أحلام مصرية : بعد سقوط الديكتاتورية



صلاح الدين محسن
2006 / 9 / 25

رغم السحب الشديدة السواد التي تخيم علي سماء السياسة المصرية ، مما يصعب جدا معها التنبؤ بما سيأتي به الغد ، ولا علي أي مرسي سوف ترسو سفينة مصر بشعبها الذي طال صبره وفاضت معاناته ، هل سترسو علي شاطيء جزيرة رخاء وأمن ، وأمان ؟ أم سترسو سفينة السياسة المصرية بعد عواصف نصف قرن من حكم عسكر لا يفهمون ، علي ظهر حوت الدجل والشعوذة ، فيغرقها في قاع بحر الارهاب والخرافة والجهل ؟!!
رغم كل ذلك .. الا أن الانسان لا يجب أن يفقد الأمل ، فلا يأس مع الحياة ..
اذ يجب ألا نكف عن الدعوة والعمل لأجل لتغيي والاصلاح ، كل في مجاله وبأقصي استطاعته ، ويجب ألا يكون العمل فقط هو فضح عصابة اللصوص الحاكمة ، ومواصلة انتقادها وكشف جرائمها فحسب ، وانما يجب أن علي كل حزب معارض العمل علي الاصلاح من ناحيته ، الاشتغال بالاصلاح بأكثر من الاشتغال باصدار صحيفة لفضح وسب العصابة الحاكمة وحسب ، كلا وانما يقدم نماذج عملية لحلول المشاكل ، كأن يسعي لحل مشكلة الاسكان بالجهود الذاتية .. ، نموذج عملي - بقدر استطاعته - لحل مشكلة الدروس الخصوصية ..
نموذج عملي لحل مشكلة التلوث الجالب للأمراض الخطيرة التي استشرت بأجساد المصريين بسبب ذاك التلوث
نموذج عملي لعلاج مشكلة العنوسة .. .. وهكذا بالنسبة لباقي مشاكل مصر وما أكثرها بعد نصف قرن ويزيد من حكم عسكر لا بفهمون
لو أن كل حزب عمل هذا ، وغار حزب اللصوص الحاكم وراح ينافس في العمل .. لكان هناك تقدم في الحياة في مصر ، ولكان هناك أمل في غد
ولكن المشكلة تنحصر في : وجود حكام جهلة لصوص يسرقون ويفسدون ويخربون من ناحية ، ومعارضة لا شغل لها - أو يكاد لا يكون لها ثمة شغلة - سوي الصياح علي اللصوص الحكام : امسك حرامي .. امسك اللصوص ، امسك الفاسدين المنحرفين ..
والمفروض أن يكون عمل المعارضة هو أن تعمل وتصلح وتخدم وتعالج المشاكل - بأقصي ما تستطيع وبكل اجتهاداتها وتفننها في ذلك - تعمل بيد ، واليد الأخري تشير بها نحو اللصوص الحكام ... تصيح علي العاملين البنائين المصلحين المعالجين الذين تقودهم تلك المعارضة من أعضائها لتوجههم ، تارة ، .. وتارة تصيح علي الحكام اللصوص : امسك حرامي ، امسك اللصوص ..
هذا ما يجب علي المعارضة عمله
أما الكتاب والصحفيين والمفكرين السياسيين الأحرار المعارضين .. فان عليهم واجب أيضا .. اذ يجب ألا يتوقف دورهم وحسب علي سب مبارك وأولاد مبارك وجدود مبارك وشلة اللصوص المعاونين له والقوادين بالصحافة والاعلام الذين يظللون عليهم ليستروا ظهورهم ، ليظفروا بخيرات فضلاتهم ..
كلا ، وانما يجب علي الكتاب والصحفيين الأحرار المعارضين أن يسطروا أحلامهم ، يصوروا فيه ما يجب عمله في تصورهم بعد سقوط حكم الديكتاتورية واللصوص ، لأجل أن تنهض مصر ، وتنمو وتتقدم
ولا ييأسوا من الدعوة والمطالبة بعمل تلك التصورات والأحلام الاصلاحية لتبقي حية في الأذهان لحين سقوط النظام وقدوم نظام جديد ، علي أمل .. .. بالاضافة الي وجود احتمال ( احتمال ) أن يستحي اللصوص الحكام علي دم دين أبوهم ، ويحققوا أي شيء ولو قليل من تلك الأحلام - تبقي مصلحة ..( طبعا ليس علي طريقة مشروع توشكا الذي رموا به 12 مليار جنيه أكلتها طيور السماء !! ، ومشروع فوسفات أبو طرطو أيضا !!)
ومن ناحيتنا سوف نقدم عددا من الأحلام التي نتمني تحقيقها عقب سقوط حكم ديكتاتورية اللصوص .. قد تكون تلك الأحلام تجول بأذهان كثيرين غيرنا ، ولا بأس ، فالمهم أن نتكلم عنها باستمرار حتي تتحول الي حقيقة نعيشها ، وقد تكون أحلام بحاجة الي الاضافة أو التصحيح أو التعديل .. لكي تكون صالحة .. ولا بأس .. فلنكمل ونصحح أحلامنا وندفعها لتصبح حقيقة ..
وهذا حلم من تلك الأحلام :
في البداية نقول : لكي تنهض أية أمة لابد من زيادة الانتاج ليعم الخير وتنخفض الأسعار .. كأساس لأي نمو أو تقدم
ولكي نزيد الانتاج ، أهم شيء وأهم انتاج في المقدمة هو : غذاء الشعب ..
وعند بداية دولة كانت فقيرة وأصبحت اليوم دولة عظمي هي الصين كان من أهم ما فعلته هو ألا يتركوا شبرا واحدا يمكن زراعته الا وزرعوه ..
وعندنا ضفاف نهر النيل من اسوان لللاسكندرية ألف كيلومتر بالاضافة لفروع النيل والترع والقنوات .. أي ما يقارب وربما يزيد عن طول ألف كيلومتر آخر .. ليست منزرعة بشكل كافي - باستثناء أشجار عادية والأكثر منها الحشائش والأعشاب الطفيلية ، ويمكن زراعتها بأشجار الفاكهة - كل محافظة تزرع النوع الذي تجود زراعته بها - ، ولو حسبنا ذلك لاكتشفنا بأ ن كم أشجار الفاكهة التي زرعت ، لو زرعناها بأرض زراعية لأخذت آلافا مؤلفة من الأفدنة نكون بذلك قد وفرناها والتقطنا تلك الآلاف من الأفدنة الملقاة علي شواطيء النيل وفروعه وترعه واسنفدنا منها ، وشغلنا آلافا من الطلبة - وغير الطلبة - العاطلين عن العمل
هذا سيؤدي بالطبع بعد يسنوات قليلة الي تخفيض أسعار الفاكهة ، وتصدير الفائض
هناك دولة آسيوية من تلك الدول التي نهضت وأصبح متوسط دخل المواطن بها يعادل متوسط دخل المواطن الأمريكي ، زرعو ا أنواع من الخضار والفاكهة بجميع شرفات المنازل - البلكونات - شجعوا المواطنين علي ذلك ومدوهم بالأصص - قصاري الزرع - والشتلات ويقاسمونهم الانتاج ، فاصبحت الدولة تكتفي ذاتيا من تلك الأنواع من الخضروات والفاكهة وتصدر للخارج الفائض ، يجب عدم ترك سطح واحد من أسطح البيوت في مصر الا وزراعته بنوع من الخضار الذي يحتاجه البيت وامن الأنواع التي يمكن زراعته بأسطح البيوت ، ليس بتجريف الأراضي الزراعية وبيع الطمي للبيوت لفرشه علي الأسطح مثلما تفعل المدن الجديدة عندما يشجر شوارعها وطرقاتها السادة اللواءات الجهلاء القائمون فوق قلوبها وقلب مصر !! فذاك خراب وانما باستخدام الطفلة وهي موجودة بالصحراء المصرية .. انها فكرة سهلة وبسيطة نتمني أن ينفذها أكثر من حزب معارض - بجاتب قيامها بالمعارضة والشتم والفضح في اللصوص ، الذي يجب ألا يتوقف أيضا -
ان مثل ذاك العمل هو أكثر من ضروري ، ومن الضروري جدا أن تقوم بمثله المعارضة
ربما أكون قد أشرت الي مثل ذاك الحلم البسيط والكبير في مقال سابق ضمن أكثر من 200 مائتين من المقالات منشورة ، منذ بدأت النشر علي الانترنت من عام واحد مضي ..
ولكن لابد من القول والتكرار حتي تتحقق الأحلام ..
نعم أحلم بأن أري ضفاف النيل وفروعه وترعه كلها لا يوجد به مكان يمكن زراعة شجرة فاكهة به ألا وشجرة فاكهة مزروعة ومثمرة بذاك المكان ...
ولا يوجد بيت في مصر كلها أمامه فارغ - كما هو حا غالبية البيوت ، مع الأسف ! - . . وانما مزروع علي جانبي باب كل بيت أكثر من شجرة فاكهة
وأترك لكم أن تحسبوا عائد هذا الحلم البسيط السهل التحقيق
والي حلم آخر بالمقال القادم