طفولة تحت أقدام الكاب والعمامة



صلاح الدين محسن
2023 / 1 / 9

من مدونتي 8-1-2023
رداً علي رسالة صديق
صلاح - أود التعليق علي مسلسل مأساة الطفل شنودة - علي ضؤ ما حملته الرسالة - بالقول :
الطفل شنودة .. مسكين . طفل بريء كان عايش في امان .. فجأة حدث في حياته زلزال عجيب . انتزع ممن عرف انهما أبواه .. ولا يعرف لماذا تم انتزاعه هكذا ؟
وغيروا اسمه .. ربما لم يقولوا او قالوا له لماذا ؟ وهو لم يَسأل أو ربما سأل , وربما كان يبكي فقط . وربما كان مذهولاً . ولا يدري ماذا جري , ولا لماذا يجري ؟
المهم ان الحكايه .. اللي كان ممكن انه يعيش معها , دون أن تنكشف .. قد انكشفت بدري :
انه طفل لقيط
ولا أدري لو أعادوه , كيف سيواجه مجتمعه الذي نشأ فيه .. ماذا سيقول للأطفال الذين كان يلعب معهم اذا سألوه عما جري له وبه ؟
وماذا سيقول لنظرات الناس بدون كلام .. من متعاطف أو مشفق أو أو .. نظرات مختلفة المعاني .. ولا يدري كيف سيتعامل معها
وكم من الوقت يحتاج للتأقلم مرة أخرى مع اسم " شنودة " بعد العودة اليه !؟
وكم من الوقت احتاج من قبل للتأقلم مع الاسم المفروض عليه : يوسف ... ؟!
وكم من الوقت سيظل متخبطاً بين الاسمين ؟؟!
هناك من قالوا له : انسي اسم " شنودة " اسمك الآن : يوسف
ولو عاد لأبويه - بالتبيني - سيقولان له : الآن عليك نسيان اسم " يوسف " , أنت اسمك " شنودة " ..
طفل غض عمره 4 سنوات .. !!

وبعدما يكبر ويصير في المدرسة الاعدادية ثم المدرسة الثانوية .. سيكون معروفاً للتلاميذ وللمدرّسين والمدرسات . وكلٌ منهم سيكون له نظرة معينة تجاهه تختلف عن نظرات باقي رفاقه من التلاميذ / والمدرسين والمدرسات ..
بالطبع سيكون من زملائه من سيعرف من أبويه بقصة الطفل البريء المظلوم شنودة : اللقيط ..
ككل التلاميذ والتلميذات في مثل عمره قد يتشاجر هو يوماً مع تلميذ آخر .. ولا نستبعد أن يعيره الآخر : " دا انت ابن حرام .. وجدوك علي الرصيف " !..
!!!!!
عار لا ذنب له فيه ..
لا ندري كيف سيواجه ذاك العار ؟
هل بالبكاء
هل سيذهب ليشكو لأنه وأبيه بالتنبي بما عيروه به ؟؟
وعما يذهبان لمعاتبة والديّ التلميذ المتعدي ؟؟
أم يبلغان المرشد بالمعبد ليعالج المشكلة مع الطفل المتعدي , وأبويه ؟؟
هل ستتسبب له تلك المعايرة - التي قد تتكرر .. أو حتي لو لم تتكرر - في الانطواء والخجل . والشعور بالدونية , وبعار لا دخل له به . ولا ذنب له فيه ؟؟
هل سيؤدي به للانتحار ؟ أم لدخول الدير والرهبنة .. والابتعاد عن الحياة ..
كل تلك المشاكل - بالاضافة للمشكلة الحالية , مشكلة احتجازه - سوف يسببها له - فيما بعد - : السلطات الباغية ( تحالف الكاب - أو البيادة - والعمامة ) التي اقترفت جريمة انتزاعه من أبويه بالتبني
وكذلك المرأة الواشية الآثمة التي قامت بالوشاية لدى السلطات
لو كان في مجتمع سليم . يراعي حقوق الطفولة . وحق الحياة للجميع .. وحدث ما فعلته به السلطات . لتمت محاكمة المسؤولين . ومحاكمة المرأة الواشية الآثمة . وتغريمهم وإلزامهم بدفع تعويض
.ان مشاكل ومنغصات حياة شنودة .. الأكبر والأخطر , هي ما سوف تظهر فيما بعد أن يكبر .. وليست الآن .. وسواء انتهت حياته بالأسلمة النهائية , أو بإعادته لعائلته ( بالتبني ) المسيحية واعادته للمسيحية واعادة اسمه السابق اليه .
ما حدث .. هو زلزال لن ينسى . في حياة طفل غض , في السنوات الأولي من العمر ( 4 سنوات ) .. ولعل توابع ذاك الزال , سوف تصاحبه طوال حياته ..
وحسب صلابة أو رقّة تركيبته النفسية والشخصية - المكتسبة - بشكل عام . ستتحدد باقي مراحل مسيرة حياته ؟
---
من مدونتي :
https://salah48freedom.blogspot.com/2023/01/blog-post_9.html