إنتفاضة بقيادة النساء



سعاد عزيز
2022 / 10 / 20

منذ تأسيس نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية على أساس نظرية"ولاية الفقيه"الدينية المتطرفة، فإن واحدا من أهم خصائصها کراهية ومعاداة النساء، والذي يجب ملاحظته هنا وأخذه بنظر الاعتبار إن أول شريحة من المجتمع الايرانية واجهت هذا النظام وإختلفت معه کانت الشريحة النسوية عندما أعلن النظام عن فرض الحجاب على النساء فتظاهرت النساء الايرانيات معلنات رفضهن لهذا القرار ومما هو جدير بالذکر هنا، إن عضوات من منظمة مجاهدي خلق قد شارکن في هذه التظاهرة بعد أن أعلنت المنظمة عن رفضها لقرار فرض الحجاب، وبطبيعة الحال فقد عانن النساء الايرانيات معاناة لاحدود لها بسبب موقفهن هذا، ولکن الذي يلفت النظر إن الانتفاضة الحالية وإن کان سببها الرئيسي قتل الشابة مهسا أميني من قبل شرطة الاخلاق بسبب مازعم بسوء تحجبها، کان ولايزال الدور النسائي فيها هو الاوفر والاقوى حضورا وتأثيرا.
النساء الايرانيات وکما شارکن في الثورة الايرانية التي أطاحت بنظام الشاه ولعبن فيها دورا فعالا ومٶثرا لايمکن تجاهله، فإنهن ومنذ قيام هذا النظام قد کن في مقدمة صفوف المواجهة معه ويشاء القدر أن يکن الشريحة الرائدة والقائدة في الانتفاضة الحالية التي دخلت شهرها الثاني من دون أن يتمکن النظام من إخمادها، ويبدو واضحا بأن النساء الايرانيات اللائي يعتبرن أکثر الشرائح الاجتماعية تضررا من هذا النظام، قد شاء القدر أن يکون لهن الباع الاکبر في الانتفاضة الحالية في داخل وخارج إيران على حد سواء، إذ بقدر ماتٶدي النساء الايرانيات دورهن الفعال في الانتفاضة فإنهن في خارج إيران أيضا يلعب دورا مشابها ولاسيما من حيث تحشيد الدعم الدولي لنصرة الانتفاضة وضمان إنتصارها.
بخصوص دور النساء الايرانيات في خارج إيران، فقد أعلنت 40 جمعية نسائية إيرانية في أمريكا وكندا وإنجلترا وألمانيا والنرويج وأستراليا وإيطاليا وبلجيكا وهولندا والسويد والنمسا والدنمارك، في بيان مشترك، دعمها لانتفاضة الشعب الإيراني على مستوى إيران. وقد جاء في البيان:" منذ أواسط سبتمبر، انتشرت الاحتجاجات والانتفاضات المناهضة للحكومة، التي حملت شعارات “الموت لخامنئي” و “الموت للديكتاتور” في جميع أنحاء إيران. الاحتجاجات التي انتشرت بقيادة ومشاركة شجاعة من النساء والشباب في 31 محافظة و 180 مدينة وجميع جامعات البلاد تقريبا. اندلعت شرارة هذه الانتفاضة الكبرى بالقتل الوحشي لمهسا أميني، وهي شابة تبلغ من العمر 22 عاما (من سقز) على يد القوة القمعية المعروفة باسم دوريات الإرشاد."، وليس هناك من أدنى شك بأن النساء الايرانيات وکما لعبن دورا محوريا في إسقاط نظام الشاه، فإنهن مصممات على القيام بنفس الدور لإسقاط هذا النظام.