ثلاث سنوات على انتفاضة اكتوبر



نساء الانتفاضة
2022 / 11 / 25

تمر علينا الذكرى الثالثة لانتفاضة اكتوبر، التي اجتاحت مدن العراق. تلك الانتفاضة التي مازالت راسخة في الاذهان، والتي انتجت الاعتراضات الجماهيرية الثورية التواقة للخلاص من النظام الطائفي المعتاش على الفساد والمحاصصة والقتل.

لقد كسرت الانتفاضة الصورة النمطية للنساء من خلال خروجهن لسوح الاحتجاج ومشاركتهن الفاعلة في قيادة المسيرات وغيرها من الفعاليات التي ارعبت قوى الإسلام السياسي الرجعي.
أصبح للنساء خلال انتفاضة أكتوبر وما بعدها صوت عالي ومطالب واضحة بالحرية والمساواة والعدالة، وبدأت مرحلة جديدة من النضال، رغم كل محاولات التقسيط والتهميش من قبل قوى الثورة المضادة.

على الرغم من عدم تحقيق الانتفاضـة لأهدافها المتمثلة بإزالة النظام السياسي، فانها فتحت افاقا جديدة للنساء التواقات للخروج من تحت وصاية القوى الدينية والعشائرية، ما دفع بهذه القوى الى قمع النساء ومحاولة اسكاتهن بشتى الوسائل والطرق، منها القمع والخطف والقتل، لان حرية المراة ومساواتها تعني ببساطة زوال هذه القوى ونهاية لسطوتها. لذلك فإنهم حاربوا الانتفاضة بكل وحشية وهمجية.

على الرغم من مرور ثلاث سنوات من عمر الانتفاضة، الا ان الاعتراضات الجماهيرية لا تزال موجودة ويتم التعبير عنها بأشكال مختلفة، فلا جديد يذكر خلال الثلاثة سنوات سوى المزيد من الخراب والقهر والنهب لثروات ومقدرات البلاد. فبين الحين والأخر تخرج الجماهير تندد بالنظام القمعي وتهتف ضد الفساد والمحاصصة، لتقابل في كل مرة بالقمع.

ان اهم ما يميز اي حراك جماهيري ثوري تحررري هو الفصل بين صفوفه وصفوف قوى وأحزاب السلطة، وكل القوى والاحزاب التي تبيع الوهم للناس عن طريق إجراء إصلاحات وترقيعات شكلية، ففصل الصفوف وتنظيمها هو الأداة الفاعلة بيد الجماهير من أجل الوصول بالانتفاضة لاهدافها النهائية. كما أن عدم إشراك النساء وتضمين حريتهن ومساواتهن التامة لأية انتفاضة، سيكتب لهذه الانتفاضة الفشل، لان قضية المرأة هي قضية المجتمع بأكمله وما انتصارها الا انتصار للمجتمع ككل.

المجد لكل ثائر وثائرة خطوا بدمائهم أسمى معاني الشجاعة، من اجل الخلاص من سلطة الطوائف، والحرية للمغيبين والمعتقلين في سجون النظام وميليشياته.

أسيل رماح