رِسَالَةٌ إِلَى آبْنَتِي



عبد الله خطوري
2022 / 10 / 18

عليكِ، نُدَيَّتي، الخروج من شرنقة آلوجود المطوقة لكينونتك الفطرية، تماما كما فعلت الأخوات برونتي في العصر الفيكتوري ومي زيادة وفيرجينيا وُولف في عتمة القرن الخالي؛ دون جلبة أو ضجيج أو إثارة آنتباه، بكل سلاسة وسكينة وهدوء جعلن ينجزن فكرتهن يُعَبِّرْنَ عما يخالجهن بالصيغة التي تراها خوالجهن لائقة بتجربتهن دون آكتراث بآراء أو مواقف أو نظريات أو تصنيفات أو تعليقات تروم فهم ما لا يُفهم..نتالي ساروتْ أحستْ بضرورة الفعل، بحتميته، ففعلَتْ ما كان عليها أن تفعل دون كثير تفكير أو مواربة أو لف دوران غير آبهة بما يمكن أن يقال أو لا يقال..لقد كتبَتْ لحظتها المعيشة كما آنتابتها في إحساسها الأنثوي كما آستشعرتها مسامها الرهيفة والتقطتها شرايينها العصبية الشفيفة على مهل بتؤدة وتريث وصرامة ورصانة الكائنات العصية على الانقراض؛ أو كدَيْدَنِ عِيشاتِنا (1) المغربيات القنديشات (2) اللائي أخالهن مازلن_في مخيال الموروث على الأقل_يهتكن أقدار كل من يعترض طريقهن الأثير في سبيل تحقيق مرادهن..ولنا في تواريخنا الآبقة، عزيزتي، أكثر من مَثَل يؤكد كسر طواطم سخافة الدريئة، وعجن خواطر جديدة تأخذ بزمام مبادرة الحياة في أسمى معانيها..يقول حسان بن ثابت آلأنصاري واصفا ثبات نون النسوة في لحظة تراجع الفرسان الذكور الفحول...

تظل جيادنا متمطرات
تلطمهن بالخُمُر النساء...

وفي عوائدنا المتداولة، يكفي أن تلقط آذان مَنْ يخالون أنفسهم رجالا زغرودة من حَنجرة أنثى حتى يتغير كل شيء في الزمان وفي المكان..إن لها فعل السحر هذه الزغرودة؛ لكنها ليست صدى أو رد فعل لفعل سابق يقوم به الذّكَر القناص كما يتوهم نفسه، بصيغة حربية غابيَّة غبية أو بلاغية؛ بل هي الفعل نفسه، هي المبتدأ لا الخبر، هي الرحلة نفسها لا الغاية من الرحلة، هي الصوت لا رجع الصدى..لنتذكر، بنيتي، مثيلات عَدْجُو مُوحْ نايتْ خُويَا عْلِي (3)، أمازيغية مثلي مثلك مثل الجبال الصافنات، تجاوزتْ البكاء والنحيب والانتظار الى آرتقاء الأعالي ودحرجة جلاميد الصخور على عسكر بوقليب الفرنسيس تُودي بجحافلهم شجاعتُها بريادة وجأش وقيادة..لا..لَمْ ألاحظ هذه الصورة بعدُ، بُنيتي، في عوائلنا في مجتمعاتنا في عوالمنا في كياناتنا رغم وجود بوادر إرهاصات هنا هناك تظل، رغم محاولات حثيثة عنيدة، شحيحة محتشمة في زخم طوفان جله زبد لا يجدي لا ينفع.يجب علينا حُسن آستعمال قُوانا القليلة وتوزيعها التوزيع المناسب حسب الأهداف المنشودة وما نقصده من الخطاب والرسالة التي نروم إيصالها الى من يهمه الأمر..لذا، فإن محاربة التجهيل والتفقير والهشاشة الاقتصادية الاجتماعية والتوعية الدائبة والتحبيط وتحسين جودة التعليم ونشر ثقافة القراءة والكتابة والحوار والتعالقات الإبجابية بين الحضارات المختلفة والانفتاح على الرأي الدولي والعالمي والانساني واستقطابه مهم جدا في حالتنا، وهو تثاقف نرومه نوعيا له وزنه الكبير في ميزان القوى الحياتية وتشكلاته داخليا وخارجيا...
نُدَيتي، خذي آلكتاب بقوة بعزيمة بإرادة عَضي على القراءة والبحث العلمي بنواجد الإصرار والعزيمة والثبات.لا تكتفي بأدوار الانزواء داخل مِهن مفترضة متوارثة مخصوصة معزولة في أحشاء أقبية القناص العائد من قنص الغابات.لا تغرقي في أحشاء مطابخ الدنيا المترعة ببيولوجيا مقيتة وفيزياء خواء ضغط لا يبقي لا يذر لهاثُه المحموم المتصارع من أجل إبقاء البقاء كيفما كان والسلام..على تاء تأنيثِكِ أن تضرب عُرض الفراغ ما تلصقه بها الوراثة مِنْ سُكُون، أن تُنشئ نحوَها بنفسها وتُعْربه كيف تشاء، أن تخط كينونتها بمجهودها الخاص، أن تستقل آقتصاديا، أن تكون لها غرفتها الخاصة على حد تعبير فيرجينيا ستيفنس، كما تفضلين نطقها، التي لم تستطع، للأسف، رغم مُناوشاتها العنيدة العسيرة أن تتخلص من سطوة طوق مجتمع وُولفْ الذئب المفترس، فضلَتْ الاستسلام على المواجهة أو قلْ واجهتْ بطريقتها الخاصة التي أتقنتْها جل شخوصها في كتاباتها المكلومة..وربما تكون قد فشلتْ أو بعبارة أبلغ أفصح أوضح أعدل لم تفلح في إسكات إخماد تلك الأصوات المهسهسِة في المسام في الحنايا فَ..لا تفعليها، بُنَيتي، عليكِ أن تلقي الحجارة بعيدا عوض تركها داخل تلابيبك يثقلنها أكثر مما هي مثقلة بأفكار سوء طوية متوارثة.عليك أن تعملي على تجاوز جاذبية الفيزياء وقماءة البيولوجيا، حطمي صور أنماط آستهلاك الأنثى المغروسة في أمخاخ حيوانات غابة الإسمنت المسلح والنحاس والنيون المرضى بطاعون الأزمنة الحديثة..ارتقي كوني بهمتكِ وجأشكِ في آلسماوات آلعُلَا..لَا تْكَبْرِي الشَّانْ لبُوجَعْرَانْ (4) لا تخالطي مَنْ لا نفعَ يُرْجَى منهم..ما دِيرْ يَدِيكْ فْ غِيرانْ ما يْعَضّوكْ فِيرانْ (5) لا تسلكي سبل الانتظار، لا تنتظري أحدا، بينيلوب كانت أكذوبة، عوليس كان هلوسة من هلاوس خَطرات الطريق، الحوريات كن خرافة، الساحرات كن مجرد هرطقات قلوب فقدت صوابها..لا تؤجلي مشاريعك، لا تتردي في تجاوز مطبات آلمسير، لا تربطي مصيرك بمصائر آلأغيار ولو كان أقربَ آلأقربين أباكِ، كوني أنتِ أنتِ لا تكوني أنتِ سواكِ..لا تُعيدي إنتاج أحد، اكملي المسار ، مسارك الخاص، لا تَرْكني لتبريرات أحد، لا تثقي بتسويفات المُسَوِفين، لا تُجادلي المجادلين، لا تحاجج آلمُتعنتين، لا تُبَذِري طاقتكِ فيما لا جدوى منه، إنهم مهما فعلتِ لن يصدقوكِ، لقد قتلوا زرقاء اليمامة ساهموا في فَقْءِ قُوتها خذلوها آغتالوها لأنها أمنتْ جانبهم أخلصَتْ نصحهم، قالت:إنهم أهلي فتداعَتْ وأهْلِكَتْ..لا تنتظري مصادفات سخية تجود بها الطريق..الحياة لا تؤمن بالمصادفات..والله ما قَفَّلْتِ لا فَوَّرْتِ.. (6) بائعة الكبريت كانت سخافة، سندريلا كانت آبتذالا، وفي أحسن آلأحوال، فإن عُشْتارَ بابلَ قد تتحول إلى بينيلوبَ تنتظر غُودًا مغامرًا لَمْ يَعُدْ يُبالي بَعْدَ أنْ زرع تيليماكًا مُجَوَّفًا في رَحِمٍ يترقب وَهْمَ خلود ستختطفه أفعى سائبة من جِراب جلجاميش..تقدمي.. هذا ما كان..لا تأبهي لعثرات تصادفكِ تصادفينَها، انظري أمامكِ، بادري اُدْرسي انجحي اعملي على تمزيق صمت شرانق آجترار وجع الصدى إلى عالم من ردى يتجاوز رداه ليخلد في أزل الخلود أبدا لن يموت لا يموت..لا يموت..لِمَ لَا...
أتعلمين، قبل أن يعرف معنى المدرسة، كان أبوكِ غاطسا في يوميات الكُتَّاب بين فجر وعصر، مهمته إتقان تسويد الخطوط على لوح الخشب الخشن وحفظ مكتوبات الصمغ والصلصال عن ظهر قلب يسمعها مباشرة من فاهِ سِيدي الفْقِيهْ الطالَبْ.تمنى أن يكبر بسرعة ليتخلص من فَلقات عقاب واقعةً لا محالة أو محتملة، فالخوف من الشيء أفظع من حدوثه..في المدرسة، استفاد كثيرا من تجربته السابقة، فكانت مهاراته في فك خط الحرف والعبارة والكتابة والقراءة وآستظهار نصوص سلسلة (اقرأ) ومتون(الفصحى) (7) مَنجاة له من عذابات يعيشها الأقران بالجملة أمام عينيه، كانوا يتهجون الحروف بتثاقل رتيب.في الوقت الذي كان لسانه يختزل مسافات المقروءات يحفظها كلها دون كبير عَنَت أو عناء؛ وهو ما ألب عليه عداوة الكثيرين دون أن تؤثر فيه بالقليل أو الكثير؛ لكنه تمنى، رغم تنويهات المعلمين، أن يكبر بسرعة يغدوَ كَابيتانْ سْكارْليتْ (8) يلبس لباس العسكر يحمل السلاح يرشق الأشرار كيفما آتفق.لما رسب في الشهادة الابتدائية، أنحى باللائمة على وفاة فريد الأطرش وعبدالحليم وقَنْصِ الفراشات والعصافير الدورية في عرصات حي ثكنة القشلة الرحيب؛وآستمر، رغم سخطه من رعي عُنيزات متمردات آقتانهن جدك بالمناسبة، في ترديد لازمات عِشْ أنت فقد متُّ بعدك الجشاء وجَلسَتْ والخوف بعينها الشجية الحادبة،..في عناده تمادى، في حلمه بالغ بالسفر في أكوان مجرات مجهولة لا نهاية لها عبر ثقوب سود تتيحها الصدف في زَيِ قائد لا يشق له غبار من طينة كابيتان كُونيكْ زعيم التالفين في محطة كوسموس 1999..في بداية الإعدادي، تمنى أن يكون ههه مغنيا هنديا كمحمد رفيع أو كيشور كومار يرتق ما آنخرق من ثقوب طفولته شاديا جانيتو آجانينا (9) يرفع كلتا يديه في الهواء لا يبالي بعواء حشرجة دراجة النار المحصورة تنسحق تئن تستغيث تتوعد تزفر تحت ضغط قدميه القويتين..بعد ذلك، كان يشطح بخيالاته تائها بين أفلام سند هند كوبوي يحصي السنوات مترقبا متى كيف يسافر إلى بغداد لملاقاة سندبادًا يُعينه في فك شفرة طلسم بلوغ جزر ما وراء بحر آلظلمات يتفيأ ظلال أفنان كنوز آلمرصودة التي لا تنتهي؛ ولأن الأزلية المسموعة والمقروءة بعواقصها وعيروداتها وبحارها السبع لم تشف غليله النهم، جعل يتخيل نهايات أخرَ لحكايات ألف ليلة ورسالة الغفران يسردها شفاهة لأقران له حالفا بأغلظ الأيمان أنها وقعت فعلا في جحيم أو جنان بلاد الأعالي البعيدة، وفي خلواته، أتمم مهمة الكذب بإصرار يترصد فرغات الأوقات، وما أكثرها، ليوغل رأسه في آستيهامات أوهام يكتبها مزيجا بين رحلات كتب وأفلام ومرويات ويوميات وفنطاسم الخَطرات...
في الثانوية، جمع مكتوباته في مطويات سماها كنانيش غدَتْ مع مرور الزمن ثلاجة تحفظ بيلوجيا الكتابة من الفساد والضياع في مهامه النسيان، وبدأ يتساءل لِم لا يكون مخرجا سينمائيا نِدا لتاركوفسكي يتخذ من الصورة أداة تعبير عن إحساس الإنسان إزاء أوجاع الحياة على غرار سراب وشمة أحمد البوعناني وحلاق درب الفقراء الكراب(10)،هنا آكتشف متاهات جديدة آسمها جدار بينك فلويد أنيمالز والجانب المظلم من القمر ترانيم رافي شانكار عُواء غيثارة جيمي هندريكس، فقرر أن يعمل جهده ليكون محللا نفسانيا هههه أو طبيبا يباشر معالجة خالته مريم المهيضة الجناح المعزولة في تيسي ن وخام هناك في بلدة آلجبل(11)؛ لكنه لم يفلح.اكتفى ببكالوريا متوسطة انخرط بها أدغال دهاليز الجامعة دون أن يعني ذلك ضياع وقت في فراغ ما، بل جعل يدرس يجتاز المباريات تلو المباريات رافعا شعار فيلم سوفياتي موسكو لا تؤمن بالدموع(ههه نسيت آسم مُخرجه)؛ ولسخريات مصائر هذه الامتحانات كلها تقريبا آتفقتْ على نسق واحد:نجاح في الشق الكتابي رسوب في الشق الشفهي.لم يطرح أسئلة لِمَ كيف ماذا، وانما جعل يغطس دون تفكير دون تردد في حصص الدروس في قراءات متعددة متنوعة بلا ضفاف في المكتبات بإعارات داخلية وخارجية يرشف قهوة الصباح في روسيا نيقولا البالكا مع دوستويفسكي غوغول تولستوي تشيخوف، يزدرد فَطور ما قبل الظهيرة عبر مساحات أوروبا دون كيشوت سيرفانتيس آعترافات روسو خواطر باسكال رومانسية غوته سِيَر ستيفان زفيج ملاحم توماس مان عنجهية نيتشه آلام آل برونتي هواديس دانتيه جيوب فيرجينيا ستيفنس المثقلة بالحجارة أشقياء هيجو مصائر بلزاك مقصلة ستندال وساوس موبسان..ينهش غذاء الزوال بين ما تبقى من القارات إدغار الان بو ويليام فوكنر شتينباك طاغور يوكو ميشيما..وعشاءاته دسمات كنّ دائما، لم يكن خفيفات البتة، لم يبال بنصائح الناصحين، طفق يقرأ ما صادَفَتْ عيناه من عيون أُمّات كتب تراث الأولين وتجديدات الآخِرين..الحيوان رسالة المعري زفرات التوحيدي دواوين العرب كتب السير والأمثال ونقد النثر والأشعار دون يغفل عن تلقف الاستحقاقات المهنية بشتى أصنافها يتصيد الإعلانات في قصاصات الجرائد وجذاذات الأوراق المعلقة كإخطارات وإعلانات في الإدارات والمكاتب والبلديات..عُمال سُعاة البريد ومراقبو الأسعار وموظفو التعليم الابتدائي والاعدادي وأطر سكة الحديد شومينو بشهادة الباك والباك زائد 2 ثم الباك زائد 3 وزائد 4 لتتواتر المباريات وبتواترها آضطردَ وُرودُ آسمه بلوائح آنتظار عديدة دون أن يكون له فيها نصيب يُذكر في يوم ما..مَنْ يدري، قد تكون أحد اللوائح قد أنصفته دون يعلمَ ذلك نتيجة مشكلة البريد وما أدراك ما بريد القرن الخالي.ومن بعد بزاااف دالمباريات والمحاولات والنتائج الخائبة، قَنَصَ قدَرُه المقدور عليه وظيفة تُمكنه من أن يصبح أستاذ اللغة العربية في التعليم الثانوي دون أن يعنيَ ذلك تخليه عن أحلامه المرسومة في محطاته السابقة، فقد ظلتْ كامنة ظاهرة أو خفية في ثنايا مطوياته النفسية، وعند ولوجه ميدان الشغل وجد نفسه بطريقة تلقائية يغرف من نزوعات ميولاته المعرفية السينيمائية والفلسفية والنفسية والتاريخية والحياتية يوظفها بوعي أو غير وعي كمهارات في مسؤوليته الوظيفية وعلاقاته مع التلاميذ الذين كان يطمح دائما أن يجعل منهم مريدين مستقلين بكينوناتهم لا تلاميذ خاضعين تابعين كما يُراد لهم..لا..الأحلام إذن لا تموت عزيزتي..إنها تظل بذورا طازجة تحت أتربة منتظِرة، وفور ظهور ظروف ملائمة تبرز على السطح لتتعالق مع معطيات جديدة يعيشها الإنسان لتخلق منه كيانا متشعب التكوين فسيفساء، تناصا متنوعا، ومثل هذه التوليفة البوليفونية لابد لها أن تخلق وتُساهم عبر محطات الحياة في إبداع ذاك الإنسان النوع الذي طالما حدثتكِ عنه ونصبو إليه جميعا..الحلم لا يموت بنيتي.. وحدهم الراغبون في الفشل يقتلون أحلامهم بأيديهم يَئدونها لأنهم لم يكتشفوا حقيقة ذواتهم.فتعلمي مِن اللحظات كلها، عيشيها في أنسام إينْسَامْ (12)استفيدي منها تحسسي الثواني والمشاهدَ، التقطي الإشارات الربانية الكونية، فلا بد هناك شيء ما يحدث في مكان ما في زمان ما بطريقة ما نحن لا ندركه بفيزيائيتنا المحدودة، فقط يجب أن نكون في الموعد عندما يحدث ذاك الشيء، فركزي، لاحظي، تأملي، اربطي عُرَى كونيكسيون ههه بين عناصر المعيش اليومي التي تبدو جامدة، وهي في جوهرها تتحرك دائما حولك، اصغِي إلى وَجيب مسام الطبيعة، إنها تتحدث وإياك، توغلي في مطلق الحياة في عمق أنساغها، في روح رياضيات تضاريسها، في لب علومها في تشابكات لوغاريتماتها الواقعية والافتراضية، فكي شفرات برامج المعلوميات، اتقني معارف التقنيات، تواصلي والعوالمَ كلها لا تنكفئي، لا تتراجعي، تأملي في ملكوت العالمين الرحيب، جُوبي بمخيلتك آلآفاق كلها، تحاوري والكون والكائنات بلسانها البليغ الفصيح الذي لا يفقه سوناتاته غير أهل الفطرة والسليقة والقلوب الصافية النقية، وأخالكِ منهم نُدَيتي فتقدمي تعلمي تقدمي....

_إحالات:
1_جمع عيشة باللسان المغربي تحوير آسم عائشة عائشات

2_عيشة قنديشة:بطلة حكاية شعبية تتمحور حول آنتقام فتاه من جلادي قبيلتها، تحولت في المخيال الجمعي الى كائنة خرافية تجمع قوى خارقة من عوالم ميتافيزيقية...

3_عَدْجُو مُوحْ نايتْ خُويَا عْلِي:(عدجو مُوح نايت خويا علي"من آيت معرير قبيلة إلمشان،القاطنين بقرى بالجنوب الشرقي المغربي.وُلِدت حوَالي 1905 بجبل صاغرو.انخرطت وقبيلتها في محاربة الفرنسيس.في البداية كانت تشارك النساء في تشجيع الرجال على الدود عن الحمى،سواء بواسطة الزغاريد أو ببعض الأذكار والأشعار المُلهبة للعزائم.وبعضهن يُمسكن جريد نبات يشبه النخيل(قصير وغير مُثمر) ينتشر بشعاب صاغرو ويُلطخنه بالحناء ويُلطخن به جلابيب الرجال الذين يتراجعون ويخافون من أزيز القذائف وفرقعة الطلقات، يَصحن في الرجال بأن يبدلوا ما في وسعهم.ما كان أَحدٌ يُميّز بين النساء...استشهد العديد من المجاهدين، الرجال منهم والنساء والأطفال، وكان ضمنهم زوج عدجو موح،إذ يقول الرواة الذين عايشوا تلك الأحداث إن قذيفة مزقت أشلاء زوجها أمام أعينها، فتحولت تلك المرأة الوديعة إلى لبؤة غاضبة.انتزعت بندقية من ذراع أحد الشهداء وانخرطت كالرجال في جبهات القتال.إلا أن الحادث الذي جعل اسمها يتردد على الألسن وجعل شهرتها تتجاوز الآفاق هو قتلها لأزيد من 40 عسكريا دفعة واحدة.ذلك أن معرفتها الدقيقة بشعاب وقمم بوڭافر، جعلتها تختار لها مكانا في قلعة منيعة ولما رأت،ذات صباح، فرقة مختلطة من الجنود الفرنسيين تتسلق إحدى الشعاب في اتجاه حصن جبلي يتحصّن فيه بعض المقاومين، أشارت إلى المقاومين بألا يُحرّكوا ساكنا حتى يصعد آخر جندي.وما أن تيقنت بأن أزيد من 200 عسكري يقتربون من إحدى القمم، حتى سارعت بدحرجة صخور كبيرة،جلاميد تتدحرج مُحدثة صوتا كالهدير، أحجار كبيرة تدوس الجنود ولا تبقي حيّا.منذ ذلك اليوم غدت عدجو مُوح أيقونة الجهاد في صاغرو )
- مقتطف من كتاب:"أوراق بوكافر السرية"/صفحة 182/أم العيد ميمون

4_لَا تْكَبْرِي الشَّانْ لبُوجَعْرَانْ:بوجعران الخنافس يضرب بها مثلا في القماءة والوضاعة والسفالة

5_ما دير يَدِيكْ فْ غِيرانْ ما يْعَضّوكْ فِيرانْ:مثل مغربي يَنصح بعدم مخالطة رفقاء السوء

6_والله ما قَفَّلْتِ لا فَوَّرْتِ:مثل مغربي يوازي معنى ما حك جلدك إلا ظفرك

7_كتاب سلسلة(اقرأ)وسلسلة(الفصحى) كتب مدرسية خاصة بالتعليم الابتدائي المغربي ألفها وأخرجها المرحوم(أحمد بوكماخ)بمجهود شخصي فريد سبعينيات القرن الماضي...

8_كابتان سكارليت:سلسلة تلفزية أمريكية لدمى متحركة تجسد غزو الفضاء على غرار كوسموس 1999 الذائع الصيت آنذاك

9_أغنية هندية آشتهرت في سبعينيات القرن الماضي من فيلم(Aa Gale Lag Jaa)الذي أنتج عام 1973

10_أفلام مغربية سبعينية

11_تيسِي ن وخام:كلمة أمازيغية تعني قبو الدار أو مكان منعزل يودع فيه من تريد العائلة حجبه عن أنظار الآخرين

12_مؤسسة عمومية عليا لتكوين مهندسي الدولة في فنون المهن المختلفة