الرئيس محمود عباس لم يطلب صداقة -غانتس-!



علي ابوحبله
2022 / 10 / 1

المحامي علي أبوحبله

تصريحات وزير الحرب الصهيوني "غانتس" يُشتم منها رائحة العنصرية البغيضة، وتؤكد أن قادة الاحتلال لم يقرأوا جيدًا خطاب الرئيس محمود عباس، ولم يتمعنوا أويدققوا في مفردات الخطاب.

استهل الرئيس خطابه المثير بالقول إن "إسرائيل التي تتنكر لقرارات الشرعية الدولية، قررت ألا تكون شريكا لنا في عملية السلام، فهي التي دمرت "اتفاقيات أوسلو" التي وقعتها مع منظمة التحرير الفلسطينية، وهي التي سعت وتسعى بسياساتها الراهنة وعن سبق إصرار وتصميم إلى تدمير حل الدولتين وهو ما يثبت بالدليل القاطع أنها لا تؤمن بالسلام، بل بسياسة فرض الأمر الواقع بالقوة الغاشمة والعدوان، وبالتالي لم يعد هناك شريك إسرائيلي يمكن الحديث معه.

وهي أي "إسرائيل" بذلك تنهي العلاقة التعاقدية معنا وتجعل العلاقة بين دولة فلسطين و"إسرائيل" علاقة بين دولة احتلال وشعب محتل، وليس غير ذلك، وسوف لن نتعامل مع "إسرائيل" على هذا الأساس، ونطالب المجتمع الدولي التعامل معها أيضا على هذا الأساس أيضا".

وأشار الرئيس بقوة أيضًا إلى أنها "تقوم بحملة مسعورة لمصادرة أراضينا وزرعها بالمستوطنات الاستعمارية ونهب مواردنا، وكأّن هذِه الأرض فارغة وليس لها أصحاب، تماما كما فعلت عام 1948. كما تقوم بإطلاق يد الجيش والمستوطنين الإرهابيين الذين يقتلون أبناء شعبنا الفلسطيني في وضح النهار،" ويسرقون أراضيهم ومياههم ويحرقون ويهدمون بيوتهم، ويجبرونهم على دفع ثمن الهدم، أو يجبرونهم على هدمها بأيديهم ويقتلعون أشجارهم، كل ذلك بحماية رسمية".

وأضاف بصلابة، وتهكم على تقصير المجتمع الدولي الى أنه "فوقَ ذلك سمحت الحكومة الإسرائيلية بتشكيل مُنظمات إرهابية عنصرية يهودية تمارس الإرهاب ضد أبناء شعبنا، ووفرت لها الحماية، وهي تعتدي على الفلسطينيين وتُنادي بطردهم من ديارهم، ويَأتي على رأس هذه المنظمات الإرهابية شبيبة التلال، ومجموعات تدفيع الثمن، ولاهافا، وجماعة أُمناء الهيكل...الخ، ويقود مثل هذه المنظمات الإرهابية أعضاء من الكنيست الإسرائيلي، وفي هذا السياق فإننا نُطالب المجتمع الدولي وضع هذه المنظمات الإرهابية على قوائم الإرهاب العالمي".
هذا الخطاب بمضمونه ومفرداته ومعانيه ودلالته تؤكد أن الرئيس محمود عباس لم يطلب في يوم من الأيام ودّ الإسرائيليين ولا حتى صداقتهم، فالقضية ليست شخصية بل هي قضية شعب وحق وعدل.

إن قادة الكيان الصهيوني موغلون بعدوانيتهم وعنصريتهم ضد الشعب الفلسطيني ليخرج علينا، وزير الحرب الصهيوني "بيني غانتس" يتحدث.. حول محادثته مع الاخ أبو مازن ورفض لابيد مكالمته: بقوله يمكن أن تتحدث عندما يمكن أن تتحدث، وأن تقاتل حيثما يكون عليك أن تقاتل .. أنا لست صديقا لأبي مازن، لكن أخدم مصالح الدولة من خلال التنسيق الأمني!

ردُنا نحن على "غانتس" المتغطرس هو أن العلاقة بين دولة فلسطين و"إسرائيل" هي علاقة بين دولة احتلال وشعب محتل، وليس غير ذلك ولا توجد صداقه طالما أن هناك احتلال وقتل للشعب الفلسطيني، والرئيس محمود عباس لم يسبق له ان تقدم بطلب صداقه من اي من قادة الكيان الصهيوني.

الرئيس محمود عباس لم يمضي في درب السلام إلا ليضع حدًا لجرائم "إسرائيل" منذ إنشائها وحتى الغد، لكن إيمانه بالسلام لا يمنح أعداء السلام فرصة الاعتقاد بقدرتهم على فرض الاستسلام، وإنما على العكس، فالرئيس محمود عباس ليس صديقا ل"غانتس" المتغطرس ولا يسعى للتقرب منه ، وهو الذي يملك القوه والعزيمة والاراده في مواجهة قادة الاحتلال، كما واجه وحده الولايات المتحدة الامريكية بقوة شعبه وعدالة القضية، ولن تأخذه لومه لائم في مواجهة قادة الاحتلال الصهيوني بحقائقهم وتاريخهم.

وقت الامتحان للعالم وتحديدا الدول الاستعمارية التي أنشأت اسرائيل ( بريطانيا وامريكا مع الحركة الصهيونية) ليس مفتوحا بلا حدود، فكان سؤال الرئيس أبو مازن الاستنكاري حتميا بهذه الصيغة: "لماذا لا تعاقب "إسرائيل" على خرقها القانون الدولي؟ ومن الذي يحميها من العقاب؟ ولماذا هذه المعايير المزدوجة عندما يتعلق الأمر ب"إسرائيل" التي تسنُّ القوانين العُنصرية وتُكرِّسُ نظام تمييز عنصري (أبرتهايد) ضِدَّ أبناء شعبنا الفلسطيني على مَرأى من المُجتمع الدولي، وتَفلِتُ من المُساءلة والعقاب.. لماذا؟!.


إن تصريحات وزير الحرب الصهيوني "غانتس": أنا لست صديقا للرئيس محمود عباس، هي تصريحات تنبعث منها رائحة العنصرية والتعنت والتسلط ورفض السلام. وهي تصريحات مرفوضة فلسطينيا ولا تستحق الاهتمام والنظر في محتواها لأنها تعبر عن عنصريه بغيضة وتؤكد امعان حكومة المستوطنين في جرائمها ضد الشعب الفلسطيني

الأمم المتحدة وقراراتها والشرعية السماوية بنصوصها جميعها أقرت بالحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني وهي الثوابت التي يتمسك بها الرئيس محمود عباس وغير ذلك أمر مرفوض بما فيه التنسيق الأمني وفق تعريف ومفهوم قادة الكيان الصهيوني

إن تصريحات "غانتس" تعبيرواضح وفاضح عن تسلط "إسرائيل"، وتنبعث منها رائحة الكراهية والعنصرية والاحتقار للآخر وعدم الاعتراف به، وتتساوق مع الفتاوى العنصرية لحاخامات الاحتلال التي تعبر عن فوقية مقابل دونية، وتطرف وزرع كيان عنصري بغيض يعض اليد الممدودة للسلام المستند للحقوق المشروعة وحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني وهذه المطالب ومغايره لمفهوم الصداقة.
إن الرئيس محمود عباس لم ولن يكون صديقًا ل"غانتس" وغيره من الاحتلاليين، وهو لم يطلب ذلك، وإنما سعى لحقوق شعبنا العربي الفلسطيني المشروعة وغير القابلة للتصرف التي ستتحقق آجلًا ام عاجلًا، والله ناصرنا.