عطاء وسخاء المرأة بِلا مُقابل لكنها مُحاصرة



عصام محمد جميل مروة
2022 / 3 / 6

في الوقت الذي تصور الجميع بإن المساواة ما بين الجنسين اصبحت على مقربة من التطبيق والتنفيذ على كافة جوانب الحياة في العصر الحديث او على الأقل منذ عقود ما بعد حروب اضافت تداعياتها الى عدم الإكتراث والسماح للمرأة بإن تقوم بواجباتها وبدورها كعنصر وكفرد اساسي في المجتمع وليس من خلال التعامل معها كخاصرة رخوة او الجانب المركون في الإحتياط سوف يتم تحريكه حسب لعبة الشطرنج عند قسوة الهجوم او مع الإحتماء خلف خشبات الخلاص من الهلاك . ها هي المرأة اليوم في مناسبة الثامن من اذار مارس من كل عام تجرنا المرأة الى صدارة التاريخ في قراءة ما هو جديد وما هو قديم وما هو ضروري بلا مزايدة إزاء دور المرأة في حياتنا الماضية وعندما كانت بدائية وفي حاضرنا الذي يبدو للجميع ان المرأة يتم التعامل والتعاطي مع اهمية حركتها حسب تركيب المجتمعات المدنية منها والمتخلفة في قالب واحد !؟.
ولا ندري الى ما سوف يكون تحييّد او تجنب إعطاء فرصة القيادة للمرأة في المستقبل ، إذن كل مرة نستدل الى عمق الهوة والفراغ المفروض على جعل المرأة خصماً وهمياً للرجل عندما يتم المنافسة النزيهة في جعلها متصدرة كقائدة ورئيسة وصاحبة رأي!؟. فمن هنا يترائى للجميع ان المراة حالة مهمة جداً وضرورة في افاق الطموح والتطلع الى الامام مهما منحناها درجات وتركناها تخوض غمار كافة علامات المعنويات لكى تُثبِت انها جديرة وقادرة ومميزة وقد تتفوق على الرجال في مجالات عامة لا حدود لها .
كما علينا ان نُدرج في حقائق العالم الحديث عندما نتحدث عن رفاهية وتقدم البشر والرخاء ومعالم حقوق الانسان وحضانة الطفل وصون المرأة تحت ظلال العولمة والتقدم ، يجب ان نتحرر من الذكورية المحتومة في العالم وخصوصاً في جوانب مهمة يُخصصها "" الدين "" ويفرضها على نمنط حرية ومدار تحرك دور المرأة ، منذ عصور متأخرة عبر اليهودية مروراً بالمسيحية وصولاً الى الإسلام !؟.
سوف نلاحظ مثلاً تِباعاً على مدى سرعة مرور التاريخ ان دور المرأة كان يحظى تبوءا ً عبر توريث لها للسلطة نتيجة خلوّ العائلة من الذكور وهو النمط المتجذر ويعمل بمقتضاه من هم في حالة تداول وإطالة عمر مملكاتهم وانظمتهم وسلطتهم مروراً الى ابعد زمن من التاريخ الغابر الذي اذل المرأة ولم يمجد ويمدح دورها عبر العصور !؟.
مع كل الإساءة العلنية والصامتة والسرية حول دعم المرأة والإحتفال المتعارف عليه في نفس التاريخ من كل عام "" 8- اذار - مارس -"" لإرساء سيرة المعنى الجوهري لقضية المرأة. لقد برز دورها في ميادين كثيرة ولكنها آيلة الى السقوط لدرجة هشاشة التنصل من دورها مباشرة غداة خضات وازمات سياسية تتمحور حول قيادتها اذا ما كانت في منصب رفيع ومهم وتحتل مكان الرجل !؟.
العلاج الحقيقي لدور المرأة ما زال في ايادي الرجل حسب كل الدراسات والابحاث المتعددة ومن اهمها برنامج الامم المتحدة عن خصوصية يوم المرأة العالمى ، فتارةً تتدخل الامم المتحدة لحمايتها وعندما تصطدم في مقاومة الرجل عبر المنافسة فتنسحب لصالح الرجل خوفاً من فقدان المصالح على حساب اعطائها الأولوية وتقدمها في ريادتها .
توزيع وتشاطر وتقاسم المهمات يقودنا الى جرأة بديهية اثناء الحديث عن دور "" المرأة المقاومة "" المتأصلة والمتألقة والفاعلة في النضال العريق والمهم الذي يعطي مزيداً من اوسمة ونياشين الكفاءة الخارقة عن افعال وضرورة إشراكها كعضو وفرد يقوم بفعل القتال والمقاومة كما تقوم بدور ربات البيوت والمنازل والرعاية الاجتماعية . كانت تأخذ مكاناً مهماً عندما يتم فرض حصار منع التجوال على الرجل فكانت وما زالت الفدائيات الفلسطينيات تحت الاحتلال تنفذ اروع درجات البسالة والبطولة والتاريخ شاهد على تلك الوقائع ، كما ان الفتاة اللبنانية والمرأة لقنت العدو الصهيوني دروساً غير مسبوقة عندما فجرن اجسادهن وتزنرن بعشرات القنابل حيث رفعت حالة الدفاع عن الارض الى اعلى مستويات التضحية بالدماء الزكية هكذا عرفناها إبان احتلال الصهاينة للبنان طيلة فترة العقود تلك كانت المقاومة اللبنانية تعتمد على دور المرأة اكثر من دور الرجل !؟. للمرأة دور مميز وغائر في ما يدور حول حمل السلاح وإستخدامهِ بديلاً عن التبرج وإبراز الصور الفاتنة والجمالية للأنثي .او للمرأة الشابة !؟.
بديلاً عن تلك الامور فكانت الثورة الفلسطينية تضم مجموعات فدائية منذ اليوم الاول لإحتلال الصهاينة ارض فلسطين وطرد شعبها خارج اراضيها في مشروع التشرد الطويل . لكن المرأة سعت ومازالت تدفع كل امكانياتها في ابداء عفافة دورها المشرف اثناء تنفيذها عمليات بطولية خارقة ومثيرة وتستفز المجتمع الدولى وفضح الكيانات والاحتلالات التي طال امدها . وهي الأن تُعاني الأحكام التعسفية في سجون الصهاينة .
المرأة العربية كما هي تعطي اهتمامها في تربية الاسرة وتتطلع الى فتح قنوات متعددة بعد حالات وثورات الربيع العربي منذ ثورة الياسمين في تونس التي اسست مجدداً لإستعادة دور المرأة وتحريرها من عبودية الرجل المستبد اولاً ومن الانظمة الديكتاتورية التي لا تعتقد وتتقبل في اهمية المراة الا من باب وراء وخلف الرجل .
كما لاحظنا تِباعاً ادوار المرأة في جوانب كثيرة بعد ثورات الربيع العربي في مصر وفي العراق وفي سوريا وفي مناطق اخرى من العالم .
عندما يتم التفرقة ما بين المجتمعات قاطبة فسوف تدخل الفضولية الى عوالم حديثة وجديدة لقراءة دور المرأة ويبقى التساؤل الكبير ؟ هل المرأة تستطيع في افغانستان او في كردستان او في افريقيا على سبيل المثال وهي " مُحجبة او مُنقبة " هل تتساوى في مطالبها مع الرجل . فهنا نجد العقدة الحقيقية لدى المجتمعات عندما نطالب بحرية المرأة اولاً واخيراً من القريب اليومي لها "" هو الوالد ،والزوج ،والاخ ،"" لان المرأة في تلك المجتمعات مازالت تخضع لنظام الرعب والخوف والحصار وإيهامها انها مسؤولة فقط عن الجلوس في غرف الظلمة والعبودية ومهامها تنحصر في رعاية الابناء وتأمين حاجات الرجل عند رغباتهِ ونزواتهِ الدنيئة فقط هكذا يُرادُ ان تعيش المرأة !؟.
ومن باب اعطاء اهمية كبيرة لدور المرأة في لبنان بعد ثورة اكتوبر تشرين "2019" التي ادهشت الجميع في الداخل وفي الخارج حيث برزت المرأة اللبنانية في اعلان صفحة جديدة على إختراق كل المحاذير والمعايير التي كانت تتداول من خلال الدستور اللبناني الذي ينص على ديموقراطية وحرية الحركة والمساواة بين الجنسين وكانت اكبر كذبة تاريخية لبنانية .
لا بد لفسح المجال امام المرأة في العالم لكى تثبت بإن سرعة استعادة مجدها ودورها يرتكز على اساسيات مهمة . اولها عدم الرضوخ الى مسلمات حصار المرأة كونها تخضع لما يتركه لها المجتمع "" المنحل في ذكوريتهِ العمياء "" . التي تقتضي تبين حيازة طموحات الشعب دون الحاجة الى المرأة .
عطاء وسخاء المرأة بلا مقابل نابع من مسئوليتها وإتخاذها على عاتقها عدم الإكتراث للحصار المفروض عليها من قبل شريكها الاول في بناء المجتمع .