عندما تكون - عهدية - المرأة البحرانية عمياء صماء



شوقية عروق منصور
2022 / 4 / 13

عندما تكون" عهدية " المرأة البحرانية عمياء وصماء
اسمها " عهدية " لكن لا تملك من عهد الصدق والواقع والتاريخ شيئاً ، والأدهى أن الذي يحاول زجها بين أسنان القرش المفترس " أفيخاي درعي " ، فهي السردينة الصغيرة التي تحاول أن تطفو على سطح الاعلام ، وها هو " أفيخاي درعي" يصطادها ويضعها في شبكة الصياد الاعلام الإسرائيلي .
المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي " افيخاي درعي " ينشر صوره مع امرأة بحرانية ويؤكد إنها إعلامية وتدعى " عهدية أحمد " والتقطت لها صورا وهي تتجول في مدينة تل أبيب.
حياتنا مزدحمة بصور الذين يأتون إلى إسرائيل ويصافحون ويتلهفون لنشر صورهم و يلامسون أيدي خططت وقتلت وصادرت وبنت مستوطنات ، أيدي زجت في السجون الآلاف من الأسرى الفلسطينيين ورفعت الكؤوس نخب الصواريخ التي دكت العمارات والبنايات فوق رؤوس سكانها في غزة .
" عهدية " التي هي - دون عهد - و حسب فرح " افيخاي " الذي يقول إنها تشكر " افيخاي " ، ثم قدمت له هدية خاصة من البحرين ، لأنه الداعم للمرأة وشخصية مؤثرة.
وأخذت " عهدية " تسرد على مسامعه انسجام السلام مع البحرين ، وقد تقاضت " عهدية " ثمن هذا التطبيع منصب رئيسة جمعية الصحفيين البحرينيين ، وتعترف أنها تخلت عن هذا المنصب بعد أن خسرت اصدقائها والكثير من سكان البحرين الرافضين للتطبيع والتحالف مع إسرائيل .
أصبحنا نعرف العبارات التي تُقال عندما يطلون من أبواب الطائرات الزاحفة على بطونها ، وليس الطائرات الطائرة لأن في الطيران شموخاً وفضاءً وعنفواناً ، وأصبحنا نعرف كيف يعلق " أفيخاي " وغيره على تلك الزيارات التي تنتصر على الفلسطينيين القابعين بين جدران وطن تحكمه اللعنات ، ويقتل فوق ترابه شبابه وشيوخه ونسائه وأطفاله ، ويدفنون ركضاً وهرولة تحت التراب الأسطوري الذي لم يشبع جثثاً وموتاً وعشقاً له .
لم نعد نعرف إلى أين تصل مشاريعهم التطبيعية ؟ ولم نعد نعرف ماذا تحمل المفاجآت الاحتلالية للغد ؟ ولا نعرف ماذا يدور خلف الأبواب المغلقة ؟ وأي حفلات كوكتيل تذهب فيها العقول وأي حفلات تدليك تضيع فيها القرارات ؟ فالشعب في واد .. التطبيع والعلاقات والمفاوضات في واد ، وبين الواد والواد هناك عناقيد عنب التطبيع الناضجة وهناك ثعالب التي تقف بالمرصاد في انتظار سقوط العنقود .
الذي نعرفه من أمثال " عهدية " أن الوجوه تترك عناوين الصمت المزنر بالخزي .
الذي نعرفه أن من أمثال " عهدية" لم يسمعوا عن المرأة " غادة السباتين" التي قُتلت بدم بارد وهي الأرملة لستة أطفال ، لم يسأل أحدهم كيف سيعيشون هؤلاء الستة وأي ظروف صعبة سيمرون بها ، في زمن الفقر والبطالة والجوع والاحتلال .
لم تسمع " عهدية " التي تشكر" افيخاي درعي " على اتاحتها الفرصة لزيارة لدولة إسرائيل، عن النساء السجينات والفتية الصغار الذين يرصدهم القناصة .
إذا كانت هي صحفية نريد أن نعرف بأي منفى تعيش ؟ وإذا كانت فرحة بالسلام الذي سيجلب الاطمئنان والازدهار للشعب البحراني ، فهي تطلب المستحيل..!! انظري إلى الدول التي قدمت الولاء والتطبيع .. لتعرف مدى السعادة التي يعيشها المواطن العربي والرخاء الاقتصادي الذي ينعم به .. هل تذكرون حين أعلن الرئيس المصري السادات أن زيارة الرئيس الفرنسي " فاليري جيسكار ديستان " لمصر ستدخل مصر في رخاء وستتغير حياة المواطن المصري الذي ستتحول حياته إلى الأفضل، وكيف خرج الشعب يستقبل الرئيس الفرنسي الذي سيقلب حياته رأساً على عقب و يخلصه من الفقر .. عندها كتب الشاعر المصري " أحمد فؤاد نجم " قصيدة فاليري جيسكار ديستان " وغناها الشيخ امام والتي تقول :
( فاليري جيسكار ديستان ... والست بتاعه كمان
حجيب الديب من ديلة ويشبع كل جعان )
( وهتبقى العيشة جنان
التلفزيون حيلون .. والجمعيات تتكون
والعربيات حتمون بدل البنزين برفان
وحتبقى الأشيا زلابية ... ولا حاجة لسوريا وليبيا
وحنعمل وحدة أرابيا ... مع لندن والفاتيكان
والفقرا حيكلوا بطاطا .. وحيمشوا بكل ألاطة
وبدل ما يسموا شلاطة .. حيسموا عيالهم جان )
ومات فاليري جيسكار ديستان بعد أن أصابه مرض " الزهايمر " حيث لم يكن يعرف أحداً .. ليس فقط مصر ، بل كل شيء مسح من ذاكرته .
وها هي " عهدية " تبشر بالازدهار والأمن والأمان ...

شوقية عروق منصور –