مُجرد حوار



مرفت خير
2022 / 8 / 9

سرحت بخيالي لبعض الوقت وتخيلت , ماذا لو شيماء قابلت نيره في دار الحق, ياتري ستترك الفرصه تمر مرور الكرام من غير تعارف او كلام .
أكيد طبعاً ستمارس معها دور المذيعه .
ويتبادلوا الكلام و الحوار , يمكن علشان الاثنين تقريباً لهم نفس الظروف واحده قتلت بأسم الزواج و الثانيه بأسم الحب .
تعالوا معايا نتخيل هيكون ايه هو الحوار .
كانت شيماء لسه يادوب مخلصه اجراءات الطب الشرعي والبصمه الوراثيه , ولان الطبع غالب و فضولها الصحفي مسيطر عليها فضلت تدور علي نيره ماهي كانت سامعه عن قصتها لما كانت في الحُفره اللي دفنها فيها زوجها المستشار .
وسمعت كمان اللي قالوه الناس المُغرضه عن نيره وهي نايمه جوه ثلاجه المشرحه .
عدي شويه من الوقت و بعد جهد اتعرفوا علي بعض .
و بعد السلامات و الترحيبات فاجأت شيماء نيره بسؤال كان متداول ومثار.
مش كنتي اتخطبتي لمحمد كام شهر كده وبعدها قولي له كل شئ نصيب وانتهي من العلاقه بهدوء ولباقه وكل واحد يروح لحاله و لا كان جري اللي جري وكنتي اتقيتي شره ولا كان مد ايده عليكي يا حبيبتي؟
نيره : أنتي بترددي كلام الناس , انا عُمري ما كان فيه بيني وبينه من ناحيتي اي مشاعر , و ليه تتحسب عليا علاقه و خطوبه وأحنا في مجتمع شبه قروي , ساعتها بقي كان الكُل هيقول انه بصحيح صرف عليا وكلفته شبكه و هدايا و انه خسر بسببي فلوس كثيره وهو مسكين و فقير واطلع انا بردو المفتريه, هو انا يا شيماء مش من حقي أختار الشخص اللي أحبه و ارتاح معاه ويسعدني ,ثم كمان انا كان نفسي اتخرج الأول وأشتغل الشغلانه اللي بحبها, و مش من المعقول ان كُل واحد يحب واحده ويرسم لها في خياله المريض صور و أفلام ويكتب لها أشعار و حكايات تضطر تتزوجه , وبعدين هو يعني يا أما اتزوجه يا أما يقتلني بسكينه حاميه ده طعني كام طعنه مش فاكره عدادهم يمكن عشره او عشرين انا اصلي كنت مذهوله و متوجعه و السكينه اللي دخلت في رئتي قطعت اخر انفاسي و كنت خلاص بطلع في الروح و كأن كان فيه بيننا ثأر قديم , واللي زاد وغطي قطع الرقبه شفت دمي وهو بيجري و في شارع الجامعه سايح ده لو كان حبني بصحيح كان سابني اختار حياتي و أتمني ليا السعاده و سترني , مش يقطع فيا وأبقي فُرجه اللي رايح واللي جاي .
شيماء: معلش يا نيره حسبي الله ونعم الوكيل .
نيره : انا كمان عايزه افهم منك يا شيماء ازاي شابه جميله و صغيره ناجحه في شُغلها و المستقبل امامها ترضي تتزوج راجل أكبر منها و كمان متزوج ؟
شيماء :اسئلتك حلوه وفي الصميم وها جاوبك عليها كلها , اولاً يا نيره و يكون في معلومك انا من أسره بسيطه و متواضعه , و الفقر مش عيب , ابويا وأمي منفصلين يعني من صغر سني مفتقده الحنيه و الدفا , أخذني أبويا في الاول أعيش معاه ومع مراته كام سنه , و زي اي زوجه أب شربت منها المُر بصي الحرق اللي علي أيدي ده من مرات أبويا لسه سايب أثره لحد دلوقتي , ورغم صعوبه الظروف تحديت كُل الصعاب وكملت تعليمي واشتغلت في الاول كام شغلانه بسيطه و علي القد , تزوجت و طُلقت كذا مَره وانتي ست العارفين مجتمعنا مش بيرحم المطلقه غمز ولمز وكلام في الرايحه والجايه , انا ام و عندي بنت مريضه و محتاجه علاج ورعايه , احنا الاثنين محتاجين لحمايه , وفي يوم كنت فاكره انه أسعد أيام حياتي وجدت في طريقي جناب المستشار ,
اللي جري ورايا بالمشوار ,والدليل انه بعد اول سنه زواج عرفي أصبح رسمي علي سنه الله ورسوله, هو كمان كان محتاج ليا لان زوجته الله في عونها غرقانه في الاحزان علي أبنهم اللي راح , كانت في دنيا ثانيه و مش حاسه بوجوده كزوج , شفت فيه راجل مُحترم له مكانه و مركز مرموق , كنت با أحتمي فيه انا وبنتي و كان هو الأمان بعد سنين من العذاب و الحرمان و خيبه الأمل , كنت بالنسبه له شبابه اللي رجع له من تاني , والحب المفقود و الصدر الحنون , اما بقي أني قبلت اكون زوجه تانيه فالشرع يُحلل للرجل الزواج بأربعه , بصراحه أنا كنت مُغيبه لما صدقت انه حامي حمي القانون و انه ها يُعلن زواجنا و يقول لزوجته وام اولاده زي ما القانون اشترط ,
هو كمان خان الوعد بالحمايه والعهد بالحب و الرعايه غدر بيا و بابنتي اللي أصبحت يتيمه من بعدي .
نيره : كفايه كده و تعالي يا شيماء ننسي اللي فات واللي شفناه و الذكريات من أهل الارض القاسيين دول مفيش وراهم الا النميمه والطعن في السيره ,خليهم هما مع بعض , احنا خلاص بعدنا عن دنياهم وأصبحنا في دنيا الخلود.