التحرر من الذكورية السلطوية



عامر سليم
2023 / 3 / 9

هذا المقال هو تعليق على المقال الرائع للصديقة العزيزة ليندا كبرييل المحترمه ونظراً لطول التعليق ارتأيت نشره منفصلاً:
( سيكون عيداً للمرأة العربية يوم تَرْكُلُ الكرة بقدمها إلى المرمى، لا أن تكون الكرةَ التي تتقاذفها أقدام اللعّيبة الرجال.)
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=785780
..........................

(لا تَقنطي إِن رَأَيتِ الكَأسَ فارِغة ... فَفي كلّ عامٍ يَنضُجُ العِنبُ ... أما السَكارى فَهُم أَبناؤُهُ النُجُبُ) ......الياس ابو شبكة
وفي كل عام في مثل هذا اليوم تصدح الحناجر والشعارات والتحليلات والتبريكات والتهنئات للمرأة من الأبناء النجَبُ للمرأة , الرجال السكارى!.

تقول الكاتبة الأميركيه سوراي جيملي :
“But behind it all, we can t truly know which men are harmless. And the cost of being wrong is high.”
― Soraya Chemaly

ومع ذلك , وخلف كل الأقلام والكتابات هل حقاً يمكن بصدق معرفة الرجل غير المؤذي غير الذكوري و تمييزه ؟.
ايتها السيدات : ثمن الخطأ في التقديرهنا فادح جداً!.
تحرير المرأة يكون بتحرير الرجل من ذكوريته السلطوية.
هل الرجل مستعد للتخلي عن هذه الذكورية السلطوية؟ بكل صراحةً و كرجل , نفسياً وفرويداً مستحيل!.
هذا الأمر ليس سهلاً ابداً للرجل, والبديل والمتنفس الأسهل هو الكتابة والتحدث عن حقوق المرأة و مساواتها بالرجل!.
........

لا أحد ينكر كم من الحقوق التي حصلت عليها المرأة وكم من القوانين التي شُرعت من أجل حمايتها خلال قرن واحد من الزمان , وكل ذلك حصل بالنضال المشترك بين الرجل والمرأة سواء كان في بلدان التي فيها عفريت الصراع الطبقي أو بلدان التي بلا عفريت الصراع الطبقي! ( اما بلاد خيرامة وبلاد السماء والدين والعشائر والقبائل فهي خارج التاريخ والطبيعة والديالكتيك فلا شأنُ لنا بها لأن قوة و حجم تكريم المرأة فيها الغى وجودها تماماً!) ولكن مازال هناك تمييز في العمل وتحرش جنسي وعنف ضد المراة في كل مكان في هذا العالم ...

تقول الكاتبة والصحفية الكنديه الأسترالية تارا موس :

We have come a long way, particularly in terms of women becoming more equal under the law. Fortunately, workplace discrimination is now a crime - but unfortunately women still experience it. Fortunately, sexual harassment is now a crime - but unfortunately women still experience it. Fortunately, the assault of women is now a crime - but unfortunately women still experience it. The list goes on.
Tara Moss

لماذا ما زال التمييز والتحرش و العنف مستمراً ضد المرأة رغم الأحتفالات والمهرجانات والمقالات والشعارات التي تملأ مشارق الأرض ومغاربها؟
انها وليس غيرها, ذكورية الرجل السلطوية وحضورها القوي الذي يجثم على صدور النساء ويخنقهن.
الافعال لا الأقوال يا سادةً!.
لا تعزف ولا تغني للمرأة بل تحرر من ذكوريتك أولاً يا رجل.

Well done is better than well said.
https://www.facebook.com/photo?fbid=1615593311982205&set=a.389856334555915