ملامح تنويرية في الفكر الديني المعاصر



كامل الدلفي
2022 / 6 / 10

التنوير لغة مشتق من النور فهو وشيج الصلة بالانارة والاضاءة ، واكتسب اصطلاحا صفة الدفاع عن العقلانية في دائرة الفكر والحريات . و ارتبط بالفلسفة الاوروبية في القرن الثامن عشر والتي تهدف الى اعتماد العقل في الشؤون المختلفة وتحرير الانسان من التبعية ومنحه فرصة التحكم بمصيره . وفي الشرق مورس التنوير في الفكر والثقافة للحد من سيطرة الموروثات واحتضان المعاصرة ونشر آفاقها ، وتيسير الطريق الى نور المعرفة والصفاء ..
لايخفى على كل ذي لب لبيب ان يرى معالم التنوير في احاديث المفكر الاسلامي العراقي السيد كمال الحيدري أبقاه الله ، و يجد المتتبع ان تلك المعالم تكاد ان تستغرق جل احاديثه وقد اخترت رأيين من بين ما تكلم سماحته وعساني ان اكون قد وفقت في الاختيار:
اولا- يقول المفكر السيد كمال الحيدري
ان حجاب المرأة مشكلة حقيقية ، فالذي يجري بيننا هو ان يتم تحجيب المرأة ليس بثقافة انها جوهرة ينبغي ان يُحتفظ بها ، بل بثقافة إنها عورة لابد ان لا تخرج، فهي عيّ وعورة فاستروا عيّهن بالسكوت وعورتهن بالبيوت. لأنه يمكن قراءة الحجاب قراءة ايجابية عقلية ، غير تلك القراءة السلبية السائدة التي تجعل المرأة تخالفها وتجتهد لتثبت انها ليست كذلك فهي ترفض ان تتحجب لتثبت انها ليست عورة.
ثانيا_ يقول السيد الحيدري ان المراة يمكن ان تنال منزلة النبوة وفوق ذلك فأورد نصا بحق فاطمة الزهراء "ع" للعلامة ابي الثناء الآلوسي من كتابه روح المعاني في تفسير القران العظيم، ذكره في ذيل الأية 42 من سورة آل عمران وجاء فيه:
((والذي أميل إليه أن فاطمةالبتول أفضل النساء المتقدمات والمتأخرات من حيث أنها بضعة رسول الله "ص"، بل ومن حيثيات أُخر ايضا ولايعكر على ذلك بعض الاخبار السابقة ،لجواز ان يراد بها افضلية غيرها عليها من بعض الجهات، وبحيثية من الحيثيات، وهذا الذي أقوله إنها أفضل من جميع النساء المتقدمات والمتأخرات حتى لو ثبتت نبوة مريم ،وهذا سائغ على نبوة مريم ، اذ البضعية من روح الوجود ((محمد ص)) وسيد كل موجود لا أراها تُقابل بشيءٍ، و اين الثريا من يد المتناول .......... ولا يخفى كما لايخفى ، كيف لا
و فاطمة سيدة تلك العترة ))
يؤكد السيد الحيدري في تعقيبه على نص أبي الثناء الالوسي بقوله ان هذا يعني ان النبوة تنال النساء ، كما يصرح العلامة الالوسي .