الأنسان والكلام



مرفت خير
2022 / 5 / 5

بما ان الأنسان هو الكائن الوحيد في الكون المتكلم .
فأنا جايه النهارده اتكلم معاكم وأسلم.
يارب نكون قضينا وقت جميل و ايام كلها عيد.
وبعد ما عدت وبقت ذكري يا تري فعلاً كنت سعيد ؟
هل عبرت عن نفسك واتكلمت و قلت انك فرحان ؟ او قلت علي اللي جواك ومضايقك وشاغل تفكيرك وبسببه تعبان ؟
طيب يا تري عندك حد يسمعك و يفهمك و يكون بيك مهتم؟
يا تري كانت الأعياد تستحق الانتظار وذكري جميله بتهل من السنه للسنه ؟
تعالوا النهارده مع بعض نقعد ونتكلم ونفضفض باللي جوانا .
ده الكلام بيزيد و يوثق الصله .
ساعات بنضطر نبعد
و كل واحد فينا عنده أسبابه .
يمكن انشغال يمكن هموم وأثقال ويمكن زهق وعدم قدره علي الاحتمال.
لكن وفي كثير من الأحوال جايز ينقطع الاتصال وتأخذنا ظروف الدنيا.
و زي ما كلنا عارفين إن الإنسان هو المخلوق الوحيد اللي ربنا ميزه بنعمه الكلام و القدره علي التعبير .
مع ان كثير من الحيوانات قد حباها الله بنسبه من الذكاء تستطيع من خلالها التعايش و الاستمرار في الحياه .
لكنها مسكينه لا تنطق ولا تستطيع الشكوي لانها خرساء .
ورغم عظمه هذه النعمه التي وهبها الله وخص بها الإنسان .
والتي من خلالها انزل الله آياته وتكلم معنا علي السنه رُسله وأنبيائه عبر الازمان.
لكن وكلمه لكن هي دي أصل المشكله
بدلاً من ان نلهج ليلاً ونهاراً بالتسبيح و المديح وذكر الله القدير .
و الشكر و التقدير علي الستر والصحه والرزق و البنات و البنين والبيت والزوجه الصالحه .
والزوج الكادح الجدع اللي يواجه الازمات مهما كانت.
اغفلنا مقصد الله الذي خصنا بنعمه الكلام وأصبح الكلام سلاح كالسيف البطار.
يقطع الأرحام و الأوصال يلوك في السيره والعرض و يقذف بكل الأصول و المحصنات .
استُغل الكلام للتباهي والأستعلاء و التحليل والتحريم والتنمر و التشرزم.
حولنا المنحه الالهيه الي محنه بشريه .
وعلي الجانب الأخر نجد خرس يصيب الأزواج في مرحله من مراحل الزواج .
و كأن التواصل بالكلام قد انتهي أمره وذهب الي غير رجعه .
حتي أصبحنا نستطيع التمييز بين المتزوجين وغيرهم بعدم التواصل بالكلام .
فأذا سلمنا انها سَمه مرحله من مراحل العلاقه الزوجيه .
فلا يلوم اي طرف الا نفسه عندما يبحث شريكه عن مستمع .
استبدلنا العلاقات الانسانيه الحقيقيه .
بعالم افتراضي خيالي باهت و مشوش .
عشنا فيه مصدقين و بكل مشاعرنا متفاعلين بكل حماس.
بننقل من بعض حتي نفس الانطباعات من مشاركه وحزن و غضب وحب.
اليوم أتكلم معكم لأني مدركه وشاكره لنعم الله وهبه الكلام .
راجيه ان لا تستثمر نعمه الكلام في أكل لحم بني جنسنا نياً و هذا مكروه بالطبع في كل الاديان.
و أن يكون الكلام نعمه لذكر الله ومديح للاخرين وتشجيع وتواصل مع الأهل والأبناء و أعاده البناء .