رد المتحدث باسم حماس لم يرقى لمستوى المخاطر التي تتهدد القضية الفلسطينية



علي ابوحبله
2022 / 9 / 24

رد المتحدث باسم حماس لم يرقى لمستوى المخاطر التي تتهدد القضية الفلسطينية
المحامي علي ابوحبله
استمعت جيدا وتمعنت في تعقيب المتحدث باسم حركة حماس فوزي برهوم، اليوم السبت، على خطاب الرئيس محمود عباس في الأمم المتحدة. وقال برهوم: إنه "لا جديد في خطاب عباس بالأمم المتحدة سوى مزيد من لغة الانكسار والاستجداء، والذي لا يرتقي إلى خطاب بحجم القضية الفلسطينية". وتابع: "عباس ذهب إلى الأمم المتحدة معزولا وطنيا وشعبيا، متخليا عن كل عوامل القوة المستندة إلى الوحدة والنضال والكفاح المشروع في مواجهة ومقاومة المحتل". وأكمل برهوم: "نحن لا نعول على أي نتائج بعد هذا الخطاب سوى مزيد من مشاريع التهويد، و تجرؤ الاحتلال على شعبنا الفلسطيني وأرضه ومقدساته".
للأسف هناك ما يستدعي قوله في تعقيب المتحدث باسم حركة حماس على خطاب الرئيس محمود عباس الذي لم يورد ما يمكن التوقف عنده بخصوص المحطات التي جاءت بمضمون الخطاب وهذه المحطات هي باجتهادي واجتهاد الكثيرين ضمن قواسم مشتركه لغالبية الفصائل ان لم يكن كلها
كل من تمعن في مضمون الخطاب يجده مترابط ومتماسك وخالي من لغة الاستجداء والانكسار التي نوه عنها السيد فوزي برهوم في تعقيبه بل العكس من كل ذلك اتسم الخطاب في مضمونه ومفرداته بالصراحة ومكاشفة الحقائق و بالجرأة في مخاطبته لدول العالم وتوقف عند محطات ومفاصل مهمة وهي مغايره عن الخطابات السابقة ويجب التوقف عندها وتعكس تغيرات استراتجيه مهمة يمكن البناء عليها عربيا وإقليميا ودوليا والاهم على الصعيد الفلسطيني الداخلي مما يتطلب من السيد فوزي برهوم إعادة النظر في تعقيبه ونسوق المحطات التي توقف عندها الخطاب ليس دفاعا عن الرئيس محمود عباس وإنما دفاعا عن ضرورة تحقيق وحدة الموقف الفلسطيني والترفع لمستوى المسؤولية لتحقيق وحدة الموقف والصف الفلسطيني بعيدا عن الفصائليه ألضيقه أو المصلحة التي تتسم بلغة الأنا ودعنا نتوقف عند اهم محطات ومفاصل الخطاب
المحطة الأولى :- المطالبة بتنفيذ قراري الأمم المتحدة رقم 181 (التقسيم) ورقم 194 (حق العودة للاجئين الفلسطينيين فورا)، بعد نسيان متعمد لها طوال الثلاثين عاما الماضية
المحطة الثانية :- التأكيد على ان “إسرائيل” دولة فصل عنصري، وتساءل: لماذا لا يعاقبها المجتمع الدولي؟ فإذا كان الحال كذلك، لماذا الاستعداد للتفاوض معها فورا؟
المحطة الثالثة :- : تأكيده على ان اتفاقات أوسلو لم تعد قائمة على ارض الواقع بسبب عدم التزام “إسرائيل” بها، وانتهاكاتها المتصاعدة في الأراضي المحتلة، وأن فلسطين تخضع لقوة الاحتلال القائم على الأرض
المحطة الرابعة :- : التهديد بالبحث عن وسائل أخرى للحصول على الحقوق الفلسطينية لأنه لم يتم تطبيق قرار واحد من قرارات الأمم المتحدة وطالب المجتمع الدولي بتأمين الحمايه للشعب الفلسطيني
المحطة الخامسة :- : الذهاب الى محكمة الجنايات الدولية لمحاكمة مجرمي الحرب الإسرائيليين الذين ارتكبوا المجازر في حق الشعب الفلسطيني وما زالوا، والسؤال متى؟
المحطة الخامسة :- : التقدم بطلب العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة ومنظماتها، في تحد واضح لمطالب أمريكية وإسرائيلية بعدم الإقدام على هذه الخطوة
المحطة السادسة :- : التمسك بالوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس المحتلة، وهذه تأكيد على تنسيق المواقف بين منظمة التحرير الفلسطينيه والاردن وقطع الطريق على اسرائيل ومحاولات التهرب من الاستحقاقات والاتفاقات الدوليه

المحطة السابعة :- نطالب بريطانيا وأمريكا وإسرائيل بالاعتذار وجبر الضرر وتقديم التعويضات لشعبنا التي يقررها القانون الدولي
وفي تحدي واضح لأمريكا وتغاضيها عن جرائم إسرائيل تطرق الرئيس محمود عباس إلى مقتل الصحفية الفلسطينية-الأميركية شيرين أبو عاقلة. وأشار إلى أن إسرائيل اعترفت بأن فناصا قتلها. وقال: "أتحدى أميركا – وهي جنسيتها أميركية – أن تعاقب أو تحاسب أو تحاكم القتلة الذين قتلوها. لماذا يتهربون ؟ لأنهم إسرائيليون."
وفي محطة أخرى لا تقل أهميه عن المحطات الأنفة الذكر ألمطالبه بالاعتذار والتعويض حين قال
إن إسرائيل ومنذ قيامها ارتكبت "جرائم وحشية بحق أبناء شعبنا الفلسطيني عندما دمرت 529 قرية فلسطينية وطردت سكانها منها خلال وبعد حرب 1948، وهجّرت – وهو رقم كثيرا ما يحاول البعض التلاعب به - 950,000 فلسطيني لاجئ، أي نصف عدد السكان الفلسطينيين في ذلك الوقت، ليس كما تقول إسرائيل 250,000، بل 950,000 وهذه إحصاءات الأونروا ، كما قال إنها ارتكبت أكثر من 50 مجزرة منذ ذلك التاريخ حتى اليوم.
ومضى قائلا: "آخر المذابح: الاعتداء على غزة بالصواريخ. لا أريد أن أقول كم قتلت من الكبار، لكن (صحيفة) نيويورك تايمز الأميركية قالت إن 67 طفلا قُتلوا في غزة ، وأكمل متهكما: "هؤلاء كانوا يحملون صواريخ ويعتلون الدبابات ويضربون المدافع!؟ وطالب إسرائيل "من على منبر الجمعية العامة" الاعتراف بمسؤوليتها عن تدمير هذه القرى وارتكاب المذابح وتهجير المواطنين الفلسطينيين والاعتذار للشعب الفلسطيني وطالب الإسرائيليين بالاعتذار، "وأن يتحمّلوا المسؤولية القانونية والسياسية والأخلاقية والمادية. يجب أن يُحاسبوا
وتطرق الرئيس محمود عباس إلى القرارات الدولية الصادرة عن الهيئة ألعامه ومجلس الأمن ومجلس حقوق الإنسان وحملهم مسؤولية تقاعسهم وتغاضيهم وتهربهم من مسؤولية تنفيذها قائلا
إن الأمم المتحدة بهيئاتها المختلفة أصدرت مئات القرارات الخاصة بفلسطين، ولم يُنفذ قرار واحد منها. "754 قرارا من الجمعية العامة، 97 قرارا صدر من مجلس الأمن و96 قرارا صدر من مجلس حقوق الإنسان. ولم يُنفذ أي منها."
وطالب بتنفيذ القرارين 181 و194، لأنهما كانا شرطين لقبول إسرائيل كعضوه في الأمم المتحدة، حيث تقدم موشيه شاريت، وزير خارجية إسرائيل في ذلك الوقت، وتعهد بتنفيذهما، فقُبلت عضوية إسرائيل.
وأكد الرئيس الفلسطيني أنه جرى تقديم طلب للأمين العام لتنفيذ ذلك ، وتحدث عن اعتزام فلسطين الشروع في إجراءات الانضمام إلى منظمات دولية أخرى، وستنضم إلى منظمة الصحة العالمية، ومنظمة الملكية الفكرية، ومنظمة الطيران المدني الدولي ، وقال: "كلي ثقة بأنكم سوف تتفهمون لماذا نقدم على هذه الخطوات الآن، فنحن لم نترك خلال كل السنوات الماضية بابا إلا وطرقتاه من أجل إقناع إسرائيل بالعودة للجلوس إلى طاولة المفاوضات على أساس قرارات الشرعية الدولية والاتفاقات الموقعة، ولكنها رفضت وترفض ، وشدد على أن الشعب يريد الحماية،
هذه المحطات والمفاصل المهمة نتمنى على السيد فوزي برهوم ان يعطينا محطة واحده أو مفصل واحد يحمل معنى الاستجداء والانكسار إلا إذا كان التعقيب يصب في خانة المماحكة الاعلاميه والمزايدات التي لا تخدم القضية الفلسطينية ولا تخدم جلسات الحوار في الجزائر لتحقيق الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام
الحرص الوطني والوعي الاستراتيجي لحقيقة ومقتضيات الصراع تتطلب من الجميع الترفع لمستوى مسؤولياته ، ويدرك السيد فوزي برهوم وكل حريص على الوطن والقضية الفلسطينية إن خطر الانقسام الذي يعاني منه الشعب الفلسطيني هو انه تحول إلى انقسام جغرافي ومجتمعي وحكومي وتشريعي وامني ، وأين بين الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزه المحتل ، والمحكوم باتفاقية أوسلو ضمن سلطة حكم ذاتي محدود المسؤولية ، إن على رأس جدول أعمال الأحزاب الصهيونية بمختلف مفاهيمها واتجاهاتها وأيدلوجيتها وهي محل إجماع استراتيجي بين كافة الأحزاب الصهيونية هو بتكريس الانقسام المجتمعي الفلسطيني وتحديدا الانقسام السياسي الجغرافي ، وان ضمن استراتجيه الأحزاب الاسرائيليه وضمن مفهوم إسرائيل بمكوناتها السياسية لحقيقة وكيفية إدارة الصراع فان هناك هدف استراتيجي بين كافة الأحزاب الصهيونية لتجسيد فصل الضفة الغربية عن قطاع غزه ، وهذه هي جريمة الشعب الفلسطيني بالإبقاء على عملية الانقسام والقبول بجريمة الفصل الجغرافي والاجتماعي ، إن الوقت ينفذ وان محاولات تجسيد الفصل ترسخ ما لم يبادر الفلسطينيون وقبل فوات الأوان بالتراجع عن هذا الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية وترسيخ الوحدة الجغرافية بين جناحي الوطن الفلسطيني وذلك لتفويت مخطط فصل الضفة الغربية عن قطاع غزه ومحاولة فرض الحل النهائي ليشتمل على الضفة الغربية وترك غزه إلى اجل غير محدد ، وهذا ما تسعى إلى تحقيقه كل الحكومات الصهيونيه بل كما خططت له سياسيا وتنفذه ميدانيا ضمن مخطط ألون ودبلس ، وهو ضمن الرؤيا الامريكيه للحل بحسب مفهوم كيري وما يسعى لتحقيقه وفرضه على الفلسطينيون ادارة بايدن وزيارته للمنطقه وحملت من المخاطر التي تتهدد القضية الفلسطينية وتتهدد حق تقرير المصير ودعم إسرائيل على حساب الحقوق الفلسطينية
وهذا يتطلب وعي وفهم أعم واشمل والتوقف عن الخطاب الإعلامي الشعبوي الأمر الذي يتطلب من حركة حماس وكل الفصائل والقوى الفلسطينية بما فيهم حركة فتح التوقف عند مفاصل الخطاب ويطرح السؤال التالي المهم
ما بعد الخطاب ؟؟؟ مطلوب خطة عمل فلسطينيه تبني على المحطات الرئيسية لمضمون خطاب الرئيس عباس ، وذلك بدلا من الانزلاق لمستنقع تعميق الانقسام وضرورة تفويت الفرص على المخططات الصهيو امريكيه وضرورة التوقف عن لغة المزايدات التي لا مبرر لها