مطلب ملح ضد عدو المرأة والانسانية



سعاد عزيز
2022 / 12 / 6

أکثر نظام معادي للقيم الانسانية بمختلف معاييرها وإتجاهاتها من قبل المنظمات المعنية بحقوق الانسان عموما ومن قبل مجلس حقوق الانسان التابع لمنظمة الامم المتحدة، هو نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الذي وطوال 43 عاما من قيامه سجل صفحات قاتمة السواد بهذا الصدد بحق قيم ومبادئ حقوق الانسان عموما وبحق حقوق المرأة ومساواتها بالرجل، ولاسيما وهو المعروف بسبب من مبادئه وأفکاره القرووسطائية بإستهانته بکرامة المرأة وإعتبارها الانساني بسبب من جنسها.
الجريمة الشنيعة التي إرتکبها هذا النظام بحق المواطنة الکردية مهسا أميني، مع کل وحشيتها وتجردها من کل ماهو إنساني، فإنها لم تکن ولن تکون أول وآخر جريمة بحق المرأة الإيرانية يتم إرتکابها من جانب هذا النظام، ذلك إن هذا النظام ومنذ قيامه أسفر عن وجهه الدميم وأعلن حربا لاهوادة فيها ضد المرأة من أجل فرض قيم قرووسطائية عليها وسلبها کافة حقوقها الانسانية والاعتبارية، ولذلك لم يکن بغريب وصف هذا النظام بمعادي المرأة وکاره لها، إذ أن أفکاره ومفاهيمه جميعها تسير بهذا الاتجاه.
هذا النظام الذي يعتبر عصره بمثابة أسوأ عصر للمرأة الايرانية حيث شهدت فيه حملة بالغة الوحشي ضدها من جانب هذا النظام والذي قد وصل الى حد إن النظام لم يکتفي فقط بسب قوانين صارمة ضدها يسلبها حقوقها بل وحتى إنه قد شکل دوريات تطاردها في الشوارع والساحات وهذا مايذکر بمحاکم التفتيش القرووسطائية سيئة الصيت وما إرتکبتها من جرائم فظيعة، ولکن عندما نعلم بأننا في القرن ال21، فإن قيام هذا النظام بإرتکاب هکذا فظائع يعتبر بمثابة جريمة بحق الانسانية والحضارة والتقدم ولايجب إلتزام الصمت ضده.
المطالبة بإتخاذ مواقف حازمة من جانب المنظمات المعنية بحقوق المرأة عموما والامم المتحدة خصوصا، ضد النظام الايراني، ضرورة قانونية وانسانية وأخلاقية لاغبار عليها، وبهذا السياق فإن دعوة السيدة مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة من قبل المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، وحثها مرة أخرى الأمم المتحدة، ولا سيما رئيس وأعضاء المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة (ECOSAC)، على طرد النظام الايراني القامع للمرأة فورا من لجنة بوضع المرأة في الأمم المتحدة بسبب جرائمه العديدة ضد المرأة منذ عام 1979 حتى انتفاضة الأشهر القليلة الماضية. يمکن إعتبارها بدعوة ملحة جدا لکونها تستند على مبررات وأدلة دامغة من الواقع الايراني ومنذ تأسيس هذا النظام وحتى يومنا هذا کما ذکرت السيدة رجوي، والحق إنه من العار على المجتمع الدولي عموما وبشکل خاص على الدول المٶمنة بالديمقراطية ومبادئ حقوق الانسان والمرأة أن يجلس مندوبوها الى جانب مندوب هکذا نظام قرووسطائي أرعن!