الخلاصة: المدافعون/ات عن المضطهدين/ات



جودي كوكس
2022 / 3 / 30


خلاصة كتاب ثورة النساء: روسيا 1905-1917


رأت كاتي تورتون، كاتبة سيرة شقيقات لينين أن النساء اختفين عام 1917، ولم يبق على الساحة سوى كولونتاي. وأشارت إلى أن النساء افتقرن إلى الثقة وأن الجيل الأكبر كان ملتزماً جداً في خدمة الحركة ومقدراً للتضحية بالنفس والتواضع.(99) شجّع البلاشفة النساء على المشاركة الكاملة في الحياة السياسية والنضالات الثورية والكتابة عن ذلك. مع ذلك، عززت البلشفية فكرة أنه على النساء عدم الترويج لأنفسهن في كتاباتهن، لأنهم اعتقدوا أن على الثوريين/ات تصوير أنفسهم على أنهم يخدمون القضية بكل تواضع. لم تكن الإنجازات الفردية متوافقة مع أيديولوجية العمل الجماعي عند الشيوعيين. وجدت بعض النساء اللواتي أمضين سنوات في العمل السري أن الانتقال إلى التحريض الجماهيري العلني يشكل تحدياً سياسياً. والأخريات اللواتي حرمن سابقاً من التعليم العالي وجدن أنفسهن غير قادرات على التطور نظرياً. بكل تأكيد كانت كولونتاي الأكثر ظهوراً، لكنها لم تكن لوحدها. شغلت إيلينا ستاسوفا، على سبيل المثال، منصباً أساسياً كأمينة سر اللجنة المركزية. وكانت مسؤولة عن المراسلات الحزبية والسجلات المالية وتوزيع الأموال.

النساء اللواتي لم يختفين عام 1917 سيختفين بعد بضعة سنوات، حين قبض ستالين على السلطة. كان “قدامى البلاشفة” خطرين على ستالين لأنهم كانوا يعلمون أنه لم يتزعم ثورة 1917، ولم ينظر لينين إليه على أنه وريثه. من بين أولئك الذين رافقوا لينين في القطار المصفّح وحدها كروبسكايا ماتت بسبب كبر سنها. وقد تعرضت للتشبيح والتخويف حتى أُسكتت. ولم تنشر مذكراتها عن لينين، حتى أنها شطبت تروتسكي من كتاباتها. أطلق النار على زينوفييف عام 1936، بعد أن اعترف بـ”جرائمه”، معتقداً أن ذلك سينقذ عائلته. لكن ذلك لم يحصل. إذ أطلقت النيران على ابنه ستيفان عام 1938، الذي كان طفلاً في القطار بنيسان/أبريل عام 1917. نفيت زوجته أولغا رافيتش لمدة 20 عاماً بمعسكرات القطب الشمالي، وتوفيت بسبب مرضها بسرطان الرئة عام 1957. منعت كتبها حول التربية وكتب أولادها خلال عهد ستالين. مسافران آخران في القطار، تعرّضا للمحاكمة في شهر كانون الثاني/يناير عام 1937 هما كارل راديك وغريغوري سوكولنيكوف، فأرسلا إلى معسكرات العمل حيث تعرضا للضرب حتى الموت.



تعرض آخرون من قدامى البلاشفة إلى ذات المصير. “اعترف” ليف كامينيف بذنبه في مسعى منه لإنقاذ عائلته. لكنه فشل كذلك. وقتل ابن أولغا كامينيف البالغ عمره 17 سنة عام 1938، وقتلت هي عام 1941 إلى جانب ماريا سبيريدونوفا. تظهر لوحة للفنان السوفياتي ميخائيل سوكولو، التي ما زالت معروضة في متحف موسكو، وصول لينين إلى محطة فنلندا في نيسان/أبريل عام 1917 ويظهر خلفه على الدرج جوزف ستالين. إنها لوحة تزور الواقع: ستالين لم يكن على متن القطار أبداً. أزيل الناس الذين كانوا منخرطين في التجربة الثورية، وانتصبت أسطورة ستالين مكانهم.

كان الحزب البلشفي يتألف من رفاق يتمتعون بنقاط قوة وضعف، يلتزمون بتيارات مختلفة داخل الحزب نفسه. غالباً ما واجه هؤلاء الرفاق والرفيقات الذين/اللواتي أرادوا/ن إيجاد طرق جديدة للنضال مع العاملات التشكيك والعدائية. وعلى الرغم من عيوبه، وفّر الحزب البلشفي متنفساً لتطلعات النساء الثورية: “لا يوجد مكان خاضع للقوانين الروسية يمكن أن تجد النساء فيه حياة أكثر تحرراً من قيود التقاليد الأبوية الوطنية.”(100) تشكّل الحزب من نساء تخلّصن من قرون الاضطهاد وبتن ينظِّمن يحضّرن للإضرابات، كما وفر الحزب الأفكار التي احتاجتها النساء في معركتهن من أجل التحرر.

تصف المؤرخة باربرا كليمنتس كولونتاي وأرماند وكروبسكايا وستاسوفا وآنا وماريا أوليانوفا أنهن “نسويات بلشفيات”(101) في الواقع، لقد كن بلشفيات طورن نظرية حزبهن وممارساته في معارضة كل من النسوية البرجوازية التي تجاهلت مسألة الطبقية، ومعارضة نوع آخر من الماركسية كان يطلب من النساء عدم تقسيم الطبقة العاملة وانتظار انتصار الثورة قبل رفع مطالبهن. لقد كن ثوريات أدركن أن النساء يواجهن عبئاً مضاعفاً من الاضطهاد والاستغلال، ويمكن، بالتالي، كسبهن إلى السياسات الثورية. كما شجعن رفاقهن على تحدي الأفكار التي تطيل من اضطهاد النساء، أينما كان هذا التعبير عن تلك الأفكار. بصنعهن للثورة الروسية عوّضت العاملات بالكامل عن ثقتهن وجهودهن المبذولة.

الهوامش:

99. Turton, Forgotten Lives, p.2.

100. Clements, Bolshevik Women, pp.56-7.

101. Ibid., p.105.