مفالات نظرية(العنف الاسري و النضال الاشتراكي)بقلم الرفيق:صادق عزيز.العراق.



تيار الكفاح العمالى - مصر
2022 / 9 / 22

اعلنت رئاسة محكمة استناف بغداد/ الرصاف عن تسجيل (1733 ) دعوى عنف اسري خلال النصف الاول من هذا العام . اي بمعدل 11 حالة في اليوم( في الرصافة فقط) و التي تضم هذه الدعاوي , دعاوي عنف ضد النساء والشيوخ و الاطفال . وتعد هذا الرقم عالية نسبيا مقايسة بالاعوام السابقة . اذ سجلت الارقام الرسمية زهاء 17 الف حالة في 2017 و اكثر من 15 الف حالة 2020 في بغداد و بقية المحافظات .

وتوعز المختصصون في الشوؤن الاسرية و الاجتماعية اسباب العنف الاسري اولا الى العقلية الذكورية و العشائرية و الثقافة الرجولية السائدة في المجتمع من جهة و المشكلات الاقتصادية كالبطالة و انتشار تعاطي المخدرات و الاتجار بالبشر و استخدام شبكات التواصل الاجتماعي في ابتزاز النساء و الضحايا من جهة اخرى , وثانيا الى تنصل الدولة (الطائفية والفاسدة ) في معاقبة مرتكبي هذه الجرائم وغياب القوانين التي تحد عن ارتكاب هذه الجرائم و عدم سن اي قانون او تشريع للدفاع عن حقوق المراة و الضحايا فحسب فان القوانين الاحوال الشخصية و المدنية تحمي مرتكبي هذه الجرائم تحت تسمية غسل العار و حماية الاسرة من التفكك . قانون 398 تسمح لمرتكب جريمة الاغتصاب بالزواج من الضحية .
عالميا ارتفع العنف الاسري في ظل انتشار جائحة كوقيد 19 بشكل ملحوظ و تؤكد تقرير للمنظمة الصحة العالمية بان زيادة في العنف الاسرية ارتفعت بنسبة 50% -60% خلال جائحة كورونا و واكدت تقارير نشرتها الامم المتحدة بان وباء كورونا ادى الى ارتفاع معدلات العنف الاسري في العالم العربي بشكل اوسع. توعز المراقبين ذللك الى التباعد الاجتماعي و ازام افراد الاسرة بالبقاء في المنازل و ما يترتب عليه من تاثير سلوكي و نفسي و سايكولوجيا على افراد الاسرة وبشكل اكثر على الافراد "الاضعف "في الاسرة ( النساء و الاطفال)حسب الثقافي البرجوازية السائدة .

من المؤكد ان العنف الاسري و كافة اشكال العنف قد تزاد في ظل الظروف الاستثنائية كالحروب و انتشار الاوبئة و الازمات الاقتصاية . غير ان النظام الاجتماعي – الطبقي الراهن المبني على التمايز الجنسي و اللون و القومية اي سيادة العلاقات الاقتصادية و الاجتماعية للراسمال هي مصدر وجود هذ التمايزات و بالتالي هذه الاشكال من الاضطهاد . نحن نعاصر عالما فيه, اكثر من 735مليون امراة تزوجن في سن الطفولة و تعرضت 200مليون قبل بلوغ سن لشويه الاعضاء التناسلية و الختان . و تشير موقع الامم المتحدة للمراة ان نسبة العنف ضد النساء في بعض البلدان تصل الى نحو 70%. من الؤكد هذه النسب و الارقارم هي اقل بكثير من الارقارم الحقيقة في ظل غياب الاحصائيات التي يمكنها ان توثق جميع الحالات من جهة و اشاعة ثقافة التخويف و الاضطهاد الاسري و هيمنة الافكار الذكورية الرجعية التي تجعل من مسالة الابلاغ عن الجرائم , اثم و جريمة تؤدي الى تفكك الاسرة .( ناهيك عن المخاوف و المخاطرالتي تهدد المراة و تواجهها في حالات التصدي و المقاومة ) .
و عندما يدور الحديث عن مناهضة عنف النساء و التصدي له تبرز الى السطح اشكال التصدي و المواجهة العالمي و كيفية انهاءهذا الظاهرة الاجتماعية . تحضر اليوم في هذا المضمار جبهة عالمية مناهضة للعنف الاسري ... واسعة و قوية
تضم هذه الجبهة المنظمات النسوية الحكومية و الغير الحكومية و منظمات المجتمع المدني و دعاة الحرية و المساوة و مناهضة التمييز الجنسي . و كذلك تضم منظات و احزاب قوى اليسار و الاشتراكية و و الشيوعية و العمالية . ان التناغم بين هذين النمطين من النضال في ظل النظام الاجتماعي السائدة ضرورية و ملحة.

تبرز مرة اخرى سوء الفهم بين اهمية النضالين والنضال الاشتراكي و الاصلاحي و الترايط العضوي و الديالكتي بينها ثانية في هذا المجال مما يؤثر على تقدم حركة جبهة مناهضة التمييز الجنسي فعلى النقيض مما يعتقده الاصلاحيون من امكانية تحقيق الاصلاحات و الاهداف النهائية للحركة مناهضة العنف الاسري في الغاء التميز الجنسي في ظل العلاقات الانتاج الراسمالي دون دمج هذا النضال بالنضال الاممي للبروليتاريا ضد الراسمال, لايمكن تقدم و تحقيق الاهداف النهائية للثورة الاشتراكية العالمية ضد الراسمال من دون تحقيق المزيد من الاصلاحات السياسية و الاقتصادية و اجبار الراسمال على التراجع .

رفيق :صادق عزيز(العراق22سبتمبر-ايلول2022)