قضية المرأة



نساء الانتفاضة
2022 / 7 / 25

في هذا المقال أحب ان اتحدث عن قضية المرأة، حيث انني لا اتطرق لقضية جزئية أو هامشية، بل اتطرق لقضية مركزية تخص وتشمل بتأثيراتها المباشرة وغير المباشرة المجتمع بأسره إذ لا يمكن تصور مجتمع كامل نصفه غير معافى، ولا يمكن تحقيق حرية وكرامة المرأة، بدون تأمين الحرية والكرامة للمجتمع.
من هنا يجب على كل الجنسين من التحررين والمساواتين ان يحدد موقفه من المرأة ان كان جادا في الدفاع عن المجتمع بصورة عامة وعن المرأة بصورة خاصة، ويمس بالصميم مكانة المرأة، وان يكف عن التعامل مع قضية المرأة كمسألة مؤجلة يتم حسمها حال وصول الاحزاب العلمانية واليسارية الى السلطة.
لا تحتاج المرأة في القرن الواحد والعشرين ان تقنع العالم بانها حالها من حال رفيقها الرجل، ان المرأة صاحبة ارادة حرة وجديرة بأطلاق وقيادة الثورات، ومعروف للجميع ان ساحات التظاهر والاحتجاج تتصدرها المرأة في العراق وباقي المنطقة وتشهد مشاركة وقيادة النساء في كل منعطف تتأجج فيه موجة ثورية جديدة، حيث تثبت آنذاك اندفاعا لا يقل عن الرجال لوضع حد للأوضاع المزرية واللا انسانية ليس فقط للمرأة بل لعموم المجتمع.
كما ان هناك بعض التيارات والتنظيمات تتعامل مع الحركة النسوية تعاملاً تابعاً وذيلياً قد أثبت فشل وسبب تراجع لهذه التنظيمات. وفي نقطة ما تفصل الحركة النسوية صفوفها عنها وهذا ما يحدث عندما تلمس من انعدام للمساواة والحرية داخل صفوفها. ولذا تنشأ الحاجة الى تيارات وناشطين وناشطات من أولوياتها قضية المرأة وكيفية التعامل مع امور واوضاع مشخصة لها.
حدثت الكثير من التظاهرات وان نظرة سريعة لهذه التظاهرات كفيلة بان تكشف حالة تجنب وعدم اكتراث لمعاناة ومآسي وعبودية المرأة في الواقع الاجتماعي والسياسي في العراق الجديد، اذ لا ترى شعاراً واحداً في الدفاع عن المرأة ومساواتها، ناهيك عن حريتها وسلامتها وكرامتها. وفي احدى تظاهرات ساحة التحرير كان هناك شعار عن حرية ومساواة المرأة وكان الاعتراض من امرأة على هذا الشعار للأسف حيث قالت (هذا الشعار مو وكتة).
ان منظمة حرية المرأة لا تغيب عن سياستهم قضية المرأة وشعار الحرية والمساواة، ونتلمس هذه السياسة من خلال اللافتات والشعارات والمنشورات.

هنا تكتسب قضية المرأة والنضال من أجل حقوقها السياسية والاجتماعية أهمية رئيسية حيث أن مقياس تطور المجتمع يقدر بمدى تحرر المرأة ومشاركتها في الحياة العامة، ناهيك عن أي عملية تغيير ثوري أو ديمقراطي مجتمعي لا تنتصر إلا بقدر مشاركة كامل المجتمع وبكل فئاته.

نرجس علي