الإمارات تمعن في التطبيع وقرارات تتزامن مع انتهاك حرمة المسجد الاقصى



علي ابوحبله
2023 / 1 / 8

الإمارات تمعن في التطبيع وقرارات تتزامن مع انتهاك حرمة المسجد الاقصى
المحامي علي ابوحبله
يصل اليوم الأحد الواقع في 8/1/2023 ، مسئولون إسرائيليون إلى أبوظبي للمشاركة في اللقاءات التي ستعقدها مجموعات العمل المنبثقة عن "منتدى النقب"، الذي تشارك فيه كل من مصر، والإمارات، والمغرب، والبحرين، بالإضافة إلى كل من، الكيان الإسرائيلي والولايات المتحدة. وذكرت قناة التلفزة الرسمية للاحتلال "كان"، أن مجموعات العمل المنبثقة من المنتدى ستناقش آفاق التعاون في المجالات الأمنية والاستخبارية والاقتصادية، وضمنها الزراعة والمياه. ولفتت القناة إلى أن لقاءات مجموعات العمل المنبثقة من "منتدى النقب" هي الأولى التي تلتئم منذ انعقاد المنتدى في النقب المحتل، قبل أكثر من عام، بمشاركة وزراء خارجية مصر، والمغرب، والإمارات، والبحرين، والولايات المتحدة، والكيان الإسرائيلي. وأشارت القناة إلى أن وكيل خارجية الاحتلال ألون أوشفيتز، هو الذي يقود الجانب الإسرائيلي في مجموعات العمل المختلفة. وأضافت القناة أن لقاءات مجموعات العمل ستكون مقدمة لاجتماع وزراء خارجية دول المنتدى الذي سيعقد في العاصمة المغربية الرباط، بعد شهرين .
ومن المنتظر أن يحتضن المغرب قمة "النقب 2" في مارس آذار المقبل بحضور إسرائيل والدول المطبعة ، ونقلت وزارة الخارجية الإسرائيلية في بيان عن وزير الخارجية إيلي كوهين، الذي تولى منصبه ضمن حكومة بنيامين نتنياهو الائتلافية الجديدة التي تنتمي لليمين المتطرف، قوله إن القمة سيستضيفها المغرب.
وأضاف كوهين إن "توسيع الاتفاقيات لضم دول أخرى ليس مسألة ‘إذا‘ وإنما مسألة ‘متى‘". وأضاف أن علاقات إسرائيل مع الشركاء الحاليين تمخضت عن تجارة قيمتها 2.85 مليار دولار في 2022 و"ساهمت بشكل كبير في الأمن والاستقرار الإقليمي". وأشار كوهين إلى أن المدراء العموم لوزارات خارجية الدول المشاركة في قمة مارس آذار من المقرر أن يجتمعوا في أبوظبي ، من أجل التحضير لقمة " النقب 2 " وقالت وسائل إعلام إسرائيلية في وقت سابق، إن المغرب يستعد لاستقبال مجموعات العمل التي سيكون هدفها دفع مشاريع في مجالات الأمن الإقليمي والأمن الغذائي والمائي والطاقة والصحة والتعليم والسياحة تمهيدا لقمة النقب 2، وأشارت تلك المصادر إلى أن المغرب يسعى لاقناع السلطة الفلسطينية للمشاركة في القمة.
فيما عبر نتنياهو، الذي يتولى الآن ولايته السادسة، عن أمله في إقامة علاقات مع السعودية، التي تشارك إسرائيل مخاوفها إزاء إيران، لكن الرياض ليست متحمسة للتطبيع مع عدم إحراز تقدم في مساعي إقامة الدولة الفلسطينية
وفي مارس آذار الماضي، استضافت إسرائيل وزراء خارجية الإمارات والبحرين والمغرب ومصر بالإضافة إلى نظيرهم الأميركي في مؤتمر أُطلق عليه اسم قمة النقب ، وكان وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة قد قال في قمة النقب الأولى: " نأمل أن تلتقي في صحراء أخرى لكن بالروح نفسها" في إشارة إلى رغبته في "احتضان الاجتماع بالصحراء المغربية". وفي هذا الإطار قال الإعلام الإسرائيلي أن المغرب سيستقل قمة النقب 2 في مدينة الداخلة في الصحراء، وهي إشارة واضحة إلى دعم تلك الدول ولاسيما الولايات المتحدة لوجهة النظر المغربية من قضية الصحراء.
وعليه، فإن محللون سياسيون يرون أن قمة النقب الثانية كما الأولى، ولاسيما بعد وصول نتنياهو إلى الحكم من جديد، تهدف إلى إعادة تسليط الضوء على قضية التطبيع، وإعادة الزخم الدولي إليها، بعد تعرضها لنكسات عديدة أهمها على المستوى الشعبي.
وتوقعت مصادر مطلعه أن يمثّل الاحتلال في هذا الاجتماع وزير خارجيته الجديد، إيلي كوهين. وشددت المراسلة السياسية للقناة جيلي كوهين، على أن المثير في التئام مجموعات العمل، أنه جاء بعد تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة التي يشارك فيها اليمين الديني المتشدد، وفي أعقاب اقتحام إيتمار بن غفير للمسجد الأقصى، الذي أثار جملة تنديدات واسعة في العالم العربي.
وفي وقت سابق، قالت قناة عبرية إن سفير الكيان الإسرائيلي في أبوظبي أجرى محادثة هاتفية مع ‏وزيرة الدولة الإماراتية، ريم الهاشمي، قبل اجتماع مجلس الأمن الدولي لمناقشة اقتحام وزير الأمن القومي ‏للاحتلال، "إيتمار بن غفير"، للمسجد الأقصى.‏ وذكرت قناة "i24 News" العبرية، أن سفير الاحتلال "آميير هايك"، أكد في المحادثة، يوم الأربعاء الماضي، أن "إسرائيل تتوقع من دولة صديقة مثل الإمارات تهدئة الأجواء". ووفقاً للقناة أبدت وزيرة الدولة الإماراتية، في المحادثة الهاتفية مع سفير الكيان الإسرائيلي في أبوظبي، "استعدادها لتهدئة الوضع، ولكنها أوضحت كذلك موقف أبوظبي الحساس كممثل لجامعة الدول العربية في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، والذي يرغب في الحفاظ على المصداقية كقوة توازن في المنطقة".
الغريب والمستهجن تزامناً مع انتهاك الاحتلال لحرمة الحرم القدسي الشريف، وتصعيد الاعتداءات والتهديدات على الشعب الفلسطيني، تعلن الإمارات عن إدراجها دراسات المحرقة اليهودية (الهولوكست) في مناهج التعليم داخل مدارسها، فيما يصل، اليوم الأحد، وفد إسرائيلي لأبو ظبي للمشاركة في قمة التطبيع “قمة النقب 2”.
وتقول القناة الصهيونية العالمية “أي 24” إن البداية كانت مع إنشاء متحف الهولوكوست الأول والوحيد في العالم العربي في دبي، وإن إعلان سفارة الإمارات في الولايات المتحدة عن النية لإدراج دراسات الهولوكوست في المناهج الدراسية، تأتي بمساعدة مركز ياد فاشيم (متحف المحرقة في القدس المحتلة) الإسرائيلي.
وتستذكر القناة الصهيوينة أن الرئيس الأمريكي جو بايدن تبنى شخصياً مسألة تنامي “معاداة السامية” في بلاده، ودعا إلى اتخاذ كافة التدابير لتطويقها ومعالجة أسبابها. وتنبه إلى أن الرئيس الأمريكي تعهد، في الآونة الأخيرة، بأنه لن يلتزم الصمت في مواجهة تنامي “معاداة السامية” في الولايات المتحدة، وقال، وهو يقف بجانب الشمعدان اليهودي التقليدي، الذي أضاءه الضيوف بمناسبة الليلة الثانية من ليالي عيد الأنوار اليهودي ( حانوكا): “إنني أدرك خوفكم، وجرحكم، وقلقكم من أن هذه الحقارة والسم، الذي أصبح طبيعيا للغاية”، وتابع: “الصمت تواطؤ”، “يجب ألا نبقى صامتين.. لن أصمت. أمريكا لن تصمت”
إن إقدام الإمارات على التطبيع مع حكومة اليمين الفاشي التي يرئسها نتنياهو ومكافئتها في إدراج الهولوكوست في مناهجها التعليميه وتجاهلها لجرائم الكيان الصهيوني بحق الفلسطينيين ومنازعتهم لحقوقهم التاريخيه وارتكاب الهولوكست بحق الفلسطينيين وعقد الاجتماعات بحضور ممثلين عن الحكومة اليمينيه الفاشيه يضع قادة الإمارات في موقع التساؤل عن إقدامها بهذه الخطوات تجاه التطبيع مع هذه الحكومة اليمينية المتطرفة
في ظل هكذا وضع كان من المفترض بقادة الإمارات والدول المطبعة مع الكيان الصهيوني فرملة خطواتهم نحو التطبيع ومقاطعة حكومة اليمين الفاشية وقد بادرت بإجراءات وقرارات عقابيه ضد الفلسطينيين لمجرد مطالبتهم بحقوقهم المشروعة وحق تقرير المصير وإقامة ألدوله الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وقد بررت الإمارات والدول المطبعة خطوتها في التطبيع على هذا الأساس الذي تتجاهله حكومة نتنياهو والحكومات السابقة بالمطلق
ويدرك قادة الإمارات والدول المطبعة أن الرأي العام العربي لم يتغير حيال رفضه مسألة التطبيع مع إسرائيل، فبحسب نتائج تقرير المؤشر العربي لعام ألفين واثنين وعشرين، الذي يعد أضخم استطلاع للرأي العام العربي، فإن أربعة وثمانين بالمائة من مجموع المستجوبين العرب يرفضون أن تعترف بلدانهم بإسرائيل، ويعتبرونها خطرا يهدد أمنهم.

ولقد كان ذلك جليا خلال مونديال قطر الأخير، حيث بدا رفض الشعوب العربية واضحا للتعامل مع وسائل الإعلام الإسرائيلية، وتأكيدها على دعم للقضية الفلسطينية من خلال رفع العلم الفلسطيني في كل المباريات تقريبا، حتى وصل الأمر بالمحللين الأجانب للقول، أن المنتخب الفلسطيني كان الحاضر الأبرز في المونديال رغم عدم مشاركته فيه.
ووفق المحللين أن قمة النقب الثانية كما الأولى لن تضيف شيئا في المشهد السياسي العربي والإقليمي سوى إعادة القضية إلى الواجهة الإعلامية من جديد، وليكون منصة ينطلق منها نتنياهو لبحث التطبيع مع دول عربية أخرى تحت ضغط الإدارة الأميركية لاستثمارها في مخطط التهويد والضم والتقسيم ألزماني والمكاني للمسجد الأقصى مما يترك تداعيات على الدول المطبعة يهدد أمنها واستقرارها