وهل هناك عيدا للأم في مجتمع لا أمان به للنساء ؟



فؤاده العراقيه
2022 / 3 / 21

نقتل النساء ومن ثم نتشدق بتقديس الأم وكأن الزوجة هي ليست ذاتها الأم التي نتغنى بها في الأعياد وكأنها لم تُقتل بحجة غسل العار ولم تُضرب بحجة تأديبها الأم هي ذاتها الزوجة التي تُرمى بالشارع وقت ما يشاء زوجها دون حساب من خلال حقه بالزواج من اربعة والذي يبيحه المشرع والقانون له ، في الوقت الذي لا يبيح لها أدنى الحقوق الإنسانية, .نهين النساء ونكسرهنّ ومن ثم نضع هالة القدسية عليهنّ يوماً واحدا من كل عام , نحتفل بهنّ ومن ثم ننحرهنّ كالأبقار التي لا نفع منها عندما لا تعطينا نفعاً ,وحين يبلغ الأبناء عمر معين سينهون بكِبرِهم صلاحية الأمهات في الحياة وما عليهنّ سوى انتظار الموت رغم إنها كانت ميتة سريريا باستثناء حركتها الديناميكية تلك.
ونحن في القرن الواحد والعشرين لا زلنا ننظر للأم المثالية على أنها تلك المُضحية التي لا تقول لا لسي السيد وعليها ان تفني حياتها بمحور محصور بالبيت وبالأبناء وبالزوج فقط وأن لا تتعدى هذا المحيط, هذه النظرة المثالية للأم من ضمن الاسباب التي قادت لتخلف مجتمعنا بأكمله , هي نظرة دونية تعكس ثقافة مجتمع دوني يحصر العطاء والصبر والقناعة بالأم ، نظرة ضيقة لا تؤدي سوى لإسعاد حفنة من الذكور ولخراب أكثر من نصف المجتمع , نساءً وأجيالا تنشأ على التمييز وعلى نحر الامهات وسلب الحياة منهنّ في الدنيا على أمل أن تكون الجنة تحت أقدامهنّ في الآخرة