دور المرأه في المجتمع من منظور واقعي



هدى سامح
2022 / 5 / 30

من متطلبات التقدم والتحضر الإنساني في اي مجتمع هو تعليم وعمل وحريه النساء الجسديه لان اي مجتمع يقمع النساء يتحول إلى مجتمع عدواني غير قادر على إحراز التقدم والنجاح ولأن النساء يشكلن نصف المجتمع الإنساني فلا يجب لنصف البشريه ان تكون خامله وعديمة الفائده وتعتمد على النصف الاخر الذكوري او تتطفل عليه.

يجب أن تشارك المرأه في المجتمع والمنزل وتساعد الرجل في تحمل نفقات واعباء الحياه ليخفف العبء على الجنس الذكوري ويساعد في أقامه أسر مكتفيه ماديا وكذالك يساهم في انشاء ام متعلمه قادره على انشاء أطفالها بشكل سليم وصحي وبالتالي تشكيل النواه السليمه لاي مجتمع متقدم انسانيا وحضاريا .

اما اذا تم قمع المرأه واستغلالها الذي يبدأ ولا ينتهي حتى يصل إلى احط المستويات بحجه تفوق الرجال على النساء فسوف تكون المسؤوليه كبيره على الرجل وسوف ينتشر الفقر والتشرد والجريمه لعدم تمكين المرأه من الاعتماد على نفسها ومساعده الرجل او الإنفاق على أولادها.
اذا لم تعمل المرأه سوف تصبح مجرد كائن متطفل يعيش عاله على الرجل والمجتمع وتكون مصدر للهموم والقلق والعبء الكبير بالنسبه لوالدها او زوجها والمجتمع أيضا .

هذه الحقيقه سواء تقبلها مجتمع الرجال ام لم يقبلوها وسواء قاتلت المرأه او استسلمت خضوعا وجهلا. فلا يمكنك أن تمنع اوتكبح الجريمه في مجتمع
يبرر فيه قتل النساء ولا يمكنك أن تمنع السرقه والنهب في مجتمع تسرق وتنهب فيه النساء الحقوق الإنسانيه ، ولا يمكنك أن تحمي الذكر من التحرش والأعتداء الجنسي في مجتمع يعنف ويتحرش ويغتصب إنسان فقط لانه انثى .
لا يمكن أن يكون الرجل سعيد أن لم تكن شريكته في الحياه سعيده والا سوف تصبح مصدر للنكد والمشاكل في المنزل . اما بالنسبه للحريه الجسديه والجنسية فكيف سيحصل الرجل على الحريه الجنسيه ويتمكن من الحصول على الحب او ممارسه الجنس اذا كان لا يسمح للنساء ممارسه الجنس ويحصلن على الحريه الجسديه الا اذا كان الرجال سيمارسون الجنس مع الزواحف والثديات مثلا .

اما من يفكر بالزواج ليكون حلا للحصول على الرغبات الجنسيه او المشاعر فهذا غير ممكن لإن الزواج هو شراكه وعقد بين طرفين عاقلين بالغين هدفها هو تكوين أسره من أب اوام وابناء وهذا الشراكه تستوجب القبول والمقدره على تلبيه متطلبات الطرف الاخر والأبناء اما ممارسه الجنس او الحب فيطلق عليه علاقه واغلب الرجال لا يريد الزواج وتحمل مسؤوليه أسره أن لم يكن مقتدر ماديا وعمريا اي في عمر ٣٥ سنه يكون سن مناسب للزواج .

الإنسان حتى وان كان كائن عاقل واعي ولكنه لا يزال كائن غريزي ولا اقصد هنا بغريزه الجنس والتزواج فقط بل اقصد جميعا الغَرَائِزُ بما فيها الامومه والحب والخوف وحب البقاء وحب التملك والعدوانيه لكن الإنسان في البلدان المتقدمه نجح في السيطره على هذه الغَرَائِزُ بشكل جزئي او تحويلها باتجاه يخدم المجتمع والانسان ، فمثلا سيطر على غريزه الجنس والتزاوج بإنشاء نظام علاقات مبني على الحب والتراضي والمصلحة المشتركه وكذالك نجح في السيطره على غريزه العدوانيه من خلال سن القوانين الصارمه وارسى التربيه الاخلاقيه لردع هذا السلوك ،وكذالك حول غريزه التملك بدل من ان تكون عباره عن عدوان وسيطره وظلم إلى نظام معتمد على المؤهلات والقدرات التي يمكن أن يقوم بها أي فرد في المجتمع ليرضي غريزه التملك لديه ويحصل على المكانه الاجتماعية والإنجاز والمال أيضا. نجح في تحويل غريزه الامومه من مجرد احتضان وحب للطفل إلى مسووليه تجاه شريك حياتها واولادها والى أم متعلمه قادره على مشاركه الرجل أعباء الاسره الماديه والتربويه، وسبب رئيسي في تكوين مجتمع متقدم .

الخلاصه لا يمكنك أن تخلق مجتمع متقدم حضاريا وفكريا في بلد تقمع فيه المرأه.

على العموم حتى وان كان متوسط الرجال اكثر وعي وارده من متوسط النساء فلا يزال هناك نسبه كبيره في كل مجتمع من النساء ذوات الوعي والارده والقدره وهذه حقيقه حتى وان انكرها أشباه الرجال ولا ننسى أن كلا الجنسين يتشاركون المصير والحياه بكل ما فيها من الالام، و مصاعب،مشاكل،احتياجات،عبث،وخذلان ،مخاوف، وقلق وغيرها من افخاخ الحياه الكثيره .