محنة انسان تصنيع جسد المرأة



نساء الانتفاضة
2023 / 2 / 4

القسم الاول

((حظي الجسد الأنثوي بالكثير من الأحكام اللاموضوعية، المبنية على أسس تخدم مصالح مجتمع تعود فيه السلطة لنفوذ الهيمنة الذكورية، مجتمع متواتر تاريخيا بنظامه الأبوي البطريركي، الأمر الذي أنكر عليها التميز بصورة أخرى، غير صورة الجمال) الأنثروبولوجية الجزائرية ... زهية بن عبد الله. مقال... الجمال والجسد الأنثوي: التمثلات والممارسات.

(في الرابع من شباط من العام الماضي 2022 توفيت الشابة "ايمان جواد" ذات ال 25 ربيعا، في صالة العمليات، بعد ان اجري لها عملية تجميل، وقد لاذ الطبيب الذي أجرى العملية بالفرار) هكذا نزل الخبر في وسائل الاعلام، توفيت تلك الشابة، والتي حتما لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة، فهناك كما يقول نقيب الأطباء في العراق "جاسم العزاوي" (أكثر من 400 مركز تجميل في العراق، منها المرتبط بشخصيات سياسية) تمارس اعمال تصنيع أجساد النساء، مع ان الدكتور مصطفى الهيتي نقيب الصيادلة في العراق يقول في تصريح اعلامي انه فقط في ("مناطق الحارثية والمنصور وشارع 14 رمضان وصولا إلى النفق، تضم 481 مركز تجميل)؛ واغلب من يعمل بهذه المراكز كما يقول الدكتور جاسم العزاوي (غير متدرب في هذا المجال أو لم يأخذ احتياطاته بشكل صحيح، أو أن يكون منتحلا لصفة الطبيب) وتذكر بعض المصادر ان هناك 200 "جراح تجميل" في العراق.

وتعد عمليات تجميل الأنف وشفط الدهون وتشوهات الأذن وشد الجفون وحقن "الفيلر" و"البوتكس" للوجه والشفاه، وإذابة شحوم البطن والفخذين والذراعين وتكبير الأرداف والاثداء من أكثر عمليات التجميل المنتشرة في العراق.

طبيب التجميل اللبناني حسين الهاشم في موقعه الالكتروني ذكر إن هناك أكثر من 16 مليون امرأة تدخل عالم التجميل، بين جراحة وغير جراحة تجري في العالم سنوياً. الجدير بالذكر ان لبنان يعد من أكثر البلدان في المنطقة بعدد مراكز التجميل، ففيه كما تذكر بعض المصادر: "3500 مركز تجميلي تعمل فيها 15 ألف عاملة، وان عدد العمليات الجراحية التي تجرى سنوياً في لبنان بلغ تقريباً 20 ألف عمليّة، و30 ألف إجراء تجملي غير جراحي".

الباحثة في علم الاجتماع اللبنانية "ريتا فرج" وفي مقال جريء لها "المرأة الثقب" تقول ما نصه: (في ملاحظة لافتة لعالِمة الاجتماع المغربيّة الراحلة فاطمة المرنيسي (1940-2015)، استوقفتني مطولاً، وإن بدت للبعض عابرة، تحليلها لــــ "المانيكان" "دمى عرض الملابس" في محال بيع الملابس النسائيّة في المغرب، فغالبيتها تكون بلا رأس، وقد رأت صاحبة “هل أنتم محصنون ضدّ الحريم؟” أنّ الغاية من وراء ذلك، نفي وجود “العقل” عند المرأة والنّظر إليها بوصفها جسداً استعراضياً/ تسليعياً)، وقد لاحظ ذلك مسبقا عالم الاجتماع الفرنسي بيير بورديو 1930-2002 ان "المرأة التي يفحصها الطبيب يتم تغطية القسم الأعلى من جسدها بملاءة"؛ وإذا ما انطلقنا من ملاحظة المرنيسي وبورديو فأننا سنكتشف ان صناعة جسد المرأة يتم من خلال هيمنة ذكورية تٌشيء وتسلع أعضاء جسدها، وتجعلها في خدمة رغبات الرجل، فقد خلق لها عالما هو من صنعه وسجنها فيه، فلا تستطيع فكاكا من رؤيته ومن عالمه الا عبر نضال طويل وقاس جدا.
يتبع...
#طارق_فتحي