فاتن أمل حربي .. هل سترفع قضيتها ضد ظلم الحكومة لمواطناتها في إنعدام العدالة في قانون الأحوال الشخصيه



أحلام أكرم
2022 / 4 / 10

يأتي مسلسل فاتن أمل حربي الأجرأ في تاريخ الفن والتمثيل في المنطقة العربية ..مُبينا دور الفن وقدرته على التوجية وآمل التغيير الذهني السريع للخروج من مجتمعات ذكورية بحته ..
الكاتب الأستاذ الأديب أجرأ الكتاب العرب إبراهيم عيسى المذيع الذي يحمل كفه على يديه وهو يفتح باب التنوير للعقل العربي في أرقى وأهم هدف لخدمة المجتمع المصري والعربي بشكل عام ولتنوير وتوجيه الرأي العام ...
الكاتب تطرق في الثلاث من كتبه السابقة لأهم المواضيع التي تُقلق الإنسان العربي .. وتقف عائقا بين فهم أخلاقيات الدين وبين قبول الإنسان العربي للإختلاف والمختلف .. في الداخل وفي الخارج .. والخطر الأمني الذي يحمله سواء لكل من حوله أو العالم بأسره . وتشويه صورة الدين في الذهنية الغربية .. وتُشكك حتى المسلم في تدينه ومعنى تدينة .. في كتبه الثلاثة إبتداء من كتابه مولانا وليس إنتهاء بالضيف وكلاهما تم تقديمهما كأفلام ..
تعرّض قبل شهور قليلة لأشرس حملة إعلامية من المؤسسة الدينية ومُنغلقي الفكر والضمير حين حلل فكرة الإسراء والمعراج بطريقة علمية وفلسفية ..وواجهه حالة واسعة من الغضب والتطاول الشعبي والإعلامي بسببها ؟؟
وأنا سعيدة في نجاته لأنه بيّن للجميع بما لا يدع مجالا للشك حرصة وتفانيه في عملية التنوير والأهم قبول إختلاف الآراء ما دامت تصب في مصلحة المجتمع ..
المسلسل الذي يقدمه الآن بإسم "فاتن أمل حربي"" إختير له الشهر الفضيل ربما عن قصد مُتعمد لهز وإيقاظ الضمير العربي في واحدة من أهم المواضيع التي تعيق قيمة الأنسنة للمجتمعات العربية وللضمير العربي .. في ما تعانية المرأة المسلمة والمسيحية من إنعدام العدالة في كل حقوقها الإنسانية ...
المسلسل يعكس قراءة مستنيره وناتجه من مراقبته لتدهور العقلية الأخلاقية لشريحة كبيرة في المجتمعات العربية .. مما أدى إلى إنقسام مجتمعي كبير بين القلة من المستنيرين والأغلبية من فقراء المجتمع .. الذين إستسلموا لفتاوي الفقهاء الأربعة .. وما نتج عن هذه الفتاوي من تجهيل كبير ...
المسلسل يُبين ما يحدث على أرض الواقع حين تتحول حياة أم عاملة من الطبقة الأقل من الوسطى إلى كفاح مستميت من أجل أخذ حقوقها بعد طلاقها من زوج فسّر الدين بناء على الخطاب الديني خلال الأربعون سنة الماضية .. بأسؤا التفسيرات التي إنعدمت فيها الضمير والأخلاق والرجولة .. وإكتشاف هذه المرأة تواطىء القوانين الحكومية المعمول بها مع الرجل .. وتناست الحكومات العربية أن المرأة أيضا إنسان مماثل في الإنسانية والحقوق ..وفي بيروقراطية قاتله حولت حياتها إلى كفاح مستمر في المحاكم الشرعية التي تقضي بكل قضية على حدة مما يهدد إنتاجيتها في العمل وربما فصلها من العمل .. وعدم إنكسارها في مواجهة واقع مُهين ومُظلم للمرأة يزيد من تحكم ذكور المجتمع في كل صغيرة وكبيرة من شئونها .. ويقضي على أي بادرة أمل في التطور ...
تحياتي للكاتب الرائع الأستاذ إبراهيم عيسى .. وللسيدة المحامية الحقوقية نهاد أبو القمصان رئيسة المركز القومي لحقوق المرأة .. وللدكتور سعد الدين الهلالي أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر .. الذي يشترك كمرجع ديني, وأكد في السابق أنه لا توجد أية ولا حديث نبوي يُثبت أن الحجاب فرض .. وأنحني إحتراما للسيدة نيللي كريم في تمثيل رائع أعتقد بأنه أبكى الكثير من المشاهدين كما أبكاني حرقة عليها كأم .. وللسيدة هاله صدقي التي إشتركت كضيفة شرف مرت بمعاناة مماثلة .. تشارك في العمل وربما بدون أجر من أجل تقديم رسالة أخلاقية لمجتمع تعيش فيه وتريد له الأفضل .. ولكل العاملين في هذا المسلسل الرائع ..
وأنتظر بفارغ الصبر نهاية المسلسل لأسمع الرأي الحكومي في ضرورة تعديل قوانين الأحوال الشخصية .. لحماية كرامة المرأة وحماية المجتمع ومستقبل الجيل الجديد ... سواء في وطنه أم خارج وطنه .. في قانون عادل تخضع له المرأة المواطنة بدون أي تمييز عرقي أو مذهبي أو ديني .. فكلنا بشر من خلق إله واحد ...