انتفاضة المرأة اجتماعيًا



نساء الانتفاضة
2022 / 7 / 26

ان انتفاضة المرأة على الاوضاع التي تعيشها اليوم تشكل ردة فعل من قبل المجتمعات الذكورية والابوية التي فرضت عبر مسيرتها التاريخية نوع من الهيمنة، لذلك فأن انتفاض النساء بالضد من هذه الأوضاع هو محاولة للتخلص من الطوق الفولاذي الذي فرضته الاف من السنين التي حاول من خلالها الرجال تدجين النساء واخضاعهن.
ولا يخفى على الكثير محاولة حصر أدوار المرأة ووظائفها في المجتمع بما يتلازم مع العرف العشائري والديني، فصورة المرأة إذن هي ثقافة بنيت على أساس يعتمد على قاعدة الأقوى هو السيد والمسيطر، وهذه الصورة يمتد تاريخها الى عصور سابقة وخصوصا منذ اكتشاف الزراعة وتدجين الحيوانات، أما في مجتمعاتنا اليوم فمهما قيل عن حقوق المرأة وحريتها يبقى واقع النساء في اغلب بلدان العالم هو ذاته منذ قرون طويلة.
دائما ما نرى ان المرأة إذا ما ابدعت في مجال ما فالمجتمع ذو الثقافة الذكورية يحاول ان يصور الامر على انه رمية من غير رامي ومن محض الصدفة، وإذا ما أثبتت ذكائها أكثر من مرة فلا بد أن تبقى تحت المراقبة وتحجيمها لأنه سيصبح من الصعب السيطرة عليها لاحقا
فهنا لا بد ان نعرف ما هو الظلم الاجتماعي اذ يعبر عن افكار وتصرفات سائدة بين الناس نتيجة سيادة المعتقدات أو القيم والتقاليد أو المفاهيم الشائعة بينهم والتي تجعلهم يظلمون بعضهم بعضا بدون إدراك منهم، وبالتأكيد فأن حصة المرأة من هذا الظلم هي الحصة الأكبر.
ان الركيزة التي يستند عليها التصور الذكوري من ان المرأة كائن مستضعف وهذا التصور يحاول العلم البرجوازي ان يعززه باستمرار، إلا أن علوم مثل علم الإنسان (الانثروبولوجيا) قد أظهر لنا نماذجا من ثقافات بعض الشعوب البدائية التي تظهر عكس ما هو شائع حيث علو مكانة المرأة مقابل تدني مكانة الرجل.
فعلى هذا الأساس وتحت منطلقه يطلق على المرأة الرافضة والثائرة بالضد من واقع الاستغلال والتهميش الذي تعانيه، يطلق عليها اجتماعيا بأنها خارجة عن العرف الأخلاقي، وهذا كله مرسوم كأدوار اجتماعية يحاول المسيطرون تأبيدها عن طريق المفاهيم القبلية_ الدينية_ الابوية. اي ان المحتم على المرأة والواجب عليها ان لا تعترض ولا تنتفض، فضلا عن ان قراراتها وحياتها ليست هي التي تختارها انما الرجل المسؤول سواء اكان اب او اخ او زوج او أي رجل داخل المجتمع يعد نفسه مسؤولا ووصيا على حياة النساء.
على المرأة أن تنتفض وتعترض اجتماعيا على ذلك الطوق الفولاذي الذي يعد عائقا لقناعاتها وأفكارها المترتبة على أساس مبدئي اجتماعي هادف لبناءها واسرتها اولا ومن ثم مجتمعها ليتوفق بحس مساواتي خارج عن الجندرية المتكئة على قناعة جنس محدد.

بسمة لطيف