غضب عارم جراء جريمة الاغتصاب



تاج السر عثمان
2022 / 3 / 16

1
أدت جريمة اغتصاب نظاميين للطالبة بكبري المسلمية الأثنين 14 مارس الي غضب عارم ، و اشتداد لنيران الثورة التي زادت اتساعا في جميع أنحاء البلاد ، مما أدي للتصعيد والدعوة لمليونية الكرامة 15 مارس ردا علي هذه الجريمة النكراء التي ارتكبتها قوات مليشيات الاحتلال الجنجويدي والكيزان وقوات حركات جوبا المرتهنة للخارج، التي وصل بها الحد لخصخصة ميناء بورتسودان مواصلة لمخطط البشير السابق مع الإماراتيين. جريمة الاغتصاب هي جريمة ضد الانسانية هدفها كسر ارادة الثوار الثائرات لكن هيهات، وجريمة حرب يجب أن لا تمر دون محاكمة المسؤولين عنها، فهي امتداد لجرائم الاغتصاب والابادة الجماعية في دارفور والمنطقتين التي مازالت تنتظر المحاكمة ، ومجزرة فض الاعتصام ، ومواكب مقاومة انقلاب 25 أكتوبر ، وجرائم اغتصاب جهاز أمن الإنقاذ ، الذي كان له مسؤولين عن تلك الجريمة البشعة ، كما كشفت محاكمة الشهيد الأستاذ أحمد الخير الذي مازال حكم الاعدام للمجرمين ينتظر التنفيذ ، جريمة الاغتصاب يتحمل مسؤوليتها قادة الانقلاب الذي خرقوا الوثيقة الدستورية ، و أعلنوا حالة الطوارئ ، وأعطوا الحصانة للجنود للقتل والتعذيب والاغتصاب دون مساءلة ، والتعدي علي المنازل ونهب ممتلكات، والتعدي علي المستشفيات، وحرق البيوت والأماكن العامة، واستخدام الأسلحة الفتاكة في نفريق المواكب السلمية مثل: الدوشكا، والخراطيش الفتاكة، والقنابل الصوتية، والضرب بالبمبان في الصدر والرأس العين والوجه ، مما أدي لاستشهاد 87 شهيدا ، واصابة أكثر من 2600 شخص ، واعتقال المئات، والتعذيب الوحشي لهم بالضرب بالسياط ، والاغتصاب .الخ، وهي مسؤولية مليشيات الدعم السريع، ومليشيات الكيزان، وجيوش حركات سلام جوبا، وهي المليشيات والجيوش التي نفذت الانقلاب العسكري، مما يتطلب ، اوسع حراك جماهيري لاسقاط الانقلاب العسكري، وحل كل هذه المليشيات والجيوش ، وتقديم مرتكبي تلك الجرائم للمحاكمات ، من الجرائم ضد الانسانية أيام البشير ، وجرائم الابادة الجماعية في دارفور ، مجزرة فض الاعتصام ، ومجزرة مابعد انقلاب 25 أكتوبر. وحتما سوف يكون السودان مقبرة لتلك المليشيات والجيوش المرتهنة للخارج ، مثلما كان مقبرة لجيوش الاحتلال التركي والانجليزي المصري.
اضافة لجريمة الاغتصاب جاءت جريمة الاعتداء علي المعلمين رسل المعرفة وتعرضهم الي الاهانة والاذلال في نيالا التي وجدت استنكارا واسعا مع جريمة الاغتصاب، ودعت لجنة المعلمين الي مليونية 15 مارس ، وأعلنوا الاضراب العام في كل البلاد، ودعت لحنتهم للمحاكمة العادلة للذين ارتكبوا هذه الجريمة..
2
جاءت مليونية 15 مارس هادرة في العاصمة الأقاليم ، فمنذ صباح اليوم خرجت المواكب في مدن :عطبرة مع استمرار اضراب عمال السكة الحديد، والدمازين ونيالا هادرة ، تبعتها بقية المدن كما في: العاصمة ،بورتسودان ، سنار ، دنقلا، كوستي، مدني ،و القضارف . الخ، وتوجهت مواكب الخرطوم نحو القصر والتي استمرت رغم القمع الوحشي بالبمبان والقنابل الصوتية، والمياه القذرة ، والرصاص الحي والمطاطي، والخرطوش، مما أدي لاصابات تجاوزت (26) اصابة ومازال الحصر مستمرا، والاصابات في الصدر والاختناق بالبمبان ، والعين والظهر، وحرق المنازل ، تهديد الصحفيين ، كما حدث للصحفيات: نسمة خماشة، صفاء تاج السر، وشذي الشيخ.
كما رفض عمال وموظفي الموانئ الخصخصة لميناء بورتسودان الجنوبي ، وقال بيان التجمع النقابي : أن الميناء توفر في اليوم الواحد للخزينة العامة أكثر من مليون يورو ، ولا يمكن أن تكون خاسرة ، كما رفضت جماهير بورتسودان زيارة حميدني والمخطط لخصخصة الميناء للاماراتيين، وخرجت الجماهير في مواكب هادرة واغلقت جميع الطرق الرئيسية ، واستمرت المواكب رغم القمع الوحشي للمواكب ومحاصرة جامعة البحر الأحمر، مما اضطر حميدتي أن ينفي أي اتفاق لخصخصة الميناء.
كما خرجت جماهير دنقلا في مواكب هادرة ، وتجمعت أمام محكمة دنقلا لمحاكمة (20) من ترس حفير مشو ، حتى تم الافراج عنهم .
3
زاد من النهوض الجماهيري تدهور اوضاع المعيشية والزيادات المستمرة في السلع الضرورية : الوقود الخبز ، السكر ، والارتفاع في الضرائب ، والتدهور المستمر للاجور كما في اضرابات المعلمين ، وعمال السكة الحديد ، وعمال الري المصري، والعاملين في التخطيط العمراني ، واضراب اساتذة جامعة الخرطوم التي تدهورت فيها اوضاع الأساتذة، وتوقف الدراسة بكثير من الكليات ، وظاهرة تكدس الدفعات. الخ، وتكدس العملاء في البنوك ومشاكل سحب مدخراتهم الذين اشترطت عليهم البنوك تحديد اسباب السحب!، مما يعيد الايام الأخير للبشير التي تكدست فيها الصفوف امام البنوك، مما يشير الي أن الانقلاب الي زوال.
مما يتطلب المزيد من التحضير الجيد للاضراب السياسي العام والعصيان المدني للاطاحة بالانقلاب الذي بات يهدد وحدة البلاد والمزيد من نهب ثرواته، وادخال السودان في قلب الصراع الدولي المحتدم بين روسيا وامريكا وحلفائها لنهب ثروات السودان ،واعطاء قاعدة عسكرية لروسيا وامريكا، مما يهدد أمن وسلامة البلاد ، وبيع اراضيها وخصخصة الميناء الجنوبي، وتمكن الاحتلال الاستيطاني الجنجويدي بشراء الاراضي تحت ظل التهديد والاغراءات باموال الذهب في قلب وأطراف الخرطوم، بعد الابادة الجماعية التي حدثت في دارفور واستيطان الأجانب في حواكير النازحين ، وابادة السكان في مناطق الذهب واليورانيوم لمصلحة ( الإمارات ، روسيا. الخ). مما يتطلب اوسع تحضير لمليونية 6 أبريل ذكرى انتفاضة أبريل 1985 ، واعتصام القيادة العامة، وعبر اوسع مشاركة في مليونية غلاء المعيشة في 17 مارس ، ومواصلة التصعيد والتنظيم حنى الاطاحة بالانقلاب وانتزاع الحكم المدني الديمقراطي ، ومحاكمة القتلة والمجرمين والمغتصبين.