أطفال كوباني في ظل المحنة والحرب بين عامي (2014/ 2020)



بانكين عبدالله
2022 / 10 / 22

هيكلية البحث
مشكلة البحث:
يعاني الاطفال في كوباني من مآس حقيقة سيدفع مستقبل كوباني ثمنه لاحقاً أعواماً من عمره في الضياع والجهل والجوع والفقر والاستعمار الفكري وغيرهم اذ لم تعمل على تداركها؛ كنتيجة ربما تكون طبيعية لحرمانهم من أساسيات عدة تبنى عليها مستقبل البلدان كالتعليم والتربية والثقافة والصحة والرعاية و...الخ بسبب ظروف الحرب التي عاشوا وقائعها وسرقت من أعمارهم أمتع مراحلها وأكثرها تأثيراً في نفسوهم والتي تتوقف عليها قدراتهم وامكانياتهم في مواجهة الصعاب والتغلب عليها مستقبلاً نظراً لما تشكله (المراحل العمرية) من تأثير في تكوين الشخصية وخصوصاً السنين السبع الاولى اذ لم يتلقوا العلاج اللازم.
فقد عاش أطفال كوباني أوضاع سياسية واقتصادية متقلبة بين عامين 2014 و2020 كان أهمها غزو داعش والنزوح قصراً الى تركيا، وقبلها خروج النظام (النظام السوري العسكري والمؤسساتي السابق) وتشكل قوات كوردية تولت زمام الامور بعد فترة من الأحداث الساخنة؛ تركت جميعها فهيم أثاراً نفسية عميقة وسجلت ذاكرتهم صوراً لأحداث دراماتيكية تسودها الصغب والعنف غالباً.
وما جلبته معها تلك الأحداث من تغيرات جذرية طرأت على جميع نواحي الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والمؤسساتية عامة: الحماية والخدمية والتربوية والتعليمية و...الخ، أهمها تغير النظام التربوي والتعليمي من اللغة العربية الى اللغة الكوردية، لظروف سياسية كانت مُّلحة ربما . وتغيّر هذه العوامل أضاف على حالة الضياع الفكري وعلى الأثر النفسي في الطفل الكوباني مزيداً من الأسى؛ بعد أن فقد منهم والديه ومن هجر.. ومن دُمر بيته ومن فقد أحد أطرافه أو أعضاء جسده ومن شهد أباه يقطع رأسه أمامه ... وبات يعاني من أمراض عصابية كنتيجة طبيعية لتلك الأحداث الغير طبيعية بالنسبة اليه وللإنسانية عامة كاضطرابات السلوك والنوم ( كقضم الأظافر ومص الاصابع والتبول اللإرادي والعنف والعصبية والكوابيس والهلع...الخ) والاكتئاب والحزن الشديد والقلق والتوتر... وأمراض عضوية كالتهاب الكبد والربو والتهاب الجهار التنفسي العلوي والسفلي وأمراض المعدية و...الخ.
لذا، جاء هذا البحث ليسلط الضوء على مشاكل ومعاناة الاطفال في ظل الحرب عامة و الطفل الكوباني خاصة؛ عله يمهد الطريق أمام الجهات المعنية لإجاد ووضع حلول تساهم في مساعدة الطفل؛ والطفل الكوباني خاصة وتخلصه من معاناته.


أهمية البحث:
تكمن أهمية هذا البحث في مكانة الطفل التي تشكل اللبنة الاساسية في بناء مستقبل كل المجتمعات باعتباره خلفها الشرعي كنتيجة طبيعية لسياق الحياة فيها؛ والمسؤول الأول عن الديمومة والصيرورة بأفضل الأشكال الممكنة.. وحامي أبعاده الثقافية والوجودية.
لذا، تنبع أهمية هذا البحث من تلك المكانة والتي تتطلب منا تكثيف الجهود للقيام بعميلة تدقيق وتمحيص في جميع نواحي حياة أطفالنا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية و...الخ، تحضيراً لتلك المكانة الضامنة لاستمراريتنا بأفضل الأشكال لاحقاً.
وبناء على تلك المكانة فإن طفلنا الكوباني بحاجة ماسة الى عملية التدقيق والتمحيص تلك في جميع نواحي حيواته حتى يقوى على حمل المسؤولية. لأنه يعاني من مشاكل نفسية ويواجه صعاب تكمن في تربيته وتعليمه وأمنه وأمانه وغيرهم في ظل المحنة التي يمر بها والتي تتطلب منا تظافر الجهود وتكثيفها لمواجهتها والتغلب عليها؛ وحتى نقوى على تسليم الأمانة لطفلنا بأحسن تقدير يمكنه من القدرة على الاستمرار وتوفر عليه جهود يتدخرها لعملية التنمية والتطوير فيها لاحقاً.
لذا جاء هذا البحث ليطرح تساؤلات عدة ضمن هذه الإطر علهُ يخرج بأطروحات تفيد في وضع خطة إسعافية تستهدف نواحي حياة أطفال كوباني وإنقاذ ما يمكن انقاذه في هذه الظروف، وليمهد لهم الطريق لإجاد حلول أكثر جدوة وأمد- تساهم في تأمين مستقبل أفضل كحق طبيعي لجميع أطفال العالم خصوصاً في ظل غياب الكفاءات وهجرة العقول التي نتجت عن الحرب والمحنة.

أهداف البحث:
1. تسليط الضوء على معاناة ومشاكل الطفل عامة في ظل الحرب.
2. تسليط الضوء على الشخصيات التي تنشأ في ظل هكذا ظروف.
3. المساهمة في إجاد حلول لتلك المشاكل.
4. تسليط الضوء على تأثير الحروب والمحن على نفسية الاطفال.
5. تسليط الضوء على أهمية الصحة النفسية ودورها في ظروف المحن.
6. تسليط الضوء على أهمية الأبحاث في الأزمات.
7. رفع من مستوى الوعي الجمعي والاشارة الى أهمية المشاركة والتعاون.
8. تسليط الضوء على أهمية الادارة الذكية ودورها في المحن.
9. تحول هذا البحث الى مشروع عمل يهدف الى بناء مؤسسة حكومية أو مدنية أو كلاهما تعمل على حماية وتمكين الطفل.(وحدة حماية وتمكين الطفل والامن المجتمعي).



حدود البحث:
هذا البحث يدرس متغيرات الواقعي الصحي (النفسي والجسدي) والاجتماعي والاقتصادي والتعليمي والتربوي التي طرأت على حياة الاطفال-الطفولة بحدود زمانية بين عامي 2014 _2020 ومكانية منحصرة في مدينة كوباني وريفها الذي يضم 364 قرية.
منهجية البحث:
هذا البحث يعتمد في بنتيه على الاسلوب الاستقرائي والوصفي ويتداخل مع الاسلوب الروائي والاستنتاجي على شكل موزايك أدبي يعرض للقارئ الأفكار بطريقة سلسلة وجذابه وبموضوعية وشفافية تامة، حيث اعتمدنا على الاسلوب الاستقرائي في المتن(المبحث الاول والثاني) لأننا تعاملنا مع بيانات المراكز والمشافي والمنظمات وقمنا باستقرائها في عملية جمع المعلومات وربطها بعضاً، فيما بدأنا بالأسلوب الوصفي وشرحنا من خلاله هدفنا من البحث وأهميته بطريقة مبسطة تداخل مع الاسلوب الروائي لإطفاء بعض التشويق وتجنيب القارئ الملل وليلامس فيه كيانه الوجداني وليعزز الشعور المسؤولية ، فيما اعتمدنا على الاسلوب الاستنتاجي في مبحث الثالث والرابع (بعد أن استقرأنا المشاكل في سابقيهم) وقدمنا طرحنا في الحلول استنتاجاً يفيد الاختصار ويجنب البحث السردية والملل. وقد قمنا باستخدام أكثر من اسلوب في البحث لأسباب أهمها طبيعة البحث العملية، وأُخرى لكسر القوالب الجامدة والروتين وإطفاء جانب من التشويق على الموضوعية بحيث ينتقل القارئ بين المباحث بسلاسة دون الشعور بالملل أو الروتين ولينجذب الى الاستمرار فيه حتى النهاية.

مصطلحات البحث:
بيولوجية: ونقصد بها المتغيرات التي تحدث في جسم الطفل، مراحل نموه الجسدي.
فيزيولوجية: ونقصد بها المتغيرات العصبية عند الطفل، مراحل نموه العصبي.
سايكولوجية: ونقصد بها المتغيرات التي تطرأ على نفسية الطفل، التقلبات المزاجية
دراماتيكية: ونقصد به تتالي الأحداث وتداخلها بشكل صاخب ومتسارع كأحداث الافلام (الدراماتيكية- نسبة الى الدراما).
الزمكانية: ونقصد بها الزمان والمكان



مقدمة:
مستقبل فتح بابه على مصرعيه للمجهول وحالة من الحزن واليأس والشعور بالخيبة وفقدان الآمل تسيطر على الأطفال. بين القديم والجديد جيلُ يدفع ثمن التغيير باهظاً ويحطب طفولته ناراً لغدهِ المبهم، وحاضره موبوء بالأمراض النفسية والجسدية (كتقلبات المزاج وفقدان الشهية والرغبة، والعصبية واضطرابات في النوم والأكل والسلوك، وآلام البطن والصدر والظهر والرقبة وتخدر الأطراف والسرطان والتهاب الكبد، والشرود والتعب والقلق والتوتر والحزن الشديد وفقدان الأمل والاكتئاب) ويحرق أجمل مراحل عمره في العمالة والمرض والجوع والفقر واليتم والأمية، وتتشكل خارطته الذهنية بروابط زمكانية مشبعة بصور القتل والخراب والدمار وبمشاعر الحزن والفقدان والخيبة.
حيث امتحنتهم الحياة (أطفال كوباني) باكراً بحرب لا ناقة لهم فيها غير هوية قاتلة أو ربما كان التوقيت، سببت لهم الكثير من المعاناة بدءاً من خروج النظام وتولي الادارة الكردية سدة الحكم مكانها وما أطرأته من تغيرات على الأنظمة المؤسساتية، مروراً بغزو داعش وما خلفته من قتل وخراب ودمار وتشرد وهجر.. وصولاً الى الحملة التركية الأخيرة والتي بدورها زادت على حكاية المعاناة فصلاً جديداً. وغايتها (الحرب) حماية المصالح أو فرض السيطرة أو الحفاظ على المكتسبات أو زيادتها عبر الدفاع عن/ أو الهجوم على بشتى الطرق والوسائل التدميرية الممكنة بحيث توقع أكبر قدر ممكن من الخسائر في صفوف الطرف الآخر لأجل تحقيق الغاية. والحرب حدث مفتعل ومنشط لا يسلم من شرها الشجر والحجر والبشر، تؤثر سلباً على الطرفين بمسماهم (الخاسر والرابح - في حالة النزاعات الداخلية) وتترك فيهم أثاراً نفسية بليغة (خصوصاً في الأطفال والامهات) بسبب المعناة الناجمة عن القتل والهجر والفقدان والتشرد وتفكك الاسرة، وعن الخراب والدمار الذي يلحق في البنى التحتية والمنشآت الاقتصادية والمرافئ الحيوية والمؤسسات التربوية والتعليمية والخدمية؛ والتي تورث جميعها الفقر والجوع والأمراض والآلام والامية، وتقتل آمال وأحلام الأطفال في الحياة، وتدمر مستقبلهم وتحملهم ما لا طاقة لهم عليه بسبب الفقدان والحرمان اللذان يلقونهم، والحزن والكآبة والقلق والتوتر...الخ الذين يسيطرون على نفسيتهم ويخلقون منهم جيلُ منهك وضعيف البنية والشخصية، غير قادر على الاعتماد على نفسه، سوداوي التفكير ومستسلم لمحنته الناجمة عن الحرب. والتي تكلف (الحرب) المجتمع عناء التخلص من آثارها سنوات عدة وجهود جبارة وأموالاً طائلة كانت الطفولة أولى بها، وبسببها فقد البعض حياتهم، وهجر البعض الى ما وراء البحار ويسكن بعض الأخر المخيمات في دول الجوار، وانتحر بعضهم، ويعمل بعضهم الآخر أجيراً في المصانع والمحال التجارية ليكسب قوت عيشه بعد أن فقد والديه في انتظار المعجزة الثامنة لتنقذ براءة طفولتهم من مخالبها وتربت على كتف أحلامهم المصابة بالاكتئاب. حيث هي (الحرب) نزاع مسلح بين قوتين مختلفتين على المصالح وبهدف حمايتها، أو هي كل أجراء تتخذه أو سلوك عنيف تسلكه جهة ما_ ضد جهة أخرى بهدف الدفاع عن النفس أو لحماية مصالحها وأهدافها، أو لزيادة مكتسباتها وتوسيع سيطرتها؛ سواءً بوجه حق أو غيره مبتعدة عن العقلانية/السلم.
حيث عنىَ الشعب السوري ما عناه بسببها؛( "بلغ العدد التقديري للضحايا من الأطفال خلال العقد الماضي: «مليوني قتيل، 4 - 5 ملايين معاق، 12 مليون طفل بلا مأوى، أكثر من مليون يتيم أو منفصل عن والديه، ونحو 10 مليون شخص منهم مصابون بصدمات نفسية». حاليًا، هناك أكثر من مليوني طفل لاجئ فروا من سوريا، ويقتل من بين 100 ألف شخص ما لا يقل عن 10 آلاف طفل وفقًا لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة ")، بعد انتقال عدوى الربيع العربي اليها سنة 2011 وتحول الخلافات فيها الى نزاعات مسلحة.
طالت أمدها (الحرب) ولا انفراج سياسي يلوح في الافق، تتراكم الحسرات والآهات.. والزمن لا يشفي من الصدمات. فماذا يمكن أن نفعل للأطفال وكيف يمكن مساعدتهم على التعبير عن معاناتهم ومواجهة الذكريات السيئة، وتوفير الدعم والتوجيه اللازم لهم، والذي يُفترض أن يتم من خلال الأشخاص المختصين لتقديم العلاج بهدف متابعة حياتهم بشكل طبيعي في هذه الظروف التي تمر فيها كوباني؟ والى متى ستستمر المعاناة ترى؟ وماذا ينتظر أطفال كوباني بعد؟
جملة من الاسئلة المبهمة تراود خواطر الكوبانين وتقيم فيها؛ هي السبب وراء تقلب المزاج والشعور بالخيبة والحزن وتدهور حالتهم الصحية (النفسية والجسدية)؛ وكيف لا والمحنة لا تبدو عليها ملامح الانفراج وهم يشاهدون أطفالهم يعتصرون حصرم الحياة عنبَ.

المبحث الأول:
تأثير الحرب على الأطفال والطفولة:
تؤثر الحروب على حياة الطفل (الطفولة) عامة وعلى نفسيته التي هي أساس تكوين شخصيته خصوصاً في السنين السبع الاولى بشكل أكبر؛ وتترك فيها أثاراً بليغة ينتج عنها الكثير من المشاكل التي تؤثر سلباً على حياته ومستقبله كنتيجة طبيعية لأحداث غير طبيعية نسبة إليه وللإنسانية جمعاء، من أحداثٍ صاخبة ملئا بمشاهد الخوف والعنف والقتل والدمار تسجلها ذاكرته ويخزنها عقله الباطن الذي يشكل مركز الانفعالات والمشاعر والدوافع والرغبات، والمسؤول الأول عن الحركات اللاإرادية. حيث ينتج عن تلك المشاهد مآس كثيرة تشكل أخطاراً حقيقة على مستقبل الأطفال لما لها من تبعات مستقبلية تدمر شخصية الطفل وتكوينه وتجعل منه شخص ضعيف غير قادر على الدخول في المجتمع وتحمل مسؤولياته مستقبلاً. ويكون الأطفال في الحروب عرضة للقتل والتجنيد والاعتداء الجنسي في غياب القانون والرقابة وانتشار الفوضى؛ على يد العصابات وتجار الحروب والحركات الجهادية المتطرفة أو مخلفات الحرب القابلة للانفجار كالألغام والعبوات المزروعة، أو الأدوات الحادة...، وأيضاً قد تحرمهم من نموهم البدني والاجتماعي والعاطفي والنفسي بسبب نقص المتطلبات الاساسية واعاقة وصولها بسبب انقطاع الطرقات مما يؤدي الى شح المواد وارتفاع أسعارها، مثل: الغذاء والماء والمأوى والخدمات والرعاية الصحية والتعليم. فالطفل بحاجة الى الأمن والأمان والرعاية الصحية والى التعليم والتربية والحب والعطف والحنان في كنف الاسرة ورعايتها حتى يمنو بشكل سليم بعيداً عن المشاكل النفسية أو الصحية أو التعليمية أو الاقتصادية...، ("هناك حوالي 1 مليار طفل يعيشون في مناطق يتواجد فيها صراعات، ومنهم ما يقارب الـ 300 مليون طفل دون الخامسة من العمر! وأوضحت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة اليونيسكو -UNISCO أنه في عام 2013، كان هناك حوالي 28.5 مليون طفل خارج المدارس بسبب الصراعات الموجودة بحسب إحصائياتها".(1)
ومع بداية أحداث (الربيع العربي) بدأت القنوات الاخبارية تنقل لنا صوراً عن أحداث الثورات التي اجتاحت البلدان العربية الجارة؛ شغلت مساحة من تفكيرنا وعواطفنا، حيث تؤثر المشاهد التلفزيونية على نفسية الانسان و"خاصة الأطفال وتنمي فيهم حب الجريمة، وتعيق تطور قدرات التأمل، وتسبب لهم اضطرابات في نظامهم اليومي والتزامهم بأوقات النوم والأكل وتنمي لديهم مبدأ الاستهتار بالوقت، وتنمي فيهم مشاعر العدوانية والعنف وتؤثر على جهازهم العصبي وعلى نظرهم ...الخ".(2) حيث وجدت عدة دراسات "أن مشاهدة المستمرة للبرامج الاخبارية التي تعرض مشاهد الحروب، تزيد من قلق وخوف الأطفال، كما أنها قد تعرضهم لاضطراب الكرب التالي للرضح (PTSD)، وتزداد أعراض الصدمة كلما تعمق الطفل في القراءة ومشاهدة البرامج الاخبارية عن الحروب".(3)
وتدرجت تلك المشاهد لتصبح أكثر صخباً وعنفاً ودموية، وتصدرت نشرات الأخبار مشاهد (العنف القتل والدمار...الخ) بعد تحولها الى نزاعات مسلحة لتنتقل عدوى الثورة بعدها الى الدول الأخرى وصولاً الى سوريا ودخولها هي الاخرى في نزاعات مسلحة بعد مرور فترة وجيزة من المظاهرات (السلمية).
حيث عنىَ الشعب السوري ما عناه (ذكرت الأمم المتحدة ضمن هذا السياق في يناير 2013، "أن 60,000 شخصا قتلوا منذ بداية الحرب الأهلية"، قبل أن تعلن عن رقم جديد بعد أربعة شهور وصل فيه خسائر الارواح 80,000 . وفي 13 يونيو 2013، أفرجت الأمم المتحدة عن رقم مستكمل للأشخاص الذين قتلوا منذ بدء القتال، وكان هذا الرقم بالضبط 92,901 قتيلا، لغاية نهاية أبريل 2013. وذكرت نافي بيلاي، مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، أنه "من الأرجح أن يكون هذا الرقم هو الحد الأدنى للإصابات." وقد خمنت عدد القتلى الحقيقي بما يزيد على 100,000 شخص" (.(4) ولم يذل في ظل النزاعات المسلحة التي راحت ضحيتها آلاف المدنيين الى الآن، نالت كل مدينة حصتها من الألم.. منها كوباني التي غزتها داعش (الحركة التي أثارت الرعب والخوف في نفوس العالم والسوريين خاصة) في 13 سبتمبر 2014 وهجّرت الكوبانيّن قصراً، توجهت الغالية إلى مخيمات ومدن تركيا الشمالية ومنها من هجر الى الدول الاوربية وعاشت أوضاع انسانية صعبة وسيطر الخوف والقلق على الصغار والكبار وامتلأت ذاكرتهم بصور القتل والخراب والدمار والتشرد وغيرهم، ليعود القسم الأكبر إليها بالتدريج بعد تحرريها من داعش في 26/01/2015 والحزن يسيطر عليهم، فالمدينة غالبيتها مدمرة وبيوتهم سويت بالأرض وفقد أغلب العوائل ابناً أو أكثر، وفقد الكثير من الأطفال آبائهم وامهاتهم. لا ماء ولا كهرباء، شح المواد الغذائية، البنية التحتية مدمرة، جثث القتلى، أطراف مقطعة وبرك دم - رائحة الموت تفوح من كل مكان ويسيطر على المدينة حالة من الصخب والرعب.. وشبح الموت يطارهم في النهار والليل. حيث بات الأهالي وخصوصاً الأطفال يعانون من أمراض عضوية وعصابية ( "كأمراض الجهار التنفسي العلوي والسفلي وأمراض المّعِدية والجدري وسوء التغذية ...الخ، وأمراض عصابية ك: اضطراب الكرب لدى الرضع، واضطرابات النوم والأكل، واضطرابات سلوكية ك قضم الأظافر ومص الأصابع والتبول اللاإرادي والسلوك العدواني ونقص الانتباه...الخ، واضطراب ما بعد الصدمة والارهاق والقلق والتوتر والعصبية والرهاب الاجتماعي والاكتئاب وغيرهم").(5) كنتيجة لتلك المعاناة والمشاهد الصاخبة. و بلغ عدد الأطفال المرضى المصابين بالأمراض العصابية والجسدية؛ والذين هجروا قصراً واليتامى والفقراء ومن ترك المدارس ومشاكل التعليم و...الخ 266292 طفل (أنظر في الاحصائيات الواردة أدناه بشكل مفصل في قسم مشاكل أطفال كوباني في ظل الحرب، وهذا بحسب الاحصائيات البسيطة من بعض المراكز علماً بوجود منظمات وهيئات ومستوصفات ومراكز اخرى لم نتمكن من الحصول على بيناتها).
المطلب الاول:
مفهوم الطفولة: تعرف الطفولة "بأنها الفترة الزمنية التي تبدأ بالولادة وتنتهي بالرشد أو البلوغ، وقد وافق هذا التعريف لغة واصطلاحاً.. وفي قاموس علم الاجتماع، دونما تأطير للسنّ الذي يحدث فيه الرشد أو البلوغ" .(6) وهي أهم مراحل تكوين الشخصية وأكثرها حساسية في عمر الانسان، يحتاج فيها الى رعاية وعناية فائقة لإشباع رغباته وفهم ميوله وتقلباته المزاجية ومتغيراته البيولوجية والفيزيولوجية والسيكولوجية وخصائصه العقلية والجسيمة والسلوكية والاجتماعية لتلبية متطلباته واحتياجاته المادية والمعنوية.. وأمنه وأمانه من قبل المربين والأهالي لأنها الفترة الزمنية التي يعيش فيها الطفل معتمداً عليهم في ذلك (اشباع الرغبات وتلبية الاحتياجات) لعدم قدرته على الاعتماد الكلي على ذاته خلال مرحلة الطفولة-عمره.
حيث " تنقسم مرحلة الطفولة نفسها الى قسمين، مرحلة الطفولة الاولى: وتستمر من الولادة الى السابعة، ومرحلة الطفولة الثانية: من السابعة الى الثانية عشر. ومرحلة المراهقة: تبدأ ببلوغه وتنتهي برشده" .(7) "في حين تُصنّف بعض الدراسات الاخرى مرحلة الطفولة الى قسمين، مرحلة الطفولة المُبكّرة: وتمتد حتى الخامسة من عمر الطفل، وفيها تنمَّى مهارات الطفل الأساسيّة وتكوينه السلوكيّ، كتعلم المشي واكتساب اللغة، ويصنع الطفل فيها عالمه الخاص الذي يمكنه الاعتماد على ذاته بشكلٍ أوليّ. مرحلة الطفولة المُتأخّرة: وتمتدّ من السنة السادسة من عمر الطفل لتستمر حتى الثانية عشر، ويليهما مرحلة المُراهقة: وتتميز هذه المرحلة بانتهاء الطفولة وبدء الشباب، وتبدأ بسن الثالثة عشر وتنتهي ببلوغ الحادية والعشرين" .(8) "وترى الاتفاقيّة الدوليّة لحقوق الطفل أنّه: (كل إنسان لم يتجاوز الثامنة عشرة ما لم يبلغ سن الرشد قبل ذلك بموجب القانون المُطبق عليه)، ويُحدّد هذا التعريف انتهاء مرحلة الطفولة واقعاً ببلوغ الرشد، وقد يمتدّ ذلك حتى السنة الثامنة عشرة من عمر الإنسان كما رجّحته الاتفاقيّة".(9) ولكل مرحلة من مراحل عمر الانسان خصائصها العقلية والبيولوجية والسلوكي والاجتماعية، مع مراعاة مفاهيم وثقافة وجغرافية والظروف الذاتية والموضوعية لكل مجتمع في تحديد سنين مراحل الطفولة وتصنيف مراحل العمر.

المطلب الثاني:
تعريف الطفل: كائن جد حساس (يتأثر بكل ما يدور في محيطه الداخلي والخارجي من أحداث وتترك في نفسيته أثاراً ايجابية أو سلبية) فوضوي بطبعه لا يحب القوالب والقواعد والقوانين، كثيرة الاسئلة ومحب للحركة. وهو الشخص (الابن أو الابنة) الصغير السن منذ وقت ولادته وحتى بلوغه السن الثامنة عشر. والطفولة هي المرحلة الزمنية التي يمر بها هذا الطفل (الابن أو الابنة) .




المبحث الثاني:
مشاكل أطفال كوباني في ظل الحرب:
كل الحروب عبر التاريخ تركت خلفها مآس كبرى دفع ثمنها الأطفال بالدرجة الاولى ("وبلغ العدد التقديري للضحايا من الأطفال خلال العقد الماضي: «مليوني قتيل، 4 - 5 ملايين معاق، 12 مليون طفل بلا مأوى، أكثر من مليون يتيم أو منفصل عن والديه، ونحو 10 مليون شخص منهم مصابون بصدمات نفسية».(10) وفي سوريا التي تشهد حرباً داخلية منذ 2012 أيضاً دفع الطفل فيها الثمن الأكبر وبلغ عددهم " أكثر من مليوني طفل لاجئ فروا من سوريا، ويقتل من بين 100 ألف شخص ما لا يقل عن 10 آلاف طفل وفقًا لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة اليونيسف ".(11) لتزداد الحرب السورية عنفاً بعد تدخل الأطراف/ القوى الخارجية فيها وتحولها الى ساحة صراع دولية على حساب الدم السوري حيث قدّر "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، وهو مجموعة رصد مقرها المملكة المتحدة، أن عدد القتلى منذ بداية الحرب وصل إلى 511 ألف حتى مارس/آذار 2018. خلفت سنوات من القتال المستمر 6.6 مليون نازح داخلي و5.6 مليون لاجئ في جميع أنحاء العالم، وفقا لـ "المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين".(12) وفي كوباني المدينة السورية الصغيرة التي دافعت عن الانسانية بالنيابة عن العالم أجمع وواجهت أكبر وأعنف فصيل ارهابي لا تشبع غرائزه إلا القتل وسفك الدماء؛ دفع فيها أيضاً الاطفال الثمن باهظاً وعلى أثرها "هناك 212طفل مفقود و 41306 طفلة قاصرة زوجت نتيجة للازمة الاقتصادية وخوفاً من البطش والعار كنتيجة للحرب و 2419 أراملة فقدت زوجها التي تزوجته سابقاً بحثاً عن السترة وخوفاً من مفرزات الحرب و 979طفلة مطلقة منهم من هجرهن أزواجهن الى الخارج ومن استشهد في القتال ضد داعش و 1233طفل معاق و 1566طفل فقد حياته و900 طفل يتيم (اتشهد آبائهم) و5135 عائلة تعيش تحت خط الفقر متوسط عدد الأطفال فيها 4 طفل وطفلة، علماً أن هذه الاحصاءات لا تشمل منطقة صرين وناحية جلبية التابعين لكوباني".(13) وبفضل كل تلك المعاناة بات أطفال كوباني يعانون من مشاكل تهدد أمنهم وأمانهم وتطلعاتهم في عيش حياة كريمة وحالمة.. بعد أن دمرت البيوت والبنى التحتية والمدارس، وقتل آبائهم ودمرت ممتلكاتهم ومصادر عيشهم، وتغيرت حلاوة أيامهم وهدوء ليلهم، واستقر بدل منهم الخراب والفقر والجوع والاهمال والأمية والخوف والكوابيس والخيبة والحزن، اليكم البعض من تفاصيلها أدناه؟

المطلب الأول:
مشاكل الصحة النفسية:
أن التعرض للمحن (كالحروب والنزاعات المجتمعية والكوارث الطبيعية والهجر والفقر والفقدان ...الخ) تخلف أثاراً نفسية لا تحتم على الاطفال فقط؛ ولكنهم الأكثر تأثراً بها، فظروف المحن القاسية تكلف نفسية الانسان أثماناً باهظة من الوقت والجهد والعناء يدفعها الأجيال اللاحقة لتخفيف تلك الأثار. وبفضلها (الحرب) هناك في كوباني "أكثر من 1576 طفل عنى ويعاني من المشكلات التالية: مشاكل التبول اللإرادي 420 ومشاكل متعلق بالعمر 155 ومشاكل متعلقة بالقلق 178 ومشاكل متعلقة بالمزاج 182 ومشاكل متعلقة بالسلوك 230 ومشاكل عائلية 28 ومشاكل ذهنية جدية 40 والعنف القائم على النوع الاجتماعي 32 ومشاكل اجتماعية 44 ومشاكل اقتصادية 4 ومشاكل متعلق بالفقدان 23 وحالات التوحد ومشاكل النطق 45، في كل من المستوصفات الخمسة التابعة لمنظمة أطباء العالم الموجودة في الريف فقط ولا يوجد أي مستوصف في المدينة كالتالي: مستوصف جلبية 269 ومستوصف خانيك 285 ومستوصف تل غزال 120 ومستوصف قنايا 158 ومستوصف صرين 539 ومجموع جميع الحالات 1371 في الريف الكوباني، بحسب تقرير منظمة أطباء العالم من 19/01/2019 ولغاية 15/1/2020".(14) و"هناك 205 حالة انتحار من الاطفال خلال الأعوام الخمسة الماضية".(15).(علماً انه كانت هناك منظمة أطباء بلا حدود تعنى بالشأن النفسي أيضاً والتي بدأت عملت لأربع سنوات متتالية في المدينة لم نتمكن من الحصول على بياناتها )

المطلب الثاني:
مشاكل الصحة الجسدية:
من البديهي جداً أن تخلف الحروب المشاكل الصحية، ولكن يجب أن يكون تقديم العون أيضاً من البديهيات ضمن سياق حقوق الانسان وحماية الاطفال. ففد واجه الأطفال في كوباني تحديات الموت.. وعنوا الكثير بسبب نقص المستلزمات الطبية والمشافي، وفقد البعض حياتهم فيما حاول البعض الانتحار ويعاني البعض الآخر من الأمراض المزمنة. "فهناك أكثر 156465طفل متضرر من الحرب.. منهم 342 حالة التهاب الكبد و315 حالة تفجير لغم ور حالة طعن سكين و205 حالة انتحار و2025 حالة لدغة الافعى و500 حالة عضة كلب و4200 حالة طلق ناري و241 حالة مشاجرة و2100 حالة حادث سير و215 حالة سرطان و 416 حالة وفات بحسب تقرير مشفى كوباني من عام 2014 الى عام 2020".(16) و"هناك أكثر من 105 طفل أعمى بحسب تقرير جمعية جاف للمكفوفين وضاف البصر".(17). (علماً أننا لم نحصل على بيانات كل من: مشفى أمل ومشفى ايغور ومستوصف مشته نور والعيادات الخاصة بالمدينة ولا على بيانات مستوصفات الأرياف).

المطلب الثالث:
المشاكل التعليمية:
بعد أن تولت الادارة زمام الامور واستلمت السلطة في المدينة أطرأت تغيراً شاملاً وجذرياً على جميع المؤسسات بما فيها مؤسسة التربية والتعليم وكانت أولى خطواتها تغيير المناهج دون أي تمهيد أو تحضير مسبق، مما أنتج مشكلات كبيرة في سلك التربية والتعليم، وعنت المدارس من نقص الكتب والكوادر والكفاءات خلال السنوات السبع الاخيرة؛ والذي بدوره أثر سلباً على المؤسسة والطلاب والادارة ، وبالتدريج وصل الأمر بين المواطنين والمؤسسة الى أزمة الثقة وترك العديد مدارس الادارة وعادوا الى مدارس النظام، ومنهم من انصرف الى صنعة تفيده بدلاً من تضييع وقته في مدارس لا تتوفر فيها الجودة ولا الكفاءات بل حتى أنها والى الآن تعاني من نقص الكتب والكفاءات اضافة الى أنها غير معترفة بها ...الخ.
وقد بلغ مجموع الطلاب في السنوات السبع الماضية " (189778) طفل (طالب وطالبة) متوزعي على مدارس القرى والمدينة قبل التدخل التركي الأخير الذي زاد من حدة معاناة الاطفال وحرم أكثر من 5000 طالب من مدراسهم بعد أغلقت 24 مدرسة بسبب الأحداث وتعطيل الدوام في أكثر من42 مدرسة حدودية و 72 مدرسة تقع على خطوط التماس أغلب أيامها مغلقة بسبب الاشتباكات وتحولت 13 مدرسة الى سكن للنازحين (خرجوا منها مؤخراً) وبذلك أجبر أكثر من 5000 طفل على ترك المدرسة حيث كان قد بلغ عدد الطلاب مؤخراً في (2020 ) 50296- طالب وطالبة) كانوا متوزعين على 502 مدرسة.(18)
اضافة الى أن "هناك أكثر من 105 طفل مكفوف بحاجة الى العناية والرعاية والمتابعة وتقديم العون العاجل, ولا توجد أي مدرسة داخلية تعنى بهؤلاء الاطفال.(19)

الفرع: أسباب ترك الدراسة و نقاط الضعف:
- لقد ترك العديد من الطالب المدارس بسبب التغير المفاجئ في المناهج دون تسلسل زمني مما شكل صدمة لهم.
- ترك البعض الآخر لعدم وجود اعتراف بهذه المناهج الجديدة (الشهادة).
- منهم من ترك بعد انهائه المرحلة الثانوية بسبب عدم وجود كلية أو جامعة يكمل به الاختصاص الذي يريده، فعاد الى مدارس النظام.
- منهم من لم يقوى على اكمال الدراسة باللغة الجديدة.
- منهم من ترك بسبب عدم وجود كادر كافي لمدرسته القروية البعيدة.
- منهم من ترك بسبب ضعف الكادر الجديد والغير مؤهل لإعطاء المنهاج الجديد.
- منهم من انصرف لصنعة لعدم قدرته على الذهاب الى مدارس النظام بسبب الحالة الاقتصادية وبسبب القرارات السياسية التي تمنعه من ذلك.
- أعمار المدرسين، هناك مدرسي أعمارهم 17 سنة يدّرسون من هم أكبر منهم سناً وهم غير مؤهلين قانونياً.
- اختلاف الاسلوب والمنهاج التدريسية عن السابقة؛ لم يدرب الكادر التدريسي عليه.
- الدورات التكميلية الصيفية ضعيفة ولا ترتقي الى مستوى دورات رفع الكفاءة (المستوى) لسبب عدم وجود كادر قادر على اعطاء التدريب اضافة الى الطريقة والمدة والزمكان الغير مناسبين.
- عدم فصل الايديولوجيا عن التربية واعتبارها اساساً في التعين واقحامها في الدورات التدريبية الصيفية، مما أدى الى هجرة أصحاب الخبرة والكفاءات من سلك التربية ممن هم على خلاف سياسي مع الادارة .
- تدني الراتب وعدم وجود قانون العاملين في البدايات.
- التعين ع اساس الولاء وليس الخبرة (الادارات الأمية في مراكز القرار).
- ذهاب أولاد المقتدرين وبعض المسؤولين الى مدارس النظام ومنعها عن البقية (أبناء الشهداء والفقراء وعامة الناس).
- عدم وجود معاهد (صناعية أو التقنية...الخ ) كافية تلبي رغبات الطلاب بعد المرحلة الثانوية.
- عدم وجود جامعة قادرة على استيعاب كافة الطلاب ومحدودية الاختصاصات في الجامعة الحالية.
- الادارات الضعيفة والغير مؤهلة لإدارة التربية وعدم وجود خطط استراتيجية وبرامج تنمية وتطوير حتى على المستوى الشهري.
- الجامعات يتم فيها تدريس الاختصاصات العلمية باللغة العربية.

اذا مشاكل التعليم يمكن حصرها بين تغيير المفاجئ للمنهاج وضعف كفاءة الكادر التدريسي وعدم وجود معاهد واكاديميات وجامعات تلبي شغف الطلاب وطموحاتهم، وبين عدم وجود اعتراف بهذه المناهج وضعف الحالة الاقتصادية والاوضاع المعيشية الصعبة.
ولازالت تلك المعاناة (أسباب ترك الدراسة ونقاط ضعف التربية) مستمرة الى الآن حيث لا يوجد أي اعتراف في هذه المناهج (الشهادة) ولازال مستواها لا يرتقي الى المقبول، ولا توجد معاهد أو أكاديميات كافية، ولا توجد جامعة واحدة فيها كافة الاختصاصات. لذا؛ سيتحتم عليك لو كنت طفلاً كوبانياً بعد انهائك للمرحلة الثانوية (الغير معترفة بها) أن تختار بين خيارات محصورة من الاختصاصات يُدرسها كادر غير مؤهل وباللغة العربية في الجامعة الوحيدة. علماً أن الطلاب يدرسون من الصف الأول والى الجامعة باللغة الكوردية ولا يجيدون غير اليسير من اللغة العربية، ما سيتحتم عليهم التفكير في أخذ كورسات في اللغة العربية خارج الجامعة ليتمكنوا من الدراسة فيها وفي تلك الظروف؛ علماً أن كورسات اللغة ممنوعة هي الاخرى. ولا أعلم أن كيف لخريجي تلك الجامعة أن يعودوا الى تدريس اختصاصهم باللغة الكوردية لاحقاً، فأي لغط هم فيه الآن؟
اذاً جيل كامل فقد مستقبله وجلس يندب حلمه بحكم الواقع المفروض عليه وكل ذنبه براءة طفولته وزمكانية وجوده في كوباني التي شهدت تغيرات سياسية تبعها تغير مؤسساتي غير معترف به وغزو داعش الذي خلف دماراً وخراب، وراح يقلب صفحات ذاكرته بين ماضٍ اعتاده قصراً وحاضراً غير مألوف إلا لغة؛ يرتقب حلاً سياسياً يصل ماضيه بغده. ولكن طال به الانتظار.. فمنهم من ترك مدرسته ومنهم من بقي يدرب نفسه على كبح جماح الاسئلة التي تلج خواطره وتربطه مع زملائه ممن تركوا المدارس؛ الاجوبة المبهمة.
1. ماذا عن مستقبل هذه الدراسة وهل سيتم الاعتراف بها أم لا؟
2. وماذا بعد البكلوريا؟
3. وماذا عن حلمي؟
4. ...الخ
هذه الاسئلة وغيرها الكثير تشغل بال الطفل الكوباني ولا توجد الى الآن أجوبة شافيه لها، بعد التغيير المفاجئ في المناهج بقرار سياسي مبني على العاطفة غير عقلاني ومتسرع؛ لا منطقية فيه؛ عبقه تأثيرات سلبية كثيرة وراحت ضحيته جيل كامل.


المطلب الرابع:
المشاكل الاقتصادية:
كوباني مدينة صغيرة نسبياً تقع في الشمال السوري وتحاذي مدينة سروج من الجانب التركي، عمل النظام السابق على تطبيق نظام التعريب فيها ومارس عليها سياسة الصهر الثقافي وعمدت الى تهميشها من كل النواحي الخدمية والتربوية و...الخ؛ بهدف هجر الشباب منها وصهرهم ضمن ثقافة مدنها الكبرى، فمنعت البناء بحجة المخالفات وأهملت الخدمات الاساسية ومصادر العيش ولم تشيد أي شركة أو مصنع أو معمل يعمل فيهم أبنائها وبفضل هذه السياسة نجح النظام في تهجير الشباب الى الخارج بحيث أصبح اقتصادها يعتمد فقط الزراعة التي همشت هي الاخرى وعلى ارادات الأبناء(العاملين في الخارج)، لذا كانت هذه المدينة تعاني أصلا من الفقر لأسباب السابقة وغيرها من السياسات التي مورست عليها سابقاً. وازاد من أزمة المدينة الاقتصادية الحرب الأخيرة التي فصلت كوباني عن باقي المدن وأدخلتها في حصار خانق لأكثر من ثلاثة أعوام عاش خلال المدنين أسوء الظروف الانسانية سوءً ، وأضف الى ذلك غزو داعش الذي زاد من قتامة المشهد الاقتصادي وأضاف فصل جديداً من الدمار والخراب لتزداد معاناة الكوبانين سوء بعد أن دمرت معظم البيوت والبنى التحتية وقطعت الطرق وحرقت المحاصيل الزراعية وسرقت ودمرت وحرقت ما بقي من اساسي البيوت. و"هناك أكثر من 5135 عائلة يعيشون تحت خط الفقر".(20) ومما سبق يمكننا أن نستنبط أن مشاكل كوباني الاقتصادية تنحصر بين عدم وجود مصادر للعيش كالشركات والمصانع والمعامل وقلة فرص عمل للشباب و سوء المناخ وقلة واردات الزراعة لنقص المعدات والمواد العضوية وحاجة الاراضي الى استصلاح وغيرهم، وبين جغرافيتها البعيدة عن طرق الترانزيت والتجارة التي تربط مدن سوريا والتي تساهم في انعاش الاقتصاد نتيجة لنشاط الحركة التجارية عليها.

المبحث الثالث
الحلول الممكنة لمعالجة مشاكل الأطفال:
كل الحلول ممكنة اذا طبقت وقف مبادئ الادارة الذكية / الرشد والحوكمة، والتي توفر الشروط الزمكانية وتنظر بالدرجة الاولى الى تناسبها مع الظروف الذاتية والموضوعية لكل مجتمع على حدى وأستغل مواردها في سبيل تحقيقها (تطبيق الحلول) أو الحد من الأزمات-المعاناة.
المطلب الأول:
الحلول المتعلقة بالإدارة:
تقع على عاتق الادارات تأمين الاحتياجات الاساسية لمواطنيها وتوفير الأمن والامان، وعليها أن تجد لذلك السبيل والحلول الممكنة؛ مسخرة كل طاقاتها من الجهد والوقت حتى تنال الوفاء والاحترام والرضا من المجتمع الذي يشكل قاعدتها ويضمن بقائها. ومن ضمن الحلول التي يمكن لكل أدارة أن تقدمها في سبيل ذاك الاستحقاق حلول عامة وحلول خاصة في كل مجال ومنها على سبيل المثال وليس الحصر ما يلي:
الحلول العامة:
- تفعيل نظام (الادارة الذكية ) لتولي مهام ادارة المجتمع منعاً لحدوث الفوضى والحافظ قدر الإمكان على أمنه أمانه ورفاهه وكرامته وبأفضل السبل الممكنة. ويقوم نظام (الادارة الذكية) على خمسة مبادئ وهي:
• الواقعية
• المنطقية
• قابلية القياس
• الاستحقاق
• الجدول زمني (تحديد الوقت)
وتعتمد في ذلك (تطبيق المبادئ الخمسة) على الاستغلال الأمثل للموارد البشرية من خلال بناء القدرات ورفع مستوى الكفاءات عبر اعادة تأهيل وتنظيم وتدريب وتوظيف الطاقات ومنع الهدر بالشكل الأمثل، وتعمل على تحديد المشكلات وايجاد الحلول والوسائل والبدائل المناسبة لآلية سير المؤسسات كافة، من الموارد والطاقات البشرية الموجودة. ونظام الادارة الذكية لا يمكن تطبيقه اذا لم نعمل على تطبيق نظم الادارة الرشيدة (الحوكمة) وتنمية الموارد البشرية قبل ذلك.

- تشكيل (وحدة حماية وتمكين الطفل) كمؤسسة أو منظمة قائمة على مبدأ استعارة الكوادر وتنظيم الطاقات وادارتها عبر هيئة ادارية مستقلة تعتمد مبدأ الشراكة أو الاتحادية بحسب الضرورة مع جميع المؤسسات التعليمية والتربوية والصحية والاقتصادية والثقافية والخدمية والأمنية والحقوقية... في مسؤولية -الحفاظ على الطفل وحماية الطفولة- تتداخل مصالحها وتترابط أهدافها في سبيل ذلك وتكون منفتحة على الشراكات مع مؤسسات المجتمع المدني وتبادل الخبرات معهم.
- تطبيق قوانين حماية الطفل ومنع عمالة الاطفال.
- اصدار قرار بإلزامية التعليم (مع حرية الاختيار بين منهاج الادارة أو النظام) وتقديم المساعدات اللازمة لذلك حين التوافق بين الادارة والنظام.
- اصدار قانون خاصة بذوي الاحتياجات الخاصة والمكفوفين.
- احصاء العوائل الفقير وتقديم الدعم المادي لهم.
- بناء المدارس والجامعات والمشافي والمنشآت والصالات الرياضية (كالملاعب والمسابح المنتزهات الترفيهية والحدائق العامة)...وغيرهم.(اعتماد على البدائل في حالات الفوضى مثل: غرف متنقلة، خيم ...)
- ضمان حقوق الطفل التعليمية والصحية بقانون منصوص.
- دعم المؤسسات والمنظمات المدنية والمحلية في مساعدة وتكمين المجتمع والاطفال.
- دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة لتوفير فرص العمل لذوي الاطفال (مقدمي الرعاية).
- فتح المؤسسات الاستهلاكية لتأمين المواد الغذائية بأسعار مناسبة لمساعدة العوائل الفقيرة.
- فتح صيدليات مركزية تُأمن الادوية اللازمة بأسعار مناسبة.
- استعارة أو استيراد الخبرات من الخارج في سبيل تطوير المؤسسات (نظام المال مقابل العمل أو تبادل الخبرات أو الاستعارة أو...).
الفرع الأول:
الحلول الخاصة المتعلقة بالتعليم:
- ضرورة التركيز على منهاج يضمن اُسس التعليم الأساسية (المواد الاساسية بأقل تقدير) تتعرف بها اليونسكو(بمعنى: ضمن تلك المعايير) الى حين عودة الاستقرار أو عودة نظام التربية القديم أو تثبيت النظام الجديد وأعترف اليونسكو به.
- عقد اجتماعات دورية مع أهالي الطلاب لمناقشة قضية تربوية ما.
- تقوية اللغة الانكليزية وتدريس المواد العلمية باللغة الانكليزية.
- تمكين المدرسين (إخضاع جميع المدرسين لدورات مهنية ومسلكية مبنية على شروط علمية).
- تشكيل بعثات خارجية على حساب الادارة والبحث عن شراكات خارجية تساعدهم في رفع مستوى كوادرهم التعليمية.
- تفعيل نظام الحوافر المادية والمعنوية.(كالمكافئات كالضمانات الصحية والبطاقات الصحية والترقية واوسمة تقدير و...الخ)
- فصل الايديولوجيا عن التعليم واستقطاب الكفاءات من التوجهات السياسية الاخرى.
- إخضاع جميع المعلمين الى دورات تدريبة في الصحة النفسية والاسعافات النفسية الاولية ضمن الدورات التكميلية أو بشكل منفصل.
- اصدار قرار يقضي بضرورة تعيين المرشدين (النفسيين و الاجتماعيين) في المدارس الابتدائية والاعدادية والثانوية.
- بناء المدارس لاستيعاب عدد أكبر من الطلاب (غرف متنقلة بأقل تقدير).
- التفكير في بناء أرضية ما قبل المدرسة من رياض الاطفال والحضانات وغيرها.
- البرامج التوعوية والارشادية في المدارس والاحياء والتلفاز.
- تعيين المدرسين والمدراء على أساس الكفاءة وليس الولاء.(رغم أن معظم هؤلاء ولائهم ولاء منفعي وليس ولاء فكري أو عاطفي ...الخ)
- مراعات شروط العمر في تعيين المدرسين.
- التفكير في لباس موحد لطلاب كل مرحلة دراسية منفصلة لأسباب نفسية واقتصادية وصحية...الخ.
- لو أمكن توحيد لباس المدرسين أيضاً.
- مراعات عدد الطلاب في كل الصف ومحاولة الحد من التضخم.
- تأمين الشروط الصحية ( النفسية والجسدية) في قاعات وصفوف الدراسة والمدارس.
- فتح مدارس داخلية للمكفوفين وضعاف البصر.
- العمل على انتزاع اعتراف من الدولة الرسمية أو اليونسكو بمنهاج الادارة.
- ضرورة وجود أماكن للترفيه وافراغ الشحنات والطاقات السلبية والمكبوتة كالصالات الرياضية والمرافئ والملاعب والمسابح والحدائق (منها مصغرة ضمن المدارس أو كمجمع عائد للتربية).
- فتح خيم او مراكز ارشادية متنقلة ومؤقتة ضمن نظام الأنشطة الترفيهية بالشراكة مع الصحة تقدم : (مسابقات .. رحلات تربوية تعليمية.. زراعة.. تنظيف.. المشاركة في المسؤوليات).
- مراقبة الشروط الصحية في المدارس (خصوصاً دورات المياه).

الفرع الثاني:
الحلول الخاصة المتعلقة بالصحة النفسية والجسدية:
- اصدار قرار يقضي بضرورة اخضاع جميع الكوادر الطبية من دكاترة ومساعدين وممرضين الى دورات تدريبية في الصحة النفسية والاسعافات النفسية الاولية كشرط اساسي في التوظيف واعطاء رخص العيادة لرفع كفاءة الكوادر في القدرة على فهم واستيعاب المرضى وضمان الحد من العنف اللفظي والغير لفظي مع المراجعين (المرضى).
- اصدار قرار بإلزامية لقاحات الاطفال تحت طائلة المسائلة.
- فتح ودعم قسم الصحة العقلية والارشاد النفسي الى جانب المستوصفات الطبية والمستشفيات لمساعدة الأطباء والمرضى في الحفاظ على الصحة العامة (الصحة النفسية والصحة الجسدية).
- فتح صيدليات مركزية وتوفير الأدوية بأسعار مناسبة لمنع الاحتكار والسمسرة والغش.
- مراقبة الصيدليات ومنع اعطاء الاوية إلا بوصفة طبية.
- فتح مختبرات تحليل ومراكز أشعة مركزية.
- تأمين أجهزة المرنان (الرنين المغناطيسي) والطبقي و...الخ
- فتح مشفى خاص بالأطفال (مستوصف من غرف متنقلة بأقل تقدير).
- تشكيل لجان إشرافية لمراقبة شروط الصحة في المعامل والمصانع والمحال الصناعية و التجارية (معايير الجودة).
- اعطاء دورات في الاسعافات الأولية ونشر الوعي الصحي (الصحة العامة/ النفسية والجسدية) من خلال عمال الصحة المجتمعية.
- اعطاء دورات الاسعافات الاولية في المدارس ورياض الاطفال وتشكيل كادر اسعافي من المعلمين و الطلاب بالتنسيق مع التربية في كل المدارس والمراكز المتعلق بالطفل وغيرها).
- تأمين اللقاحات الدورية اللازمة مجاناً أو بأسعار كلفة المادة فقط لجميع الأطفال.
- اقامة دورات في الاسعافات النفسية الاولية والاسعافات الاولية للمعلمين في حالة الطوارئ.
- فتح خيم أو مراكز ارشادية متنقلة مؤقتة ضمن نظام الأنشطة الترفيهية بالشركة مع التربية تقدم : (مسابقات .. رحلات تربوية تعليمية.. زراعة.. تنظيف.. استشارة.. المشاركة في المسؤوليات) عن الصحة العامة.
- تشكيل لجان مراقبة تشرف على التأكد من الشروط الصحية في المدارس والمراكز المتعلق بالطفل (مراقبة عامة: البناء والنظم ودورات المياه ...الخ).
- فتح مستوصفات الرعاية الصحية (الصحة العامة) في الأرياف.
- طبع بروشورات واقامة محاضرات وندوات عن الصحة العامة في كل من الاحياء والمراكز والمدارس وغيرهم.
- عيادات متنقلة دورية في حال عدم القدرة على فتح مستوصفات دائمة قادرة على استيعاب.
- زيادة عدد سيارات الاسعاف وتفعيل قسم الطوارئ بشكل أكبر.
- الاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة والمكفوفين وتقديم العون لهم.
- تشكيل لجنة الاشراف على الصحة ومراقبة المهنية في العيادات الخاصة.

الفرع الثالث:
الحلول الخاصة المتعلقة بالاقتصاد:
عليّ أن أنوه بداية الى أنه لا بد من التفكير باقتصاد العائلة نظراً لسياسة الاقتصادية المتعبة في دولنا الشرقية وأن الطفل يعيش على نفقة والديه وما يترب على اقتصادهما يؤثر بالدرجة الاولى على حياته سلباً وايجاباً ومن أجل الحفاظ عل أمن الطفل الاقتصادي يجب تأمين فرص العمل لمقدمي الرعاية (الابويين).
ومن ضمن الحلول التي يمكننا أن نحافظ بها على أمن الطفل الاقتصادي على سبيل المثال لا الحصر ما يلي:
1. بالرغم من أن التعليم مجاني في كوباني؛ ولكن الحياة لا تقتصر على التعليم فقط وحتى أن القدرة على الذهاب الى المدرسة نفسها تتطلب مقومات أسياسية ك( المأكل ومأمن والملبس)...لذا، يجب تأمين فرص العمل لمقدي الرعاية/ الوالدين عبر فتح المصانع والمعامل وغيرهم من أنظمة المال مقابل العمل والمشاريع الاستثمارية و...الخ لتأمين دخل ثابت لمقدمي الرعاية بأقل تقدير.
2. فتح مشفى خاص بالأطفال/ أو مستوصف في حالة الازمة تقدم الرعاية الصحية بالمجان.
3. الحد من المصاريف عبر تأمين المستلزمات والحاجيات الاساسية من خلال فتح مراكز ومؤسسات استهلاكية بنظام الجملة لمنع الاتجار وتخفيض الاسعار.
4. تقديم القرطاسية وملابس الدراسة بالمجان للطلاب لو أمكن ذلك (أو للعوائل الفقيرة بأقل تقدير) وتوحيد لباس المدارس، لأن اللباس المدني والذي يتطلب أكثر من قطعة/ طقم-بدل في الاسبوع ما كان ليكلف الاهالي مصاريف اضافية فما لو كان لباس المدرسة موحداً، عداك أثارها النفسية الكثيرة التي تسببها للفقراء كالشعور بالنقص والخجل والدونية والطبقية و...الخ.
5. التفكير في بناء الجمعيات السكنية/ أو تقديم بدل الإجار في حالات الازمة للعوائل الفقيرة.
6. فتح مصانع أعادية التدوير للاستفادة من الموارد المستهلكة.
7. دعم وتشجيع المشاريع الصغيرة والمتوسطة عبر الغاء الجمركية والضرائب والرسومات وتوفير المواد والأدوات لها بأسعار الكلفة أو السماح لأصحاب الاعمال تأمينها من مصادرهم الخاصة.
8. دعم قطاعات الصناعة والتجارة عبر السماح ومساعدة الصنائعية والمستثمرين والتجار في تأمين مستلزماتهم وتوفرها في السوق عبر تسهيل الحركة والغاء الضرائب والجمركة والرسوم.
9. دعم قطاع الزراعة وتأمين المواد العضوية والاساسية كالسماد والمازوت (المحروقات) وتأمين ومواد التعقيم والمبيدات الحشرية و... وتوفرها في السوق ومنع الاحتكار والسمرة وشراء المحاصيل من الفلاحين بأسعار مناسبة ودون استغلال.
10. تشكيل لجان مراقبة وضبط وتموين لمراقبة الجودة والأسعار في الأسواق.
11. تفعيل نظام الكومينال وفق الشروط العلمية لضمان نجاحها ودعمها.
12. دعم الجمعيات والمؤسسات والمنظمات المحلية وتشجيعها على العمل والاستثمار وغيرهم عبر الغاء الضراب والرسوم وتسهيل أليات عملهم كإعطاء الرخص وغيرها.
13. في حالات الازمة يمكن للحكومات في سبيل ضبط السوق احتكار المواد الاساسية مثل: السكر والرز والزيت ..الخ وتأمين توفرها في الاسواق بأسعار مقبولة (كلفة المادة) وبيعها للتجار لمنع الاحتكار والسمسرة.(بل وحتى السوق بشكل عام لو أمكن ذلك).
14. ضبط الحركة التجارية وتنظيم غرف التجارة وفق مبدأ الازمة وتحديد ومراقبة الاسعار.
15. مراقبة سعر صرف العملات ومحاولة ضبطها.
16. العمل على مبدأ الاكتفاء الذاتية عبر فتح مشاريع حقيقة ودعم القائمة منها واستثمار الموارد الطبيعية بأفضل الاشكال الممكنة عبر نظام التدريب والتأهيل ووفق مبادئ الادارة الذكية الخمسة وتشكيل وتفعيل النقابات والجمعيات.
17. العمل على تأمين تكافئ فرص العمل ومراقبة التعيينات ومنع المحسوبيات.
18. رعاية خاصة لأبناء الشهداء (تقديم المنح وبدل السكن ومصاريف الدراسة وغيرها...الخ)

المطلب الثاني:
الحلول المتعلقة بمؤسسات المجتمع المدني:
1. اعداد تقارير واجراء تقييمات خاصة بالطفل وتقديمها للجهات المعنية بحقوق الطفل.
2. التنسيق مع المؤسسات الحكومية والمنظمات المحلية والعالمية من أجل الوقوف على مشكلات الطفل وتقديم العون (مساعدة / تمكين) للعوائل والمؤسسات.
3. تقديم الدعم عبر فتح دورات تدريبية لتمكين كوادر المؤسسات المعنية بالطفل.
4. مراقبة حقوق الطفل الانسانية في المؤسسات واحصاء حالات الخرق التي حصلت تجاهه واصال صوته الى الجهات المعنية.
5. احصاء الحالات المتضررة والاصابات والاعاقات والفقر واليتم والعمالة... وتقديمها الى الجهات المعنية (الحقوقية والانسانية والادارية ...الخ)
6. فتح دورات تدريبية توعوية لمقدمي الرعاية (الابويين والمربيين).
7. حملات توعية عبر منشورات وندوات ومحاضرات بالشراكة مع الجهات المعنية بالشأن الثقافي والتوعوي أو بشكل منفصل.
8. تشكيل ((وحدة حماية وتمكين الطفل)) عبر نظام الشراكة أو الاتحادية للوقوف على حقوق الطفل الانسانية ومراقبة وتقيم عمل المؤسسات واعداد تقارير دورية عنها وارسالها الى الجهات المعنية.

المطلب الثالث:
آلية تطبيق الحلول:

جميع الحلول مطلوبة بالدرجة الاولى من الادارة وعليها كآلية لتطبيق الحلول أن تراعي على سبيل المثال لا الحصر وبشكل عام ما يلي:

1. يمكن تطبيق طرحنا في تشكيل المؤسسة المستقلة الواردة ذكرها ضمن الحلول العامة أعلاه (وحدة حماية وتمكين الطفل) وبسياق عام أيضاً وفي الشؤون الاخرى وفق مبدأ الأفراد واللجان على الشكل التالي:
فمثلاً: يمكن أن تقوم المؤسسة باستعارة كادر تطوعي أو بالمقابل من هيئة الصحة لتدريب مجموعة من المعلمين والطلاب على الاسعافات الأولية وشروط الصحة العامة ككادر صحي اسعافي في كل مدرسة بالنيابة عنها (هيئة الصحة) وتكون لهم اجتماعات تكميلية بحسب مقتضى الحاجة عبر المؤسسة.. يقدم فيها الكادر المدرب المعلومات اللازم لهيئة الصحة وتقدم الهيئة بدورها النصائح والتعليمات الواجب اتباعها والاحتياجات الصحية اللازم للمدارس التابعة لهيئة التربية. وهنا تكون العلاقة تبادلية نفعية منحصرة في كادر واحد يعود بالنفع على الهيئتين ويوفر المال والجهد والوقت ويرفع من كفاءتهما. أو العكس.. أن تستعير الهيئة مجموعة من طلاب متطوعين وتعطيهم التدريبات للقيام بدورهم ككادر مشترك بما سبق. وبنفس الطريقة (مع مراعاة الخصوصية) في كل المؤسسات وربطها ببعضها البعض من خلال الاستغلال الأمثل للموارد البشرية ورفع الكفاءة؛ وتوظيف ومنع هدر الطاقات.
2. التفكير في بناء نظام الأمن المجتمعي عن طريق تشكيل (وحدة حماية الأمن المجتمعي) كمؤسسة مدنية مستقلة غير حكومية هي الاخرى متفرعة أو وفق المتعارف عليه عالمياً تكون مهمتها الحفاظ على أمن وأمان المجتمع عبر مشاركة الخطط والبرامج والآراء وتبادل الخبرات وفق هرمية إدارية لا مركزية الى جانب مؤسسات الادارة وبتنسيق معين معها.
3. ويمكن أيضاً تشكيل حكومة وحدة الانقاذ من الكفاءات (ادارة الازمة/ ادارة خاصة) والبدء الفوري بإجراء تقييمات عن كل المؤسسات عن طريق الاحصاء وجمع البيانات للوقوف على نقاط القوى والضعف في كل مؤسسة، وتقوم هذه الحكومة بما يلي:
- وضع البرامج والخطط الاستراتيجية.. مقسمة على مراحل زمنية محددة ووفق معايير الجودة تطبق فيها نظام الاستغلال الامثل للموارد البشرية وضمن سياسية الادارة الذكية على ثلاثة مراحل أو أكثر بحسب الحاجة وهي: ثلاثة أشهر، ستة أشهر، سنة، وتتجزأ كل منها أيضاً داخلياً الى برامج وخطط زمنية أقصر وهي: اليومية والاسبوعية والنصف شهرية والشهرية ... بأهداف واضحة ومحددة.
- أيضاً وضمن سياسة الحوكمة.. يمكنها استيراد الخبرات من الخارج وفق أنظمة متعددة منها ( المال مقابل العمل أو الاستعارة أو... لتدريب كوادرها المحلية).
- أيضاً: يمكنها ارسال كوادر(بعثات خارجية) في المجالات المختلفة الى الخارج بغرض كسب الخبرة.(يمكن أن تكون مدفوعة الأجر؛ أي تتدرب في الخارج بمقابل يدفع للجهة التي تعطي التدريب في حالة عدم وجود فرص مجانية أو شراكات أو...).
- مراجعة نظم الادارية كافة وتعيين الكفاءات في مراكز القرار، وتمكين ذوي الخبرة الاقل من الكوادر الإدارية وغيرهم عبر دورات تدريبية (رفع المستوى) في حالة عدم وجود الكفاءات أو وجود نقص فيها وفق مبادئ "ادارة الموارد البشرية أو التنمية البشرية"، بمعنى: تدريب وتأهيل الكادر وفتح الدورات التدريبية المسلكية والمهنية والدبلوماسية ...الخ.
- تفعيل نظام التعيين عبر عرض الشواغر واختيار الافضل بنظام المسابقات وفق شروط علمية.(كل ضمن اختصاصه).
- تفعيل لجان الرقابة والتفتيش ونظام المحاسبة لمحاربة الفساد الاداري والمالي.
- العمل الجاد على فصل السلطات الثلاث: التشريعية والتنفيذية والقضائية.

4. تكليف الجلس التشريعي بسن قانون الاحزاب والتعددية السياسية. (والبحث في القضايا العالقة والواجبة سن قوانين لها).
5. سن قانون يحمي ذوي الاحتياجات الخاصة والمكفوفين.
6. تفعيل النقابات المهنية والاتحادات.
7. توحيد الجامعات (ضم الجامعات الثلاث بالاتفاق معهم- بجامعة واحدة فيها كافة الاختصاصات وتوزيع كلياتها بحسب الشروط المتعبة في ذلك على المدن مع تأمين الكادر التدريسي والمستلزمات اللوجستية وغيرها للطلاب والكوادر).
8. تفعيل قانون العاملين ونظام العقود في المؤسسات والدوائر.
9. فتح الباب أمام الاستثمارات الاجنبية.
10. فتح مشاريع سكنية (الجمعيات السكنية للموظفين مقابل خصم شهري معقول).
11. دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة لتأمين فرص العمل ودعم القطاعات الخاصة.
12. دعم مؤسسات المجتمع المدني وحمايتها.

التوصيات:
1. فتح مراكز الابحاث والدراسات تعنى بالشأن المؤسساتي والمجتمعي.
2. اجراء بحث شامل يتضمن الاحصائيات الشاملة والمفصلة للوصول الى نتائج أكثر جدوة ضمن سياق هذا البحث (فهناك مشفى أمل ومشفى ايغور ومستوصف مشته نور والعيادات الخاصة والمستوصفات الريفية .. لم نحصل على بيناتهم).
3. تشكيل لجنة مختصة تدرس مواضيع هذا البحث وتوسيعه ليشمل جميع المؤسسات للوقوف على نقاط القوى والضعف في كل منا.
4. التفكير في تأسيس مؤسسة خاصة تعنى بالشأن المجتمعي والطفل تحت أسم (وحدة حماية وتمكين الامن المجتمعي والطفل) أو مؤسستين منفصلتين: وحدة حماية وتمكين الطفل، و وحدة حماية وتمكين الامن المجتمعي. وأيضاً تكون بذلك عملت على صد الثغرات وملئ الفراغات التي تركتها المنظمات الدولية.
5.
6. التفكير في تفعيل نظام الادارة الرشيدة/الحوكمة في جميع المؤسسات والادارة
7. الوقوف على الحلول المقترحة في هذا البحث ودارستها دراسة واقعية ومنطقية وحقوقية لاستفادة منها بشل أكبر.

توصيات تتعلق بمجلس الأمن والامم المتحدة و منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة اليونيسكو -UNISCO وجمعية حقوق الانسان:
1. التفكير بصاغية دولية تقوم على أساس الأمن المجتمعي العالمي عن طريق تشكيل وحدة حماية وتمكين الامن المجتمعي العالمي؛ كمؤسسة مدنية عالمية مستقلة غير حكومية متفرعة في كل الدول مهمتها الحفاظ على أمن وأمان المجتمعات عبر مشاركة الخطط والبرامج والآراء وتبادل الخبرات ووفق هرمية ادارية اتحادية لا مركزية أو مبدأ الشراكة.
2. تشكيل وحدة حماية وتمكين الطفل من مجموعة من المنظمات الحقوقية والانسانية والاغاثية وتكليفها بإدارة ومراقبة السلطات الثلاث والمؤسسات في المناطق المحايدة الى جانب قوات الامن الداخلي للدولة المعرضة للاعتداء الى حين عودتها الى حالة الاستقرار سواء بعودة النظام السابق أو سيطرة النظام الجديد والتأكد من حماية حقوق الانسان ومنع النظام الجديد من انتهاكات بحق المدنيين على كافة الاصعدة.
3. التصويت على قانون يقضي بتحديد مناطق الاشتباك بين القوى المتحاربة ومنعهم من الاحتماء بالمدنيين وتحييّد المدن أو بعضها من أجل ايواء وحماية الاطفال والامهات خاصة، أو المدنيين عامة من نيرانها وآثارها المدمرة بحيث يُسّلم الخاسر في القتال كافة المناطق للقوى الفائزة ومن ضمنها المناطق التي تم تحييدها عن المعركة؛ شرط أن يَسلم المدنيين من الاعتداء والأذية.
4. تشكيل قوى عسكرية محايدة تراقب تطبيق قواعد الاشتباك تلك وتتدخل لتطبيق قانون (تحييد المدنيين ) وتثبيت انهاء الحرب.
5. وضع منهاج يضمن اُسس التعليم الاساسية (المواد الاساسية بأقل تقدير) يتعرف بها الى حين عودة الاستقرار والعودة الى نظام التربية القديم أو الاعتراف بالنظام الجديد في حالات النزاعات الداخلية كمثال الحالة السورية التي خلف اجيالا بلا تعليم وتعليم غير معترف كحالة شمال شرق سورية ليس للطفل ذنبه فيه سوى طفوليته.
6. اصدار قرار يقضي بضرورة إخضاع كل المعلمين الى دورات تدريبة في الصحة النفسية والاسعافات النفسية الاولية كشرط أساسي في الاعتراف بشهادته والاعتراف بالمناهج في كل الدول.
7. اصدار قرار يقضي بضرورة تعيين مرشدين نفسيين أو اجتماعيين بحسب الضرورة في المدارس الابتدائية والاعدادية والثانوية في الدول النامية والفقيرة كشرط اساسي في الاعتراف بمناهجها.
8. اصدار قرار يقضي بضرورة اخضاع كل الكوادر الطبية من دكاترة ومساعدين وممرضين الى دورات تدريبية في الصحة النفسية والاسعافات النفسية الاولية كشرط في الاعتراف بشهادته لرفع كفاءة الكوادر في القدرة على فهم واستيعاب المرضى وضمان الحد من العنف اللفظي والغير لفظي مع المراجعين.

الخاتمة:
لكل شيء في الحياة ثمن لا بد من دفعه لنحصل على ما نريد، وفي سعينا هذا (معالجة المشكلة) لا شك أنه ستواجهنا تحديات كبيرة وعقبات كثيرة؛ لذا.. لا بديل من الاستمرار فيه (السعي) والتغلب على تلك الصعوبات كثمن لتحقيق المراد به. ولو أردنا أن نعالج مشكلة أطفال كوباني علينا أن ننطلق من فكرة نبذ المطلقية والعمل على الممكن أثناء ولوجنا في تطبيق الحلول أو حل المشكلة؛ وعلينا وضع الخطط وبدائلها وفق مبادئ الادارة الذكية الخمسة وتظافر الجهود وتكثيف الطاقات من أجل ذلك.
أكثر من 267192 طفل كوباني بين مهجر ويتيم ومريض نفسي وعضوي ومعاق ومفقود ...الخ بحاجة الى التدخل والمساعدة خصوصاً بعد أن غادرت أغلب المنظمات الدولية ومنها (منظمة أطباء بلا حدود) على سبيل المثال وتركها فراغ يستوجب ملئه للحد من تفاقم المشكلة بأقصى سرعة ممكنة.
ويجب على المعنين (الادارة) الاسراع في ايجاد البديل والعمل على تشكل الكوادر وتفعيل المؤسسات والنقابات والجمعيات ودعم مؤسسات المجتمع المدني ومنظماتها وتسهيل الاجراءات لها وعقد شراكات وتنفيذ مشاريع معهم في سبيل تحقيق الرفاه المجتمعي وتخليصه من معاناته؛ أقله تطبيق الحلول الاسعافية, خصوصاً أن كوباني تعيش حالة من القلق والتوتر في ظل هذه الاحداث السياسية المتسارعة في المشهد السوري وهي تتمعن في قراءة الأحداث و ترى أنه لا انفراج سياسي قريب يلوح في الأفق وهذا ما مفاده إطالة أمد المعاناة والمحنة ومزيد من الدماء والضحايا. لذا؛ يجب علينا أخذ الاجراءات الوقائية والاحترازية ووضع برامج وخطط استباقية تضمن أقله تقديراً عدم تفاقم المحنة وتأمين الأمن المعيشي وتأمين التعليم البديل والصحة العامة، وبالتوازي مع علمنا في تحقيق الرفاه الاجتماعي ذاك وحل مشكلاته العالقة تلك؛ علينا تحسين ورفع مستوى الكوادر جلها في كافة المؤسسات والاستعداد للأسوأ، فالوقائع والمجريات لا تبشراً خيراً وقد دخلت الحرب السورية عامها التاسع ولازال سياسيونا يهرولون بين جنيف وستوشي وأسيتانا جيئة وذهاباً ليزيدوا رقماً في عداد عمرهم السياسي ليفوزوا بالقسم الأكبر من كعكة السلطة في مشهد ماراثوني مضحك/مبكي، وربما غاب عنهم أن مصير شعب كامل تعلق بالتوافقية السياسية وليس الأمر مزاجية الفرادنية الحزبوية. تسعة أعوام مضت على حساب دم الشعب السوري راح فيها الملايين بين قتيل وفقيد وجريح وسجين ونازح ومشرد ويتم ومعاق ودمرت مدنن أحرقت أجيال منذ 2012 والى الآن.




المصادر والمراجع:
(3)(1) كتابة رزان نجار نشرت الاثنين 21 يوليو 2014
https://news.webteb.com/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D9%88%D8%A8-%D9%88%D8%A7%D8%AB%D8%B1%D9%87%D8%A7-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B7%D9%81%D8%A7%D9%84_3092
(2) كتابة وفاء صلاحات - آخر تحديث: ٠٨:٠١ ، ١ يناير ٢٠١٩
https://mawdoo3.com/%D9%88%D8%B3%D8%A7%D8%A6%D9%84_%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%85_%D9%88%D8%A3%D8%AB%D8%B1%D9%87%D8%A7_%D8%B9%D9%84%D9%89_%D8%A7%D9%84%D8%B7%D9%81%D9%84
(4) الحرب الأهلية السورية – ويكيبيديا https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D8%A8_%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%87%D9%84%D9%8A%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A9
(5) هيئة الصحة في كوباني، ومنظمة أطباء العالم

(6) +(7)+(8) من مقالة كتابة: محمد عدنان القماز - آخر تحديث: ٠٥:٥٥، ٥ نوفمبر ٢٠١٨
https://mawdoo3.com/%D8%AA%D8%B9%D8%B1%D9%8A%D9%81_%D8%A7%D9%84%D8%B7%D9%81%D9%88%D9%84%D8%A9#.D8.AA.D8.B9.D8.B1.D9.8A.D9.81_.D8.A7.D9.84.D8.B7.D9.81.D9.88.D9.84.D8.A9

(6)+(9) من مقالة كتابة: د. موسى نجيب موسى معوض
زيارة: 498067 تاريخ الإضافة 02/10/2012
https://www.alukah.net/social/0/44786/#ixzz6BZ270TEM
(10)+(11) تأثير الحرب على الاطفال ويكيبيديا
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AA%D8%A3%D8%AB%D9%8A%D8%B1_%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D8%A8_%D8%B9%D9%84%D9%89_%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B7%D9%81%D8%A7%D9%84
(12)التقرير العالمي 2019: سوريا | Human Rights Watch
https://www.hrw.org/ar/world-report/2019/country-chapters/325524
(13) بحسب هيئة الشؤون الاجتماعية والعمل
(14) تقرير هيئة الصحة عن منظمة أطباء العالم
(15)+(16) بحسب تقرير مشفى كوباني
(17) بحسب تقرير جمعية جاف للمكفوفين وضعاف البصر
(18) بحسب تقرير هيئة التربية والتعليم في كوباني
(19) بحسب تقرير جمعية جاف للمكفوفين وضعاف البصر
(20) بحسب هيئة الشؤون الاجتماعية والعمل
المـحتوى
تعريف:
مقدمة:
المبحث الاول:
تأثير الحرب على الاطفال والطفولة:
المطلب الاول: مفهوم الطفولة
المطلب الثاني: تعريف الطفل

المبحث الثاني:
مشاكل أطفال كوباني في ظل الحرب:
المطلب الاول: المشاكل التعليمية
الفرع الأول: نقاط ضعف التعليم وأسباب ترك الدراسة
المطلب الثاني: مشاكل الصحة النفسية
المطلب الثالث: مشاكل الصحة الجسدية
المطلب الرابع: المشاكل الاقتصادية

المبحث الثالث:
الحلول الممكنة لمعالجة مشاكل الأطفال:
المطلب الاول: الحلول المتعلقة بالإدارة
الفرع الاول: الحلول العامة:
الفرع الثاني: الحلول الخاصة المتعلقة بالتربية
الفرع الثالث: الحلول الخاصة المتعلقة بالصحة العامة (النفسية والجسدية)
الفرع الرابع: الحلو الخاصة المتعلقة بالاقتصاد
المطلب الثاني: الحلول المتعلقة بالمجتمع مؤسسات المجتمع المدني
المطلب الثالث: آلية تطبيق الحلول:
التوصيات:
الخاتمة:
المصادر والمراجع: