الزوجة أول خادمة منزلية في التاريخ



نساء الانتفاضة
2022 / 9 / 13

جاءت عبارة الزوجة اول خادمة منزلية في التاريخ في كتاب (أصل العائلة والملكية الخاصة والدولة) للفيلسوف الالماني فريدريك انجلز عام 1884 والذي يعتبر من أهم الكتب الماركسية التي درست المادية التاريخية واثبتت نظرية ان البناء الفوقي للمجتمع هو نتاج البناء التحتي بعلاقاته الاقتصادية، ناقش انجلز خلاله الأسرة التقليدية أحادية الزواج التي هي في الواقع بناء حديث، وترتبط ارتباطًا وثيقًا بالمجتمعات الابوية الرأسمالية.

يبين الكتاب وجود السبب وراء ظهور العائلة وتشكيل الاسرة والدولة، حيث شرح بشكل مفصل كيفية بدأ ذلك النوع من العلاقات وانشاء نمط الحياة الجديد الحالي، فالوضع كان مغايرا لما هو عليه الان، اذ كان المجتمع آنذاك مشاعيا، والذي تؤدي فيه المرأة دورا مركزيا ومحوريا في الحياة؛ اذ كان المجتمع اموميا (ميتريركي) وهي عكس كلمة (بطريركي) عندما كان المجتمع تقوده النساء سياسيا واجتماعيا.

لقد كان الزواج جماعيا آنذاك، مما جعل الأولاد ينسبون الى الام، لكون العلاقات مفتوحة لدى الجميع، فكانت النساء تتمتع بالعلاقات من دون قيود يفرضها عليها المجتمع، لذا كانت الأمهات يعلمن من هم اباء اولادهن عكس الأزواج، وبعد ما انقلب النظام وأصبح الزواج احاديا، فرض الرجل سيطرته واخذ ينسب الأبناء اليه مع تقنين دور المرأة في جميع مفاصل الحياة.
بين انجلز في كتابه كيف تلاشى المجتمع الامومي عند ضهور الملكية الخاصة، فعندما تحولت الحياة من الوحشية الى المرحلة العليا من البربرية ثم الحضارة، بعدها قام الانسان بتملك الأراضي من اجل الزراعة، فقام ببناء المنازل القريبة من تلك الأراضي واخذ يدجن الحيوانات، وهذا الامر جعله يحتاج الى يد عاملة فاخذ بالسيطرة على الاناث شيئا فشيئا وحصر وجودهن على تربية الأطفال والاعمال المنزلية، بينما خرج هو للصيد والعمل خارج المنزل، ولكي يورث أبنائه الممتلكات التي حصل عليها، ولكيلا تذهب لاحد غيرهم، حوَل نسب الأبناء من الأمهات الى الإباء وقد أكد ذلك انجلز بقوله (ان مكانة المرأة تدهورت حتى أصبحت مجرد أشياء في التبادل التجاري بين الرجال وتم تأسيس النظام الأبوي).

تجسد قمع ووحشية النظام الرأسمالي بصراع الطبقات بين العمال والرأسماليين، واخذ بالسيطرة على جميع وسائل الإنتاج وجعل الانسان العامل مجرد الة لتحقيق الأرباح واستغلال جهده وتعبه بأقل التكاليف وسرقة الفائض منه وذلك من اجل جني المزيد من الأرباح، على حساب الانسان وصحته. كما اخذ النظام الرأسمالي بتسليع- جعلها سلعة - النساء ومعاملتهن على انهن مجرد أدوات تباع وتشترى، تابعات للرجال مع تنميط ادوارهن بالمجتمع فينحصر وجود المرأة في إعادة انتاج النوع الاجتماعي، وتكون المرأة مسخرة بشكل تام لخدمة الرجل، كما يعمل على ترسيخ المفاهيم الرجعية التي تقمع وتقتل النساء واي صوت تحرري ينادي بالعدالة والمساواة الاجتماعية.

ان قضية تحرر النساء ترتبط ارتباطا مباشرا وجدليا بقضية تحرر المجتمع من قبضة الرأسمال وإلغاء المجتمع المقسم الى طبقتين واحدة تملك كل شيء والأخرى لا تملك سوى قوة عملها التي تبيعها، ولا يمكن الخلاص من النظام الرأسمالي الابوي القاهر للكائن البشري الا من خلال هدمه والعمل على بناء الاشتراكية التي تهدف الى تحرر الانسان ومساواته التامة، فلا فرق بين المرأة والرجل او بين انسان واخر.

اسيل رماح