع من المجتمع ذكوريا" بدرجة قد تصل الى ال90 بالمئة.. ونحن نحتفل في كل عام بيوم المرأة العالمي .. وهو يوم تخلصها من عبودية المطبخ أولا"..نعم المطبخ الذي يأخذ 75 بالمئة من حياة المرأة وحيويتها.. في سبيل إرضاء الزوج والاولاد صبيان وبنات.. وقد تكون المرأة في قرارة نفسها أنها سعيدة بذلك ولو كان هذا على حساب حياتها بشكل عام.. ولن أطيل عليكم لتعرفوا كيف أن المرأة هي التي تصنع من المجتمع ذكوريا" وحبة مسك كما يقال..مع أن هذا المجتمع نصفه إنثى والنصف الأخر تصنعه الانثى.. أما كيف تصنعه وتجعل منه ذكوريا" فلنستعرض مايلي : فنقول ونبدأ أولا"
1 - الام وشعورها عند الحمل. وانا جازم تماما" ان 75 بالمئة من النساء يتمنون ان يكون الحمل ذكرا"..لعدة أسباب وغايات ومنها لغاية في نفس يعقوب..
2 - والام هي التي تغطي على تصرفات الولد الذكر اذا ما فعل أشياء مشينة .. على أساس رجال ما بينخاف عليه .بينما نجد ذات الام توبخ البنت وتؤلب الاب عليها ليعاقبها..
3 - الام هي التي تتمنى رضا الولد في المأكل والمشرب والملبس.فهو سي السيد الصغير وهو الذي سيحمي اخواته البنات بغياب الاب وحضوره لا فرق..
.4 - والام هي التي تضغط على الاب ليعطي المصروف للولد ولو كان كبيرا" مع ان اخته بجانبه لا ينالها من هذا الكرم الا القليل.. وتبدأ تفكر لماذا ابي او أمي يفضلان اخي الصبي عني
5 - .. والام هي التي تحاسب زوجة ابنها لو أن هذه الكنة كان أغلب حملها إناثا" وهو أمر ليس بيدها. وأحيانا" كثيرة هذه الام هي من تدفع ولدها للزواج ثانية.. حتى يأتي السي السيد الذكر.
6 - . والام هي التي تتغاضى عن تصرفات ابنها تجاه ابنة الجيران وتقول (( يقبرني صار رجال )) بينما الف كف ونعرة ولبطة (( وشحاطة ) للبنت لو هي فكرت فقط مجرد تفكير بابن الجيران.. وممكن يوصل الامر لحبس البنت ومنعها من الذهاب للمدرسة وحتى هناك حالات يتم فيها تقييد البنت بسلاسل حديدية في الحمام او ماشابه.. بينما يطلق العنان على اخر للشب الذكر يقبر امه..
7 - والام هي التي تسمح للاخ الذكر بالسيطرة على اخته الانثى ولو كان أصغر منها بسنين عديدة ولكن كونه ذكر . وممكن يصل الى حد أن يضربها ويهينها بالشارع . فهو الامر الناهي في البيت بل واحيانا" يتجاوز سلطة الاب .. لان الاب بكل الاحوال هو القدوة .. وايضا" هذا الاب تربى وترعرع على هذه التفضيلات في المعامة وعلى جميع النواحي..
8 - والام او الانثى التي تصنع المجتمع ذكوريا" لافرق ان كانت مثقفة او نص نص أو حتى أمية... فيكبر الولد ويجد نفسه رجلا" ويعيد ذات السيرة في بيته ومع زوجته واولاده.. ثم تأتي الانثى
9 - الام هي من تعمل على طمس هوية البنت من خلال الكبيت المفروض عليها وفق مفاهيم هي ايضا" ورثتها أما" عن تيتة .. والام هي التي تعمل على انعاش شخصية الولد وتمجيدها وتعظيمها وبلورتها ولو على الفاضي فهو حامي الحمى
وهي الام والاخت والزوجة والابنة والحبيبة لتطالب بالمساواة وحقوقها من الرجل او من المجتمع الذكوري التي صنعته هي بأيديها...وكيف لنا ان تكون هناك مساواة اذا كانت هي الام من تدفع بابنها الى تأسيس عائلة جديدة وفق المفاهيم التي تربى عليها... صحيح اننا نقوم بندوات ومحاضرات عن المرأة وحقوقها الاجتماعية والسياسية والمالية وحتى العسكرية .. و صحيح أننا نحتفل كل عام بيوم المرأة العالمي.. ولكن على مستوى مجتمعاتنا الشرقية فهذا الامر مدعاة لتضييع الوقت وبدون فائدة .. فماذا يفيد المرأة أن يتم شحنها بالمناظرات والمحاضرات عن حقوق المرأة (( وهذا حق )) ولكن مجرد أن دخلت بيتها وقابلت ابن عمها سي السيد.. الحاكم بأمره.. فضاعت المحاضرات وتناثرت كلمات المناظرات.. وإختبأت الاوراق في الادراج.. وعادت حليمة.........هذا تشخيص وتحليل المرض الاجتماعي المزمن والعلاج هو بغاية البساطة ... بجعل الام الحالية والام المستقبلية تبتعد تماما" عن فكرة تقديس وتأليه المولود الذكر والذكورة ..هذا إن اردنا نصنع مجتمعا" متساويا" في الحقوق والواجبات.. مجتمعا" عادلا" قدر الامكان.. نستطيع القول وقتها أن المرأة نصف المجتمع وعن جدارة .. وانتهاءا" حقيقيا" لمرجلة سي السيد .. لان المراة هي التي صنعته بيديها وبحنانها المفرط وعاطفتها الزائدة عن اللزوم...
كل عام... وكل نساء الارض بالف خير