الأم مدرسة إذا؟؟



شكري شيخاني
2022 / 3 / 24

أغلب شعوب هذه المنطقة .وأقصد بها شعوب الشرق الأوسط وهي من الدول النامية....والنامية هنا تعني أعلى درجة من التخلف او لنقل أخر تصنيف في قائمة التخلف والتبعية..وهذا ليس ذما" لا سمح الله ولكنه الواقع المر الذي نعيشه..ولأن هذه الشعوب تفعل عكس ما تقول تماما" والشواهد كثيرة .بل وكثيرة جدا" وسأخذ حالة واحدة فقط وهي الأم ,مادمنا في اسبوع الاحتفالية بعيد الأم..ولن أعيد وأزيد فيما قيل وقالوا عن هذا المخلوق الرائع.. وقد سبقني الى هذا كتاب وكاتبات من الدرجات العالية في الاب والشعر. ومهما كتبوا ونشروا عن الام هذا المخلوق المبدع ,فلن نوفيها حقها..ومن جملة ما كتب .. توقفت مليا" وطويلا" أمام قصيدة شاعر النيل العظيم حافظ ابراهيم.. في قصيدته الرائعة والتي أبدع في نظم كلماتها هذا الشاعر الفنان.. ولقب شاعر النيل أهداه اياه أمير الشعراء احمد شوقي... ولنعد سريعا" الى القسيدة قبل ان ننساق في سيرة الشاعرة وهي سيرة عطرة وقيمة بلاشك ..أغلبنا قرأ القصيدة وتغنينا بها .. وصرنا نشدوا بها على المنابر والمنصات ونذكرها في كتاباتنا.. كل هذا فقط في يوم 21 اذار مارس.. وفي اليوم التالي ننسى كل شىء ولا كأننا كنا بالامس نقول كلاما" عظيما".. وغالبيتنا وانا واحد من الغالبية نردد البيت الذي يقول :
..الأُمُّ مَدرَسَةٌ إِذا أَعدَدتَها.... أَعدَدتَ شَعباً طَيِّبَ الأَعراقِ ونكتفي بهذا البيت فقط وحتى دون ان نكون قد استوعبنا شرحه الحقيقي والذي يتناول حياة وقيمة ومكانة الأم في المجتمع، وفقاً لما تقوم به من دور كبير في التربية والتنشئة والتعليم فقول الشاعر الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق فهو يعبر عن مدى قيمة ومكانة الأم في بناء المجتمع وتنشئة الابناء تنشئة سليمة مما يجعل ....نعم فأغلب الامهات والعائلات تعتني بنظافة البنت وأكلها وشربها وترفيهها ولعبها.. ومكياجها وحتى وهي صغيرة وغنائها ورقصها... مع انه كل هذا حق للطفلة ولكن تنسى غالبية الامهات والعائلات شىء مهم وهو الإعداد..التهيئة ..التحضير..لذلك نرى في بيت القصيدة يقول الأم مدرسة إذا.... إذا هنا عظمتها ومكانتها.. إذَا هُنَا ظَرْفٌ لِلْمُسْتَقْبَلِ يَتَضَمَّنُ مَعْنَى الشَّرْطِ، نَجَاحُكَ أيتها الأم أيتها العائلة مَشْرُوطٌ باالإعداد الصحيح والسليم لهذه البنت الفتاة الصبية أم وسيدة المستقبل.. وبناء المجتمع الفاضل والراقي .. بعيدا" تماما" عن الدلال الزائد الى حد الميوعة.. وضرورة الانتباه جيدا" ومنذ السنوات للأولى للميول والهوايات.. ومن ثم التقييم لأي إعوجاج...فذهذ الفتاة الصغيرة هي من ستنجب الضابط والقاضي والسياسي والفنان والحرفي الماهر.. وبما أننا لانقرأ .. وإذا قرأنا لانفهم .. وإذا فهمنا لانطبق .....وبقدر إحترامنا وتقديرنا لحقوق هذا المخلوق الراقي .. بقدر مايكون مجتمعنا مثاليا" وحضاريا" ونظيفا" من الامراض النفسية والعاهات الاخلاقية...وسنبقى نردد الأم مدرسة إذا.. فقط ولن نكمل الاعداد البنيوي والاخلاقي والنفسي لأولادنا وخصوصا" بناتنا... فستبقى مجتمعاتنا نامية بل نائمة الى ماشاء الله