قصة ناجية مسلمة من عصابات داعش الارهابية



اسراء سلمان
2022 / 5 / 16

في يوم 11/5/2022 أستمعت الى قصة ناجية من تنظيم داعش الارهابي المدعوه ( وفاء ) . وتكلمت تلك المرأة البسيطة عن قصتها والتي بدأتها بعيون شاردة وكأنها تستذكر وتستعيد مرارة ما حدث معها في تلك الفترة . وفاء من سكنة منطقة الشرقاط تسكن في دار مصنوع من الطين مع زوجها وابنتها التي تبلغ اربع عشر سنة وام زوجها ووالده . بعد دخول داعش بفترة توفى الاب والام لكبر سنهم ونتيجة للخوف وقلة الموارد الطبية . تتكلم وفاء عن حياتهم وتذكر كيف ان المواد الغذائية بدأت تنفذ منهم وكيف ان الحصول عليها اصبح اصعب كل يوم , هنا قرر الزوج انهم يجب أن يهربوا الى مكان اخر بعيدا عن سيطرة داعش فقام الزوج ببيع ما يملك من اغنام وممتلكات بسيطة ليتم بعدها رحلة الهروب . لكن تلك الرحلة لم تستمر طويلا فتم القاء القبض عليهم من قبل التنظيم . تم حبسهم في بيت بسيط لتبدأ معها مرحلة تعذيب الزوج وتسليط انواع العذاب على جسدة المتهالك . فتم تعليقة لمدة ثلاث ايام في السقف فاقدا للوعي الأ أن تمزقت ذراعاه , وبعدها تم اخذه الى جهة مجهولة ليتم اخبارها ان زوجها قد تم اعدامه . لتبدأ هنا فصل جديد في التعذيب بعد مرور ايام على قتل الاب بدأت عمليات التعذيب تنتقل الى الأم والأبنة وهنا تخبرني وهي لا تستطيع ايقاف الدموع من عينيها انها توسلت لهم أن يفعلوا بها ما يشائون ولكن ليرحموا ابنتها فهي ما تزال طفلة . فلم يستجيبوا لها وتم اغتصابها واغتصاب ابنتها ذات الاربعة عشر عام, ففقدت الفتاة الوعي لمدة ثلاث ايام . لم استطع تمالك دموعي لم استطع هنا أن اقول لها اي كلمة فكنت خرساء وأنا ارى ما حدث في عينيها وعين طفلتها كيف ممكن لقلبها ان يحتمل هذا الالم . استمر هذا التعذيب والاغتصاب لمدة شهر الى ان قررت هذه المرأة الشجاعة الهرب بنفسها وبطفلتها , فهربت تحت جنح الظلام تسير متخفية بستار الليل لكي ترى سيارة لداعش فتختبئ هي وطفلتها ولتصاب بقدمها في تلك الاثناء . وبعد مرور تلك السيارة سارت من جديد ولكن هذه المرة محملة بجرح بساقها لتصل الى بيت يسكنه عجوزين . تخبرني عندما رأنا الرجل طلب منا المغادرة خوفا من بطش داعش , فخرجت المرأة العجوز لكي تدخلهما الدار بعد ان اخبرتها قصتهما , ادخلتها الى غرفة وطلبت منها عدم الخروج وجلبت لهما بعض من الطعام . بعد سويعات ايقضتنا المرأة العجوز واعطتنا ملابس تستعمل في الزراعة والحصاد وطلبت منا السير معها الى مكان لتجد من يساعدنا على الهروب . فسرنا الى ان وصلنا الى رجل فطلبت منه المرأة تهريبنا الى الجانب الاخر . لكنه رفض خوفا من العناصر ان يكتشفوا امره , ولكن بعد توسل المرأة العجوز رضخ تحت شرط ان سوف يقوم بنقلنا بصفتنا نساء تعمل في الحصاد فأن تم أحصاء عدد النساء يجب ان يعيدنا . وفعلا تم نقلنا ولحسن حظنا لم يتم احصاء عدد النساء فسرنا هنالك الى ان وصلنا الى مناطق تسيطر عليها سيطرات الجيش والتي اخذتنا الى المخيمات . وبعد بقائنا بفترة هناك بدأت المدن تحرر من تلك العصابات الارهابية وبدأت النساء بالعودة الى قراهم ومدنهم , كنا نأمل ونحلم دوما بالعودة الى قريتنا والى منزلنا لنجد زوجي بأنتظارنا وفعلا عدنا الى منزلنا لنجد تلك الاحلام تتبدد ببيت مهدم وزوج مقتول . وهنا بدأت مرحلة اخرى من الصراع فبدأت محاولات لقتلنا وفي وقتها شككت بشخص محدد وعند ذهابي لتقديم شكوى تم تهديدي من قبل شخصية اجتماعية وحكومية بارزة . لتكون الصدمة هنا ان من قتل زوجي واغتصب ابنتي واغتصبني هو ابن عم زوجي نعم ابن عم زوجي . لا استطيع حتى ان اتخيل السبب , وتم الحكم علية اولا خمسة عشر عاما لكي تتحول الى مؤبد . لكن المجرم دوما قوي في هذا البلد والضحية ليس لديها اي حقوق حتى تحت سلطة القانون . فتم طلب اعادة محاكمة له وقد دفع والدة الملاين لكي يتم الافراج عنه , والدة الذي عمل تاجرا بالدولار للتنظيم حرا طليق والقاتل المغتصب ينتظر حريته , اما انا وابنتي فتم طردنا وحياتنا مهددة بالخطر . كل هذه الكلمات التي سردتها وهي لم تتوقف عن البكاء , وانا لم استطع ان انطق بكلمة واحدة لم استطع استعاب الالم ونظرات الانكسار نظرات الكره لهذا البلد ولسياسيه . كلماتي اليوم لن تكون كافية لوصف ما تشعر به تلك المرأة فترى بعينيها الفراغ . ويقف من يقف اليوم ليطالب بالعفوا العام للمجرمين , ياترى ما مصلحتكم هل لان اولادكم هم من بالسجون . تلك المرأة مسلمة , مسلمة تم اغتصابها تحت شعار الله واكبر تم احتقارها تحته , وتم تهديد حياتها بمن ينادي به . ولم يقم اي شخص بأرجاع حقها على الاقل بأمان على حياتها وحياة ابنتها , فنرى مؤسسة دينية رصينة تنادي بالاعفاء العام وتشجع له فيا من يرجع الناس اليك لاخذ المشورة الدينية الم تروا وانتم رجال دين ما تم انتهاكه تحت اسم الدين . الم تهتز قدسيتكم لامرأة تغتصب تحت شعار الله واكبر فتطالبون بالعفوا العام عن مغتصبها . اتمنى فعلا ان اكون قادرة عن رفع تلك الذكريات وازالتها عن ذاكرتك وذاكرة طفلتك تلك الوردة ذات الاربع عشر عاما التي انتهك جسدها وسلبت حق الحياة . وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأيّ ذَنْبٍ قُتلَتْ.