هل يستفيد رجال الطبقة العاملة من اضطهاد النساء؟



جون مولينو
2024 / 3 / 4

نشر المقال في مجلة الاشتراكية الأممية 2:25، خريف العام 1984، نقلاً عن أرشيف الماركسيين على الانترنت



يعتبر كتيب تحرير النساء والاشتراكية الثورية لكريس هارمان (International Socialism 2:23) ملخصاً ممتازاً للقضية الماركسية حول مسألة المرأة. إنه يؤمن هدماً فعالاً للنظريات المثالية حيال اضطهاد النساء، والانفصالية النسوية الراديكالية، ونقداً “لنمطَي الانتاج” وما ينتج عنها من إنشاء منظمة نسائية ثورية “مستقلة” موازية للحزب. ويثبت بوضوح ضرورة الثورة الاشتراكية للثورة النسائية ومعها ضرورة اتحاد نضال الطبقة العاملة بذكورها ونسائها لتحقيق تلك الثورة.

ولكن بما يتعلق بسؤال واحد محدد هو: هل يستفيد رجال الطبقة العاملة من اضطهاد النساء؟، فإن هارمان مخطئ جداً. الخطأ الكبير له نتائج سياسية هامة، نتائج على الطريقة التي يتعامل بها الثوريون مع نضالات العاملات. كما أنه ليس خطأ فردياً ارتكبه هارمان لوحده، حول هذه المسألة، إذ أنه يكرر نفس الحجة التي قدمتها لأول مرة ليندسي جيرمان في نظريات البطريركية (الاشتراكية الأممية، 2:12)، ونفس الحجة كذلك نجدها في كتاب طوني كليف الصراع الطبقي وتحرير النساء. في هذا النقد، سأركز على هارمان أكثر من جيرمان وكليف لأنه يحاول في كتيبه أن يكون أكثر منهجية في الدفاع عن موقف “الرجال لا يستفيدون”.




كتب هارمان: “في الواقع، الفوائد التي يحصل عليها رجال الطبقة العاملة من اضطهاد النساء هي هامشية بالفعل”. السؤال الأول الذي ينبغي طرحه في تقييم هذه المقولة هو “هامشي: بالمقارنة إلام؟ من الواضح أن المزايا التي يتمتع بها مهندس الديكور هي “هامشية” على زوجته مقارنة بالمزايا التي يتمتع بها دوق وستمنستر وزوجته على الزوجين السابقين. الطبقة وليس الجنس هو الانقسام الأساسي لمجتمعنا. وعلى نفس القدر من الصحة، كما يحاجج هارمان، إن الفوائد التي ينالها العامل من موقع تبعية زوجته تفوق بكثير الفوائد التي يمكن أن ينالها في المجتمع الاشتراكي الذي تحررت فيه زوجته. كل من الاشتراكية وتحرر النساء (كل واحد منها غير ممكن من دون الآخر) هما من المصالح التاريخية الشاملة لكل من رجال ونساء الطبقة العاملة.

لكن أياً من هذه النقاط لا تحل المشكلة. واقع أن مزايا العمال هامشية بمزايا الطبقة الحاكمة أو الفوائد الممكنة في الاشتراكية لا تعني أنها غير موجودة. كما أن ذلك لا يعني أن هذه الفوائد ليس لها سوى تأثير بسيط على الوجود الاجتماعي لكل من رجال ونساء الطبقة العاملة، أو على العلاقات بينهما، أو على سلوكهما في النضال الطبقي ضمن الرأسمالية. هذه النقطة الأساسية أُغفلت وحُجبت في تحليل هارمان، ولكن لا يستطيع الثوريون تجاهلها في مقاربتهم للعاملات.

إنها نقطة يمكن توضيحها عن طريق المجانسة مع الوضع في إيرلندا الشمالية. الفوائد التي يجنيها العمال البروتستانت من اضطهاد الأقلية الكاثوليكية هي من دون شك هامشية بالمقارنة مع مزايا الطبقة الحاكمة البرتقالية والبريطانية أو مع مزايا الاشتراكية. مع ذلك، فقد لعبت هذه الامتيازات الهامشية دوراً أساسياً في تأمين ولاء أغلب العمال البروتستانت للإمبريالية البريطانية خلال ستين سنة. (1) التجانس ليس دقيقاً من دون شك (أنا لا أقول أن رجال الطبقة العاملة يؤيدون الرأسمالية ضد نساء الطبقة العاملة)، لكنه يظهر أن الامتيازات “الصغيرة” داخل الطبقة العاملة يمكن أن يكون لها تأثير كبير جداً على وحدة الطبقة. أجرى تروتسكي في كتاباته حول النساء والعائلة تشابهاً مماثلاً بين مسائل التحرر الوطني وتحرر النساء.

علّمنا لينين تقدير أحزاب الطبقة العاملة تبعاً لموقفها… من الأمم المضطهدة… لماذا؟ لأنك إذا أخذت، مثلاً، عاملاً إنكليزياً، فمن الأسهل بكثير إثارة فيه الشعور بالتضامن مع كل الطبقة- فسيشارك في الإضرابات وسيصل إلى الثورة- ولكن لجعله يتضامن مع عامل صيني ذي بشرة صفراء “مستعبَد”، ومعاملته كرفيق يتعرض للاستغلال، فذلك أكثر صعوبة لأنه هنا من الضروري كسر قشرة الفوقية الوطنية المتراكمة طوال قرون. وهكذا أيها الرفاق، هناك مجموعة من التحيزات العائلية في مواقف رب الأسرة تجاه النساء والأولاد- والمرأة هي “مستعبَدة” الأسرة- وقد فرضت هذه القوقعة طوال آلاف السنين، وليس مجرد قرون”. (2)




فلنتابع مسألة الفوائد أكثر. يكتب هارمان: “الفوائد تأتي حقاً من مسألة الأعمال المنزلية” (هارمان المصدر نفسه). (3) ولكن هل هذا الأمر مسألة هامشية؟ أليس هو، إلى جانب تربية الأطفال، “الأساس المادي لاضطهاد نساء الطبقة العاملة في ظل الرأسمالية اليوم… هو الذي يقيد اتصال نساء الطبقة العاملة خارج المنزل ويجعلها معتمدة على رجال الطبقة العاملة” (هارمان، المصدر نفسه).

من أجل التقليل من الفوائد التي يأخذها العامل من أعمال زوجته المنزلية، يلجأ هارمان إلى التمييز بين العمل المنجز مباشرة للزوج والعمل المنجز لصالح الأطفال. الأول “لا يمكن أن يكون أكثر من ساعة إلى ساعتين في اليوم… وهو ليس مكسباً كبيراً للعامل” (هارمان، المصدر نفسه)؛ إن عبء تربية الأطفال هو وحده “لا يطاق” وهذا ليس بسبب أن “العمل المكرس لتربية الأولاد لا يمكن أن يعامل كأمر تعطيه الزوجة لزوجها، إنما هو بالأحرى أمر تؤمنه الزوجة للنظام ملبية حاجته إلى تجديد قوة العمل”.

هناك الكثير من الاعتراضات على هذه الحجة. لماذا تكون هذه الخدمة المباشرة للزوج ليست أكثر من “مجرد ساعة أو ساعتين باليوم”. أنا متأكد من أنه في العديد من عائلات الطبقة العاملة يكون الأمر أكثر بكثير. أليس مكسباً كبيراً للزوج أنه لا يضطر إلى التسوق والطبخ أو الغسيل أو الترتيب أو التنظيف وسوى ذلك بعد 8-10 ساعات في المصنع؟ لقد خيضت نضالات عمالية مريرة من أجل تخفيض يوم العمل ساعة أو ساعتين. في حين يقول لنا هارمان أن هذا “العبء على المرأة القيام به لشخصين بعد يوم عمل مدفوع الأجر” ألا يعد ذلك من المكاسب الهامة للعامل أنه ليس مرغماً على القيام به؟

والأهم، إن التمييز بين شكلَي عمل النساء، والعمل للزوج والعمل للأطفال، هو تمييز خاطئ من الناحيتين النظرية والعملية.

إن هذا الموقف خاطئ من الناحية العملية لأن الزوجات في الواقع يطبخن وينظفن ويغسلن لأزواجهن وأطفالهن في وقت واحد. ومن الناحية النظرية لأن العملين هما خدمة للنظام والرجال. وعندما تطبخ الزوجة لزوجها، فإنها تقوم بأمر لزوجها وتعيد إنتاج “وإنعاش” قوة عمله للنظام. وعندما تتولى المسؤولية الكاملة تقريباً عن تربية الأولاد، فإنها تنتج الجيل التالي من قوة العمل للنظام وتقوم بعمل لزوجها من خلال إعفائه من ضرورة القيام بحصته من هذا العمل.

لتقدير الفائدة التي يتلقاها العامل من هذا التقسيم غير المتكافئ للعمل المنزلي، كما يختبره العمال ويؤثر على سلوكهم في الصراع الطبقي، يجب على المرء التساؤل عما يخسره إذا كان تقسيم العمل هذا متساوياً. الرأسمالية كما هي اليوم: أي من دون حضانات ومطاعم. الجواب: أنه سيفقد قدراً كبيراً من الوقت والحرية والطاقة للمشاركة في الأنشطة الاجتماعية خارج البيت.




بالنسبة للعامل العادي، إن هذا [العمل المنزلي هو] إلى درجة كبيرة تقييد [له يمنعه من] في الذهاب إلى الحانة أو إلى ممارسة كرة القدم وسواها من الألعاب والهوايات- وكلها (بغض النظر عن رأينا فيها) تعتبر بمثابة ثقل موازن أساسي لأربعين ساعة أو أكثر من الاغتراب بسبب العمل المأجور. بالنسبة للعامل الواعي طبقياً (وهذا يجب أن يكون مصدر قلق لنا) يعني تقييداً أساسياً لنضالاته النقابية والسياسية.

من هنا ينبغي أن نسأل كيف يحصل التقسيم غير المتكافئ للعمل في المنزل كل هذه الأيام والسنوات. لا يوجد قانون يرغم النساء على القيام بالقسم الأكبر من الأعمال المنزلية وتربية الأولاد. إلى حد بعيد، يحافظ النظام بكل تأكيد على ذلك من خلال تطبيع النساء مع دور ربة المنزل، والأهم من ذلك، من خلال دفع رواتب أعلى للعامل ما يجعله المعيل الأساسي للعائلة. لكن النظام يحافظ على نفسه كذلك من خلال العمال الذين يرفضون القيام بحصة متساوية من العمل المنزلي أو الأسوأ من ذلك، عندما يلحون على زوجاتهم القيام بكل ذلك. (4)

وهذا يقودنا إلى نقطة تعتبر، من وجهة نظر ماركسية، أكثر جوهرية حتى من الحجة الكمية حول مدى استفادة الرجال من اضطهاد النساء، أي أنه داخل العائلة من الطبقة العاملة يكون العامل هو المضطهِد والعاملة هي المضطهَدة. (5)

تعترف مقالة هارمان بهذا بشكل جزئي وتغطيها بشكل جزئي. إنه يحاجج (هارمان- المصدر نفسه) بأن السبب الحقيقي لاضطهاد النساء ليس الرجال إنما احتياجات تراكم رأس المال، ولكن هذه الاحتياجات تتطلب، بصفتها وكالة إنفاذ، أشخاصاً يضطهدون الآخرين، وأن العديد من الرجال يتورطون في اضطهاد النساء. مع ذلك يتعارض هارمان مع لائحة آنا باكزوسكا ولين جايمس للرجال المضطهدين (المعنفين، والمغتصبين والقوادين والبورنوغرافيين) حقيقة أنه ليس كل الرجال يقومون بذلك، ويوجد لائحة أخرى من أشكال اضطهاد النساء “مثل إنكار الحق بالإجهاض والأجور غير المتكافئة”، لا يتم فرضها من الرجال إنما من الدولة وصاحب العمل. النقطة المهمة هي أن أياً من اللائحتين لا تتضمن العنصر الأساسي لاضطهاد النساء، دور ربة المنزل الذي يتشارك كل رجال الطبقة العاملة تقريباً في فرضه على كل نساء الطبقة العاملة تقريباً.

بالتالي، وعلى الرغم من أن الانقسام الأساسي والحاسم هو بين البرجوازية والبروليتاريا، لكن يوجد انقسام معين، بين الرجال والنساء، داخل الطبقة العاملة. هذا الانقسام يتعزز من خلال الإيديولوجيا المهيمنة المتحيزة جنسياً، ولكنها ليست مجرد هيمنة أيديولوجية. إحدى الأسباب التي تجعل الأيديولوجيا المتحيزة جنسياً قوية جداً لأنها مرتبطة بالمصالح الآنية (وإن لم تكن طويلة الأمد) للعمال. هذه المصلحة المباشرة للعمال بالهيمنة الذكورية تتعارض مع مصالحهم التاريخية في توحيد الطبقة وتشكل عقبة أمام تحقيق هذه الوحدة.




تكمن المشكلة في موقف هارمان/كليف/جيرمان في أنه من خلال التقليل من الجذور المادية للانقسام الجنسي في أوساط الطبقة العاملة أو نكرانها، فإنهم يقللون من أهمية العقبة الموجودة أمام تحقيق الوحدة الطبقية، وبالتالي يقللون من أهمية التدخل الواعي المطلوب من الحزب الثوري للتغلب على هذا العائق.

في الحقيقة، هذا العائق لا يمكن التغلب عليه إلا بواسطة النضال. النضال ضد الطبقة الحاكمة حيث يمكن إثبات أن التحيز الجنسي يضعف وحدة الطبقة، والنضال داخل الطبقة لضمان عدم تحقيق “الوحدة” على حساب النساء. في هذه النضالات ستتقدم العاملات (وسيفعلن ذلك بكل تأكيد) كمدافعات عن مصالحهن- ليس ضد العمال ولكن لمنع إهمال مصالحهن وتجاهلها ونسيانها. إن مهمة الحزب الثوري هي مساعدة، لا بل قيادة، نساء الطبقة العاملة في هذه السيرورة، وهذا يتطلب بالتأكيد بذل جهود وأساليب خاصة للتحريض والبروباغندا. (في الوقت الحالي، لا يبذل حزب العمال الاشتراكي مثل هذه الجهود الخاصة، ولكن المتوافقة تماماً مع التقليد الماركسي). (6)

إضافة إلى ذلك، مثلما يتعين على النساء تولي زمام المبادرة لإبراز الجانب النسائي للصراع الطبقي، على الثوريات كذلك اتخاذ زمام المبادرة داخل الحزب الثوري. حتى أكثر الثوريين ليسوا مستثنين من تأثيرات الفوائد قصيرة الأمد التي يستفيد منها الرجال من اضطهاد النساء. ومن ثم لا يمكن الافتراض، أو التسليم، أن الحزب الثوري، سيضيء “تلقائياً” على مصالح العاملات. على العكس من ذلك، يظهر تاريخ الحركة الماركسية أن الماركسيين يميلون للأسف إلى “نسيان” مسألة المرأة. فكليف نفسه كتب عن كيف أن ماركس قد تحدث عن إقرار كومونة باريس حق الاقتراع “العام” “دون أن يلاحظ أن نصف الراشدين- أي النساء- قد استبعدن” وأن لينين كرر نفس الخطأ. (7) كان على كولونتاي، كما كتبت في سيرتها الذاتية، التغلب على مقاومة ونفور رجال البلاشفة منها عندما بدأت بتنظيم العاملات. بالفعل، إن الحركة التروتسكية ككل (ومن بينها مجموعة مجلة الاشتراكي ومنظمة الاشتراكيين الأممين- أسلافنا) قد “نسيتا” مسألة تحرر النساء طوال الفترة الممتدة من الحرب العالمية الثانية إلى نهاية الستينيات، أي حتى فرضتها علينا الحركة النسائية، أولاً في أميركا ولاحقاً في بريطانيا. (8)

تحليل هارمان يطمس كل ذلك. في حرصه على محاربة أي ميل إلى النزعة النسوية الانفصالية البرجوازية الصغيرة، يذهب أبعد منها، حيث يصل إلى النقطة التي يستبعد أي توجه محدد للعاملات واحتياجاتهن الخاصة. في ظروف الانكماش الاقتصادي حيث يركز الحزب إلى حد كبير على البروباغندا يكون ذلك ضاراً، ولكن ليس ضاراً مما يمكن أن يكون.

في حالة الانتعاش، تنضم الآلاف من نساء الطبقة العاملة إلى النضال وبالتالي يتحدين كل العراقيل التي يفرضها عليهن التقسيم الجنسي للعمل في المنزل، سيكون ذلك كارثياً.




في ظل الانتعاش، سنبدأ بالاستماع إلى نساء الطبقة العاملة من دون ملل، وكيف بات أزواجهن مشرفين في المتاجر، ومحرضين للاجتماعات، ومندوبين حزبيين ونقابيين في حين لن يتمكنّ من حضور اجتماع نقابي واحد. دعونا نتأكد الآن من أنه ليس لدينا تحليل يمنعنا من الاستماع.

الهوامش:

(1). هناك تشابه بين الموقف الحالي لحزب العمال الاشتراكي تجاه النساء وموقف تيار المناضل في إيرلندا الشمالية. ينكر الأخير وجود أي اختلافات ذات شأن في اضطهاد العمال الكاثوليك والبروتستانت، وبالتالي لا يتطرق إلى المسألة الوطنية ويرفض حتى الدعم النقدي للجيش الجمهوري الإيرلندي وشين فين- وهو موقف لطالما رفضه حزب العمال الاشتراكي بحزم.

(2). تروتسكي، النساء والعائلة.

(3). يلي ذلك موقفاً غريباً للغاية: “لا يمكن القول حقاً إنهم يكسبون من معاملة أجساد النساء كسلع- فالرجال الوحيدون المستفيدون من ذلك هم الرجال الذين لديهم ثروات لشراء وبيع السلع”. (هارمان، المصدر نفسه) بكل تأكيد لا يمكن أن يفلت من انتباه هارمان أن كل النساء والرجال من الطبقة العاملة، وغيرها، لديهم المال لشراء وبيع السلع. ووفق نعيش وسط المجتمع الرأسمالي. لا يمكن له أن يقصد رجال الطبقة الحاكمة فقط من يشترون البورنوغرافيا، أو للذهاب إلى نادٍ للتعري، أو استئجار خدمات عاملات جنس لأن ذلك بكل بساطة غير صحيح. هذه نقطة ثانوية بما خص الحجة الأساسية ولكن من المستغرب أن هارمان، المفكر المعروف بصرامته ودقته، قد استخدم مثل هذا التحليل المهلهل.

(4). تتراوح الآليات بين الرفض العلني والإصرار، مدعومين بالقوة الاقتصادية وحتى القوة المادية (وهذا هو حال العديد من عائلات الطبقة العاملة بكل تأكيد)، على الرغم من [حجة] “عدم القدرة” المثيرة للشفقة لاكتساب المهارات المطلوبة، مروراً بالممانعة والتلكؤ (الأمر الذي يجبر الزوجة على لعب دور “المتذمرة”)، وصولاً إلى الحجة القصوى القائلة إن أعمال الرجل خارج المنزل هي أهم من متطلبات العمل المنزلي.

5. هذا هو معنى الاقتباس المعروف لإنغلز وإليانور ماركس وآخرين بأن “الرجل داخل العائلة هو البرجوازي، والمرأة هي البروليتارية”.

6. إقرأ/ي على سبيل المثال خطاب كلارا زيتكين أمام المؤتمر الرابع للأممية الشيوعية حول تنظيم العاملات. في خطابها تشدد زيتكين على “لقد ظهر شيء واحد؛ نحن نطالب بأجهزة خاصة لمواصلة العمل الشيوعي لتنظيم وتعلين النساء وجعلها جزءاً من حياة الحزب… لتحقيق هدفنا، من الضروري إنشاء أجهزة حزبية، سكرتارية للنساء، أقسام نسائية، أيا كان الاسم الذي نطلقه عليها للقيام بهذا العمل”. ثم انتقلت زيتكين إلى مقارنة الوضع في الحزبين الشيوعيين البلغاري والألماني حيث توجد سكريتاريا للنساء وباتت “الحركة النسائية الشيوعية إحدى نقاط القوة في الحياة العامة للحزبين”، مع الوضع في الأحزاب الشيوعية في بولندا وبريطانيا “حيث رفضت القيادة أو أجلت إقامة هيئة خاصة للتحريض الممنهج بين النساء”.




7. إقرأ/ي كتيب طوني كليف- المصدر نفسه. يصف كليف خطأ ماركس بأنه “مدهش” ويكتب “إحدى أغرب المفارقات في الكومونة أن نساء الطبقة العاملة قد لعبن دوراً كبيراً في ثورة لم تسمح لهن حتى بالتصويت. ربما يمَكِّننا التحليل في هذا المقال من فهم لماذا هذا السهو ليس “مدهشاً” وأن مفارقات الكومونة ليست غريبة [عنا].

8. إن تفسير صمتنا الجمعي حول تحرير النساء طيلة جيل أو أكثر حالياً في حزب العمال الاشتراكي هو بإرجاع المسألة إلى الستالينية التي أزالت التقاليد الماركسية الحقيقية حول النساء. بالطبع قامت الستالينية بذلك، لكن هذا لا يفسر سبب نجاح الستالينية في إسكاتنا في هذه المسألة أكثر بكثير مما نجحت في اشتراكيتها في دولة واحدة و”الديمقراطية العمالية”. لسوء الحظ، لا بد من الاعتراف بأن النشاط النسائي خارج الحزب تلاه نضال النساء داخل الحزب هو الذي أجبر الحركة التروتسكية على مواجهة نظريتها وممارساتها.