: الاهمية والمغزى ل 8 اذار عيد المرأة العالمي (بمناسبة الذكرى ال 150 عاماً لنضال المرأة :1873-2023). المطلب الثالث :: اهمية التحرر الاقتصادي للمرأه.



نجم الدليمي
2023 / 3 / 15

هدف التحرر الاقتصادي ::
ان الهدف الرئيس للتحرر الاقتصادي والاجتماعي للمجتمع بشكل عام والمرأة بشكل خاص يكمن في القضاء والى الابد على كافة اشكال عدم المساواة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية...، في المجتمع وخاصة فيما يتعلق الأمر بتحرر المرأة، وهناك ترابط موضوعي بين علم السياسة والاقتصاد ولا يمكن الفصل بينهما وعن حق عندما قال لينين (( ان السياسة ما هي إلا التعبير المكثف عن الاقتصاد.
ان التحرر الاقتصادي للمرأة يتعلق بالدرجة الأولى بطبيعة النظام السياسي والاقتصادي والاجتماعي الحاكم كذلك شكل الملكية، ملكية عامة لوسائل الانتاج او ملكية خاصة لوسائل الانتاج. ان المفتاح الرئيس لتحرر المرأة يكمن في ضمان حق العمل لها وفق الدستور وهذا سوف يؤدي الى تحررها الاقتصادي... والقضاء على البطالة والفقر والامية والبؤس... في المجتمع. ان سيادة وهيمنة الملكية العامة لوسائل الانتاج في النظام الاشتراكي سوف يتم القضاء التام على البطالة والفقر...، وفق قانونية التخطيط الاقتصادي ومن خلال وضع الخطط بعيدة المدى، متوسطة المدى، قصيرة المدى وهناك ترابط بين الخطط فيما يتعلق بتحقيق الاهداف المرسومة والمحددة في الخطط، وان هذه الخطط تعمل وفق القانون بهدف تحقيق الهدف الاستراتيجي الا وهو تحقيق التطور الاقتصادي والاجتماعي وتحقيق الرخاء وتحرير المجتمع من التبعية للخارج.ان هذه الخطط تقوم على أساس تحقيق المؤشرات الاقتصادية والاجتماعية... ومنها مثلاً، تحديد نسبة النمو الاقتصادي، تحديد نسب الانتاج والأجور للعاملين في الاقتصاد الوطني وغير ذلك.
ان استراتيجية التصنيع الاشتراكي تعد الخطوة الأولى والرئيسة للقضاء على التخلف الاقتصادي والاجتماعي وكذلك مفتاح رئيس لتحرير المرأة اقتصادياً...، من خلال مشاركتها في العمل الانتاجي،والخدمي ، وتحديد الأجور للعاملين في الاقتصاد الوطني وفق مبدأ ربط الاجر بطبيعة العمل ، وهذا يشكل قمة العدالة الاجتماعية والاقتصادية في المجتمع اللاطبقي المجتمع الاشتراكي. ان توفير وضمان حق العمل دستوريا يشكل الخطوة الأولى لتحرير المواطنين جميعاً بما فيها المرأة وينهي الاستغلال والاضطهاد وغياب البطالة والفقر والامية والبؤس وغيرها من الآثار الايجابية وخاصة ضمان الأجور وزيادتها وفق القانون والخطط الاقتصادية مع ثبات او زيادة بسيطة في اسعار السلع والخدمات وهذه السياسة ستؤدي إلى تحسين المستوى المعيشي للمواطنين بشكل عام والمرأة بشكل خاص ، وهذا ما تحقق في المجتمع الاشتراكي بدليل تتم زيادة الأجور، المرتبات، للعاملين في الاقتصاد الوطني وهذه الزيادة تفوق الزيادة ان حصلت لا اسعار السلع والخدمات ،وهذه السياسة تؤدي إلى تحقيق الرخاء والرفاهية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للمواطنين وكذلك تساعد على خلق الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي وازدهار الوضع الثقافي، اذا علمنا مثلاً ان اسعار الكتب والمجلات والصحف وبطاقات السينما والمسرح زهيدة وتكاد شبه مجانية فيما يتعلق بالسعر بالمقارنة مع الدخل النقدي للمواطن ،ناهيك عن مجانية التعليم والعلاج والسكن والضمان للشيخوخة ،اضافة الى ذلك فان خدمات السكن لا تتعدى 10 بالمئة من الدخل النقدي شهرياً للعائلة السوفيتية وهذا محدد في الدستور الاشتراكي. ان كل ذلك وغيره سوف يؤدي الى تحسين مستوى الدخل الحقيقي للمواطنين.
ان سياسة التصنيع وخاصة الصناعات الثقيلة في النظام الاشتراكي وفي ظل توفر الامكانيات المتاحة المادية والبشرية ، ووجود قيادة سياسية وطنية ومخلصة وحاسمة ومبدئية يهمها تطور المجتمع اللاطبقي ونقله من حالة التخلف والتبعية الى حالة التطور والتقدم الاقتصادي والاجتماعي، وهذا ما حدث في الثلاثينيات من القرن الماضي في الاتحاد السوفيتي وبهذه السياسة تم القضاء على البطالة والفقر والامية.... وتم تحقيق معدل نمو اقتصادي سنوي اكثر من15 بالمئة ، وهذا لم يحدث لا في القرن العشرين والا في القرن الحادي والعشرين ولا في البلدان الرأسمالية المتطورة ولا في غيرها.
ان من اهم سمات التصنيع الاشتراكي هي الاتي :: العمل على خلق القاعدة المادية والتكنيكية للمجتمع اللاطبقي، والترابط بين القاعدة التكنيكية للمجتمع والثورة العلمية التكنيكية المعاصرة والعمل على تحقيق وتائر التقدم العلمي للانتاج والمستوى الثقافي ومستوى عالي لا انتاجية العمل، لان انتاجية العمل تعد احد اهم مؤشرات التطور الاقتصادي والاجتماعي للمجتمع الاشتراكي، وكما يرافق عملية التصنيع تحقيق مستوى عالي من التطور للانتاج المادي الضروري لتلبية الحاجات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.... الضرورية للمواطنين. ان انشاء القاعدة المادية التكنيكية للمجتمع تضمن وتؤمن العمل والمساواة، وكما تعد عملية التصنيع، نمط طراز جديد في المجتمع وهي تحتاج إلى الإدارة الاقتصادية الفاعلة واتباع المركزية الديمقراطية في تنظيم العمل والإنتاج والنقل والتسويق والاستهلاك.
ان سياسة التصنيع تهدف ايضاً العمل على مواصلة وتطوير وتحسين القاعدة الصناعية والزراعية بالدرجة الأولى وفق متطلبات وحاجة المجتمع والاقتصاد الاشتراكي وكما تهدف ايضاً لضرورة التوصل إلى مستوى اعلى نوعيا في تطور القوى المنتجة ، واعطاء الأولوية لتطوير القطاعات الانتاجية التي تخلق الانتاج المادي ومنها القطاع الصناعي والزراعي...، وكذلك تطوير قطاع السكن، اي ان هذه القطاعات تضمن وتوفر فرص العمل والغذاء والدواء والسكن وتحقيق الرفاهية الاجتماعية والاقتصادية وفي النهاية تتم معالجة البطالة في المجتمع ومنها المرأة والتي تشكل في الغالبية العظمى من دول العالم نصف عدد سكان في اي بلد. ( 1).
ان هدف تدخل الدولة في الشؤون الاجتماعية والاقتصادية وتحديد السياسة الاقتصادية والمالية والنقدية للاقتصاد والمجتمع هو تحقيق التطور والرفاهية الاقتصادية والاجتماعية والعمل على تعزيز الاستقلال والسيادة الوطنية اضافة الى تحرير نصف المجتمع من الناحية الاقتصادية والاجتماعية وهو تحرير المرأة. ان التدخل المباشر من قبل الدولة في ادارة وتنظيم الاقتصاد الاشتراكي الذي يعتمد على مبدأ المركزية الديمقراطية، وهذا يعني الجمع بين ادارة العمليات الاقتصادية من مركز واحد مع التطور الواسع لمبادرة الحلقات الانتاجية، فلا بد من المركزية والاستقلالية النسبية، بدون مركزية، بدون اخضاع مجمل العمل لا يقاع واحد ( مركز واحد) يستحيل تقدم الاقتصاد بصورة ناجحة.....، ان الاقتصاد الاشتراكي اعتباره مصنع كبير-- مجازا--، وهذا المصنع الكبير لا يمكن ادارته الا مركزيا. ان المركزية والديمقراطية في النظام الاقتصادي للاشتراكية مرتبطتان معا وتكملان بعضهما البعض ولهما طبيعة اجتماعية واقتصادية واحدة ويعكسان وحدة مصالح الشعب .( 2).
ان تحرير المرأة اقتصاديا وضمان حريتها الاقتصادية والثقافية وضمان جميع حقوقها الاخرى المشروعة لا ولن تتحقق الا في المجتمع اللاطبقي المجتمع الاشتراكي ووفق الدستور والقانون من الناحية النظرية والعملية، اما بقية الانظمة الطبقية فان شعاراتها براقة وخادعة وغير صادقة سواء في دول المركز او غالبية دول الأطراف ،وكذلك الاحزاب البرجوازية وغيرها من الأحزاب السياسية الاخرى سواء كانت حاكمة او غير حاكمة، فهي تعتمد على ازدواجية المعايير، او الكيل بمكيالين بخصوص موقفها من تحرير المرأة بدليل ان نظرة المجتمعات الطبقية واحزابها لهم موقفاً سلبياً من المرأة فيما يتعلق بتحررها الاقتصادي ،وكذلك النظرة الدونية للمرأة فهم يعتبرونها (( ناقصة عقل، وعورة)) وغيرها من الخزعبلات الاخرى، ماذا تقولون عن رائدة الفضاء السوفيتية تيليشكوفا وهي اول امرأة حلقت للفضاء، والمناضلة الجزائرية جميلة بوحيرد، والمناضلات من حزب فهد_سلام خلال الانقلاب الفاشي الاسود عام 1963 وخلال الحملة الهيستيرية التي شنها النظام الديكتاتوري ضد حزب فهد_سلام قبل وبعد ما يسمى بالجبهة الوطنية وحتى سقوط النظام الديكتاتوري ،فصمود المناضلات من الحزب الشيوعي العراقي في سجون النظام الديكتاتوري السابق انموذجا حيا وملموسا على ذلك ومنهن الرفيقة عايدة ياسين، ام علي وغيرها من المئات بل الالاف من المناضلات الشيوعيات من حزب فهد_سلام. .
ان تحرير المرأة يتطلب النضال الجاد والحقيقي من قبل المجتمع ، من اجل خلق الوعي الوطني والطبقي الملتزم في المجتمع، ويعد ذلك عاملاً مهماً ورئيسيا من اجل تحرير المرأة من الناحية الاقتصادية، ومن مقومات ذلك التحرر هو ضمان حق العمل دستورياً والعمل على دمقرطة المجتمع والاقتصاد الوطني والعمل المستمر على تحسين المستوى المعيشي والمتزايد والاستخدام العقلاني للموارد البشرية والمادية وفق خطة اقتصادية واضحة الاهداف والمعالم والعمل بالإدارة المركزية للاقتصاد الوطني في ميدان الانتاج والتسويق والاستهلاك بهدف تحقيق الرخاء والرفاهية الاقتصادية والاجتماعية في المجتمع .