تنظيم النسل



سلوى فاروق رمضان
2022 / 12 / 24

الأصل في الكلمة تحديد النسل وليس تنظيمه، لإن الهدف ليس تنظيم الفترة بين ولادة الأطفال فقط وتستمر النساء في الولادة طيله فترة الخصوبة ولكن الهدف تحديد الإنجاب بطفلين فقط على سبيل المثال، كلمة تنظيم جاءت بدل كلمة تحديد بسبب تحريم الخطاب الديني للكلمة؛ فهم دوماً يلحوا على حديث تناكحوا تناسلوا فإني مباهي بكم الأمم يوم القيامة، ولكن ليس هذا فقط ما يسبب الإنفجار السكاني، فهى مجموعة من العوامل المتداخلة تساعد على تحقيق أهداف الخطاب الديني، من هذه العوامل ما يأتي :-
حب الناس للعزوة
حب العزوة يتناسب عكسي مع شعور أفراد المجتمع بالأمان والثقة في جهاز الشرطة؛ لإن عدم إحساس أفراد المجتمع إنه ممكن أن يأخذ حقه بسهولة بمجرد الإتصال بالشرطة وحمايته بدون واسطة ولارشوة لأمين الشرطة فسوف يجعلهم يعتمدون على قوتهم الذاتيه أي على عدد أفراد الأسرة لإن الأسرة التي بها عدد من الذكور قادرة على حماية أنفسهم وعلى حماية بناتها لو حدث مشكلة مثلآ مع جار أو مع زوج إبنتهم أفضل من الأسرة التي بها بنات فقط ، فإذا إختفت الشرطة كحل سريع وناجز لحل المشكلات اليومية فسيدخل قانون القبيلة يحكم ويجعل الأفراد يلجأون للعزوة كبديل عن حماية الدولة لهم في مشاكلهم الوقتية.
العامل الأخر متعلق بمكانة المرأة في المجتمع؛ عندما ترث الإناث النصف ويتدخل الأعمام والأقارب لكي يأخذون ثروة الأب فلا نتعجب حرص الناس على خلفة الذكور حتى لو جاء الذكر خامس أو سادس طفل في الأسرة فهو من سيحمي أموال الأسرة.
وأخيرا العامل الإقتصادي، ففي طبقات بعينها إنجاب الأطفال عندهم غير مكلف لهم لإنهم غير معنيين بتعليمهم وتربيتهم فالشارع كفيل بمن يلدوه، وأخرون يعتبرون الأطفال عمالة مجانية تساعد الأب في عمله كالمجتمع الزراعي وأصحاب الورش.
هذه العوامل عند النظر إليها يتضح أن الخطاب الموجه للتوعية بأضرار الإنفجار السكاني الذي يستهدف النساء هو خطاب ضعيف غير معنى بدوافع المشكلة لينزعها من جذورها.