ساعة من فراغ



صبيحة شبر
2006 / 9 / 30

قررت أخيرا ، ان أضاعف سرعتي في إنجاز الأعمال اليومية ، المتراكمة علي ، كي أتمتع بساعة من فراغ ، أخلو الى نفسي المتعبة ، لأقرأ ما أستطيع الحصول عليه من مواضيع متفرقة ، من البحث المستمر ، أمام شاشة ألنت الحبيبة ،،،
استيقظ صباحا ، بالعادة ،، قبل ساعتين من الخروج الى العمل ، لماذا لا اجعلها اليوم قبل مائة وخمسين دقيقة ، أي قبل ساعتين ونصف ، كي أتمكن من إنجاز أعمالي على خير وجه ، طبخت أصناف الأطعمة التي يحتاج نضجها الى وقت طويل ، قد لا أستطيع ان أوفره في الصباح ، الذي تزدحم به الأعمال ، أنجز الأصناف التي تحتاج الى وقت طويل للإنضاج ، في مساء الليلة الماضية ، واترك الأنواع السهلة ، والتي لا تحتاج الى وقت طويل الى الصباح ، وانا اهييء طعام الإفطار ، لي ولأسرتي ، أحاول ان اطهو الأصناف السهلة ، وبعد ان انتهي من إعداد كل ما يلزم إعداده ، والتوجه الى العمل ، الذي أحب المضي اليه ، راجلة ، كي أحظى ببعض المتعة ، وأنا انظر الى الأشجار ،، الوارفة الظلال ، والى الأغصان الخضراء ، وهي تتشابك ، بحنو جميل ، تغازل وريقاتها ، و تمنحها كل صباح ، غذاء الروح ، الذي يبخل بعض الناس عن منحه لمن يشاركهم لذة الحياة ، وعذاباتها
الشوارع هادئة ، والنسائم عليلة ، تداعب وجنتي ، وانا مغمورة بالسرور ، أعداد من الناس ، تمضي ، تعلو الابتسامة على محيا البعض منهم ، ويخيم الوجوم ، والتجهم على قسمات البعض الآخر ، وكأنهم لم يتذوقوا حلاوة الحياة ، ولم يستلذوا بما خلق الله من آيات النعيم ،
الشمس تنطلق حانية ، توزع مداعباتها على آلاف البشر ، المودعين لبيوتهم ، والمتوجهين الى بدء يوم جديد ، اصل بعد مسير دقائق قصار الى مكان عملي ، الذي مهما حصل من متاعب لي خلاله ، فانا اعشقه ، بافتتان ، أرحب بالجميع هنا ، متمنية لهم يوما جميلا ، عابقا بالنجاح والمتعة / ينتهي يوم العمل سريعا ، بحيث لا اشعر انه طويل ثقيل لمن لا يحبون أعمالهم ، أعود بعد انتهائه الى منزلي ، ولكن ليس كما كنت في بداية يومي ، فقد أدركني بعض التعب ، من جزاء عملي الطويل ، أعود مسرعة الى المطبخ ، أضع قدور الطعام على النار ، وأسارع الى تغيير ملابس العمل ، وارتداء ما هو خفيف ،،، يناسب جو المنزل الذي يدعو الى التخفيف ، وبعد ان أغير ملابسي ، واعمل السلطة ، التي أحب ان أتناولها ،،،مع طعام الغداء عادة ، يمسك زوجي الجريدة / ويفتح الأولاد جهاز التلفاز ، يفتشون به عن برنامج ، يثير بهم المتعة المفقودة ، وشعورا بالجمال ، يكون الطعام مهيئا ، ولقد تعودت الا أنادي أحدا كي يعينني في هذه المهمة التي تتكرر كل يوم ، أضع الطعام على المائدة ، أنادي على من لم يكن حاضرا ، أتناول طعامي بسرعة متناسية نصائح الطبيب ، بالتأني ، أتناول مع الأسرة بعد الانتهاء من تناول الغداء مباشرة قدحا من الشاي ، واخرج مسرعة الى عملي الآخر ، في فترة الظهيرة ، يسترخي كل من في المنزل ،، محاولا ان يحظى ببعض الراحة ، واخرج انا مهرولة الى عملي ، ولا يذهبن بكم الخيال انني أكون بمثل نشاطي في الصباح ، فقد توحدت أعباء النهار كلها ، لتقلل من ابتسامتي التي احرص على رسمها بداية كل نهار
وحين يؤذن العمل الثاني بالانتهاء ، أعود الى منزلي ، أتناول قفة السوق ، واذهب لأتسوق ، ما يلزم الأسرة ، من حاجات لما تبقى من هذا اليوم وللغد ، أعود منهكة ، لأغسل ما تجمع ،، في مغسلة المطبخ ،، من صحون ،وأرتب ما يحتاج الى ترتيب ، ثم تبدأ رحلتي المسائية ، في الأعمال اليومية المنزلية ، يتبقى لي وقت قصير ، أحاول به ان أنجز الأعمال ،، التي يطلبها مني العمل عادة ، كل هذا يمر وانا احلم ان اقضي ساعة بعد انتهائي من الأعباء كلها ، أمام ألنت ، وكأني عاشقة متيمة بجمال الحبيب ، واشتياقا للوصال ، ما ان ابدأ بنقش الحروف ، حتى أرى الظلمة ،، تحل في أرجاء المنزل ، لقد انقطع الكهرباء ، تماما وفي الوقت المحدد ، في كل يوم ، انهض متثاقلة الى فراشي ، وأنا احلم ، بان الغد لابد ان احقق به ما أتمناه كل يوم