جولة جديدة من الحوار في الجزائر ؟؟ هل تفتح أفق جديد لإنهاء الانقسام



علي ابوحبله
2022 / 9 / 20

جولة جديدة من الحوار في الجزائر ؟؟ هل تفتح أفق جديد لإنهاء الانقسام
المحامي علي ابوحبله
من جديد عاد ملف المصالحة الفلسطينية الداخلية “ليتصدر المشهد الفلسطيني ” ويعود الحديث عن تحرك جزائري لبذل الجهود لتذليل العقبات التي تعترض إنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية حيث تستضيف الجزائر لقاءات الحوار الوطني على أراضيها وإعادة تحريك المياه الراكدة لهذا الملف الذي لا يزال يُشكل صفحة سوداء في التاريخ الفلسطيني.
وبدأ الحديث خلال الساعات الماضية عن توجه وفود من قيادات حركتي “حماس” و”فتح” إلى العاصمة الجزائرية، لعقد لقاءات مع المسئولين هناك، لفتح ملفات المصالحة من جديد، والبحث عن مخارج للانقسام الداخلي الحاصل، ومحاولة إحداث اختراقه فعليه وحقيقة، في تقريب وجهات النظر بين الحركتين المتخاصمتين، وإعادة الثقة من جديد، بعد انقسام دام لأكثر من 16 عامًا.
لم تنجح المحاولات العربية والاقليميه وحتى الأوروبية من تقريب وجهات النظر بين فتح وحماس رغم الضغوط التي مورست بهذا الملف المُعقد وقدمت الكثير والكثير، إلا أن كل المحاولات حتى هذه اللحظة لم تتكلل بالنجاح وفشلت في إيصال “فتح” و”حماس” لاتفاق صريح وواضح يغادر مربع الانقسام الشائك، والتوجه نحو مصالحة جادة تنتهي بانتخابات وطنية تشريعية ورئاسية.
ورغم حالة التشاؤم القائمة، وعدم اهتمام الفلسطينيين كثيرًا بتطورات هذا الملف نظرًا لما سبق من مبادرات وتحركات وتجارب جميعها كانت فاشلة منذ العام 2006 وحتى اللحظة، إلا أن البعض أراد أن يضع بعض الأمل في التحرك الجزائري الأخير، وسط تساؤلات تُطرح على الساحة، لعل أبرزها هل تستطيع الجزائر أن تسجل اختراق بملف المصالحة الفلسطينية الداخلية؟ وهي تبني رؤيتها وإستراتجيتها على ما تحقق من اتفاقات سابقه
إن انعدام وجود رؤية واضحة تستند إلى استراتجيه وطنيه جامعه بين فتح وحماس ، حيث فشلت الحوارات السابقة إلى التوصل لهذه ألاستراتجيه المطلوبة في المرحلة ألراهنه والتي تتطلب تشكيل حكومة وحده وطنيه تقود إلى خطه لإعادة ترتيب البيت الفلسطيني ضمن مهمة توحيد الموقف الفلسطيني لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي وإعادة فرض تصويب أولوية الصراع لحل القضية الفلسطينية
الفلسطينيون بأمس الحاجة للوفاق والاتفاق لأنه لا يكمن الإبقاء على هذا الانقسام المدمر ، خاصة وان الكيان الإسرائيلي ممعن في إجراءاته القمعية والتدمير بحق الشعب الفلسطيني وان حكومات إسرائيل جميعها ممعنة في إجراءات التهويد واستكمال المشروع الاستيطاني الصهيوني ضمن مخطط يقود لإنشاء " مملكة يهودا والسامره " في الأراضي الفلسطينية المحتلة وعودة إسرائيل للخيارات التي من بينها خيار الوطن البديل الذي ما زال يحتل الاولويه في الاجنده الصهيونية
وتشكل اللقاءات المرتقبة، التي تشارك فيها فتح بوفد قيادي رفيع بقيادة نائب رئيس الحركة محمود العالول، وعضوية كل من أعضاء اللجنة المركزية عزام الأحمد وروحي فتوح، وحماس بوفد قيادي يضم أعضاء المكتب السياسي خليل الحية وماهر صلاح وحسام بدران، تشكل الفرصة الأخيرة، لتحديد مصير اللقاء الموسع، الذي كانت الجزائر تخطط له منذ بداية الحوارات بين الفصائل الفلسطينية.
تنوي الجزائر خلال اللقاءات المرتقبة مع وفدين من حركتي فتح وحماس، طرح الخطة التي أعدها فريقها المكلف بملف المصالحة الفلسطينية، في مسعى منها لتقريب وجهات النظر المتباعدة، على أمل أن تنجح جهودها بعقد اجتماع موسع للفصائل قبل انعقاد القمة العربية على أراضها في شهر نوفمبر المقبل، رغم صعوبة الخلافات القائمة بين الطرفين الفلسطينيين.
وبحسب صحيفة القدس العربي، فإن الفريق الجزائري المكلف بملف المصالحة، سيعقد جلسات حوار منفردة مع قيادات فتح وحماس في بادئ الأمر، ويضع في حسبانه أيضا جمع الفريقين على طاولة واحدة، لو تهيأت الأمور لذلك، خلال جولات الحوار المرتقبة.
ولن تكون هناك اتفاقية جديدة للمصالحة، على غرار تلك التي وقعت في مصر، وذلك لتوافق الطرفين (فتح وحماس) على الحل في القاهرة عام 2011، بل سيصار إلى طرح خطة لتطبيق اتفاقيات وتفاهمات المصالحة، والتي ستستند إلى اللقاءات الاستكشافية التي استضافت فيها الجزائر وفود الفصائل منفردة في شهري يناير وأبريل الماضيين، حيث استلمت وقتها وجهات نظر تلك الفصائل وفي مقدمتها حركتي فتح وحماس، لإنهاء الخلافات.
وضمن حسابات الربح والخسارة فان الشعب الفلسطيني هو الخاسر وان القضية الفلسطينية تخسر أهميتها ووجودها وأولويتها بفعل الانقسام حيث أن ذلك مريح للاحتلال الصهيوني لان في الانقسام ترسيخ للفصل الجغرافي واستفراد في الشعب الفلسطيني ضمن مفهوم سلطات الاحتلال الصهيوني لإدارة الصراع في ظل الانقسام ، كما أن تحميل كل طرف من أطراف الانقسام بين فتح وحماس للمسؤولية التي آلت إليه سواء الأوضاع في غزه أو الضفة الغربية هو بمثابة إعفاء لحكومة الاحتلال عن جرائمها المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني
المصالحة الفلسطينية لم تعد فلسطينيه لأنها تخضع لعملية ابتزاز إقليمي ودولي وإذا بقيت الأوضاع على حالها فان خسارة الفلسطينيون محققه ما لم تكن هناك أراده وطنيه جامعه تجمع كل الأطراف الفلسطينية حول هدف واحد وهو مقاومة الاحتلال والتخلص من كل القيود والمراهنات الاقليميه التي تخسرنا جميعا وتفيد المحتل الإسرائيلي فهل لنا أن ندرك أن الردح الإعلامي والخطاب التحريضي والاتهامات المتبادلة تعود لتدخلنا إلى نفق مظلم فنحن اليوم أكثر مما مضى بحاجه للوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام ليتسنى لنا جميعا أن ننتصر على دعاة الانقسام والاستسلام لان الانقسام مشروع إسرائيلي هدفه تصفية القضية الفلسطينية
وتبقى الآمال معلقه على نجاح الجزائر في تسجيل اختراق يعيد الوحدة الوطنية الفلسطينية ، بحيث أصبح لزاما على كافة القوى والفصائل الالتزام بالخط الوطني الفلسطيني والميثاق الوطني الفلسطيني والتمحور حول الثوابت الوطنية الفلسطينية ضمن استراتجيه فلسطينيه تقود المرحلة لمواجهة كل مستجدات الوضع الدولي والإقليمي وضمن مفهوم الحفاظ على المصالح الوطنية والثوابت الوطنية الفلسطينية من خلال وحدة الإطار الفلسطيني الذي يجمع الجميع تحت إطار منظمة التحرير الفلسطينية ببرنامج وطني وحدوي يعيد ترتيب البيت الفلسطيني و يضع المجتمع الدولي تحت مسؤوليته و يقود للتحرر من الاحتلال الإسرائيلي ويؤدي لقيام ألدوله الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وفق ما نصت عليه قرارات الشرعية الدولية