جدل -الشيخ- و-الشيخة- بالمغرب



عذري مازغ
2022 / 4 / 21

الشيخ، الشيخة: قبل ظهور مشايخة الفقه مع الموجة الوهابية بالمغرب كان مسطلح الشيخ يطلق على المطرب والمغني اما رجل الدين فكان يلقب بالفقيه أو العالم إذا تجاوز مسالة حفظ القرآن فقط ودرس الحديث وتاريخ النزول وغير ذلك، كان قلة هم من يتكلمون عن الشيخ كنعت او وصف ديني وهم أصلا علماء المدارس العتيقة بالمغرب ودائرتهم الضيقة بشكل عام والمذيعين الذين كانوا يقدمون تلاوة القرآن في الإذاعة وكلنا نذكر العبارة هذه:،"نقدم لكم قراءة من الذكر الحكيم بتلاوة الشيخ كذا.." اما في سياق الكلام الشعبي فكان الأغلب يتكلم عن الفقيه أو العالم
الشيخة تأنيث للشيخ لا أكثر كقولنا المطرب(ة) أو الفنان)ة) كذا، لكن تبخيس الكلمة إلى هذا المستوى من الإنحطاط، في نظري قد يكون له علاقة بردة الفعل تجاه ما سمي بالظهير البربري في سياق استعادة الأخوة العربية الامازيغية بالإسلام وهي محاولة تبدوا في سياقها العام عادية جدا لكنها في العمق كانت امتداد الفكر القومي العربي في الحركة المدينية المغربية (أي الحركة التي ولدت بالمدن وكانت في إيديولجيتها العامة متدينة ويكفي هنا ذكر متزعميها وهم في الغالب أبناء المدارس العتيقة)، هذه الحركة رفعت شعار اللطيف أمام " الظهير البربري" الذي رات فيه شكلا من التقسيم والتمييز بين أبناء الشعب الواحد، ولأن واقع التنوع اللغوي في المغرب هو واقع موضوعي، حاولت هذه الحركة المدينية توحيد المجتمع بالإسلام وكان من نتائجه تبخيس اللسان الأمازيغي مقابل رفع اللغة العربية إلى المستوى الذي هي عليه الآن، من نتائج ذلك أيضا هو تعميق الهوة بين اللغة الأم وناطقيها، أصبحت الامازيغية مع الفن والفنون، بشكل عام ثقافة البدع وثقافة زمن"الجهالة والجاهلية"، وأصبح بموجب ذلك الغناء والمرح والشعر الامازيغي عارا وهذا ما يفسر اتجاه الشعر الأمازيغي النثري بالخصوص "تامديازت" كونها شعرا صوفيا او كونه شعرا دينيا يتناول كل ما تفجر الآن في الثقافة الوهابية من عذاب القبر والآخرة، وكلام حول النبيئين والمرسلين وعلاقة ذلك بالصلاة والزكاة، كانت "تامديازت" النثرية قصيدة زهد اكثر منها قصيدة المرح، هذه القصائد كانت تقدمها إذاعة البريهي في القسم الامازيغي عشية كل جمعة بينما تهمش في باقي كل أيام الأسبوع ما يعني انها كانت عن قصد لأن تهميشها في باقي أيام الأسبوع يعني ضمنيا ظهور قصائد أخرى غير دينية في غير اليوم الديني للمسلمين، وطبعا هؤلاء الشعراء الفصحين الأمازيغ كانت تقدمهم الإذاعة بكلمة شيوخ المرتبطة أصلا في التداول بالإذاعة المغربية وليس كلمة "امدياز"، لكن الإشكال هو ان هؤلاء الشعراء انفسهم لديهم قصائد أخرى مرحة تتناول قضايا اجتماعية معاشة منها حتى الشعر الغنائي وكانت تناقش قضايا دنيوية تتعلق بتحول المجتمع المغربي الذي كان في عمومه مجتمع قرويا، كان سكان البوادي في المغرب حتى بداية الثمانينات أغلبه يعيش بالعالم القروي وكانت اغلب القصائد تتكلم عن هذا التحول: وكانت الموضوعات تتناول التناقض بين الإنسان في المدينة والإنسان في القرية وكانت قصائد جميلة فكاهية وساخرة لا زالت تحتفظ بألقها إلى يومنا هذا على الرغم من انها مهمشة تهميشا مطلقا (حتى الجوائز في الشعر المغربي تخصص فقط للقصيدة العربية بينما تامديازت تخصص لها جوائز فولكلورية في مهرجانت موسمية مسيحة (من السياحة) أكثر منها ثقافية، أي انها ليست قصيدة شعرية مغربية لانها فقط أمازيغية، لكن هذا ليس هو موضوعنا).
إن تحول القصيدة الامازيغية في "الراديو" كونها قصيدة دينية متشائمة إلى كونها قصيدة مرحة اجتماعية تنبض بالواقعي المعيشي الحقيقي بالمغرب تحول معها "الشيخ" أيضا من فقيه متدين (شاعر متدين) إلى شاعر مرح أي ان نفس الشيخ الذي يقرض القصيدة الدينية هو نفسه الشيخ الذي يقرض القصيدة المرحة، هذا جانب فقط من مشكلة لفظة "شيخ" في السياق السوسيولوجي المغربي. ففي العقل الجمعوي الشعبي اتخذ المصطلح سياقا آخر غير السياق الأصلي في اللغة العربية، أصبح يرادف كلمة "فنان"وليس رجل ديني اورجل مسن.
لكن هناك إشكالات أخرى في الأمر لان ماسقته الآن غير مقنع إلا في جانب منه، إذ كيف يصبح المطرب والمغني شيخا في المغرب؟ كيف انتقل "الشيخ" من الشعر إلى الغناء؟
هذا الأمر يرجعنا مرة أخرى إلى زمن "اللطيف"، كان مطلب الوحدة بالنسبة للحركة "المدينية"، ركبا على مبدأ الاخوية في الدين ونبذ التفرقة : إن الأمازيغ مسلمون وعليه يجب أن يتحدوا ضد الكفار بالوحدة الدينية وكأن النضال ضد الاستعمار الفرنسي كان شرطا على الحركة المدينية وحدها ولم يكن موجودا عند القبائل الأمازيغية، إن الأحداث التاريخية تثبت بشكل واضح أن الحركة الوطنية في البوادي اكثر قوة ودموية من الحركة "المدينية" ولا مجال هنا للحديث عن دور فعال لهذه على تلك، فالظهير البربري الذي يسميه الأمازيغ "ازلف" أو "أزرف" كان قاعدة سياسية في التعاقدات بين الامازيغ والدول التي حكمت المغرب منذ الدولة المرابطية: كانت اغلب الدول التي حكمت المغرب قد قامت بدعوة دينية خاصة بها (من داخل الإسلام بالذات) وكانت في الغالب تتناقض مع عادت وتقاليد امازيغية مرسخة وكان كل مرة تاتي دولة جديدة وتحدث نوعا من هذا التعاقد من "أزلف" مقابل التعايش بسلام واطلاع فرنسا على هذه العقود هي ماجعلها تشهر ما نسميه بالظهير البربري وهو سبق منها للظهور بمظهر المتفهم للعادات الامازيغية مثل الدولة الموحدية والسعدية والدولة العلوية (نصوص هذه المعاهدات ظهرت أخير في صفحات عديدة بالفايسبوك بشكل يظهر أن فرنسا اعتمدتها بصيغتها القديمة لتسهيل بقائها كدولة مستعمرة وهو شكل من اشكال تجسيد شرعنة بقائها وإن كان الامر بالنسبة لسوسيولوجين فرنسيين مخالف خيث يقولون (أو تقول كتاباتهم): "إن النظام الرئاسي في القبائل الامازيغية موروث من عهد الإمبراطورية الرومانية وهو اقرب إلى الديموقراطية الحديثة من نظام المجتمع المديني: القبائل تنتخب رئيسها وكل اللجن الأخرى كل سنة كقاعدة عامة حيث يمكن إعادة انتخاب الرئيس والاعضاء لفترات متعددة، لكن بشكل عام يقوم انتخاب هؤلاء كل سنة، إنهم يعتمدون أحكامهم وفق شرائع إنسانية متوارثة ولا دخل للدين فيها".
نزول الحركة المدينية إلى البوادي بشعار اللطيف صاحبها على المستوى الإقليمي المد القومي العربي: تجمعنا بالعرب الأخوية الدينية وكون بلداننا مستعمرة يفترض وحدة ايضا في المقاومة وهذا صحيح، لكن طموح المد القومي العربي كان أكثر شمولية في طرحه، إن الوحدة هذه يجب ان تكون وحدة في كل شيء وليس الاخوية الدينية فقط: إنها وحدة في اللغة والدين والتاريخ والجغرافية وهذا ببساطة، بغض النظر عن الهدف الاستراتيجي، يخالف الواقع (وهذا نقاش آخر أيضا)
لكن هذا المفهوم من الوحدة يفترض شروطا من الداخل هي في جانب منها تذويب الثقافات المحلية في ثقافة الوحدة القومية، في هذا السياق الإيديولوجي اعتبرت الثقافة الأمازيغية "عار" وانماط تنتمي إلى الجاهلية بالمفهوم الديني، أقحمت الفن الامازيغي كونه "عار" ونحن في الأطلس المتوسط مثلا وربما حتى الآن لا زالت اسر عندنا لا تشترك سماع الأغاني الامازيغية مع الصغار باعتبار الأمر "احشوما"، "احشوما أن يشارك الإبن أباه بالخصوص في الإستمتاع بالأغنية الامازيغية (إنه شكل تثوير الجيل الجديد الدارس ضد الجيل الامي القديم)، وكان الأمر بالنسبة للشباب الذين ولجوا المدارس أمرا متناقضا مقارنة بالاغاني المغربية العربية التي لم تكن تثير هذا "الحشمة"، أتذكر حادثة حصلت لنا في الأطلس مع احد اعمامي: كان مذياع السيارة يقدم أغاني الخياطي وعبد الوهاب إلى ان توقفت المذيعة لتعلن تقديم المطرب الأمازيغي "الشيخ" ارويشة، قفز عمي الأكبر ليغلق المذياع، فسأله اخي في جرأة نادرة جمدت اسارير عمي: لماذا تغلقه؟ إنهم "ابحال ابحال"، عبد الهادي يقول نفس ما يقوله ارويشة بالأمازيغية فلماذا علينا الاستماع لهذا وترك ذاك؟ ورد عليه عمي بعفوية" عبد الوهاب مطرب وهذا "شيخ" (أي انه عار) ومر بينهما جدال خفيف لكنه مقنع، خصوصا عند مقارنة كلمات هذه الأغنية وتلك.. لقد كانت هذه الحادثة ثورة في عائلتنا، بدانا نسمع ونستمتع في المنزل بالأغاني الامازيغية والعربية بدون عقدة "عار" في حضور الأب ، لقد اقتنع عمي أن الشيخ هو المطرب ولا يعني شيئا آخر
حتى الآن تكلمت على ان "الشيخة" هي مؤنث "الشيخ" لكن جرح "الشيخة" أعمق لأنها ببساطة امرأة تحترف الغناء والرقص مع ان الرقص عند الفنانة الامايغية ليس رقصا شبه عاري كما نراه في "ليالي الحلمية" وكما نراه في ثلاثية نجيب محفوظ : مثلا الراقصات والراقصون في ملحمة الرقص الجماعي "أحيدوس" لا نسميهم شيخات او شيوخ قبل ظهوره مرقص مسيح (موجه للسياحة). كان احيديوس رقصا شعبيا أمازيغيا والعلاقات الجنسية المترتبة عنه ليست على الإطلاق بغاء فالعلاقات الجنسية خارج إطار العلاقة الزوجية ليست بغاء وهي موجودة في كل المجتمعات الإنسانية سواء كانت إسلامية أو عربية او غربية: البغاء هو الجنس بمقابل مالي ولا يجب أن نخلط بين الأمرين، وسأجزم بأن البغاء لم تعرفه مجتمعاتنا الأمازيغية القروية، البغاء ظاهرة مدينية ومجتمعاتنا الامازيغية لم تكن تعتبر المولود من خارج العلاقة الزوجية شخصا حقيرا بل كانت القبيلة تعتبره شخصا منها وينسب عادة إلى أمه ولا زالت الأسماء الأمومية موجودة في المغرب: "ولد يامنة"، "عزوز ولد فطومة" وغيرها من الأسماء المتداولة: يجب فقط أن نفرق بين البغاء والعلاقات الجنسية خارج إطار الزوجية.
ظاهرة البغاء في المغرب مرتبطة بالمدينة أكثر منها بالقرية (هذا في سياق ما بعد ظهور المجتمع المديني كما الآن)، مجموعة من ظواهر البغاء ظهرت في بعض المناطق الامازيغية حتى وإن كانت في وقتها قروية، هذه الدور: دور البغاء بالتحديد كانت مرتبطة بالقواعد العسكرية الفرنسية: ظاهرة أحياء "القشلة"، توجد دائما مجاورة للثكنات العسكرية التي أنشاتها فرنسا في مناطق هي في زمن "الحماية الفرنسية" لم تكن مدنا بل قواعد عسكرية، هذه الظاهرة لم تعالج برغم الإستقلال الشكلي بشكل، مظهرها، يوحي بذلك الحنين عند اصحاب من يعلنون بوجود الدولة الوطنية.
مع ظهور المسرح وتقنيات الفرجة ظهرت "الشيخة" الباغية، في ظاهرة "أحيدوس" مثلا كنمط من الرقص الجماعي، كانت العلاقات الجنساينية مختلفة ولم يكن حينها الرقص الجماعي هذا حصرا على المحترفين كما هو الآن كظاهرة سياحية فولكلورية، كان احيدوس شكلا من اشكال العلاقات الإنسانية الإجتماعية، كان رقصا يلتقي فيه العشاق ، شكلا من أشكال السماح وإباحة لقاء الجنسين: الزوج يدخل في الحلقة إلى جانب زوجته والشاب إلى جانب حبيبته في احترام ظاهري للقيم الاخلاقية: هل تحدث علاقات جنسية من ورائه؟ نعم تحدث ودون الدخول في التفاصيل، لكن تلك العلاقات لم تكن علاقات بغي بل علاقات حب .
في هذا السياق الملحمي التلقائي الراقص في أحيدوس والراقصة يدخلان ملحمة الرقص للتعبير عن الحب وليس فرجة للمتلقي، وعندما تحول احيدوس للرقص الفرجوي الإحترافي، في وقت متقدم من التحول قبل الإحتراف، كان من الصعب السماح للزوجة أو الحبيبة بالرقص، لأنه ببساطة هما مع يلمسان احتلاف في الوظيفة: في أحيدوس رقص متناغم بين الرجل والمرأة بحكم روح الحب بينهما: في المنصة، منصة المسرح تختل هذه العلاقة من التناغم، تصبح الفرجة مرتبطة بعلاقة بيع شراء..ولتغطية هذا اعتمد خدام السياحة الإعتماد على "الشيخات" او "الحاجات" وهنا سياق آخر لتفسير تحول هذه الدلالات إلى دلالات مرعبة في الفكر الجمعي، كان الذي بدأ هذا الرقص الفرجوي هم النساء المتحررات من أية علاقة جنسية وفي السياق ذاته، كان ايضا الرجال المتحررون، في هذا السياق ايضا يمكننا التحدث عن الغناء في تحوله من غناء جماعي إلى غناء "لقصارة" في سياق تطور تفاوتي: في البداية كان احيدوس كرقص وغناء جماعي يعبر عن مرحلة ما قبل ظهور الملكية الفردية: كانا ينتميان إلى المجتمع الرحالي القبلي، إلى اراضي الجموع: إن الشكل الدائري لأحيدوس كان يعكس هواجس أمنية من قبيل غارة قبائل مجاورة، شكله الدائري يحضر هاجس الرقابة من عدو محتمل: الدائرة تفتح العين على كل الجهات وهو نفس الشيء في افلام الويستيرن: تتخذ عربات المستعمرين شكل دائري حين تهاجمهم قبائل الهنود (شكل دفاعي).
مظهر أحيدوس في المسرح كشكل نصف دائري هو تحول جذري، إنه هنا يلعب دور تقديم الفرجة وليس محكوم بغريزة الأمن عند القبائل، كما كان، كانت هذه وظيفته في اتخاذ الشكل الدائري، الآن يتخذ شكل نصف دائري، وهذا بشكل عام يعبر عن تحول اجتماعي سياسي: الآن الدولة هي التي تتكلف بالأمن وليس القبيلة، لقد تحول شكله الامني إلى شكل فرجوي، إن تحوله يعبر بشكل جلي على تحول نمط الدولة الذي كان مبنيا على البيعة التي كان سياقها عقد تلك الإتفاقيات التي قلت عنها انها تعود إلى زمن الموحدين ووظفته فرنسا في تكريس بقائها من خلال تفهم لشكل الروابط بين القبائل والدولة المخزنية في سياق مفهوم البيعة، إلى دولة المواطنة حاليا في الدولة الجديدة.
في المرحلة الثانية ظهر فن " لقصارة". في بدايته كان هو تحول الغناء الجماعي في احيدوس من الفضاء في الهواء الطلق إلى الداخل في المنزل، تحول من الخيمة كونها تعبير عن نمط رحالي وملكية جماعية إلى المنزل كونه تعبير عن ولادة مرحلة استقرار وظهور الملكية الخاصة وحتى هنا كان الغناء جماعي ولم يظهر كغناء فردي يحتفل فيه بالشخص كفرد إلا عند ظهور الملكية الفردية بشكل واضح: إن الكثير من الاغاني الامازيغية التي تنسب الآن إلى هذا او ذاك ومنها حتى أغاني الراي، هي اغاني موروثة من النمط الرحالي: شعر مأثور لا يعرف قائله وكلمات مأثورة لا يعرف قائلها، وللننهي هذا الإشكال بالمرة ولنعد إلى موضوع الشيخة.
لقد بينا ان محترفي الغناء الفرجوي في البداية كانوا اناس عاديون احرار غير مرتبطين بزواج، إن التركيز على الشيخة باعتبارها باغية هو مسألة فعل العقل الذكوري، إن الشيخ ايضا في الغناء "قحبوني" على اعتبار أنه إنسان حر غير ملتزم بالعلاقات الإجتماعية الجنسانية، اغلب هؤلاء الفنانون كانوا غير متزوجين في بداية سطوع نجمهم مثل النساء تماما، في بداية التحول الإجتماعي، في سياق تحول الغناء من كونه تعبير تناغمي بين الجنسين في إطار نمط الإنتاج الرحالي إلى نمط الملكية الخاصة حدثت قطيعة ملأها هؤلاء الاحرار من الجنسين: تحول الفن من كونه مرح اجتماعي يشترك فيه كل الناس إلى نمط بائع ومشتري: "شيخ" أو "شيخة" يبيع او تبيع لمتلقي يشتري ، تحول الفن إلى عهر . هذا هو الإشكال ببساطة.
بقي أمريستحق التذكير: إن تسمية فنانة ما ب"حاجة" او "شيخة" هو عامل سخرية في العقل الجمعي الأمازيغي انطلاقا من خاصية موضوعية: إن نصيحة يقدمها لك عاهر هي نصيحة صادقة اكثر من نصيحة فقيه، في منطق العقل الأمايغي، المغربي بالتأكيد نعبر عن هذه الامور بالقلب سخرية: الشيخة تنصحك، "الشيخ" ينصحك، تعني ببساطة ان أي مهرج يستطيع أن ينصحك وهذا مقال آخر.
(ملاحظة: الموضوع شائك، كلما دخلت زاوية منه، ظهرت زوايا أخرى، سأكتفي بما قدمت في انتظار ظهور افكار اخرى قد تطرحها تعاليق مفترضة )