فلم الخيمة 56 وأسئلة الثقافة الزائفة!



حمزة رستناوي
2022 / 7 / 29

إنتهيت للتو من مشاهدة الفلم القصير : الخيمة 56 ( تأليف سندس برهوم وإخراج سيف شيخ نجيب)
1- الفلم مُمتع بالنسبة لي كمشاهد ،وباعتباري غير إختصاصي بالفن السينمائي كان آداء الممثلين جيد ومناسب.
2-أهمية الفلم في كونه يتناول قضية مسكوت عنها في الخطاب السياسي-الثوري- الاجتماعي السوري وهي قضية الاحتياجات الجنسية للأزواج السوريين في مخيمات اللجوء ، وضرورة وجود حد أدنى من الخصوصة في الحياة العائلية، وهي حاجات انسانية بامتياز لامجال لانكارها أو الترفع عن تناولها.
3- جاء تناول الفلم للموضوع محافظاً وبما يسنجم مع التقاليد والقيم الاجتماعية للمجتمعات اللجوء (المجتمع الحوراني خصوصا والمجتمعات السورية عموما) حيث يخلو الفلم من مشاهد تحتفي بالجسد أو مشاهد جريئة مثلا.
4- الآراء التي تعتبر الفلم اساءة للمرأة السورية في اللجوء ، أو الآراء التي تعتبر الفلم اساءة للمجتع السوري الحوراني ( اللهجة المُستخدمة حورانية ) هي آراء لا تُبصر الحياة بعيون الواقع المُعاش كما هو.، أو هي آراء تنطلق من منظور جوهراني( ذكوري أو مناطقي أو طائفي) يجيد تزييف الواقع ويفتقد إلى الشفافية.
5- من حق الفلم أن يُعرض ومن حق المشاهد إبداء الرأي والاختلاف حوله دونما تهديد باستخدام العنف أو اساءة لفظية .
6-بغض النظر عن القيمة الفنية للفلم خيمة ٥٦، و بغض النظر عن طريقة تناول الفلم لموضوع الاحتياجات الجنسية للأزواج في المخيمات ( وهو موضوع ليس هامشي).. و بسبب ردات الفعل العنيفة والاقصائية من قطاعات واسعة من المجتمعات السورية والمجتمع الحوراني بالخاصة..كل هذا سبب كاف للاحتفاء بالفلم و مناقشته بشكل مفتوح ..من حيث أنه قضية رأي عام ولا يخص فئوية مناطقية دون غيرها.
7-ليس مطلوب من فلم قصير مدته 20 دقيقة أن يتناول كافة أوجه الحياة والبؤس في المخيم ، وليس مطلوب من فلم سينمائي تقديم منظور شامل للثورة السورية و بطولاتها ومآسيها بما يشمل بطولات النساء السوريات وهنّ كثيرات، فالفلم يتناول قضية محددة ومهمة، وهو ذو طابع اجتماعي بحت.
8- البيان المنسوب لقبيلة الزعبي والتي تتبرأ من الفنان علاء الزعبي والمتداول في وسائل الاعلام ، يمثل أحد أوجه قصور المجتمعات السورية باعتبارها تعرض لثقافة ذكورية قاصرة..وثقافة قبلية منغلقة على نفسها وأوهامها.
9-القبلية هي صنو الطائفية حيث أن الطائفة هي مجرد عصبية قبلية منزوعة النسب ..حيث يكون الانتماء للسرديات الجوهرانية و الأساطير المشتركة للجماعة الطائفية محل النسب القبلي بالخاصة.