الأخلاق والدين عبارة عن قطعة قماش !



فلورنس غزلان
2022 / 9 / 21

في الدول المستبدة وخاصة العربية والمسلمة نجد نوع من أنواع الشرطة غير المتعارف عليها في بقية دول العالم ، " شرطة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في السعودية وأفغانستان، وشرطة الأخلاق في أيران ، والآداب في سورية ومصر والأردن والعراق وغيرها ...
ماهو السر في تواجد مثل هذا النوع من الشرطة؟ هذا يعني أن الأسر غير قادرة على تربية أبناءها وخاصة بناتها " الإناث" تربية حسنة فتضع الحكومة على رؤوسهم شرطة ترقب مسلكهم وتربيهم باعتبارهم " قليلي أدب ، منعدمي تربية في بيوت أهلهم ومدارسهم الحكومية التي تشرف عليها هذه السلطات نفسها"!
الملاحظ في دول الاستبداد مع مرور الزمن وتطور الأوضاع في العقد الماضي بعد "ثورات الربيع العربي " الذي أدى إلى تثبيت الاستبداد بعد تحقيقه انتصارات على الشعب وتدمير البلاد وتهجير العباد
أن مساحة الذكورية وسلطتها الاجتماعية ارتفعت بشكل متلازم مع عودة المجتمع نحو الخلف ونحو تعميق السلفية الدينية المتحالفة بشكل ضمني مع السلطة السياسية فكلاهما يخدم وجود الآخر.
مما أعاد وضع المرأة تحديداً إلى مستوى واضح من الدونية في المجتمع فأصبح زواج القاصرات أمرمباح ومتداول والغاية هو " الستر "ّ!، حتى لو بيعت بثمن ما ، ناهيك عن القتل المتكرر والتحرش والتنمر والاغتصاب ، وسفاح المحارم ...الخ فالقوانين غير رادعة وأخص بالذكر " قانون الأحوال الشخصية ".
هذه المجتمعات تريد لها شرطي يضبط أخلاقها بالعصا، وتريد لها شرطي يعلمها أصول دينها !
فالدين يأتي بالعصى والإكراه ، هكذا يراه الاستبداد الذي يحكم البلاد بسلطة الإكراه والفرض والإرغام لا الحرية والديموقراطية والاختيار. أين هذا الإكراه من القران والدين الإسلامي الذي يقول " لا إكراه في الدين " ثم يردف " من شاء منكم فليؤمن ومن شاء فليكفر "
هل يعتقد هؤلاء أن فرض الإيمان يعطي نتيجة عكسية وتمردا خفيا يطفو عند أو فرصة ومناسبة ، وهذا هو ماجرى وتكرر في بلداننا أكثر من مرة في السعودية ،في مصر ،في سورية، في الأردن والعراق وهاهو يثير غضب الشارع الإيراني ويفجر غضب الإنسان الذي يخضعه نظام الملالي لسلطته بالعصى والسيف فيفرض الحجاب على النساء ، يسوق المرأة التي لم تغطِ شعرها كما فرض عليها ملالي إيران وشرطة أخلاقهم ليعلمها الأدب والالتزام بتعاليم حكام ايران وليس الله وحكمه، فيعاملون المرأة معاملة العبدة التي يجب إذلالها وإخضاعها لتعرف " دينها وتحافظ على أخلاقها" ....
يختصرون الأخلاق والدين بقطعة قماش ، فمن يضعنها يصبحن مؤمنات ويتمتعن بأخلاق عالية ! / أما من يرفضنها ويتحايلن عليها فلابد من تأديبهن وإعادتهن" لبيت الطاعة" الإيماني المسجل في سجلات النظام المستبد....هذا هو السبب الذي قتل الشابة الصغيرة التي بدأت تخطو على درب الحياة فأرادت التعبير ولو بحيلة صغيره عن حريتها في اختيار شكل اللباس اللائق فيها ، تريد التمرد على قمقم الفرض والإخضاع " الشابة مهسا أميني "، التي فقدت حياتها على أيدي جلادي الملالي ، فأثار موتها كل حقد النساء الايرانيات وغير الإيرانيات على الفرض والإكراه ...
لم ننس بعد خريجات جامعة " إعزاز " في سورية حيث تحكمها سلطة عصى النصرة وتفرض النقاب والحجاب على نساء إدلب وكل المناطق التي تفرض سلطتها عليها، هذه المشاهد الغريبة على مجتمعاتنا وعلى حضارتنا وعلى إسلامنا كذلك، هي مشاهد يراد منها إحضاع المجتمع وتطويعة ليتحول إلى نعاج وقطعان تدار بالسوط والإكراه ..هذا لايعني أن سلطة الأسد أفضل وأكثر حرية .يكفينا قبيسيات الأسد وسلطتهن في المجتمع التي تعمل على توطيد دعاثم استبداد النظام ...واستمرار القوانين المجحفة في حق المرأة ، وعدم تغيير أي بند من بنود " قانون الأحوال الشخصية المغرق في الظلمة والاستعباد وتدجين الشعب ليُّسَّبح باسم النظام ويماليء أزلامه وفاسديه.
أتمنى أن تشعل الثورة النسوية في إيران كل البلاد ليثور الشعب على حكم مستبد ومنه تنطلق مسيرات الحرية لتطال الشرق الأوسط برمته.
فلورنس غزلان ــ باريس 21/09/2022